لا يترك المتطرفون الطائفيون مناسبة دينية، كمناسبة عاشوراء دون أن ينفخوا في كير الاحتراب المذهبي بكل ما أوتوا من قوة. وإن من أشد أشكال استغلال المناسبات الدينية إيلاماً وإيذاء للمجتمعات التي تنشد السلم والاستقرار والتنمية، التحريض على المصادمات والاعتداء على الجماعات المذهبية الأخرى، بصفته قتلاً معنوياً يؤدي في كثير من الأحيان إلى القتل أو الاعتداء المادي.
ويتخذ التحريض الطائفي أشكالاً عدة، من أبرزها استدعاء الأحداث والمقولات والرموز التاريخية في سياق تقديس للذات ولرموزها ولمقولاتها، مقابل تبخيس الآخر والحط من شأن رموزه، التي تزيد طين الطائفية بلة، حيث تستدعي الأحداث التاريخية والمقولات التي حفت بها على أنها «أصول» عقدية يجب أن تحتذى كقاعدة للعلاقة بين المذاهب التي تكون العلاقة بينها متأزمة تاريخياً، ما يعني أن التحريض واستدعاء الأحداث يجد أرضية مناسبة له لإحداث مزيد من الفرقة والتشرذم والشك في النوايا، وتفسير كل حدث أو تصرف على أنه ينطلق من بعد طائفي للإضرار بالطائفة الأخرى.
كان يطلق على المحرضين في الماضي لقب «العيارين»، وكان دورهم ينحصر في التحريض الطائفي بين الشيعة والسنة، والذين كانوا متخصصين بتولي مسؤولية أبواق دعاية فتح أبواب الجحيم الطائفي. وكان لكل من الشيعة والسنة حينها عيارون خاصون بهم.
كان العيارون يبدأون بقرع أجراس المصادمات الطائفية بالإساءة إلى الرموز التاريخية للمذهبين، حيث يقوم عيارو الشيعة مثلاً، بالانتقاص من الرموز السنية، فيرد عليهم عيارو السنة الإساءة بمثلها، لتبدأ دورة جديدة من الصدامات المروعة. وباختصار فقد كانت المهمة الرئيسية للعيارين، «إشعال نار الفتنة كلما واتتهم الفرصة، ليجنوا مزيداً من الغنائم جراء نهب الدور وإحراقها. وكثيراً ما كانوا يتولون من الجهتين قيادة الاحتفالات التذكارية مما كان يعطيها بالضرورة طابعاً صدامياً».
لم يختلف العيارون المعاصرون عن سلفهم سوى في الأدوات التي يستخدمونها، فبينما كان العيارون القدماء يستخدمون أدوات بسيطة غير عابرة لمحلاتهم وأحيائهم، فإن العيارين المعاصرين يستخدمون اليوم أحدث ما أنتجته التكنولوجيا لإحياء فتن طائفية تعتمد على مقولات وقصص وروايات تتعارض مع أبسط قوانين الطبيعة، وينفر منها العلم الحديث بصفتها منافية للعقل العلمي في أبسط مكوناته، لكنها تجد آذاناً صاغية من كل من امتلأ قلبه بمكونات الاحتراب الطائفي البغيض.
ولا مناص اليوم للجم الفحيح الطائفي، وتفويت الفرص على العيارين الجدد الذين يجوسون خلال منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الفضائي والرقمي إلا بفرض علاقات مبنية على نموذج مدني يفسح مكاناً مناسباً للهويات المذهبية، بشرط أن تلتزم بواجبات حفظ النظام العام، والحفاظ على السلم الأهلي، مع التصدي لكل من يريد أن يجعل المناسبة أو الشعائر أو الطقوس تتعدى الأمكنة المخصصة لها من قبل السلطات المختصة في البلد المعني، والحفاظ على صحة الإنسان من أن تؤتى سلبياً جراء الممارسات؛ وفي الوقت ذاته الأخذ على أيدي المحرضين ما أمكن، فبلجم العيارين عن أداء دورهم الخبيث يمكن ردم فجوات يؤتى العنف من قبلها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ويتخذ التحريض الطائفي أشكالاً عدة، من أبرزها استدعاء الأحداث والمقولات والرموز التاريخية في سياق تقديس للذات ولرموزها ولمقولاتها، مقابل تبخيس الآخر والحط من شأن رموزه، التي تزيد طين الطائفية بلة، حيث تستدعي الأحداث التاريخية والمقولات التي حفت بها على أنها «أصول» عقدية يجب أن تحتذى كقاعدة للعلاقة بين المذاهب التي تكون العلاقة بينها متأزمة تاريخياً، ما يعني أن التحريض واستدعاء الأحداث يجد أرضية مناسبة له لإحداث مزيد من الفرقة والتشرذم والشك في النوايا، وتفسير كل حدث أو تصرف على أنه ينطلق من بعد طائفي للإضرار بالطائفة الأخرى.
كان يطلق على المحرضين في الماضي لقب «العيارين»، وكان دورهم ينحصر في التحريض الطائفي بين الشيعة والسنة، والذين كانوا متخصصين بتولي مسؤولية أبواق دعاية فتح أبواب الجحيم الطائفي. وكان لكل من الشيعة والسنة حينها عيارون خاصون بهم.
كان العيارون يبدأون بقرع أجراس المصادمات الطائفية بالإساءة إلى الرموز التاريخية للمذهبين، حيث يقوم عيارو الشيعة مثلاً، بالانتقاص من الرموز السنية، فيرد عليهم عيارو السنة الإساءة بمثلها، لتبدأ دورة جديدة من الصدامات المروعة. وباختصار فقد كانت المهمة الرئيسية للعيارين، «إشعال نار الفتنة كلما واتتهم الفرصة، ليجنوا مزيداً من الغنائم جراء نهب الدور وإحراقها. وكثيراً ما كانوا يتولون من الجهتين قيادة الاحتفالات التذكارية مما كان يعطيها بالضرورة طابعاً صدامياً».
لم يختلف العيارون المعاصرون عن سلفهم سوى في الأدوات التي يستخدمونها، فبينما كان العيارون القدماء يستخدمون أدوات بسيطة غير عابرة لمحلاتهم وأحيائهم، فإن العيارين المعاصرين يستخدمون اليوم أحدث ما أنتجته التكنولوجيا لإحياء فتن طائفية تعتمد على مقولات وقصص وروايات تتعارض مع أبسط قوانين الطبيعة، وينفر منها العلم الحديث بصفتها منافية للعقل العلمي في أبسط مكوناته، لكنها تجد آذاناً صاغية من كل من امتلأ قلبه بمكونات الاحتراب الطائفي البغيض.
ولا مناص اليوم للجم الفحيح الطائفي، وتفويت الفرص على العيارين الجدد الذين يجوسون خلال منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الفضائي والرقمي إلا بفرض علاقات مبنية على نموذج مدني يفسح مكاناً مناسباً للهويات المذهبية، بشرط أن تلتزم بواجبات حفظ النظام العام، والحفاظ على السلم الأهلي، مع التصدي لكل من يريد أن يجعل المناسبة أو الشعائر أو الطقوس تتعدى الأمكنة المخصصة لها من قبل السلطات المختصة في البلد المعني، والحفاظ على صحة الإنسان من أن تؤتى سلبياً جراء الممارسات؛ وفي الوقت ذاته الأخذ على أيدي المحرضين ما أمكن، فبلجم العيارين عن أداء دورهم الخبيث يمكن ردم فجوات يؤتى العنف من قبلها.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.