عبدالمحسن محمَّد الحارثي

أدركنا مرتبةَ الإباء بقولنا :( لا حجَّ بلا تصريح ) وإذا ذُكِرَ نجاح كُل حج ؛ اِشمأزَّت قلوب الذين لا يُؤمنون .

بعضُ بني العرب والعجم .. أنتُم لنا فِتَن ومِحَن ، لكنَّكُم تتهاوون أمام أقوى القِلاع " الإجماع الإسلامي" يقودهم أبو الحزم وابن العزم مَنْ عرفا الأمر قبل وقوعهِ ، فاحترس منه، وذو الخِبْرة يعرفُ أكثر من العرَّاف ، وشُهْرَة ولي العهد محمَّد بن سلمان ثمرةُ اجتهادهِ ، ومحك الرجال صغائر الأعمال كما قال " أفلاطون" .

أي مُؤسسات ليس قاعدتها الأخلاق فهي فاسدة ؛ لأنَّ التطرُّف يقود إلى التهوُّر ، ويُفضي الاعتدال إلى الحِكْمة ، وأشقى الولاةُ من شقيتْ رعيَّته.

أيدينا مفتوحة ومفرودة وتستطيع أنْ تُصافح أي أحد وليس في العالم وسادة أنعم من وسادة السعوديين ، إنَّهُم الأخيار الذين يتَّبِعُون محاسن الناس ، ويسعون لإصلاح الأشرار الذين يتَّبِعُون مساوئ الناس .

في وطنهم يهتمون بزراعة الإنسان وكُل مواطن لِنَفسِهِ ، والحاكم للجميع .

عالم السعوديين آلة تصوير بضميرٍ حي .. لذا ابتسم من فضلك ، ومِعْصَمُ القيادة مُلتفٌ حولهُ معاصِم وطنيَّة اِستطاعت السياسة اِقتياد قُلُوب العامَّة بالإنصافِ لها ، وأسوس الناس مَنْ قاد مَنْ حولهُ إلى طاعتهِ بقلوبهم ، فكان العطاء على قدر السَّخاء ، وشوكة الميزان بينهُم الضمير فهو نور الذكاء ؛ لتمييز الخير من الشَّر .

من اِنحرفت بهم سُفُن الذِّمَّة الوسيعة ؛ هُم بلا شك من وقعُوا في دائرة التخدير الثلاثيٍّة :( المال، السُّلطة ، والشهوة ) فكانت الشتائم هي حجج الذين هُم على خطأ ، وتلك طبيعة من باع ضميره للغير فابتعد عن الخير .

شجرةُ السعوديين لا تحجبُ ظِلَّها حتَّى عن الحطَّابين ومكوناتهم الخبيثة من لُؤم ، كذب ، وخِسَّة ، أولئك هُم الذين وظَّفوا ألسنتهم الملتوية وأقلامهم المتعرِّجة ضِدَّ خُدَّام الحرمين الشريفين من قيادة وشعب ، ومع ذلك كان لُطفهم أرفع وعطفهم أوسع .. إنه الحِلم والعفو في أجمل صورة انتصار واقتدار ، يظهر الحِلم مع الانتصار ، ويظهر العفو مع الاقتدار .

هكذا هي الذئاب البشريَّة تعوي لتُوصل صوتها لأبعد مسافة مُمْكِنَة ، حتَّى لو ألقمتها عسلاً فستَعُضُّ إصبعك ، فلا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد ، فإنْ عادت العقرب عُدْنا لها ، وإنْ قطعتَ ذنب الأفعى فألحِقْ رأسها الذنبا .