اغتيال ضابط بجهاز المخابرات بعدن ومسؤول حكومي بلحج
يترقب ملايين اليمنيين الموقف الذي سيعلنه مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في الجلسة المقبلة لمجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل، وذلك بعد أكثر من أسبوع من وجوده في العاصمة صنعاء لمعرفة مدى تجاوب أطراف الأزمة مع تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2014 بشأن توقيع المبادرة الخليجية. وأوضحت مصادر مطلعة أن ابن عمر بعد لقائه بالرئيس علي عبدالله صالح أول من أمس بدا غير متحمس لاستئناف جهوده الدبلوماسية، خاصة مع حزمة جديدة من الشروط التي وضعها صالح والنظام الحاكم قبل التوقيع على المبادرة، إلا إذا حدث اختراق جدي ووافق صالح على التوقيع أو إعطاء الضوء الأخضر لنائبه عبدربه منصور هادي للتوقيع على المبادرة ومن ثم آليتها التنفيذية.
وكان وفد المعارضة الذي قام بزيارة لعدد من دول الخليج قد عاد إلى العاصمة صنعاء أمس، في ظل توقعات أن تحرك هذه العودة شيئاً من الجمود السياسي الذي رافق الأيام الماضية. وكان الرئيس صالح وقادة الحزب الحاكم قد اشترطوا عودة المعارضة من الخارج للتوقيع على المبادرة والآلية التنفيذية. وأبدى مصدر حكومي تفاؤله بحدوث اختراق للخلاف القائم مع المعارضة بشأن عدد من النقاط، التي ستؤدي إلى الاتفاق على بنود الآلية التنفيذية للمبادرة، خاصة ما يتصل بتشكيل الحكومة وإصدار القرارات وأداء اليمين الدستورية على أن تكون من صلاحيات نائب الرئيس. وأكد مصدر في المعارضة لـالوطن أن الأمور تتوقف على الرئيس صالح. فيما وردت أنباء عن نية وفد من المجلس الوطني للمعارضة زيارة الرياض غدا.
إلى ذلك تظاهر الآلاف في صنعاء أمس للمطالبة بمحاكمة الرئيس صالح وعدم منحه ومعاونيه ضمانات من الملاحقة القضائية. ومرت المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير بجوار اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم ومنزل الشيخ عبدالله الأحمر في حي الحصبة، قبل أن تعود إلى الساحة.
وفي عدن اغتال مسلحون ضابطا في جهاز الأمن السياسي بالتزامن مع عملية أخرى منفصلة طالت مسؤولا حكوميا في محافظة لحج بالجنوب أيضا أسفرت عن مقتله. وذكرت مصادر أمنية ومحلية أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار من أسلحة رشاشة على مديرالأمن السياسي في مديريتي المعلا والتواهي بمحافظة عدن العقيد عبد الحكيم القاضي مساءَ أول من أمس أثناء نزوله من سيارته الخاصة برفقة زوجته وأطفاله الاثنين بحي القاهرة، حيث باشروه بوابل من النيران ، ولاذوا بالفرار، وتم نقل الضابط إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وفي محافظة لحج، اغتال مسلحون مجهولون مدير عام مكتب النظافة والتحسين بالمحافظة بمدينة الحوطة عاصمة المحافظة.
ولم توجه أصابع الاتهام من مصادر رسمية لأي جهة حتى الآن في العمليتين، غير أن الأولى تماثل عمليات نفذتها عناصر القاعدة وطالت مسؤولين أمنيين وعسكريين لاسيما في مدينة عدن التي شهدت الكثير من عمليات الاغتيال والتفجيرات الشهر الماضي. وكانت مصادر أمنية ذكرت أن مداهمات واسعة وكبيرة وقعت لفندقين في مديرية الشيخ عثمان بمحافظة عدن عقب معلومات مؤكدة بوجود عناصر جهادية وقيادات بارزة يشتبه أنها على صلة بالقاعدة، بينهم نادر الشدادي في أحد الفندقين.