الجملة في العنوان للفنان عادل إمام من مدرسة المشاغبين، كنا نظنّها نكتة مصرية، ليتضح لنا بعد ثلاثة عقود أن مرسي لم يترك المذاكرة يوما! فها هو يحقق النجاح الباهر وجائزتها الكبرى (مصر) التي تباهى بها فرعون (ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي). وذكاء مرسي يتمثل في قدرته على إيهامنا أنه لا يفتح الكتاب ولا يسعى إلى السلطة، أشعرنا بأنه دُفع للحصول على الأغلبية في مجلس الشعب! وقال لنا صراحة إنه لن يترشح للرئاسة، وها هو مرسي الرئيس وصاحب الأغلبية. منذ أن عرفنا مرسي ونحن نعتقد أنه لا يؤمن بالديموقراطية، لنفاجأ به على صهوتها يحلق فوق هرم خوفو! وسوف نغمط حق مرسي إذا قلنا إنه لم يعمل بجهد، ولم يخدم الناس في الأرياف والنجوع ويقدم لهم نفسه بصفته مخلصا، وإذا قلنا إنه لم يحتمل ما لا يحتمله غيره من سجن وقتل وتشريد! المشكلة – فقط - أن عادل إمام أوهمنا أن مرسي لا يذاكر فاستنتجنا أنه لا يملك هذا الطموح الذي فاجأنا به! والآن وبعد أن حصل مرسي على (الشهادة الكبيرة) وأصبح (ريّس قد الدنيا) ليس أمامنا إلا أن نتمنى أن يكون قد ذاكر مادة الاقتصاد جيدا، ولم يكتف بكتب الهندسة التي تخصص فيها! ليعرف أن هناك 80 مليون فم تنتظر الخبز كل صباح! وأن الشعب المصري حين خرج إلى ميدان التحرير خرج ليحسّن شروط حياته (الدنيا)! وأتمنى
أن يراجع كتابي التاريخ والجغرافيا ليدرك أن العلاقة الصحيّة بين السعودية ومصر هي الضامن – بعد الله – لاستقرار هذه المنطقة الملتهبة من العالم.