بينما كان الجميع يظن أن وزير الصحة، فهد الجلاجل، لن يظهر أمام الشاشات في موسم الحج إلا ليوضح بالأرقام والحسابات ومؤشرات الـ(KPIs) جهود منسوبي وزارة الصحة، إلا أنه ظهر في مقطع قصير مصور بجهاز جوال وهو يلتقي بالطبيبة، ليان العنزي، التي لم تمنعها وفاة والدها من الاستمرار في تقديم واجبها الديني والوطني لخدمة ضيوف الرحمن، بل واقتدى بها ابنها الذي يعمل طبيبًا هو الآخر في موسم الحج، في ذلك المقطع أصدر الوزير قرارًا بتسمية العيادة التي تعمل بها الطبيبة باسم والدها المتوفى -رحمه الله.
هذا المشهد وكأنه طبب جراح ما لا يقل عن 10 مقالات نشرت في هذه الزاوية بخصوص الاحتراق والتسرب، وسرعة الدوران الوظيفي، وتأثير الضغط النفسي والمهني في جودة مخرجات منسوبي وزارة الصحة، فكأن وزير الصحة أراد بهذا المقطع البسيط أن يكتب عنوانًا واضحًا للخطة الإستراتيجية للوزارة للسنوات القادمة، توافقًا مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي، وكأنه يقول لن يكون المريض وصحته أولا ما لم يكن لدينا اهتمام خاص بمن يقدم الخدمة لذلك المريض، ويحسن جودة الصحة العامة من حوله.
أتذكر أنني كتبت هنا عن مشهد لتحضير صيدلية إحدى المستشفيات لعلاج مريض بغرفة الطوارئ بمبلغ يقارب 45 ألف ريال، وكيف أن العلاج أوشك على أن تفسد المادة الدوائية الفعالة فيه، كونه يجب حقنها في جسد المريض خلال ساعة من تحضيرها، ولم تجد الممرضتان الآسيويتان دقيقة واحدة لذلك الحقن، كونهما تقفزان بين 12 مريضًا في تلك الغرفة، ناهيك عن الضغط النفسي والصراخ الذي يتلقونه من المرضى ومرافقيهم، ثم كيف انزوت إحدى الممرضتين خلف أحد الجدران لتبكي بكاءً شديدًا، ثم تعود لممارسة عملها تحت الضغط نفسه.
وبالبحث عن المسببات الموصلة لهذه النتيجة، كان تقدم رقم ضخم من الممرضات الأجنبيات باستقالاتهن جماعية للعمل في دول مجاورة بالراتب نفسه تقريبًا، ولكن كانت هناك ميزة في الشركات الصحية المشغلة للمستشفيات هناك، وهي أنها تطبق معايير الحوكمة في المحافظة على استقرار رأس المال البشري في منشآتها، فذكرت إحدى الممرضات المستقيلات أن سبب استقالتها أنه سيجلب زوجها ليعمل كـ«باريستا» في المستشفى نفسه الذي ستعمل به الممرضة، مع توفير سكن لهما كعائلة مع طفلهما، فهذا معيار بالنسبة لها لا يمكن قياسه بالمال مهما حصلت على زيادة في راتبها.
ما أريد قوله إن فعل وزير الصحة في خضم عمل ضخم وجبار كموسم الحج بشرى سعيدة لجميع منسوبي الوزارة، فهنيئًا لهم بهذا الوزير، وهنيئًا لنا بالحصول على خدمة صحية متميزة، للمس مشاعرهم بتفاصيل رقيقة تجعلهم ينسون عناء الدراسة والعمل الدقيق والمجهد، كقرار لم يأخذ دقائق لتنفيذه، ولكن أثره الجيد سيبقى لأعوام، فإن وجد أحد منا ما أسعده في أي خدمة قدمت له من أي جهة صحية تابعة لوزارة الصحة فهذه رسالة أنقلها عنكم نصها: «أسعدتهم فأسعدونا يا وزير الصحة».
هذا المشهد وكأنه طبب جراح ما لا يقل عن 10 مقالات نشرت في هذه الزاوية بخصوص الاحتراق والتسرب، وسرعة الدوران الوظيفي، وتأثير الضغط النفسي والمهني في جودة مخرجات منسوبي وزارة الصحة، فكأن وزير الصحة أراد بهذا المقطع البسيط أن يكتب عنوانًا واضحًا للخطة الإستراتيجية للوزارة للسنوات القادمة، توافقًا مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي، وكأنه يقول لن يكون المريض وصحته أولا ما لم يكن لدينا اهتمام خاص بمن يقدم الخدمة لذلك المريض، ويحسن جودة الصحة العامة من حوله.
أتذكر أنني كتبت هنا عن مشهد لتحضير صيدلية إحدى المستشفيات لعلاج مريض بغرفة الطوارئ بمبلغ يقارب 45 ألف ريال، وكيف أن العلاج أوشك على أن تفسد المادة الدوائية الفعالة فيه، كونه يجب حقنها في جسد المريض خلال ساعة من تحضيرها، ولم تجد الممرضتان الآسيويتان دقيقة واحدة لذلك الحقن، كونهما تقفزان بين 12 مريضًا في تلك الغرفة، ناهيك عن الضغط النفسي والصراخ الذي يتلقونه من المرضى ومرافقيهم، ثم كيف انزوت إحدى الممرضتين خلف أحد الجدران لتبكي بكاءً شديدًا، ثم تعود لممارسة عملها تحت الضغط نفسه.
وبالبحث عن المسببات الموصلة لهذه النتيجة، كان تقدم رقم ضخم من الممرضات الأجنبيات باستقالاتهن جماعية للعمل في دول مجاورة بالراتب نفسه تقريبًا، ولكن كانت هناك ميزة في الشركات الصحية المشغلة للمستشفيات هناك، وهي أنها تطبق معايير الحوكمة في المحافظة على استقرار رأس المال البشري في منشآتها، فذكرت إحدى الممرضات المستقيلات أن سبب استقالتها أنه سيجلب زوجها ليعمل كـ«باريستا» في المستشفى نفسه الذي ستعمل به الممرضة، مع توفير سكن لهما كعائلة مع طفلهما، فهذا معيار بالنسبة لها لا يمكن قياسه بالمال مهما حصلت على زيادة في راتبها.
ما أريد قوله إن فعل وزير الصحة في خضم عمل ضخم وجبار كموسم الحج بشرى سعيدة لجميع منسوبي الوزارة، فهنيئًا لهم بهذا الوزير، وهنيئًا لنا بالحصول على خدمة صحية متميزة، للمس مشاعرهم بتفاصيل رقيقة تجعلهم ينسون عناء الدراسة والعمل الدقيق والمجهد، كقرار لم يأخذ دقائق لتنفيذه، ولكن أثره الجيد سيبقى لأعوام، فإن وجد أحد منا ما أسعده في أي خدمة قدمت له من أي جهة صحية تابعة لوزارة الصحة فهذه رسالة أنقلها عنكم نصها: «أسعدتهم فأسعدونا يا وزير الصحة».