سليم الذروي

كرة القدم لعبة حماسية يعشقها الكثير من الناس باختلاف أعمارهم وطبقاتهم المجتمعية وتنوع ثقافاتهم، فهي اللعبة الشعبية الأولى في المملكة، لها منسوبيها وإعلامها وجمهورها. لعبة تنافسية في الملعب وحماسية للجماهير، ويزيد من إثارتها ما يطرح في الإعلام، فإعلامها يحظى بحرية ومساحة كبيرة في الرأي والتعبير وسقف النقد عال جدا، ما يجعل الكاتب يكتب دون تقيد وبكل جرأة. إلا أن هذه الحرية سلاح ذو حدين فمنهم من يكتب ما يمليه عليه ضميره، وينتقى الألفاظ المناسبة، ويتحرى المعلومة الصحيحة ويتثبت قبل نشرها، ولا بأس أن يتبنى وجهة نظر فريقه المفضل، فلا حياد مطلق في الإعلام الرياضي. إلا أن هناك من لم يحسن التعامل في المساحة الواسعة، وجعل كتاباته للون واحد فقط، وتعدى مرحلة العين الثاقبة الناقدة إلى مرحلة إعلامي برتبة محام للفريق المفضل.

لا يختلف اثنان على تأثير كتاب الرأي في الوسط الرياضي، فهم المحرك الأكبر للجماهير فكل كاتب له متابعيه ومحبيه ومخالفيه، وله تأثيره فيهم، عبر مقالاته في الصحف أو حتى ما يطرحه بمنصة "X". ولعل السواد الأعظم من الجماهير لا تفرق بين ما يكتبه الكاتب في مقاله اليومي تحت رقابة رئيس التحرير، وما يغرد به في المساحة الواسعة بحسابة الشخصي عبر وسائل التواصل. ففي نظرهم ما يكتب هنا أو هناك واحد فهو يمثل رأي الكاتب الذي يتطلب منه الحد من التعصب، ونشر ثقافة احترام المنافسين والمحبة بينهم، وتجنب نهج التقليل منهم والبحث عن زلاتهم والتشكيك في إنجازاتهم، لكسب رضى مدرج معين. فهذه الأقلام التي تصور المشهد الرياضي على أنه معركة وخصوم وتشحن الجماهير وتقودهم إلى التناحر والتعصب، ويزيد على ذلك عاطفية الجماهير. فمن المعلوم أن الكرة فوز وخسارة، فلا تجمع لهم بين الخسارة والشماتة، فهناك من يتأثر نفسيا ويتعكر مزاجه بسبب خسارة مباراة أو ضياع بطولة. فرفقا بهؤلاء.

عموما ما زالت المقولة الجميلة ( التواضع عند النصر والابتسامة عند الخسارة) حبرا على ورق، وشعارا يردده الكثير، لكنه مع الأسف قيد التنفيذ.