كشفت بدايات أيام شهر رمضان، مدى فعالية الدراما التليفزيونية في إثارة اهتمام الناس، ولفت أنظارهم للمعرفة والتاريخ، وإن بمستويات ودرجات متفاوتة، قد تصل أحيانًا إلى الإفتئات والإدعاءات والتأويل حد التهويل، على نحو ما يحدث مع مسلسل (الحشاشين) التليفزيوني.
منذ القرن الثاني عشر الميلادي والحكايات الخيالية للحشاشين، وقائدهم الغامض، وحصونهم الجبلية النائية في سوريا وشمال إيران (آلموت) تستحوذ على مخيلة الأوروبيين وتأسرها، مثلما يستحوذ المسلسل الآن على اهتمام المتابعين، ويثير كثيرًا من اللغط والجدل، مشعلًا الحوارات هنا وهناك، ويتردد صداها بقوة (الترند) في السوشال ميديا، محمولة على ظهور كثير من الانفعالات والجهل والإدعاءات والخرافات.
أول ما ظهرت هذه الخرافات عندما كان الصليبيون الأوروبيون في بلاد الشام، وأقاموا علاقات - عدائية في معظم الأحيان - مع الفرع السوري من الإسماعيليين النزاريين، الذين اشتهروا في تلك الفترة بتنفيذهم لمهمات خطرة أو عمليات فدائية للتخلص من أعدائهم البارزين بأمر من زعيم المذهب.
الميثيولوجيا الغربية الشعبية
الباحث ( فرهاد دفتري) تصدى لهذه الخرافات في دراسة نوعية، عدت مرجعية، يستعيدها المهتمون هذه الأيام بكثافة لافتة. عملت دراسة دفتري، في ضوء الصورة المختلفة جدًا لتاريخ الإسماعيليين التي ظهرت حديثًا، بتتبع أصول خرافاف الحشاشين من العصر الوسيط واستكشاف الإطار التاريخي الذي ضمنه ثم وضعها وتأليفها وتناقلها، من ثم، عبر الأجيال، كما تسعى إلى معرفة أسباب استمرارها تلك الفترة الطويلة من الزمن، والطريقة التي من خلالها تركت ذلك الأثر العميق في التبحر الأوروبي حتى عهود قريبة.
وتلفت الدراسة التي نقلها للعربية سيف الدين القصير الأنظار لتاريخ الإسلام عمومًا بالإضافة إلى تاريخ أوروبا العصر الوسيط، وكذلك تاريخ العمل الفدائي.. وفحص فكرة كون (الإسماعيليين النزاريين) على أنهم فرقة خبيثة من القتلة، ليس في الميثيولوجيا الغربية الشعبية وحسب، بل وحتى في الدراسات الأوروبية أيضًا.
التبحر الأوروبي
أظهرت الدراسات الحديثة في تاريخ الإسماعيليين في العصور الحديثة المدى الذي وصلت إليه الروايات الأوروبية من العصور الوسطى في اضطرابها وخلطها للواقع بالخيال. وتنهض دراسة فرهاد دفتري، في ضوء الصورة المختلفة جدًا لتاريخ الإسماعيليين، بتتبع أصول خرافات الحشاشين من العصر الوسيط، واستكشاف الإطار التاريخي الذي ضمنه تم وضعها وتأليفها وتناقلها من ثم عبر الأجيال. كما تسعى إلى معرفة أسباب استمرارها تلك الفترة الطويلة من الزمن، والطريقة التي من خلالها تركت ذلك الأثر العميق في التبحر الأوروبي حتى عهود قريبة.
وتكشف رواية دفتري في نهاية الأمر، كيف أن ظهور مثل تلك الخرافات كان عرضًا من أعراض البناء الثقافي والسياسي المعقد للعالم الإسلامي في العصور الوسطى والجهل الأوروبي المطبق لهذا العالم، بالرغم من بقاء الصليبيين الأوروبيين قرابة قرنين من الزمن وسط هذا العالم.
شيخ الجبل
يهدف الكتاب الذي صعد الترند أيضا هذه الأيام، إلى تتبع أصول خرافات الحشاشين الأصلية وتطورها المبكر، وكذلك تقصي السياق التاريخي الذي وضعت هذه الخرافات ضمنه ونقلها. ولعل من أهم محتويات الكتاب الملحق الذي أضافه دفتري إلى كتابه، «دراسة سيلفستر دو ساسي حول الحشاشين»، التي تعد نموذجًا للتبحر الأوروبي من القرن التاسع عشر للمستشرقين الأوروبيين وحاولوا، من خلاله، معرفة هوية «الحشاشين» والأصول اللغوية لتسمياتهم التي دخلت في لغاتهم. لكن التقدم الحديث في الدراسات الإسماعيلية، الذي بدأ بالوصول إلى مصادر إسماعيلية صحيحة، جعل من الممكن أخيرًا التمييز بين الخرافة والحقيقة في تاريخ الجماعة النزارية في العصر الوسيط.
يقول مؤلف الكتاب: (إنني مدين بالعرفان بشكل خاص للسيد فرهاد حكيم زاده لقيامه بالتفتيش بلا كلل في مجموعات العصور الوسطى للمكتبة البريطانية وفي غيرها من المكتبات الأوروبية عن صورة أو رسم معبر يصلح للغلاف؛ وقد وجد أخيرًا في المكتبة الوطنية في باريس ما قد يكون الرسم المثير الوحيد لشيخ الجبل وجنته في مخطوط أوروبي من العصر الوسيط).
أول ضحية للاغتيالات
من قرأ مقدمة ( إدوارد فيتز جيرالد) لترجمته إلى الإنجليزية رباعيات عمر الخيام من الغربيين أنسةً بحكاية «رفاق الدراسة الثلاثة». وفي هذه الحكاية، ارتبط الشاعر الفلكي الفارسي عمر الخيام بالوزير السلجوقي نظام الملك وحسن الصباح، مؤسس ما يسمى «بفرقة الحشاشين». وكان أبطال هذه الحكاية الفرس المشهورون، وفقًا لهذا الزعم، زملاء دراسة في صباهم على يدي ذات المعلم في نيسابور. وقد تعاهدوا فيما بينهم على أن يقوم من يحقق نجاحًا منهم في هذه الدنيا بمساعدة الاثنين الآخرين. وكان نظام الملك أول من حصل على رتبة وسلطة عندما أصبح وزيرًا للسلطان السلجوقي، وفي بعهده بأن منح عمر الخيام راتبًا منتظمًا وأعطى حسن منصبًا رفيعًا في الحكومة السلجوقية. غير أن حسن لم يلبث أن أصبح منافسًا لنظام الملك، الذي نجح بالنتيجة، عن طريق الخدعة، في تعرية حسن وفضحه أمام السلطان. وأقسم حسن على الانتقام، وغادر إلى مصر، حيث تعلم أسرار المعتقد الإسماعيلي. ثم عاد إلى فارس فيما بعد ليؤسس فرقة أرهبت السلاجقة باغتيالاتها. وأصبح نظام الملك أول ضحية للاغتيالات التي أشرف عليها حسن الصباح. تلك هي إذن إحدى الخرافات الشرقية التي ارتبطت بالإسماعيليين النزاريين، الذين عُرفوا لأوروبا العصر الوسيط باسم «الحشاشين».
التصور الخاطئ
نشأت خرافات الحشاشين، وهي التي تجذرت في عداء المسلمين العام تجاه الإسماعيليين وفي انطباعات الأوروبيين التخيلية الخاصة عن الشرق، وتطورت بثبات وبشكل منتظم إبان العصور الوسطى. وبمرور الوقت، أصبح ينظر إلى هذه الخرافات، حتى من قبل إخبـاريـيـن غـربـيـيـن جادين، على أنها تمثل وصفًا دقيقًا لممارسات جماعة شرقية محيرة وهكذا فقد حققت خرافات الحشاشين انتشارًا مستقلًا وقف بثبات في وجه أية محاولة لإعادة تقويم في القرون المتأخرة عندما توفرت معلومات أكثر ثقة حول الإسلام وانقساماته الداخلية في أوروبا.
يشير فرهادي إلى أن (التقدم في مجال الدراسات الإسلامية، والاختراق الحديث المهم في دراسة تاريخ الإسماعيليين وعقائدهم قد جعل من الممكن أخيرًا تبديد بعضًا من الأساطير الموضوعة «للحشاشين»، والتي بلغت ذروتها في الرواية الشعبية المنسوبة إلى ماركو بولو، «الرحالة البندقي» الشهير من القرن الثالث عشر. وبالإمكان تتبع المأثور الغربي الخاص بتسمية الإسماعيليين النزاريين بالحشاشين إلى الصليبيين وكتاب أخبارهم اللاتين بالإضافة إلى مراقبين غربيين آخرين ممن كانوا أصلًا قد سمعوا عن هؤلاء الطائفيين في بلاد الشام، وسرعان ما اكتسب اسم، أو التسمية الخاطئة «حشاش» شكلًا أكثر ملائمة، وهو الذي أشتق أصلًا في ظل ظروف غامضة من صور مختلفة لكلمة «حشيش»، الكلمة العربية التي تطلق على عقار مخدر، والذي أصبح فيما بعد مصطلحًا غربيًا يُطلق على الإسماعيليين النزاريين، سرعان ما اكتسب معنى جديدًا في اللغات الأوروبية؛ فقد دخل إليها على أنه تسمية عامة تعني القاتل. وعلى كل حال، فقد استمرت هذه التسمية بالحشاشين، والتي فيها انتقاص مضاعف من القدر، تستخدم في اللغات الأوروبية على أنها نعت للإسماعيليين النزاريين، وتعززت هذه العادة على يدي سيلفستر دو ساسي ومستشرقين بارزين آخرين من القرن التاسع عشر ممن كانوا قد بدؤوا بإنتاج الدراسات العلمية الأولى حول الإسماعيليين وفي أزمنة أقرب عهدًا، تابع كثير من المختصين بالدراسات الإسلامية الغربيين إطلاق التصور الخاطئ لمصطلح «حشاشين» على الإسماعيليين النزاريين، ربما دون وعٍ مقصود بأصله اللغوي أو أصوله المريبة).
فرهاد دفتري
أكاديمي إيراني مواليد 1938
يعمل في معهد الدراسات الإسماعيلية.
درس في إيران والولايات المتحدة وأوروبا
حاز الدكتوراة من جامعة كاليفورنيا عام 1971
انتسب عام 1988 إلى معهد الدراسات الإسماعيلية
محرّر في موسوعة إيرانيكا.
من آثاره التي نقلت إلى العربية:
الإسماعيليون تاريخهم وعقائدهم - كامبردج 1990
خرافات الحشاشين: أساطير الإسماعيليين 1994.
مختصر تاريخ الإسماعيليين - إدنبرة 1998.
الأدب الإسماعيلي - لندن 2004 .
معجم تاريخ الإسماعيلية - ترجمة سيف الدين القصير، لندن 2015 .
منذ القرن الثاني عشر الميلادي والحكايات الخيالية للحشاشين، وقائدهم الغامض، وحصونهم الجبلية النائية في سوريا وشمال إيران (آلموت) تستحوذ على مخيلة الأوروبيين وتأسرها، مثلما يستحوذ المسلسل الآن على اهتمام المتابعين، ويثير كثيرًا من اللغط والجدل، مشعلًا الحوارات هنا وهناك، ويتردد صداها بقوة (الترند) في السوشال ميديا، محمولة على ظهور كثير من الانفعالات والجهل والإدعاءات والخرافات.
أول ما ظهرت هذه الخرافات عندما كان الصليبيون الأوروبيون في بلاد الشام، وأقاموا علاقات - عدائية في معظم الأحيان - مع الفرع السوري من الإسماعيليين النزاريين، الذين اشتهروا في تلك الفترة بتنفيذهم لمهمات خطرة أو عمليات فدائية للتخلص من أعدائهم البارزين بأمر من زعيم المذهب.
الميثيولوجيا الغربية الشعبية
الباحث ( فرهاد دفتري) تصدى لهذه الخرافات في دراسة نوعية، عدت مرجعية، يستعيدها المهتمون هذه الأيام بكثافة لافتة. عملت دراسة دفتري، في ضوء الصورة المختلفة جدًا لتاريخ الإسماعيليين التي ظهرت حديثًا، بتتبع أصول خرافاف الحشاشين من العصر الوسيط واستكشاف الإطار التاريخي الذي ضمنه ثم وضعها وتأليفها وتناقلها، من ثم، عبر الأجيال، كما تسعى إلى معرفة أسباب استمرارها تلك الفترة الطويلة من الزمن، والطريقة التي من خلالها تركت ذلك الأثر العميق في التبحر الأوروبي حتى عهود قريبة.
وتلفت الدراسة التي نقلها للعربية سيف الدين القصير الأنظار لتاريخ الإسلام عمومًا بالإضافة إلى تاريخ أوروبا العصر الوسيط، وكذلك تاريخ العمل الفدائي.. وفحص فكرة كون (الإسماعيليين النزاريين) على أنهم فرقة خبيثة من القتلة، ليس في الميثيولوجيا الغربية الشعبية وحسب، بل وحتى في الدراسات الأوروبية أيضًا.
التبحر الأوروبي
أظهرت الدراسات الحديثة في تاريخ الإسماعيليين في العصور الحديثة المدى الذي وصلت إليه الروايات الأوروبية من العصور الوسطى في اضطرابها وخلطها للواقع بالخيال. وتنهض دراسة فرهاد دفتري، في ضوء الصورة المختلفة جدًا لتاريخ الإسماعيليين، بتتبع أصول خرافات الحشاشين من العصر الوسيط، واستكشاف الإطار التاريخي الذي ضمنه تم وضعها وتأليفها وتناقلها من ثم عبر الأجيال. كما تسعى إلى معرفة أسباب استمرارها تلك الفترة الطويلة من الزمن، والطريقة التي من خلالها تركت ذلك الأثر العميق في التبحر الأوروبي حتى عهود قريبة.
وتكشف رواية دفتري في نهاية الأمر، كيف أن ظهور مثل تلك الخرافات كان عرضًا من أعراض البناء الثقافي والسياسي المعقد للعالم الإسلامي في العصور الوسطى والجهل الأوروبي المطبق لهذا العالم، بالرغم من بقاء الصليبيين الأوروبيين قرابة قرنين من الزمن وسط هذا العالم.
شيخ الجبل
يهدف الكتاب الذي صعد الترند أيضا هذه الأيام، إلى تتبع أصول خرافات الحشاشين الأصلية وتطورها المبكر، وكذلك تقصي السياق التاريخي الذي وضعت هذه الخرافات ضمنه ونقلها. ولعل من أهم محتويات الكتاب الملحق الذي أضافه دفتري إلى كتابه، «دراسة سيلفستر دو ساسي حول الحشاشين»، التي تعد نموذجًا للتبحر الأوروبي من القرن التاسع عشر للمستشرقين الأوروبيين وحاولوا، من خلاله، معرفة هوية «الحشاشين» والأصول اللغوية لتسمياتهم التي دخلت في لغاتهم. لكن التقدم الحديث في الدراسات الإسماعيلية، الذي بدأ بالوصول إلى مصادر إسماعيلية صحيحة، جعل من الممكن أخيرًا التمييز بين الخرافة والحقيقة في تاريخ الجماعة النزارية في العصر الوسيط.
يقول مؤلف الكتاب: (إنني مدين بالعرفان بشكل خاص للسيد فرهاد حكيم زاده لقيامه بالتفتيش بلا كلل في مجموعات العصور الوسطى للمكتبة البريطانية وفي غيرها من المكتبات الأوروبية عن صورة أو رسم معبر يصلح للغلاف؛ وقد وجد أخيرًا في المكتبة الوطنية في باريس ما قد يكون الرسم المثير الوحيد لشيخ الجبل وجنته في مخطوط أوروبي من العصر الوسيط).
أول ضحية للاغتيالات
من قرأ مقدمة ( إدوارد فيتز جيرالد) لترجمته إلى الإنجليزية رباعيات عمر الخيام من الغربيين أنسةً بحكاية «رفاق الدراسة الثلاثة». وفي هذه الحكاية، ارتبط الشاعر الفلكي الفارسي عمر الخيام بالوزير السلجوقي نظام الملك وحسن الصباح، مؤسس ما يسمى «بفرقة الحشاشين». وكان أبطال هذه الحكاية الفرس المشهورون، وفقًا لهذا الزعم، زملاء دراسة في صباهم على يدي ذات المعلم في نيسابور. وقد تعاهدوا فيما بينهم على أن يقوم من يحقق نجاحًا منهم في هذه الدنيا بمساعدة الاثنين الآخرين. وكان نظام الملك أول من حصل على رتبة وسلطة عندما أصبح وزيرًا للسلطان السلجوقي، وفي بعهده بأن منح عمر الخيام راتبًا منتظمًا وأعطى حسن منصبًا رفيعًا في الحكومة السلجوقية. غير أن حسن لم يلبث أن أصبح منافسًا لنظام الملك، الذي نجح بالنتيجة، عن طريق الخدعة، في تعرية حسن وفضحه أمام السلطان. وأقسم حسن على الانتقام، وغادر إلى مصر، حيث تعلم أسرار المعتقد الإسماعيلي. ثم عاد إلى فارس فيما بعد ليؤسس فرقة أرهبت السلاجقة باغتيالاتها. وأصبح نظام الملك أول ضحية للاغتيالات التي أشرف عليها حسن الصباح. تلك هي إذن إحدى الخرافات الشرقية التي ارتبطت بالإسماعيليين النزاريين، الذين عُرفوا لأوروبا العصر الوسيط باسم «الحشاشين».
التصور الخاطئ
نشأت خرافات الحشاشين، وهي التي تجذرت في عداء المسلمين العام تجاه الإسماعيليين وفي انطباعات الأوروبيين التخيلية الخاصة عن الشرق، وتطورت بثبات وبشكل منتظم إبان العصور الوسطى. وبمرور الوقت، أصبح ينظر إلى هذه الخرافات، حتى من قبل إخبـاريـيـن غـربـيـيـن جادين، على أنها تمثل وصفًا دقيقًا لممارسات جماعة شرقية محيرة وهكذا فقد حققت خرافات الحشاشين انتشارًا مستقلًا وقف بثبات في وجه أية محاولة لإعادة تقويم في القرون المتأخرة عندما توفرت معلومات أكثر ثقة حول الإسلام وانقساماته الداخلية في أوروبا.
يشير فرهادي إلى أن (التقدم في مجال الدراسات الإسلامية، والاختراق الحديث المهم في دراسة تاريخ الإسماعيليين وعقائدهم قد جعل من الممكن أخيرًا تبديد بعضًا من الأساطير الموضوعة «للحشاشين»، والتي بلغت ذروتها في الرواية الشعبية المنسوبة إلى ماركو بولو، «الرحالة البندقي» الشهير من القرن الثالث عشر. وبالإمكان تتبع المأثور الغربي الخاص بتسمية الإسماعيليين النزاريين بالحشاشين إلى الصليبيين وكتاب أخبارهم اللاتين بالإضافة إلى مراقبين غربيين آخرين ممن كانوا أصلًا قد سمعوا عن هؤلاء الطائفيين في بلاد الشام، وسرعان ما اكتسب اسم، أو التسمية الخاطئة «حشاش» شكلًا أكثر ملائمة، وهو الذي أشتق أصلًا في ظل ظروف غامضة من صور مختلفة لكلمة «حشيش»، الكلمة العربية التي تطلق على عقار مخدر، والذي أصبح فيما بعد مصطلحًا غربيًا يُطلق على الإسماعيليين النزاريين، سرعان ما اكتسب معنى جديدًا في اللغات الأوروبية؛ فقد دخل إليها على أنه تسمية عامة تعني القاتل. وعلى كل حال، فقد استمرت هذه التسمية بالحشاشين، والتي فيها انتقاص مضاعف من القدر، تستخدم في اللغات الأوروبية على أنها نعت للإسماعيليين النزاريين، وتعززت هذه العادة على يدي سيلفستر دو ساسي ومستشرقين بارزين آخرين من القرن التاسع عشر ممن كانوا قد بدؤوا بإنتاج الدراسات العلمية الأولى حول الإسماعيليين وفي أزمنة أقرب عهدًا، تابع كثير من المختصين بالدراسات الإسلامية الغربيين إطلاق التصور الخاطئ لمصطلح «حشاشين» على الإسماعيليين النزاريين، ربما دون وعٍ مقصود بأصله اللغوي أو أصوله المريبة).
فرهاد دفتري
أكاديمي إيراني مواليد 1938
يعمل في معهد الدراسات الإسماعيلية.
درس في إيران والولايات المتحدة وأوروبا
حاز الدكتوراة من جامعة كاليفورنيا عام 1971
انتسب عام 1988 إلى معهد الدراسات الإسماعيلية
محرّر في موسوعة إيرانيكا.
من آثاره التي نقلت إلى العربية:
الإسماعيليون تاريخهم وعقائدهم - كامبردج 1990
خرافات الحشاشين: أساطير الإسماعيليين 1994.
مختصر تاريخ الإسماعيليين - إدنبرة 1998.
الأدب الإسماعيلي - لندن 2004 .
معجم تاريخ الإسماعيلية - ترجمة سيف الدين القصير، لندن 2015 .