هو مهتم بها مع أنه للتو التقط رقمها من مكان ما.. يحادثها ليلاً على الهاتف حيث رمز باسمها بجهات الاتصال بـ فواز أما هي فجعلت اسمه نويّر، لا أحد يعلم عن علاقتهما المدسوسة.. سألها ذات يوم عمن تشبه؟ أجابته بلا تردد بأنها حين تلتقي إحداهن تناديها بـإليشا كوثبيرت، تحاول جاهدة إقناعها بأنها ليست هي، وأن الله يخلق من الشبه أربعين، لكنها تعبت من مقارنة الذين يلتقون بها بتلك النجمة الكندية وتفكر جدياً بعجن ملامحها حتى ترتاح من ذلك.. حين تسأله عن عمله، يتنهد ثم يقول: أنا رجل أعمال، ركوب الطائرات مسافراً لأوروبا وكندا تحديداً كل أسبوع يقص ظهري، تقاطعه بقولها إنها تظن أن كندا ليست بأوروبا، بل بمكان آخر لا تذكره.. يرد بـ أعلم.. أعلم، الإجهاد يجعل معلوماتي الجغرافية عرجاء.. قبل أن يغلق الهاتف لينام يهمس لها ـ ليس لشيء إلا لأن ابن خالته (فرّاج) جاء من الديرة وينام بجانبه ويخشى أن يسمعه ـ: أحبكِ للأبد.. هل ستقذفين نفسكِ يوماً من أعلى سطح بيتكِ إن فارقتكِ؟.. تجيبه ضاحكة: ربما وقتها يستطيع الإنسان الطيران، فيصبح سقوطه من علٍ شيئاً من الماضي، يشعر حينها بأن عليه أن يقتل أحداً ما.. يواصل (فرّاج) شخيره، ينام العشاق.. يستفتحون صباحاتهم وكواجب حتمي بعبارات يصنعونها لبعضهم، يغار عليها حتى من قيظ الصيف حين يلفحها، وهي عليه من شقراوات أوروبا اللاتي يلتقيهن، قبيل الظهر تخبره بأن امرأة لا تعرفها ستأتي لتخطبها لابنها الذي لا تعرفه هو الآخر، يقاطعها: مبروك، سعيدٌ لأجلكِ، لكني أعتذر لا أستطيع حضور مناسبة زفافكِ، لدي اجتماع عمل بروسيا، بعاصمتها بكين تحديداً، تصمت قليلاً.. تغلق الخط، وهو يفتح نافذته ليطلب وجبة سريعة لغدائه.