تراجع إجمالي حجم المخصصات الائتمانية للبنوك السعودية المدرجة في السوق المالية، خلال تسعة الأشهر الأولى من العام الجاري بنحو 47 %، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ إجمالها 3.088 مليارات ريال، إلا أنها ارتفعت خلال الربع الثالث بنسبة 43 %، وبنحو 56 % مقارنة مع الربعين الأول والثاني على التوالي.
وبحسب دراسة أعدتها أرقام، سجلت جميع البنوك تراجعاً واضحاً في حجم المخصصات دون استثناء، وكان بنك الجزيرة أكثر البنوك انخفاضاً في حجم المخصصات من ناحية النسبة والتي تراجعت بنحو 80 % في حين كان ساب الأكثر انخفاضاً من حيث القيمة؛ حيث انخفض المخصص بأكثر من 600 مليون ريال.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة كسب المالية إبراهيم العلوان إن انخفاض إجمالي المخصصات لقطاع المصارف خلال الفترة الماضية من العام الجاري يدعم ارتفاع ربحية القطاع في نهاية العام المالي، بعد أن تمكنت البنوك من تكوين مخصصات تفوق 100 % من إجمالي قروضها المتعثرة، مشيراً إلى أن مصدر الديون المتعثرة خلال السنوات الثلاث الماضية، يأتي من جراء تعثرات مؤسسات محلية وإقليمية.
وأشار العلوان في تصريحات إلى الوطن أمس، إلى أن تراجع المخصصات يعطي مؤشرات واضحة على أن البنوك السعودية ليست على علاقة مباشرة مع المصارف الأوربية، لافتاً إلى أن البنوك السعودية تتحوط كثيراً، وفقاً لتعليمات مؤسسة النقد التي تسير وفق سياسية حصيفة، كانت قادرة خلال الفترة الماضية على تجنيب المصارف السعودية، ومن ثم الاقتصاد المحلي تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية.
وحول ارتفاع المخصصات في الربع الثالث مقارنة مع سابقه، قال العلوان يرجع الأمر إلى العمل على تجنيب الربع الرابع المزيد من المخصصات باعتباره نهاية العام المالي، متوقعاً أن يسجل إجمالي المخصصات في نهاية العام انخفاضاً مؤثراً مقارنة مع العام 2011.
وبحسب القوائم المالية الفصلية للبنوك السعودية عن تسعة الأشهر الأولى من 2011، حيث يعتبر سامبا أكبر البنوك من حيث قيمة القروض المتعثرة والتي بلغت أكثر من 2.8 مليار ريال، يليه ساب بـ 2.4 مليار ريال ثم الراجحي بقيمة 2.3 مليار ريال، والعربي بنحو 1.9 مليار ريال.
وفي جانب تغطية القروض المتعثرة، جاء مصرف الراجحي الأول، حيث قام بتجنيب مخصصات تعادل 153 % من قيمة القروض المتعثرة، يليه الهولندي بـ 145 % ثم الفرنسي بنحو 141 %، في المقابل يعتبر الجزيرة الأقل من حيث نسبة التغطية للقروض المتعثرة بنسبة 112 %.