أبها : الوطن

على الرغم من الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية على صعيد مشاركتها في القوى العاملة، إلا هذه المشاركة لا تزال تواجه تحديات قائمة، حيث ما زالت معدلات مشاركة النساء في القوى العاملة أعلى قليلاً من نصف معدلات مشاركة الرجال في جميع الفئات العمرية.

وفي إطار تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في التعليم والتدريب التقني والمهني بشكل كبير قامت جملة من الجهود والإصلاحات التي أدت إلى تفكيك الحواجز، والسماح للنساء بقدر أكبر من الوصول إلى التعليم وسوق العمل، وشهدت مشاركة النساء السعوديات في القوى العاملة نموًا ملحوظًا، حيث حققت هدف رؤية 2030 المتمثل في 30% قبل الموعد المحدد، ووصلت إلى 35.3% في عام 2023.

ويعزى هذا التقدم إلى حد كبير إلى مجموعة من التدابير السياسية، بما في ذلك إصلاحات القوانين المدنية وقوانين العمل، وتمكين المرأة من العمل في وظائف كانت محظورة سابقًا وتعزيز الحماية في مكان العمل ضد التحرش.

وكان البنك الدولي، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في السعودية، فعالاً في هذه التطورات، حيث أنتج أبحاثًا شاملة للمساعدة في اتخاذا قرارات باغلة الأهمية في هذا الجانب.

كليات تقنية رائدة للنساء

لعبت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني دورًا محوريًا في هذه التطورات، فقد أنشأت 14 كلية تقنية دولية للفتيات، و37 كلية تقنية للإناث، و3 كليات تقنية رقمية، ومعهدًا صناعيًا في السجن، من بين مبادرات أخرى، وتضم هذه المؤسسات أكثر من 34 ألف متدرب، وأكثر من 180 امرأة في أدوار قيادية.

كما أطلقت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مسابقات وبرامج مبتكرة لسد الفجوات بين الجنسين في المجالات الناشئة مثل الأمن السيبراني والطباعة ثلاثية الأبعاد، وتشجيع مشاركة المرأة في المجالات التي يهيمن عليها الذكور تقليديًا.

ونجحت أندية المؤسسة الصيفية وبرامج التوعية الأخرى في جذب الفتيات الصغيرات إلى التعليم التقني والمهني، حيث تقدم لهن خبرة عملية في مجالات مختلفة وتتحدى الصور النمطية الجنسانية.

وأدت هذه المبادرات، إلى جانب برامج المواهب والابتكار، إلى زيادة كبيرة في التحاق الإناث بمؤسسات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، من 17.959 في عام 2019 إلى 27.304 في عام 2021، وتوسع عدد كليات التدريب التقني والمهني للنساء من 29 إلى 38، كما زاد عدد التخصصات المتاحة للنساء، مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والضيافة، والسياحة، وإدارة المكاتب.

التغلب على حواجز التوظيف

على الرغم من هذه الإنجازات، ما تزال التحديات قائمة، فما زالت معدلات مشاركة النساء في القوى العاملة أعلى قليلاً من نصف معدلات مشاركة الرجال في جميع الفئات العمرية، وتظل النساء المتخرجات من التعليم المهني بعد المرحلة الثانوية يواجهن تحديات كبيرة في العثور على عمل مقارنة بأقرانهن من الذكور.

على سبيل المثال، لا تجد سوى 20% من الخريجات ​​عملاً في غضون 6 أشهر من التخرج، مقارنة بنحو 62% من الخريجين الذكور.

وتتركز فرص العمل لخريجات ​​التعليم المهني والتقني في الغالب في المهن المرتبطة بقطاع الخدمات، وهو ما يعكس اتجاهات التوظيف العامة للنساء.

ولمعالجة هذه التحديات بشكل أكبر، نفذت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مبادرات عدة مثل مبادرة تدريب النساء على صيانة المركبات في منطقة الحدود الشمالية، وتهدف هذه البرامج إلى تزويد النساء بالمهارات اللازمة لدخول وظائف أعلى أجرًا وأكثر تخصصًا، وبالتالي سد الفجوة بين الجنسين في القوى العاملة.

مواءمة مع الاحتياجات

تواصل السعودية تمكين المرأة من خلال مواءمة برامج المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني مع احتياجات القطاعات سريعة النمو لضمان حصول النساء على فرص العمل الناشئة.

وتعد هذه التدخلات الإستراتيجية حاسمة لتعزيز المساواة بين الجنسين، وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل، وتحقيق الأهداف الطموحة المنصوص عليها في رؤية 2030، وينعكس تأثير هذه المبادرات في التقدم المحرز بين عامي 2019 و2021، مع زيادة عدد النساء والفتيات المسجلات بشكل كبير والتوسع في عدد كليات التعليم والتدريب المهني والتقني للإناث، وعلاوة على ذلك، زاد عدد التخصصات المتاحة للنساء، مما أدى إلى تلبية الطلب على المهنيين المهرة في مختلف الصناعات.

تقدم غير مسبوق

يسلط تقرير «التحديث الاقتصادي للخليج» الصادر عن البنك الدولي في 2023 الضوء على التقدم غير المسبوق في مشاركة القوى العاملة النسائية في السعودية، ويستكشف التقرير تأثير الإصلاحات الهيكلية، والأعراف الاجتماعية المتطورة، والإجراءات الحكومية التي أدت إلى هذا الارتفاع في قطاعات متنوعة.

وصلت السعودية إلى معدل بطالة منخفض تاريخيًا بنسبة 7% في عام 2023، حيث يعمل القطاع الخاص بأكثر من 2.2 مليون رجل وامرأة.

لم تعمل هذه التطورات على زيادة مشاركة القوى العاملة النسائية في جميع الفئات العمرية فحسب، بل خلقت أيضًا فرص عمل في القطاع الخاص، وذلك بفضل مجموعة من التدابير السياسية التي نفذتها الحكومة بنجاح منذ 2015، وكان الجزء الأكبر من الزيادة في مشاركة القوى العاملة النسائية بين النساء السعوديات ذوات المستوى التعليمي المتوسط، وخاصة الحاصلات على تعليم ما بعد الثانوي غير العالي.

سد الفجوة بين الجنسين

تشكل مبادرات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أهمية بالغة في تعزيز المساواة بين الجنسين وتنمية المهارات الفنية، وقد أسفر الجمع بين الأنشطة الفنية وبرامج المواهب والابتكار وأنشطة المسؤولية الاجتماعية والأنشطة الثقافية ومبادرات الاستكشاف والتدابير المستهدفة للنساء والفتيات عن نتائج ملموسة.

وينعكس تأثير هذه المبادرات في التقدم المحرز، مع زيادة كبيرة في التحاق الإناث بمؤسسات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وتوسع عدد كليات التعليم والتدريب التقني والمهني للنساء، وعلى الرغم من هذه الإنجازات، لا تزال هناك تحديات، ولا بد من بذل جهود مستمرة لمواصلة تعزيز المساواة بين الجنسين في سوق العمل، ونظام التعليم والتدريب التقني والمهني.

كليات تقنية

14 كلية تقنية دولية للفتيات في السعودية

37 كلية تقنية للإناث

3 كليات تقنية رقمية

34 ألف متدربة وأكثر في الكليات المذكورة

180 امرأة في أدوار قيادية في الكليات التقنية

27304 إناث ملتحقات بمؤسسات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عام 2021

17.959 أنثى ملتحقة بمؤسسات التدريب التقني والمهني في 2019