في عام 1436 أي قبل 10 سنوات، كتبت هنا مقالاً بعنوان «عناية رسمية بالمناسبات الدينية»، عن موضوع مقالي هذا، وأعود اليوم لذاته، بسبب الجمال والجلال اللذين لمستهما أثناء متابعة مناسبتي «تلبيس» الكعبة المشرفة في مفتتح العام الهجري، ثم تشرف نائب أمير منطقة مكة المكرمة بغسل داخلها بالزمزم وماء الورد، وتدليك جدرانها الداخلية بالقماش المبلل بمخلوط خاص، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- منتصف الشهر، بمعية سدنة بيت الله الحرام، من بيت «الشيبي»، ومشاركتهم وغيرهم من المسؤولين والأعيان والدبلوماسيين.
لا يمكن وسط المناسبتين المذكورتين، وفتح باب الكعبة بالخصوص، تمريرعدم المرور على معنى سدانة بيت الله الحرام، وخدمته والقيام بشؤونه، وفتح باب الكعبة وإغلاقه الذي يقوم به «السدنة» أو «الحجبة»، لحجبها عن العامة. وتذكر كتب التاريخ أن «السدانة» كانت بيد سيدنا إسماعيل، الذي تولى رفع القواعد من بيت الله الحرام مع والده سيدنا إبراهيم عليهما السلام، وبقي بجوار البيت يقوم على خدمته، ثم انتقلت -أي السدانة- بعد ذلك، إلى أبناء سيدنا إسماعيل مدة طويلة، ثم اغتصبها منهم جيرانهم وأخوالهم من «جرهم»، ثم اغتصبتها «خزاعة» منهم، ثم استردها «قصي بن كلاب»، الجد الرابع للنبي، صلى الله عليه وسلم، ثم صارت من بعده في ولده الأكبر «عبدالدار»، ثم صارت في بني عبدالدار؛ جاهلية وإسلاماً، ولم تزل في ذريته حتى انتقلت إلى الصحابي سيدنا عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ثم صارت إلى ابن عمه الصحابي سيدنا شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وبقيت وستظل في حيازة أولاده من «الشيبيين»، نسبة إلى سيدنا شيبة، رضي الله تعالى عنه، وبارك فيهم.
ذكر الإمام الزرقاني في شرحه على كتاب «المواهب اللدنية» للإمام القسطلاني، رحمهما الله، عند تناول موضوع المغازي، وفتح مكة المكرمة: وقوله: «خذوها» أي سدنة الكعبة «خالدة تالدة».. و«لا يظلمكموها إلا كافر»، أي كافر نعمة الفتح العظيم، ويحتمل الحقيقة، أي إن استحل.. ونقل حديث «يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف»، أي: بسبب خدمته وعلى سبيل التبرع والبر، وأضاف: «قال المحب الطبري: ربما تعلق به الجهال في جواز أخذ الأجر على دخول الكعبة، ولا خلاف في تحريمه، وأنه من أشنع البدع...»، وقال: «قال الحطاب المالكي: والمحرَّم نزع المفتاح منهم، لا منعهم من انتهاك حرمة البيت، وما فيه قلة أدب، فهذا واجب لا خلاف فيه، لا كما يعتقده الجهلة أنه لا ولاية لأحد عليهم، وأنهم يفعلون في البيت ما شاءوا، فهذا لا يقوله أحد من المسلمين».
أختم بقصة مفتاح الكعبة؛ فلما فتح النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة المكرمة، أخذ المفتاح من سيدنا عثمان بن طلحة، وفتح بابها، ودخلها، وكبَّر في نواحيها، وكان معهما سيدنا بلال بن رباح وسيدنا أسامة بن زيد، رضي الله عنهم، وأمر بالباب فأغلق، ولبثوا ملياً، ثم فتحه بعد تطهيرها، وصلى، ثم أعطاه المفتاح بعد أن خرج، وقال: «خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة، لا يظلمكموه إلا كافر».. «لا ينزعها منكم إلا ظالم»، وكلمة «خذوها» تعني العُهدة النبوية بعموم «السدانة»، ويدخل فيها التفرد بمفتاح الكعبة الشريفة، وغيره من مفاتيح، واستمرار تمكينهم من صلاحيات وظائف السدانة، وعدم مزاحمتهم على حقوقها.. اللهم زد بيتك الحرام تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وعظمه تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبراً.
لا يمكن وسط المناسبتين المذكورتين، وفتح باب الكعبة بالخصوص، تمريرعدم المرور على معنى سدانة بيت الله الحرام، وخدمته والقيام بشؤونه، وفتح باب الكعبة وإغلاقه الذي يقوم به «السدنة» أو «الحجبة»، لحجبها عن العامة. وتذكر كتب التاريخ أن «السدانة» كانت بيد سيدنا إسماعيل، الذي تولى رفع القواعد من بيت الله الحرام مع والده سيدنا إبراهيم عليهما السلام، وبقي بجوار البيت يقوم على خدمته، ثم انتقلت -أي السدانة- بعد ذلك، إلى أبناء سيدنا إسماعيل مدة طويلة، ثم اغتصبها منهم جيرانهم وأخوالهم من «جرهم»، ثم اغتصبتها «خزاعة» منهم، ثم استردها «قصي بن كلاب»، الجد الرابع للنبي، صلى الله عليه وسلم، ثم صارت من بعده في ولده الأكبر «عبدالدار»، ثم صارت في بني عبدالدار؛ جاهلية وإسلاماً، ولم تزل في ذريته حتى انتقلت إلى الصحابي سيدنا عثمان بن طلحة بن أبي طلحة ثم صارت إلى ابن عمه الصحابي سيدنا شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وبقيت وستظل في حيازة أولاده من «الشيبيين»، نسبة إلى سيدنا شيبة، رضي الله تعالى عنه، وبارك فيهم.
ذكر الإمام الزرقاني في شرحه على كتاب «المواهب اللدنية» للإمام القسطلاني، رحمهما الله، عند تناول موضوع المغازي، وفتح مكة المكرمة: وقوله: «خذوها» أي سدنة الكعبة «خالدة تالدة».. و«لا يظلمكموها إلا كافر»، أي كافر نعمة الفتح العظيم، ويحتمل الحقيقة، أي إن استحل.. ونقل حديث «يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف»، أي: بسبب خدمته وعلى سبيل التبرع والبر، وأضاف: «قال المحب الطبري: ربما تعلق به الجهال في جواز أخذ الأجر على دخول الكعبة، ولا خلاف في تحريمه، وأنه من أشنع البدع...»، وقال: «قال الحطاب المالكي: والمحرَّم نزع المفتاح منهم، لا منعهم من انتهاك حرمة البيت، وما فيه قلة أدب، فهذا واجب لا خلاف فيه، لا كما يعتقده الجهلة أنه لا ولاية لأحد عليهم، وأنهم يفعلون في البيت ما شاءوا، فهذا لا يقوله أحد من المسلمين».
أختم بقصة مفتاح الكعبة؛ فلما فتح النبي، صلى الله عليه وسلم، مكة المكرمة، أخذ المفتاح من سيدنا عثمان بن طلحة، وفتح بابها، ودخلها، وكبَّر في نواحيها، وكان معهما سيدنا بلال بن رباح وسيدنا أسامة بن زيد، رضي الله عنهم، وأمر بالباب فأغلق، ولبثوا ملياً، ثم فتحه بعد تطهيرها، وصلى، ثم أعطاه المفتاح بعد أن خرج، وقال: «خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة، لا يظلمكموه إلا كافر».. «لا ينزعها منكم إلا ظالم»، وكلمة «خذوها» تعني العُهدة النبوية بعموم «السدانة»، ويدخل فيها التفرد بمفتاح الكعبة الشريفة، وغيره من مفاتيح، واستمرار تمكينهم من صلاحيات وظائف السدانة، وعدم مزاحمتهم على حقوقها.. اللهم زد بيتك الحرام تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وعظمه تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبراً.