يعتقد كثيرون أن بداية ظهور فرقة المعتزلة في العراق، بدأ مع نشاط واصل بن عطاء الفكري، وهو من تلاميذ الحسن البصري ومن الشخصيات البارزة في تأسيس تلك الفرقة. ومذهب كلامي يناقش مسائل حساسة، كمسائل العقائد، لا يمكن حصره في شخصية واحدة أو تحديد مدة زمنية بوصفها بداية فعلية لفكر بهذا التعقيد والتشعب. أثار المعتزلة قضية شائكة وهي قضية «خلق القرآن» التي تتركز حول نفي صفة الكلام عن الله سبحانه وتعالى. وأفكار المعتزلة حول الصفات هي انعكاس لفكر يوناني قديم أو نتاج عقائد يونانية آمن بها الفلاسفة، كما آمنت بها شعوب وأمم أخرى تشترك معهم في بعض العقائد الدينية.
فالجذور الفكرية والعقدية للمعتزلة قديمة وتعود بأصلها للشعوب القديمة التي عاشت في العراق، بعضهم ينتمي للكلدان وبعضهم للفرس والمجوس، وبعد أن دخلت العراق فضاء الدولة الإسلامية فإن الشعوب الداخلة حديثًا للإسلام قد فهمته على ضوء معلوماتها القديمة وخلفيتها الثقافية والدينية. نفي الصفات وتعطيلها هو جزء من معتقدات دينية قديمة سبقت واصل بن عطاء وظهور فرقة المعتزلة. فأفكار المعتزلة في الحقيقة قديمة وسابقة للإسلام ولكننا نجدهم يحاولون تطويع النصوص القرآنية للاستدلال بها على شرعية مذهبهم.
التخلص من المعتقد الديني القديم ليس بالأمر اليسير، ويتطلب إدماجًا ثقافيا طويلا للأفراد، وانقلابًا نوعيًا في الرؤية تجاه الكون ونشأته وعلاقته بالخالق. حاول مثقفو المعتزلة الموازنة بين النصوص القرآنية ومعتقداتهم الدينية القديمة، ونشر عقيدتهم بكل الوسائل والطرق حتى أصبحوا يخرجون بأفكارهم في حركات سياسية وثورات ضد المجتمع. تعصب المعتزلة لأفكارهم الذي وصل حد التنكيل بالخصوم لا يمكن تفسيره بأنه إيمان بأفكار عقلانية متحررة من أي معتقدات دينية بل هو نتيجة لتعصب ديني متوارث.
نفي الصفات عمومًا، ونفي صفة الكلام عن الله سبحانه الذي وصل حد إنكار أن القرآن الكريم كلام الله، ونشوء فتنة القول بخلق القرآن، كانت الفكرة الرئيسة في مذهب المعتزلة، وهي فكرة يمكن القول بأنها متأثرة تأثرًا نسبيًا بفكرة وحدة الوجود. فالإيمان بعقيدة وحدة الوجود يترتب عليه بصورة آلية نفي الصفات. والشعوب التي آمنت بعقيدة الوجود قدست الكون والطبيعة باعتبار الإله محايث لهما ومتصل بهما، وبالتالي فإن النظرة تجاه الخالق والكون والطبيعة عند تلك الشعوب تختلف بصورة جذرية عن نظرة أتباع الشرائع السماوية. ولأن التفكير في صفات الله سبحانه يفوق قدرة العقل البشري ويتجاوز إمكانياته، لذلك كانت عقيدة الإسلام تفرض على أتباعه الإيمان بأسمائه وصفاته كما أخبر الله ورسوله بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ومن دون زيادة أو نقص. وهي عقيدة تؤكد عجز العقل الإنساني عن إدراك الذات الإلهية، لكن عند المؤمنين بعقيدة وحدة الوجود فإن الإله والكون يمثلان جوهرا واحدًا، ما يعني أن الوصول لمعرفة الحقائق الغيبية متاح للعقل البشري بواسطة بعض الرياضات الروحية والتأمل. إن إنكار المعتزلة للصفات لم يكن أمرًا مستحدثًا أو نتيجة عقلانية أو منطقية جديدة بل هي بقايا وشذرات من عقائد دينية قديمة عند بعض الشعوب الداخلة حديثا في المجتمع الإسلامي لم يستطيعوا التخلص منها وحاولوا تطويعها لتكون منسجمة مع تعاليم الإسلام والنص القرآني.
فالجذور الفكرية والعقدية للمعتزلة قديمة وتعود بأصلها للشعوب القديمة التي عاشت في العراق، بعضهم ينتمي للكلدان وبعضهم للفرس والمجوس، وبعد أن دخلت العراق فضاء الدولة الإسلامية فإن الشعوب الداخلة حديثًا للإسلام قد فهمته على ضوء معلوماتها القديمة وخلفيتها الثقافية والدينية. نفي الصفات وتعطيلها هو جزء من معتقدات دينية قديمة سبقت واصل بن عطاء وظهور فرقة المعتزلة. فأفكار المعتزلة في الحقيقة قديمة وسابقة للإسلام ولكننا نجدهم يحاولون تطويع النصوص القرآنية للاستدلال بها على شرعية مذهبهم.
التخلص من المعتقد الديني القديم ليس بالأمر اليسير، ويتطلب إدماجًا ثقافيا طويلا للأفراد، وانقلابًا نوعيًا في الرؤية تجاه الكون ونشأته وعلاقته بالخالق. حاول مثقفو المعتزلة الموازنة بين النصوص القرآنية ومعتقداتهم الدينية القديمة، ونشر عقيدتهم بكل الوسائل والطرق حتى أصبحوا يخرجون بأفكارهم في حركات سياسية وثورات ضد المجتمع. تعصب المعتزلة لأفكارهم الذي وصل حد التنكيل بالخصوم لا يمكن تفسيره بأنه إيمان بأفكار عقلانية متحررة من أي معتقدات دينية بل هو نتيجة لتعصب ديني متوارث.
نفي الصفات عمومًا، ونفي صفة الكلام عن الله سبحانه الذي وصل حد إنكار أن القرآن الكريم كلام الله، ونشوء فتنة القول بخلق القرآن، كانت الفكرة الرئيسة في مذهب المعتزلة، وهي فكرة يمكن القول بأنها متأثرة تأثرًا نسبيًا بفكرة وحدة الوجود. فالإيمان بعقيدة وحدة الوجود يترتب عليه بصورة آلية نفي الصفات. والشعوب التي آمنت بعقيدة الوجود قدست الكون والطبيعة باعتبار الإله محايث لهما ومتصل بهما، وبالتالي فإن النظرة تجاه الخالق والكون والطبيعة عند تلك الشعوب تختلف بصورة جذرية عن نظرة أتباع الشرائع السماوية. ولأن التفكير في صفات الله سبحانه يفوق قدرة العقل البشري ويتجاوز إمكانياته، لذلك كانت عقيدة الإسلام تفرض على أتباعه الإيمان بأسمائه وصفاته كما أخبر الله ورسوله بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ومن دون زيادة أو نقص. وهي عقيدة تؤكد عجز العقل الإنساني عن إدراك الذات الإلهية، لكن عند المؤمنين بعقيدة وحدة الوجود فإن الإله والكون يمثلان جوهرا واحدًا، ما يعني أن الوصول لمعرفة الحقائق الغيبية متاح للعقل البشري بواسطة بعض الرياضات الروحية والتأمل. إن إنكار المعتزلة للصفات لم يكن أمرًا مستحدثًا أو نتيجة عقلانية أو منطقية جديدة بل هي بقايا وشذرات من عقائد دينية قديمة عند بعض الشعوب الداخلة حديثا في المجتمع الإسلامي لم يستطيعوا التخلص منها وحاولوا تطويعها لتكون منسجمة مع تعاليم الإسلام والنص القرآني.