عبدالله فدعق

في مثل هذا الشهر الميلادي وفي اليوم الـ20 منه عام 2017 الموافق 26 شوال عام 1438، أمر سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، بإنشاء جهاز باسم «رئاسة أمن الدولة»، يعنى بكل ما يتعلق بأمن الدولة، ويرتبط برئيس مجلس الوزراء، وضم «المديرية العامة للمباحث» و«قوات الأمن الخاصة» و«قوات الطوارئ الخاصة» و«طيران الأمن» و«الإدارة العامة للشؤون الفنية» و«مركز المعلومات الوطني» ومكافحة الإرهاب وتمويله والتحريات المالية للرئاسة، ونقل ما له علاقة بالشؤون الأمنية بوزارة الداخلية إليها، وجاء الأمر بعد الاطلاع على ما سبق أن رفعه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، من اقتراح تعديل الهيكل التنظيمي لوزارة الداخلية بما يكفل فصل قطاع الشؤون الأمنية المتعلق بأمن الدولة في جهاز جديد، وبناء على ما عرضه وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وانسجاما تاما مع رؤية الحاضر للمستقبل 2030، وطموحات سمو سيدي ولي العهد الأمين؛ وفي اليوم نفسه صدر أمر ملكي كريم بتعيين عبدالعزيز بن محمد الهويريني «رئيساً لأمن الدولة بمرتبة وزير».

مرت 7 سنوات على إنشاء رئاسة أمن الدولة، والسعودي الصادق المخلص شاهد على أعلى درجات استعدادها لمواكبة التطورات والمستجدات، ونجاح الموظفين فيها في مواجهة كافة التحديات الأمنية بقدر عال من المرونة والجاهزية، وقدرتهم على التحرك السريع لمواجهة أي طارئ، مع تركيزهم الواضح للجميع على أمن الوطن والمواطن والمقيم، ومكافحة الإرهاب والتجسس والاختراق الفكري بأشكاله وأنواعه كافة، واختصار كثير من الإجراءات الروتينية تجاه أي نوايا عدوانية ضد الوطن، مع انشغال بالهاجس الأمني وتبعاته الميدانية المتشعبة والمرهقة، وتفرغت وزارة الداخلية بصورة أكبر للجانب التنموي والاجتماعي، وتوفرت عشرات المليارات من ميزانية الدولة، نتيجة رفع كفاءة العمل، وترشيد النفقات، وحسن استغلالها.

كل مواطن ومقيم آمن بفضل الله، وبفضل كفاءة ويقظة وتأهب وجاهزية مفاخرنا الوطنية في رئاسة أمن الدولة، وفي طليعتهم رئيس أمن الدولة عبدالعزيز الهويريني، الذي ينقل عنه الثقاة ممن لقوه، دوره الريادي في نشر ثقافة التسامح، وتعزيز التعايش، والوقوف ضد مخططات الساعين للفرقة وتشتيت المجتمع، واهتمامه الكبير بالجوانب التاريخية والمعارف الثقافية، وهنا استحضر قوله في لقاء صحفي شهير: «الأعداء ينشرون الأكاذيب التي تحاول النيل من مجتمعنا ووطننا، وينبغي أن نواجه هذه الأكاذيب من خلال توضيح الحقائق التي نملكها، ونحن حريصون على التأكيد على دور اللحمة الوطنية، ونبذ الخلافات التي تدعو للفرقة، وعدم الالتفات لها، والسير نحو هدف مشترك يحقق التكامل في ما بيننا لتوجيه الرأي العام نحو السلوك الصحيح البعيد عن التقسيمات المجتمعية».

رئاسة أمن الدولة صمام أمان ضد التطرف في مملكتنا الغالية، وعلينا جميعًا التعاون معًا من أجل عدم السماح للأفكار المتطرفة بالبقاء، وللمتطرفين بالتمدد، والعمل بقلب واحد في خدمة مصالح الوطن، والانتصار على أعدائه، ومن يحاول النيل منه، وعدم الخوض فيما يثير الناس، أو يغير عليهم تكاتفهم، ووقوفهم خلف ولاة أمرهم؛ وأن نضع نصب أعيننا تصريح رئيس الأمن: «لدينا وطن عظيم، كل مقومات الحياة الكريمة متوفرة فيه، فلنحافظ عليه»، وكل عام والرئاسة والجميع بخير.