في العادة يكون السؤال بالعكس، المذيع هو من يلتقي بالجمهور. وفي الحقيقة أن معد البرنامج والصحفي هو من يلتقي ويجهز المتلقي ويكتب الأسئلة ويشارك في العصف الذهني، لتكون النسخة النهائية من السؤال سهلة النطق من فم المذيع بابتسامة ورشة عطر و كشخة.
الرزانة، عنصر مفقود في (معظم) المذيعين الجدد. وحينما تلتقي مذيعاً من الرعيل الأول، فإن الثقافة تكون بمحاذاة الخبرة والصيت. قد يكون لسبب من عدة أسباب، هو أنهم لم يدخلوا التلفزيون من الباب الخلفي. والأزمة هي أن التلفزيون يقتات على صحافة الورق، ويبقى الورق مظلوماً في دهاليز أضواء المشاهير.
يتفق الزميل ممدوح المهيني من جريدة الرياض وآخرون على أن الصحفي الورقي مظلوم في أن التقرير الذي يقوم بإعداده، تقوم قناة فضائية فجأة بنقله على الهواء مباشرة دون الإشارة في كثير من الأحيان لكاتب التقرير.
وبعض القنوات التي تحترم المنافسة ولديها الثقة العالية، تقوم بطلب استضافة الصحفي أو مساعدته في تجهيز التقرير، أما بعضها الآخر، فيقوم بـسلق التقرير في منتصف الليل ليكون وجبة مسروقة بامتياز. هذه الوجبة – للأسف – من قام بإعدادها هو مذيع/ مراسل لا يمتلك أدنى حد من الثقافة والمهنية، ولا يستطيع التعاطي مع الصحافة بأنواعها، فما كان منه إلا التهام وجبة سريعة بتفاصيلها وتحويلها إلى صوت وصورة، بعد أن كانت على ورق.
في القنوات الفضائية، المذيع الذي لا يفقه قولاً – مثلاً – هو من يناقش فكرة موت الصحافة الورقية، وحين تسأله عن تاريخ الصحافة لا يعرف. هو نفسه الذي قد يناقش أهم المسؤولين في العالم على الهواء مباشرة عن أزمة الاحتباس الحراري، لكنه لا يعرف عن الحرارة سوى صيف الرياض!