منصور الضبعان

(1)

تؤمن أغلب الفتيات أن مهرهن بملايين الريالات، الأمر ليس مزاحا، حتى تلك التي لم تصرِّح ففي أعماق القلب ثمة قناعة أنها تستحق الملايين، مهما بلغ عمرها، أو مستواها المادي، أو فكرها. هذا الاضطراب الوهامي المتمثل بـ«الميغالومانيا» يجعلك تجزم أن «جنون العظمة» مستخلص من الكروموسوم الوردي.

(2)

المرأة تعتقد أن الرجل يحبها لأنها جميلة، ومن يكرهها فهو يكرهها لأنها جميلة!

(3)

«الوهم اللذيذ» فن تصنعه المرأة منذ الطفولة، فهي الأجمل على الإطلاق، ويتعارك لرضاها الشبان، ويطلب ودها الثري، وتقدم لها، الوزير، والسفير، والضابط، والمهندس، والطيار، والمدير، وهي تستحق المهر الضخم، والاحتفال المهيب، وحياة مليئة بالرحلات، والترفيه، واللعب، والتسوق، بغير حساب، ودون أدنى مسؤولية، لذلك هي تصدّق خرافات «السوشال ميديا» وخداعهن دون تفكُّر. حتى عندما تدّعي كل ما سبق، هي لا تكذب، هي تظن أنها عاشت هذا الحدث فعلا!.. إنه «الوهم»!

(4)

الأوهام مستويات، وأكثر «وهم» تصاب به المرأة من المهد إلى اللحد هو «وهم الحب»، أمر لا تقبل النقاش فيه و«الإيقاظ» منه. الوهم الآخر هو «وهم الغيرة»، وهو وهم دمّر حياة كثيرات، ثم «وهم الجمال» فهي جميلة رغم الأنوف، والعيون، والواقع.

(5)

عدّد الخبراء أسباب الوهم فمن مبالغات الوالدين بالاهتمام و«الدلال» الزائد، وحتى الشعور بالنقص، وعدم الثقة بالنفس، مرورا بالقلق، والكبت النفسي، والجفاف العاطفي. ولكن الحقيقة أن «الوهم» كامن في جينات المرأة، فهي عندما تكون الأولى، والوحيدة، والأميز، والأجمل، والأكمل، والأفضل، والأغنى، لا بد من أن يساورها «قلق فطري» فتنظر لما عند الأخريات!

(6)

أغلب من ادعين «المهر المليوني»، أو اشترطن ذلك، افترستهن العنوسة، أو تزوجن كالأخريات، أو تزوجن بثمن بخس، أو دفعن هن، ولا زال «الوهم» باقيًا، ويتمدد.