(السيستم خربان).. جملة تتردد على مسامعك لتصيبك بالإحباط والقلق حين تسمعها خلال مراجعتك مريضا أو مرافقا لمريض في مستشفى ما.
وظهرت مشكلة تعطل الأنظمة التقنية في المستشفيات الخاصة بشكل كبير، وباتت موضوعًا شائكًا لا حل له سوى الانتظار، أو البحث عن بديل في مستشفى آخر.
وأثارت هذه المشكلة موجة من الجدل والاستنكار في كثير من التعليقات التي تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما وجه اختصاصيون في التقنية انتقادات لإدارات المستشفيات والمؤسسات الخاصة المطالبة بالبنية التحتية التكنولوجية لتقليص حجم الأعطال وتجنب مضارها.
تنويم معلق
تروي نور حسين مشكلتها مع نظام أحد المستشفيات الخاصة ومدى سوء الحالة الصحية التي وصلت إليها، وتقول «ذهبت إلى مستشفى خاص في مدينة الدمام بعد أن تم تحويلي بشكل عاجل من طبيب طوارئ المركز الصحي، على أن يتم التنويم على وجه السرعة واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة خوفًا من انفجار الزائدة الدودية، والتي تبين مع الفحوصات أنها وصلت إلى حد متقدم من الالتهاب».
وأكملت «تحاملت على نفسي مع كل الألم الذي أشعر به، وأنا في قاعة انتظار المستشفى ليأتي الرد بعد ساعة من الانتظار؛ نعتذر منك نظام المستشفى معطل، ولا نستطيع استقبالك أو علاجك دون فتح ملف إلكتروني لك، وإضافة جميع معلوماتك بحسب ما يراه الاختصاصي الذي سيتعامل مع حالتك».
ولفتت «أدهشني هذا الرد وفلت من لساني سؤال، وماذا يعني ذلك؟ ماذا أفعل الآن، أما الموظفة فكررت كلامها بكل هدوء: نعتذر منك لا يمكننا مساعدتك طالما النظام معطل!!».
وتواصل «اضطررت بعدها للتوجه إلى مستشفى آخر لتلقي العلاج، وكان لشركة التأمين كلمة أخرى إذ إن الانتقال من مستشفى إلى آخر يستلزم موافقة التأمين الذي جعلني بدوره انتظر ساعتين أخريين حتى تمت الموافقة، وفي داخلي سؤال ماذا لو انتكست صحتي أكثر؟ أو انفجرت الزائدة أثناء ساعات الانتظار وخلل النظام أو حتى التنقل من مكان إلى آخر؟».
مواعيد مؤجلة
من جهتها، قالت هدى الدبيسي «أتابع حالتي مع مشكلة قرحة المعدة في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة الخبر، وكنت على موعد لوضع خطة علاجية بعد الوقوف على نتيجة التحاليل التي أجريتها قبل فترة من الموعد، وعندما ذهبت أبلغتني موظفة الاستقبال أن النظام معطل، وأنه علي العودة في وقت آخر دون أن يتم تحديد موعد تقريبي لإصلاح الخلل التقني، فهو بحسب ما نقلت لي أمر يعتمد على سرعة التقني وحله للمشكلة، حيث لا مجال لمعرفة نتيجة التحاليل هكذا. وبالتالي كان علي أن أنتظر لساعات، حتى إصلاح الخلل لمعرفة النتائج واستلام العلاج، وقد عدت في اليوم التالي حيث تم إصلاح الخلل».
عطل مؤسسي
أكد اختصاصي الأمن السيبراني والتقني حسين العباس أن «مشكلة تعطل أنظمة ومواقع العمل ليست حصرًا على المستشفيات الخاصة، بل هي مشكلة طالت كثيرًا من الشركات والمؤسسات حتى الكبيرة والاحترافية في المملكة والتي لها وزنها ومكانتها، وهي مشكلة واردة في أغلب المؤسسات، وتختلف عن مشكلة الهاكرز فتلك لها جوانب أخرى».
وأوضح «يقوم الهاكرز وقراصنة المواقع باستغلال الثغرات في البرامج الإلكترونية ويعمدون إلى التخريب أو السطو عليها، وبالتالي الوصول إلى ملفات قد تكون في غاية الأهمية والسرية مما يعرض المنشأة لخطر كبير وخسائر أكبر».
وتابع «أما الخلل في النظام فهو عبارة عن عطل تقني سببه مشاكل تتعلق بتكنولوجيا المعلومات، ونظم إدارة المستشفيات»، مبينًا أن «بعض المستشفيات تعاني من نقص في البنية التحتية التكنولوجية وعدم وجود نظم متكاملة لإدارة المعلومات الطبية والمواعيد وكذا في الجانب المالي كإدارة الفواتير والحسابات».
مشاكل التقنية
للتغلب على هذه المشكلة قال العباس «يجب على المستشفيات الاستثمار في تطوير أنظمة إدارة متكاملة تسهل تدفق المعلومات وتحسن الكفاءة والتنظيم، وعمل أرشفة مستمرة لمعلومات المرضى وملفاتهم وكل ما يخص الإدارة الطبية».
وأضاف «هناك مشكلة أخرى تتبع مسألة الخلل في النظام، وهي توظيف الأجنبي لمثل هذه المهام علمًا أن القرارات القيادية في المملكة نصت على خصوصية وسرية الملفات الخاصة بالمرضى السعوديين، إلا أن توظيف عامل غير سعودي لتولي هذه المهمة يتعارض مع ما نصت عليه هذه القرارات، وقد يحدث أن تحصل بين هذا الموظف وإدارة المستشفى مشكلة ما كتأخر استلام الرواتب فيتسبب هو بنفسه في إقفال النظام لحين استلام بقية حقوقه، أو الحصول على مطالبه ما يضع إدارة المؤسسة المعنية أو المستشفى في حرج ومأزق».
الوقاية خير
يعود العباس ويستدرك أن «ما يفسده تقني يصلحه آخر»، مبينًا أن مثل هذه المشكلات التقنية يمكن إصلاحها بالاستفادة من تقني متمكن يعالج المشكلة، ولكنه سيستنزف مزيدًا من الأموال وبالتالي هدر الجهد والوقت على حساب المرضى المنتظرين.
ولفت إلى أنه يمكن «استدراك هذه المشكلات باستخدام الطاقات الشبابية من الكوادر الوطنية، إضافة إلى المراجعة المستمرة لتأمين نظام إلكتروني فعال والأرشفة اليومية أو الأسبوعية للملفات للمحافظة عليها من التلف أو الضياع، والمتابعة المباشرة لعمل الموظف التقني، وكذلك استخدام أفضل الأنظمة وتطويرها باستمرار».
مزيد من الجهد
من جانبها، ذكرت ليلى العباس، وهي إدارية في أحد المستشفيات الخاصة أن «مشكلة الخلل في النظام تواجه أغلب المستشفيات، وحتى الشركات الخاصة، وهي مشكله خارجة عن الإرادة فلا يمكن لأي مستشفى يسعى لاستقطاب عملاء أكثر أن يعجبه حال الخلل الواقع، ولذلك في حال العطل نسرع بالتوجه للفني القائم على النظام علمًا أنه يعمل بالتزامن والتعاون مع فني آخر سعودي الجنسية، ونحاول قدر الإمكان وبمزيد من الجهد ألا يتأخر إصلاح الخلل».
وظهرت مشكلة تعطل الأنظمة التقنية في المستشفيات الخاصة بشكل كبير، وباتت موضوعًا شائكًا لا حل له سوى الانتظار، أو البحث عن بديل في مستشفى آخر.
وأثارت هذه المشكلة موجة من الجدل والاستنكار في كثير من التعليقات التي تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما وجه اختصاصيون في التقنية انتقادات لإدارات المستشفيات والمؤسسات الخاصة المطالبة بالبنية التحتية التكنولوجية لتقليص حجم الأعطال وتجنب مضارها.
تنويم معلق
تروي نور حسين مشكلتها مع نظام أحد المستشفيات الخاصة ومدى سوء الحالة الصحية التي وصلت إليها، وتقول «ذهبت إلى مستشفى خاص في مدينة الدمام بعد أن تم تحويلي بشكل عاجل من طبيب طوارئ المركز الصحي، على أن يتم التنويم على وجه السرعة واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة خوفًا من انفجار الزائدة الدودية، والتي تبين مع الفحوصات أنها وصلت إلى حد متقدم من الالتهاب».
وأكملت «تحاملت على نفسي مع كل الألم الذي أشعر به، وأنا في قاعة انتظار المستشفى ليأتي الرد بعد ساعة من الانتظار؛ نعتذر منك نظام المستشفى معطل، ولا نستطيع استقبالك أو علاجك دون فتح ملف إلكتروني لك، وإضافة جميع معلوماتك بحسب ما يراه الاختصاصي الذي سيتعامل مع حالتك».
ولفتت «أدهشني هذا الرد وفلت من لساني سؤال، وماذا يعني ذلك؟ ماذا أفعل الآن، أما الموظفة فكررت كلامها بكل هدوء: نعتذر منك لا يمكننا مساعدتك طالما النظام معطل!!».
وتواصل «اضطررت بعدها للتوجه إلى مستشفى آخر لتلقي العلاج، وكان لشركة التأمين كلمة أخرى إذ إن الانتقال من مستشفى إلى آخر يستلزم موافقة التأمين الذي جعلني بدوره انتظر ساعتين أخريين حتى تمت الموافقة، وفي داخلي سؤال ماذا لو انتكست صحتي أكثر؟ أو انفجرت الزائدة أثناء ساعات الانتظار وخلل النظام أو حتى التنقل من مكان إلى آخر؟».
مواعيد مؤجلة
من جهتها، قالت هدى الدبيسي «أتابع حالتي مع مشكلة قرحة المعدة في أحد المستشفيات الخاصة في مدينة الخبر، وكنت على موعد لوضع خطة علاجية بعد الوقوف على نتيجة التحاليل التي أجريتها قبل فترة من الموعد، وعندما ذهبت أبلغتني موظفة الاستقبال أن النظام معطل، وأنه علي العودة في وقت آخر دون أن يتم تحديد موعد تقريبي لإصلاح الخلل التقني، فهو بحسب ما نقلت لي أمر يعتمد على سرعة التقني وحله للمشكلة، حيث لا مجال لمعرفة نتيجة التحاليل هكذا. وبالتالي كان علي أن أنتظر لساعات، حتى إصلاح الخلل لمعرفة النتائج واستلام العلاج، وقد عدت في اليوم التالي حيث تم إصلاح الخلل».
عطل مؤسسي
أكد اختصاصي الأمن السيبراني والتقني حسين العباس أن «مشكلة تعطل أنظمة ومواقع العمل ليست حصرًا على المستشفيات الخاصة، بل هي مشكلة طالت كثيرًا من الشركات والمؤسسات حتى الكبيرة والاحترافية في المملكة والتي لها وزنها ومكانتها، وهي مشكلة واردة في أغلب المؤسسات، وتختلف عن مشكلة الهاكرز فتلك لها جوانب أخرى».
وأوضح «يقوم الهاكرز وقراصنة المواقع باستغلال الثغرات في البرامج الإلكترونية ويعمدون إلى التخريب أو السطو عليها، وبالتالي الوصول إلى ملفات قد تكون في غاية الأهمية والسرية مما يعرض المنشأة لخطر كبير وخسائر أكبر».
وتابع «أما الخلل في النظام فهو عبارة عن عطل تقني سببه مشاكل تتعلق بتكنولوجيا المعلومات، ونظم إدارة المستشفيات»، مبينًا أن «بعض المستشفيات تعاني من نقص في البنية التحتية التكنولوجية وعدم وجود نظم متكاملة لإدارة المعلومات الطبية والمواعيد وكذا في الجانب المالي كإدارة الفواتير والحسابات».
مشاكل التقنية
للتغلب على هذه المشكلة قال العباس «يجب على المستشفيات الاستثمار في تطوير أنظمة إدارة متكاملة تسهل تدفق المعلومات وتحسن الكفاءة والتنظيم، وعمل أرشفة مستمرة لمعلومات المرضى وملفاتهم وكل ما يخص الإدارة الطبية».
وأضاف «هناك مشكلة أخرى تتبع مسألة الخلل في النظام، وهي توظيف الأجنبي لمثل هذه المهام علمًا أن القرارات القيادية في المملكة نصت على خصوصية وسرية الملفات الخاصة بالمرضى السعوديين، إلا أن توظيف عامل غير سعودي لتولي هذه المهمة يتعارض مع ما نصت عليه هذه القرارات، وقد يحدث أن تحصل بين هذا الموظف وإدارة المستشفى مشكلة ما كتأخر استلام الرواتب فيتسبب هو بنفسه في إقفال النظام لحين استلام بقية حقوقه، أو الحصول على مطالبه ما يضع إدارة المؤسسة المعنية أو المستشفى في حرج ومأزق».
الوقاية خير
يعود العباس ويستدرك أن «ما يفسده تقني يصلحه آخر»، مبينًا أن مثل هذه المشكلات التقنية يمكن إصلاحها بالاستفادة من تقني متمكن يعالج المشكلة، ولكنه سيستنزف مزيدًا من الأموال وبالتالي هدر الجهد والوقت على حساب المرضى المنتظرين.
ولفت إلى أنه يمكن «استدراك هذه المشكلات باستخدام الطاقات الشبابية من الكوادر الوطنية، إضافة إلى المراجعة المستمرة لتأمين نظام إلكتروني فعال والأرشفة اليومية أو الأسبوعية للملفات للمحافظة عليها من التلف أو الضياع، والمتابعة المباشرة لعمل الموظف التقني، وكذلك استخدام أفضل الأنظمة وتطويرها باستمرار».
مزيد من الجهد
من جانبها، ذكرت ليلى العباس، وهي إدارية في أحد المستشفيات الخاصة أن «مشكلة الخلل في النظام تواجه أغلب المستشفيات، وحتى الشركات الخاصة، وهي مشكله خارجة عن الإرادة فلا يمكن لأي مستشفى يسعى لاستقطاب عملاء أكثر أن يعجبه حال الخلل الواقع، ولذلك في حال العطل نسرع بالتوجه للفني القائم على النظام علمًا أنه يعمل بالتزامن والتعاون مع فني آخر سعودي الجنسية، ونحاول قدر الإمكان وبمزيد من الجهد ألا يتأخر إصلاح الخلل».