أعادت نهاية الربيع وبداية فصل الصيف طبق «الكرورو» التقليدي إلى موائد أهل القطيف، وهو الطبق المصنوع باستخدام زهر جلنار الرمان التي أدخلها القطيفيون في إعداد أطباق ومشروبات ذات نكهات معقدة.
الجلنار أسطورة خالدة تتجدد في الصيف
وارتبط زهر الرمان تقليديًا بأساطير الحب والشباب الدائم، وتقول الأساطير الأوروبية القديمة إن الشخص الذي يحلم بزهرة الرمان يكون الحب في الطريق إلى قلبه، فيما يرى خبراء التغذية اليوم أن شراب الرمان يحافظ على نضارة البشرة.
وإيذانًا بقدوم الصيف تزهر «الجلنار» بتدرجات ألوانها الدافئة حمراء وبرتقالية مثل شفق الشمس، قبل أن تتحول إلى ثمرة الرمان ذات الجلد القرمزي، وخلال هذه الفترة من نهاية الربيع حتى بداية الصيف تتساقط زهرات «الجلنار» بشكل كبير في مزارع القطيف، وهو ما استثمره الفلاحون ليصنعوا منه منتجات عدة.
استثناء غذائي
على غير عادة الأزهار التي يستخدم مغليها كمشروب ساخن مفيد صحيًا، حصلت زهرة الجلنار على استثناء غذائي خاص حيث استخدمت لسنوات كنوع من البهارات الخاصة لوجبة شعبية متوارثة عرفتها موائد القطيف يطلق عليها السكان مسمى (الكرورو)، وهي عبارة عن مرقة السمك بزهور الرمان والليمون الأسود وبعض الخضار.
سر الطبخة
يدمج طبق الكرورو الأسماك البحرية بحصاد الأرض من زهر الرمان، حيث يمتاز بحموضة نكهته، ويدخل في مكوناته على نحو خاص السمك، والجلنار، والليمون الأسود. أما مقادير الوجبة فيبقى سر الأمهات ونفسهن كما يقال.
ويسجل الكرورو حضورًا قويًا على موائد القطيف المعروفة بشغفها للوجبات البحرية.
وتعد مرقة الكرورو، وجبة فاخرة تضم الهامور وهو من أغلى أنواع السمك، وحبات من زهر الرمان المطحون مع حبات من الليمون الأسود، ومجموعة مختارة من الخضروات والبهارات، دون الحاجة إلى تحمير الخضروات، بل توضع قطعًا في قلب الماء الذي يضم السمك والرمان والليمون لتطبخ على نار هادئة حتى الاستواء على أن يتم قلي السمك مسبقًا وإضافة البهارات بحسب الرغبة.
عنق الرمانة
مع تعارف أهل القطيف على تسمية الطبق بـ«كرورو» السمك، إلا أن أهالي بعض البلدات بالقطيف يطلقون عليه «مرقة العنوق» نسبةً إلى عنق الرمانة قبل تكورها، حيث تحتضن الزهر الذي ينضج في الربيع ويتساقط بكميات كبيرة بجانب شجرة الرمان، حيث يجمعه الفلاحون ويبيعونه بعد تجفيفه، كما يباع في محلات العطارة، أو بسطات الفلاحين بالأسواق الشعبية المفتوحة.
وعن طريقة تصنيعه قال الفلاح حسن الجمعان «منذ عهد أجدادنا استخدموا زهر الرمان في طبخة مرق السمك، وما زالت مرغوبة حتى اليوم، بالرغم من جهل الجيل الجديد بمكوناتها».
وأضاف «بعد أن يتم تجميع الزهر المتفتح من شجر الرمان وتجفيفه في أماكن بعيدة عن الشمس، يقوم البعض بدقّ الزهر بعد تجفيفه حتى يصبح ناعما مثل الطحين، فيما يغلي آخرون الزهر المجفف في الماء لمدة محددة ثم يصفونه من الماء، ويشكلون منه كرات صغيرة تترك لتجف جيدًا لتعرض في الأسواق، وتعرف الأمهات والجدات جيدًا أن عليهن طحنها أولًا لتصبح من البهارات المستخدمة في الطبخ».
شاي الزهر
يعلق علق عبدالله أحمد، وهو من أهالي مدينة سيهات (في العقد الثامن من عمره و متمرس في طبخ المأكولات القديمة) على طبق الكرورو ويقول «مع وجود زهر الرمان، وعدم وجود الليمون الأسود لن تصل إلى المذاق المنشود، فالطبخة أساسها هذان المكونان باعتبارهما من البهارات الطبيعية، ومن أصل الأرض».
وأضاف «يستخدم سمك الهامور لهذه الطبخة مع المكونين الأساسيين زهر الرمان والليمون الأسود، لكن هناك من يفضل هذا الطبق بسمك يسمى البياح، وسمك الجواف، وأتواع أخرى، ويتم تقديمه مع الأرز الأبيض».
ولفت إلى أن «طبخ زهر الرمان لا يقتصر على طبق الكرورو، بل أن للزهر فوائد أخرى حيث يتم استخدامه مشروبًا ساخنًا بعد غلي الزهور المطحونة حيث يعالج مشاكل الجهاز الهضمي، والانتفاخات في البطن».
الجلنار بصورة أخرى
يؤكد ابن البيطار في أحد كتب الطب القديمة فائدة الجلنار في علاج بعض الأمراض، حيث يقول «أزهار الرمان تشد اللثة وتلزق الجراحات، والتمضمض بطبيخ الأزهار يقطع نزيف اللثة الدامية والأسنان المتحركة»، وهو ما أثبته الطب الحديث حيث يستخدم الجلنار المجفف في علاج حالات الإسهال، والوقاية من أمراض تصلب الشرايين، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. كما يستخدم كمسكن للآلام، وهو يحتوي على عدد من الفيتامينات المهمة والمفيدة للجسم منها فيتامين ج، ويحتوي على مضادات أكسدة ويمنح البشرة الإشراقة والمرونة، كما يستخدم في حالات تنظيف الرحم بعد الولادة.
الرمان
ـ فاكهة سميت بفاكهة الجنة
ـ يزرع في فصل الربيع أو أوائل الخريف
ـ تكون ذروة إنتاجه من عمر 15 إلى 20 سنة
ـ تعد شجرته من الأشجار المعمرة التي تتجاوز في عمرها الـ50 عامًا
ـ 30.1 ألف طن حجم إنتاجه السنوي في المملكة
ـ 34 % نسبة الاكتفاء الذاتي من الرمان المحلي
ـ 1587 هكتارًا مساحة الأراضي المزروعة بالرمان في المملكة في عام 2022
الجلنار
ـ زهر الرمان
ـ يعرف بلونيه الأحمر والبرتقالي
ـ يتفتح في نهاية الربيع وقدوم الصيف
ـ يستخدم منقوعه كنوع من المشروبات العطرية
ـ يستخدم كنوع من الشاي بعد غليه
ـ يرفع مناعة الجسم
ـ يحتوي على عناصر غذائية ذات فوائد صحية قيمة
الجلنار أسطورة خالدة تتجدد في الصيف
وارتبط زهر الرمان تقليديًا بأساطير الحب والشباب الدائم، وتقول الأساطير الأوروبية القديمة إن الشخص الذي يحلم بزهرة الرمان يكون الحب في الطريق إلى قلبه، فيما يرى خبراء التغذية اليوم أن شراب الرمان يحافظ على نضارة البشرة.
وإيذانًا بقدوم الصيف تزهر «الجلنار» بتدرجات ألوانها الدافئة حمراء وبرتقالية مثل شفق الشمس، قبل أن تتحول إلى ثمرة الرمان ذات الجلد القرمزي، وخلال هذه الفترة من نهاية الربيع حتى بداية الصيف تتساقط زهرات «الجلنار» بشكل كبير في مزارع القطيف، وهو ما استثمره الفلاحون ليصنعوا منه منتجات عدة.
استثناء غذائي
على غير عادة الأزهار التي يستخدم مغليها كمشروب ساخن مفيد صحيًا، حصلت زهرة الجلنار على استثناء غذائي خاص حيث استخدمت لسنوات كنوع من البهارات الخاصة لوجبة شعبية متوارثة عرفتها موائد القطيف يطلق عليها السكان مسمى (الكرورو)، وهي عبارة عن مرقة السمك بزهور الرمان والليمون الأسود وبعض الخضار.
سر الطبخة
يدمج طبق الكرورو الأسماك البحرية بحصاد الأرض من زهر الرمان، حيث يمتاز بحموضة نكهته، ويدخل في مكوناته على نحو خاص السمك، والجلنار، والليمون الأسود. أما مقادير الوجبة فيبقى سر الأمهات ونفسهن كما يقال.
ويسجل الكرورو حضورًا قويًا على موائد القطيف المعروفة بشغفها للوجبات البحرية.
وتعد مرقة الكرورو، وجبة فاخرة تضم الهامور وهو من أغلى أنواع السمك، وحبات من زهر الرمان المطحون مع حبات من الليمون الأسود، ومجموعة مختارة من الخضروات والبهارات، دون الحاجة إلى تحمير الخضروات، بل توضع قطعًا في قلب الماء الذي يضم السمك والرمان والليمون لتطبخ على نار هادئة حتى الاستواء على أن يتم قلي السمك مسبقًا وإضافة البهارات بحسب الرغبة.
عنق الرمانة
مع تعارف أهل القطيف على تسمية الطبق بـ«كرورو» السمك، إلا أن أهالي بعض البلدات بالقطيف يطلقون عليه «مرقة العنوق» نسبةً إلى عنق الرمانة قبل تكورها، حيث تحتضن الزهر الذي ينضج في الربيع ويتساقط بكميات كبيرة بجانب شجرة الرمان، حيث يجمعه الفلاحون ويبيعونه بعد تجفيفه، كما يباع في محلات العطارة، أو بسطات الفلاحين بالأسواق الشعبية المفتوحة.
وعن طريقة تصنيعه قال الفلاح حسن الجمعان «منذ عهد أجدادنا استخدموا زهر الرمان في طبخة مرق السمك، وما زالت مرغوبة حتى اليوم، بالرغم من جهل الجيل الجديد بمكوناتها».
وأضاف «بعد أن يتم تجميع الزهر المتفتح من شجر الرمان وتجفيفه في أماكن بعيدة عن الشمس، يقوم البعض بدقّ الزهر بعد تجفيفه حتى يصبح ناعما مثل الطحين، فيما يغلي آخرون الزهر المجفف في الماء لمدة محددة ثم يصفونه من الماء، ويشكلون منه كرات صغيرة تترك لتجف جيدًا لتعرض في الأسواق، وتعرف الأمهات والجدات جيدًا أن عليهن طحنها أولًا لتصبح من البهارات المستخدمة في الطبخ».
شاي الزهر
يعلق علق عبدالله أحمد، وهو من أهالي مدينة سيهات (في العقد الثامن من عمره و متمرس في طبخ المأكولات القديمة) على طبق الكرورو ويقول «مع وجود زهر الرمان، وعدم وجود الليمون الأسود لن تصل إلى المذاق المنشود، فالطبخة أساسها هذان المكونان باعتبارهما من البهارات الطبيعية، ومن أصل الأرض».
وأضاف «يستخدم سمك الهامور لهذه الطبخة مع المكونين الأساسيين زهر الرمان والليمون الأسود، لكن هناك من يفضل هذا الطبق بسمك يسمى البياح، وسمك الجواف، وأتواع أخرى، ويتم تقديمه مع الأرز الأبيض».
ولفت إلى أن «طبخ زهر الرمان لا يقتصر على طبق الكرورو، بل أن للزهر فوائد أخرى حيث يتم استخدامه مشروبًا ساخنًا بعد غلي الزهور المطحونة حيث يعالج مشاكل الجهاز الهضمي، والانتفاخات في البطن».
الجلنار بصورة أخرى
يؤكد ابن البيطار في أحد كتب الطب القديمة فائدة الجلنار في علاج بعض الأمراض، حيث يقول «أزهار الرمان تشد اللثة وتلزق الجراحات، والتمضمض بطبيخ الأزهار يقطع نزيف اللثة الدامية والأسنان المتحركة»، وهو ما أثبته الطب الحديث حيث يستخدم الجلنار المجفف في علاج حالات الإسهال، والوقاية من أمراض تصلب الشرايين، والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. كما يستخدم كمسكن للآلام، وهو يحتوي على عدد من الفيتامينات المهمة والمفيدة للجسم منها فيتامين ج، ويحتوي على مضادات أكسدة ويمنح البشرة الإشراقة والمرونة، كما يستخدم في حالات تنظيف الرحم بعد الولادة.
الرمان
ـ فاكهة سميت بفاكهة الجنة
ـ يزرع في فصل الربيع أو أوائل الخريف
ـ تكون ذروة إنتاجه من عمر 15 إلى 20 سنة
ـ تعد شجرته من الأشجار المعمرة التي تتجاوز في عمرها الـ50 عامًا
ـ 30.1 ألف طن حجم إنتاجه السنوي في المملكة
ـ 34 % نسبة الاكتفاء الذاتي من الرمان المحلي
ـ 1587 هكتارًا مساحة الأراضي المزروعة بالرمان في المملكة في عام 2022
الجلنار
ـ زهر الرمان
ـ يعرف بلونيه الأحمر والبرتقالي
ـ يتفتح في نهاية الربيع وقدوم الصيف
ـ يستخدم منقوعه كنوع من المشروبات العطرية
ـ يستخدم كنوع من الشاي بعد غليه
ـ يرفع مناعة الجسم
ـ يحتوي على عناصر غذائية ذات فوائد صحية قيمة