أبها: الوطن

تسببت حرب إسرائيل مع حماس في انقسام شديد بالولايات المتحدة، حيث أثارت الاحتجاجات، وأسفرت عن اعتقالات في الحرم الجامعي، مما أدى إلى تنفير بعض الناخبين على جانبي القضية، وإحباط أشهر من الجهود لإنهاء القتال.

لذا تبدو زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واشنطن هذا الأسبوع محفوفة بالمخاطر بين الحليفين، إذ تأتي في لحظة من التقلبات السياسية الشديدة في الولايات المتحدة، وحذر بين الزعماء الأمريكيين بشأن تاريخ نتنياهو في التدخل بالسياسة الداخلية الأمريكية.

ويعد الهدف الرئيسي لزيارة نتنياهو هو إلقاء خطاب في اجتماع مشترك للكونجرس، وعقد

اجتماعات مع مسؤولي الإدارة، بينما تبقى على المحك آمال إحراز تقدم في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوسط لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، المستمرة منذ نحو تسعة أشهر. وتأتي الزيارة في الوقت الذي يقترب فيه عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية بغزة من 40 ألف شخص.

وهذه نظرة على الزيارة:

سبب الزيارة

يرى الخبراء من الجانب السياسي لنتنياهو أن شعبيته هبطت في الداخل، حيث كانت الزيارة تعتبر فرصة له لإظهار نفسه كرجل دولة عالمي، يرحب به المشرعون وزعماء أقرب حليف لإسرائيل والقوة العظمى الوحيدة في العالم.

وساعد رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، في دفع نتنياهو إلى إلقاء خطابه أمام المشرعين، مسلطًا الضوء على الدعم الجمهوري القوي للزعيم الإسرائيلي. ولكن كانت علاقات نتنياهو مع بايدن متوترة على الرغم من الدعم العسكري والدبلوماسي الذي قدمته الإدارة لحرب إسرائيل.

ومن المتوقع أن يلتقي بايدن ونتنياهو يوم الخميس، وفقًا لمسؤول أمريكي، تحدث شريطة عدم كشف هويته قبل إعلان البيت الأبيض.

كما أنه سيجتمع مع هاريس بشكل منفصل، بينما لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيلتقي ترمب.



جرائم حرب

وتعد هذه الرحلة هي الأولى التي يقوم بها نتنياهو إلى الخارج منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر.

كما أنها الأولى منذ أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أنها تسعى إلى اعتقاله فيما قالت إنه ارتكب جرائم حرب محتملة في الهجوم الإسرائيلي على غزة. وتنفي إسرائيل ارتكاب أي مخالفات. كما لا تعترف الولايات المتحدة بالمحكمة الجنائية الدولية.

ويواجه نتنياهو شكاوى في إسرائيل من أنه يتجنب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من أجل البقاء في السلطة.

ولم يتردد نتنياهو أيضًا في انتقاد الإدارات الديمقراطية، بما في ذلك إدارة بايدن.

توقيت نتنياهو

وجاء توقيت زيارة نتنياهو في وقت يعد سيئا، حيث لا تزال السياسة الأمريكية والناخبون يتكيفون مع التحول المفاجئ في التركيز من بايدن إلى هاريس بالسباق الرئاسي الديمقراطي.

ومن المقرر أن تغادر هاريس البلاد في رحلة إلى إنديانابوليس، كانت مقررة قبل أن تصبح المرشحة الرئاسية الديمقراطية الرائدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال شخص مطلع على جدول أعمال بايدن، الذي لم يُصرح له بالتعليق علنًا، إن بايدن يخطط للقاء نتنياهو هذا الأسبوع. ولا يزال التوقيت الدقيق غير واضح. كما تخطط هاريس للقاء نتنياهو هذا الأسبوع، وفقًا للبيت الأبيض.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو طلب أيضًا عقد اجتماع مع ترمب، لكن لم ترد أنباء فورية عن ذلك. وكانت علاقة ترامب بنتنياهو متباينة، بما في ذلك شتمه بسبب ما وصفه ترمب باعتراف نتنياهو السريع بفوز بايدن في انتخابات 2020.



التخطيط للاحتجاجات

ويبدو أن خطاب نتنياهو المشترك أمام الكونجرس مختلف بعض الشيء عن الخطابات السابقة، ويرجع ذلك جزئيا إلى المعارضة بين الديمقراطيين لسلوكه في الحرب في غزة.

لذا أفادت تقارير بأنه بينما عائلات بعض الرهائن سافرت مع نتنياهو، فإن أقارب آخرين انتقدوا تعامله مع الأزمة، وقالوا إنهم سيجلسون أيضا في المجلس.

وقال بعض المشرعين الذين خططوا لمقاطعة الخطاب إنهم سيقضون الوقت في التحدث مع عائلات المعتقلين لدى حماس.

ومن المقرر تنظيم احتجاجات عدة خارج الكابيتول، حيث يدين البعض الحملة العسكرية الإسرائيلية بشكل عام، بينما يعرب آخرون عن دعمهم إسرائيل، لكنهم يضغطون على نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإعادة الرهائن إلى ديارهم.

الأمن مشدد

وأقيم سياج حول الفندق المطل على نهر بوتوماك حيث يقيم نتنياهو، وفتش أفراد أمن يرتدون الزي الرسمي العمال وغيرهم في مجمع الفندق، وهذا جزء من الإجراءات الأمنية المشددة في واشنطن خلال زيارة الزعيم الإسرائيلي.

وأعلنت شرطة العاصمة عن سلسلة موسعة من إغلاقات الشوارع، التي من المقرر أن تستمر معظم الأسبوع.

وستكون الزيارة بمنزلة اختبار رفيع المستوى لجهاز الخدمة السرية، الذي يتولى حماية الزعماء الأجانب الزائرين، وذلك في الوقت الذي كانت فيه رئيسة الجهاز تتعرض لاستجواب من قِبل المشرعين بشأن ما اعترفت به من إخفاقات أمنية خطيرة في الهجوم على ترمب في وقت سابق.



الاحتجاجات تنتظر نتنياهو:

يخطط المنظمون للسير حول الكابيتول، للمطالبة باعتقال نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب. تشير تقديرات طلب الحصول على تصريح المقدم إلى إدارة المتنزهات الوطنية إلى أن عدد المشاركين لا يقل عن 5000.

من المقرر تنظيم احتجاجات أصغر، بما في ذلك وقفة احتجاجية أمام محطة يونيون بالقرب من الكابيتول.

يخطط أقارب الرهائن الإسرائيليين لتنظيم وقفة احتجاجية في «ناشيونال مول».