مها عبدالله

لنتذكر أن تعداد سكان الأرض من البشر يتعدى الثمانية مليارات نسمة، وأنت قابلت منهم ما لا يتعدى 1 % منهم، تتعلق عاطفيًا وتضيق نفسيًا وتترنح روحيًا كأن الدنيا وقفت عليهم.

هذا العدد المهول يقول لك أشياء كثيرة، إذا كان مديرك بالعمل لا يرى تميزك، هناك ملايين المديرين الذين ما زالوا يبحثون عن شخص يملك مهاراتك. إذا كان والداك لا يعرفان طريقًا للحب، فهناك شريك مثلك ينتظر لقاء من يفهمه ليغرق بهذا الحب. إذا عانيت من عدم انسجامك مع الآخرين واكتفيت بألعاب الفيديو؛ هناك من يشاطرك الطباع نفسها وهو يلعب الآن مثلك. مهما كان حالك وما تشعر به؛ فهناك من يشاركك الشعور نفسه. أيضًا ستجد من يشبهك، ستجد من ينسجم معك، لا تحكم على نفسك والناس طالما أنك لم تحاول مع الجميع.

تتوقف لديك الحياة وتشعر أنك فشلت.. لأنك لم تنجح في بيئة عمل معينة، أو فارقت خليلك أو تأخرت في تحقيق هدف، وأي فعل تندم عليه وفعلاً لم تفعله لأي سبب! بكل قسوة وإجحاف لنفسك وللآخرين، ليست المشكلة بك أو بالآخر، ببساطة لم تنسجموا ولم تتفاهموا، جمعتكم الأقدار «صدفة» وكان المحتم هو المحاولة في العيش، ما عجز منها في الثبات؛ لا يستحق الحياد.

حتى باختياراتك.. في التعليم والدراسة وأيضًا سماتك الشخصية، إذا شعرت بالقيد والعجز فيها، اسع لتحسينها أو تغييرها.

ولمن يقول هناك أفراد أو أشياء نادرة لا تتكرر، سيكون البديل أعلى قيمة، طالما أنه يحمينا من آلام المصاحبة للنوادر. كل شيء له بديل مماثل وقد يكون أفضل. التغيير بحد ذاته يعطي الفرد الفرصة لمعرفة نفسه وما تهواه.

أخيرًا.. كن جاهزًا دائمًا ببدائل يمكنك استخدامها في حال خسرت أحد خياراتك الحالية. عدد خياراتك دون استثناء، وهنا أقصد «الجميع» حرفيا.