انتعشت الزراعة من جديد في ينبع النخيل بعد عودة نحو 25 عينًا من عيون الماء فيها إلى الحياة في السنوات الأخيرة.
وتضرب ينبع النخيل بعيدًا في التاريخ حيث يعود عمرها إلى أكثر من 2000 عام، وكانت مركزًا تجاريًا لقوافل الحجيج والتجارة بين الشام ومكة المكرمة.
وتحتضن ينبع النخيل أكثر من 100 عين منذ القديم، لكن من بين عيونها التي عادت إلى الحياة (البثنة والبركة والبقاع والجابرية والسكوبية وعين حسين وخيف حسين والفجة وعين جديد والحارثية وخيف فاضل وعين شعثاء والعلقمية وسلمان وعجلان وعين علي وعين النوى والقرية والمبارك وعين مدسوس والمزرعة والنجيل وعين اليسيرة).
عيون قديمة
يشدد ذكر المهندس عايض الميلبي أن إنشاء عيون ينبع النخيل يعد من الأعمال العظيمة بالرغم من عدم توفر معلومات كافية عن طريقة إنشائها، وهو ما أثار كثيرًا من الأقاويل حولها.
وبيّن أن تلك العيون تمتد تحت الأرض لمسافات طويلة، وقال «لنقرب الفكرة أكثر، يمكننا تشبيه تلك العيون بمشاريع تحلية المياه الحالية، فحتى تنفذ مشروع تحلية مياه، فأنت تحتاج إلى تصميم هندسي يراعي الحسابات والقوانين الهندسية، مثل حجم المضخات وعددها، وسمك الأنابيب وقدرتها على تحمل ضغط الماء، وآليات الحفر ومعداته، ولو طبقنا هذا العمل على مشروع العيون الذي نفذ قبل مئات السنين نجد أنه تم حفر الأرض إلى عمق تجاور 10 أمتار، وجلبت حجارة بمواصفات خاصة وبنيت منها قناة مائية كانت تسمى «قصب» فيها حجرات عن اليمين واليسار بارتفاعات مختلفة يمكن للإنسان السير داخل القناة وهو منتصب، كما سقفت كذلك بحجارة طويلة».
وأضاف «بدل المضخات الحالية، ولان حركة الماء لمسافات تتطلب طاقة تدفعها، فإن القناة تضيق في أماكن فيندفع الماء داخل بشكل أسرع؛ وبالتالي يكتسب طاقة تدفعه للأمام، ثم إذا خفّت طاقته تضيق القناة مرة أخرى لتكسبه الطاقة من جديد، وهكذا إلى أن يخرج فوق الأرض لري المزارع، ويسمى «شريعه»، وبدقة كل مجرى مائي تحت الأرض يصل لمصدر الماء، وينقله لمسافات طويلة، بمعنى أن كل قناة تبدأ مسارها من منبع مياه تحت الأرض وتنقله لمزارع النخيل المختلفة».
وتابع «ولأنه مشروع متكامل فإن من أنشأه لم بغفل طريقة صيانته لاحقًا، لذلك هناك فتحات لنزول عمال الصيانة إلى مجرى المياه، مثل غرف التفتيش في الوقت الحالي، من خلالها ينزل العامل إلى أن يصل للمجرى حيث يسير داخله وينظفه، ثم عبر حاويات تُرفع المخلفات خارج القناة، ولتسهيل التواصل مع من يعلمون داخل القناة ومن هو خارجها، هناك مكان في وسط القناة النازلة لمجرى المياه التي تشبه غرف التفتيش، يجلس فيه رجل يوصل الكلام بين من يعملون دخل مجرى المياه وبين من يقفون خارجها».
توزيع الماء
يواصل الميلبي «وهناك آلة توقيت تعطي لكل مزرعة حصة مناسبة من المياه، وهي عبارة عن إناء في أسفله ثقب يوضع في إناء أكبر منه مليء بالماء فيبدأ الماء بالتدفق ببطء في الإناء الصغير عبر الثقب الذي في أسفله حتى يمتلئ ثم يغطس في الإناء الكبير، وهذه تعد ساعة زمنية، يراقبها شخص وينظمها العمل بها حاجة المزارعين».
مزارع ممتدة
يضيف الميلبي «قامت على هذه العيون مزارع تمتد عدة كيلومترات، تزدحم فيها أشجار النخيل الذي تجمع ثماره بكميات كبيرة، وينقل إلى أماكن مخصصة ويضغط حتى يتداخل التمر مع بعضه، ويعبأ بما يشبه أكياس مصنوعة من سعف النخيل تخزن وتعرض للبيع طوال العام».
ويكمل «حول هذه العيون تشكلت حضارة امتدت عبر العصور، وقد توقفت عيون ينبع لما يزيد عن 30 عامًا بسبب شح الأمطار لكنها عادت للجريان مرة أخرى قبل حوالي 10 سنوات».
وبإعجاب يواصل «لشدة دقة عمل تلك العيون وروعة بنائها تصور البعض أنها ليست من صنع البشر، حيث نسب البعض إنشائها إلى الجن، وهذا غير صحيح، والبشر أنتجوا عبر التاريخ القديم كثيرًا من الروائع الهندسية التي ما زالت شاهدة على قدراتهم حتى اليوم».
شكوى من الجفاف
يستذكر المزارع نواف الجهني أن ينبع النخل عانت خلال 3 عقود زمنية ماضية وشكت كثيرًا من الجفاف، مما تسبب في موت المزارع وغور العيون، حتى اضطر المزارعون إلى هجران أراضيهم، وقال «عادت الحياة أخيرًا إلى العيون التي كانت تعد من أهم الموارد لسقيا المواشي والمحاصيل الزراعية، ومع عودتها عاد الاهتمام بالزراعة مجددًا من قبل الأهالي، وتحولت ينبع النخل إلى واحات خضراء».
وأضاف تتميز ينبع النخيل بأرض خصبة، ولذا انتعشت فيها زراعة النخيل والنحا والسدر والتين والتوت والعنب والليمون والطماطم وغيرها من الفواكه والخضراوات.
وتضرب ينبع النخيل بعيدًا في التاريخ حيث يعود عمرها إلى أكثر من 2000 عام، وكانت مركزًا تجاريًا لقوافل الحجيج والتجارة بين الشام ومكة المكرمة.
وتحتضن ينبع النخيل أكثر من 100 عين منذ القديم، لكن من بين عيونها التي عادت إلى الحياة (البثنة والبركة والبقاع والجابرية والسكوبية وعين حسين وخيف حسين والفجة وعين جديد والحارثية وخيف فاضل وعين شعثاء والعلقمية وسلمان وعجلان وعين علي وعين النوى والقرية والمبارك وعين مدسوس والمزرعة والنجيل وعين اليسيرة).
عيون قديمة
يشدد ذكر المهندس عايض الميلبي أن إنشاء عيون ينبع النخيل يعد من الأعمال العظيمة بالرغم من عدم توفر معلومات كافية عن طريقة إنشائها، وهو ما أثار كثيرًا من الأقاويل حولها.
وبيّن أن تلك العيون تمتد تحت الأرض لمسافات طويلة، وقال «لنقرب الفكرة أكثر، يمكننا تشبيه تلك العيون بمشاريع تحلية المياه الحالية، فحتى تنفذ مشروع تحلية مياه، فأنت تحتاج إلى تصميم هندسي يراعي الحسابات والقوانين الهندسية، مثل حجم المضخات وعددها، وسمك الأنابيب وقدرتها على تحمل ضغط الماء، وآليات الحفر ومعداته، ولو طبقنا هذا العمل على مشروع العيون الذي نفذ قبل مئات السنين نجد أنه تم حفر الأرض إلى عمق تجاور 10 أمتار، وجلبت حجارة بمواصفات خاصة وبنيت منها قناة مائية كانت تسمى «قصب» فيها حجرات عن اليمين واليسار بارتفاعات مختلفة يمكن للإنسان السير داخل القناة وهو منتصب، كما سقفت كذلك بحجارة طويلة».
وأضاف «بدل المضخات الحالية، ولان حركة الماء لمسافات تتطلب طاقة تدفعها، فإن القناة تضيق في أماكن فيندفع الماء داخل بشكل أسرع؛ وبالتالي يكتسب طاقة تدفعه للأمام، ثم إذا خفّت طاقته تضيق القناة مرة أخرى لتكسبه الطاقة من جديد، وهكذا إلى أن يخرج فوق الأرض لري المزارع، ويسمى «شريعه»، وبدقة كل مجرى مائي تحت الأرض يصل لمصدر الماء، وينقله لمسافات طويلة، بمعنى أن كل قناة تبدأ مسارها من منبع مياه تحت الأرض وتنقله لمزارع النخيل المختلفة».
وتابع «ولأنه مشروع متكامل فإن من أنشأه لم بغفل طريقة صيانته لاحقًا، لذلك هناك فتحات لنزول عمال الصيانة إلى مجرى المياه، مثل غرف التفتيش في الوقت الحالي، من خلالها ينزل العامل إلى أن يصل للمجرى حيث يسير داخله وينظفه، ثم عبر حاويات تُرفع المخلفات خارج القناة، ولتسهيل التواصل مع من يعلمون داخل القناة ومن هو خارجها، هناك مكان في وسط القناة النازلة لمجرى المياه التي تشبه غرف التفتيش، يجلس فيه رجل يوصل الكلام بين من يعملون دخل مجرى المياه وبين من يقفون خارجها».
توزيع الماء
يواصل الميلبي «وهناك آلة توقيت تعطي لكل مزرعة حصة مناسبة من المياه، وهي عبارة عن إناء في أسفله ثقب يوضع في إناء أكبر منه مليء بالماء فيبدأ الماء بالتدفق ببطء في الإناء الصغير عبر الثقب الذي في أسفله حتى يمتلئ ثم يغطس في الإناء الكبير، وهذه تعد ساعة زمنية، يراقبها شخص وينظمها العمل بها حاجة المزارعين».
مزارع ممتدة
يضيف الميلبي «قامت على هذه العيون مزارع تمتد عدة كيلومترات، تزدحم فيها أشجار النخيل الذي تجمع ثماره بكميات كبيرة، وينقل إلى أماكن مخصصة ويضغط حتى يتداخل التمر مع بعضه، ويعبأ بما يشبه أكياس مصنوعة من سعف النخيل تخزن وتعرض للبيع طوال العام».
ويكمل «حول هذه العيون تشكلت حضارة امتدت عبر العصور، وقد توقفت عيون ينبع لما يزيد عن 30 عامًا بسبب شح الأمطار لكنها عادت للجريان مرة أخرى قبل حوالي 10 سنوات».
وبإعجاب يواصل «لشدة دقة عمل تلك العيون وروعة بنائها تصور البعض أنها ليست من صنع البشر، حيث نسب البعض إنشائها إلى الجن، وهذا غير صحيح، والبشر أنتجوا عبر التاريخ القديم كثيرًا من الروائع الهندسية التي ما زالت شاهدة على قدراتهم حتى اليوم».
شكوى من الجفاف
يستذكر المزارع نواف الجهني أن ينبع النخل عانت خلال 3 عقود زمنية ماضية وشكت كثيرًا من الجفاف، مما تسبب في موت المزارع وغور العيون، حتى اضطر المزارعون إلى هجران أراضيهم، وقال «عادت الحياة أخيرًا إلى العيون التي كانت تعد من أهم الموارد لسقيا المواشي والمحاصيل الزراعية، ومع عودتها عاد الاهتمام بالزراعة مجددًا من قبل الأهالي، وتحولت ينبع النخل إلى واحات خضراء».
وأضاف تتميز ينبع النخيل بأرض خصبة، ولذا انتعشت فيها زراعة النخيل والنحا والسدر والتين والتوت والعنب والليمون والطماطم وغيرها من الفواكه والخضراوات.