منذ الأزمنة البعيدة بمختلف توجهاتها ومعتقداتها وحتى الجاهلي منها، لطالما كانت هناك فكرة تتكرر وتستنسخ وتعيد نفسها مرارا وتكرارا. وهي الوجود قرب أصحاب النفوذ والمسؤول بأي شكل من الأشكال للحصول على امتيازات لا تحصل للبقية وللحصول عن حصانات وضمانات. وكل بحسب جهده ومقدرته وخبرته. فالبعض يصل لهذا المكان لمنصب اعتلى عليه بسبب ثقة الرئيس والبعض يصل بسبب علاقته بالمسؤول مباشرة أو صلة القرابة وتختلف نوعية القرب. ومديح الأشخاص أصحاب النفوذ عمومًا من الأمور التي حظيت باهتمام كبير في مختلف الثقافات والحضارات عبر التاريخ وتتنوع بطبيعة الحال دوافع هذا المدح بين ما هو صادق ومخلص وما هو المقصود به نيل المنفعة أو التملق.
والتاريخ يذكر أن أقدم العصور يوجد بها ذلك الشخص الذي يسعى للوصول، فكان الشعر الوسيلة التي تستخدم كجسر لهذه الغاية. فكان الشعراء يلجؤون للمديح لكل أصحاب النفوذ، مُخلّدين إنجازاتهم ومُعظمين صفاتهم. وتنوّعت أشكال المدح في الشعر، بين المديح المباشر وغير المباشر: حيث يُشبه الشاعر القائد بشخصية تاريخية أو أسطورية، أو يُقارنه بظاهرة طبيعية جميلة. والأمثلة والشواهد كثيرة على ذلك، بل أثّر المديح بشكل كبير على الشعر العربي، فظهرت مدرسة شعرية كاملة تُسمّى «مدرسة المدح». ولا تزال ظاهرة المديح موجودة في الشعر العربي المعاصر، لكن بشكل أقلّ من السابق.
لكن هناك من يرغب بالوصول ولا يملك موهبة الشهر فأصبح مهرجًا في مجالس الشيوخ كحل بديل للوصول إلى مهمته الوحيدة هي محاول إضحاكهم وإخراجهم من ضغوطهم الحياتية ومن ضغوط مسؤولياتهم. فأصبحت إذًا المعادلة الشعراء يمدحون بمقابل ويضعون في راع المال ما ليس فيه وأصحاب النكتة والظرفاء يحتاجهم أهل المال والجاه لإدخال السرور في مهجتهم.
في عصر الرقمنة والحضارة والتمدن اختلفت الوسائل وبقيت الفكرة ذاتها وبشكل متحور يثير القلق. فبعض مؤثري شبكات التواصل الاجتماعي يقومون بالمهمة نفسها لدى «الشيوخ» سواء كشعراء أو كأصحاب نكتة ثقال دم، يصحبونهم في حلهم وترحالهم لخلق محتوى «سنابي» يملؤون فيه فراغ عقولهم، أقصد فراغ وقتهم. كل هذا أستطيع تجاوزه ولا بأس لكن ما يجعلني أشمئز هو أنهم يطلقون عليهم «إعلاميون»!
فرجل الأعمال بكل ثقة يقول أنا في صحبة الإعلامي وسعيد بالجولة والسفرة مع الإعلامي!
فإعلاميو الشرهات أصبحوا شلة يتحركون بإشارة من شيخهم ورجل الإعمال الذي يصاحبنهم في سفرهم. وتغير شكل شراء الصفحات سابقا من باب ممارسة علاقات عامة إلى شراء وقت وأحيانًا كرامة «السنابي».
والتاريخ يذكر أن أقدم العصور يوجد بها ذلك الشخص الذي يسعى للوصول، فكان الشعر الوسيلة التي تستخدم كجسر لهذه الغاية. فكان الشعراء يلجؤون للمديح لكل أصحاب النفوذ، مُخلّدين إنجازاتهم ومُعظمين صفاتهم. وتنوّعت أشكال المدح في الشعر، بين المديح المباشر وغير المباشر: حيث يُشبه الشاعر القائد بشخصية تاريخية أو أسطورية، أو يُقارنه بظاهرة طبيعية جميلة. والأمثلة والشواهد كثيرة على ذلك، بل أثّر المديح بشكل كبير على الشعر العربي، فظهرت مدرسة شعرية كاملة تُسمّى «مدرسة المدح». ولا تزال ظاهرة المديح موجودة في الشعر العربي المعاصر، لكن بشكل أقلّ من السابق.
لكن هناك من يرغب بالوصول ولا يملك موهبة الشهر فأصبح مهرجًا في مجالس الشيوخ كحل بديل للوصول إلى مهمته الوحيدة هي محاول إضحاكهم وإخراجهم من ضغوطهم الحياتية ومن ضغوط مسؤولياتهم. فأصبحت إذًا المعادلة الشعراء يمدحون بمقابل ويضعون في راع المال ما ليس فيه وأصحاب النكتة والظرفاء يحتاجهم أهل المال والجاه لإدخال السرور في مهجتهم.
في عصر الرقمنة والحضارة والتمدن اختلفت الوسائل وبقيت الفكرة ذاتها وبشكل متحور يثير القلق. فبعض مؤثري شبكات التواصل الاجتماعي يقومون بالمهمة نفسها لدى «الشيوخ» سواء كشعراء أو كأصحاب نكتة ثقال دم، يصحبونهم في حلهم وترحالهم لخلق محتوى «سنابي» يملؤون فيه فراغ عقولهم، أقصد فراغ وقتهم. كل هذا أستطيع تجاوزه ولا بأس لكن ما يجعلني أشمئز هو أنهم يطلقون عليهم «إعلاميون»!
فرجل الأعمال بكل ثقة يقول أنا في صحبة الإعلامي وسعيد بالجولة والسفرة مع الإعلامي!
فإعلاميو الشرهات أصبحوا شلة يتحركون بإشارة من شيخهم ورجل الإعمال الذي يصاحبنهم في سفرهم. وتغير شكل شراء الصفحات سابقا من باب ممارسة علاقات عامة إلى شراء وقت وأحيانًا كرامة «السنابي».