على مشارف الربيع وانتهاء الشتاء، يصبح الكون بأكمله تحفة فنية تجبرك على التأمل وأحيانًا الوقوف على (الأطلال). ليس وقوفًا فعليًا كما كان يفعل شعراء العرب في الماضي، إنما وقوفًا معنويًا سريعًا كسرعة العصر الذي نعيشه، وسرعة الشهور التي تمضي ونحن نحتفي فيها بأعمارنا المسروقة. قليل منا يسأل كيف سرقت ومن سرقها، والبعض من هذا القليل لا يهتم أو ربما يهتم لكن بعدما يفنى العمر. أو كما تقول فيروز (بعدما يفنى الوجود). الوجود الذي نشأنا فيه على أننا خلقنا للكبد والشقاء، وحتى لو انعدم الشقاء أوجدناه حسب ثقافتنا،
فصنعنا الهم والحزن واستعذنا من السعادة/ الضحك. والعجيب أننا بدأنا نقتنع بأن راحتنا في الحزن أكثر أمانًا من سعادة واهمة لن تمر إلا وقد غدرت بك في أي لحظة. بينما في الاستسلام للشقاء، السلام والأمان. هذه الثقافة هي واحدة من أنجح إستراتيجيات كره الحياة وحب الموت والجذر العميق الذي لا يحله الجبر. لا بأس بأن نذكر أنفسنا فهذه هي الأطلال التي يقف عليها جيل الصحوة وهو ماض في طريقه اليوم إلى السينما أو إلى المسرح أو لفعاليات الترفيه.
هل ألغت برامج جودة الحياة والترفيه هذه الثقافة؟ نعم إلى حد ما، نعم جعلتنا نبتهج ونرفع استحقاقنا المعيشي، وفتحت أعيننا على (أنسنة) لم نعشها ولم نشعر بها إلا بالخيال حيث لم يكن متاحًا لأغلبنا إلا الاستماع والمشاهدة عن بعد، وأحيانًا في خفاء لأشهر أغاني تلك المرحلة بين ( مقادير) طلال مداح
و( وهم) محمد عبده! حين كان الشعور بمشاعر الآخرين خطيئة، والانصات لصوت الأوتار مفسدة.
اليوم وبعد أن أصبحت (الأنسنة) تعترف بنا في الوجود، نستطيع أن نقول إن الترفيه وجودة الحياة هما وقود الوجود الذي بهما نستمتع بالحياة بعد أن كانت حاجاتنا تنحصر بين المأكل والمشرب والمسكن لدى فئة كبيرة منا. نعم ما زالت هناك فئة تكافح لمحاربة بهجة الحياة لقناعاتها الفكرية وربما المادية، الأهم من ذلك هو احتضار ثقافة (صناعة الموت) التي كانت تسود في فترة من الفترات، وإحلال ثقافة جديدة جرت كما تجري المياه في الأودية ومجاري السيول بعد جفاف أوشك أن ينهي وجودها. هي ثقافة (صناعة الحياة) التي يعمل عليها اليوم قطاع الترفيه وجودة الحياة.
عن (ماذا بعد حب الحياة) السؤال الذي ينادي به صناع الموت، يأتي عالم آخر لا يستوعبه العقل الذي يقف دائمًا وأبدًا عند التعجيل بطي صفحة النهاية للزمان، تأتي مرحلة جديدة من الحياة، تقدس الإبداع والابتكار والانطلاق وهي مرحلة (الازدهار) التي زرعتها جودة الحياة وألقت بذورها بداخل أرواحنا وعقولنا، لذلك أرى أن الوقوف على أطلال الحقبة السابقة يعلمنا قيمة اللحظة التي نعيشها اليوم وكيف سنستثمرها بالغد.
فصنعنا الهم والحزن واستعذنا من السعادة/ الضحك. والعجيب أننا بدأنا نقتنع بأن راحتنا في الحزن أكثر أمانًا من سعادة واهمة لن تمر إلا وقد غدرت بك في أي لحظة. بينما في الاستسلام للشقاء، السلام والأمان. هذه الثقافة هي واحدة من أنجح إستراتيجيات كره الحياة وحب الموت والجذر العميق الذي لا يحله الجبر. لا بأس بأن نذكر أنفسنا فهذه هي الأطلال التي يقف عليها جيل الصحوة وهو ماض في طريقه اليوم إلى السينما أو إلى المسرح أو لفعاليات الترفيه.
هل ألغت برامج جودة الحياة والترفيه هذه الثقافة؟ نعم إلى حد ما، نعم جعلتنا نبتهج ونرفع استحقاقنا المعيشي، وفتحت أعيننا على (أنسنة) لم نعشها ولم نشعر بها إلا بالخيال حيث لم يكن متاحًا لأغلبنا إلا الاستماع والمشاهدة عن بعد، وأحيانًا في خفاء لأشهر أغاني تلك المرحلة بين ( مقادير) طلال مداح
و( وهم) محمد عبده! حين كان الشعور بمشاعر الآخرين خطيئة، والانصات لصوت الأوتار مفسدة.
اليوم وبعد أن أصبحت (الأنسنة) تعترف بنا في الوجود، نستطيع أن نقول إن الترفيه وجودة الحياة هما وقود الوجود الذي بهما نستمتع بالحياة بعد أن كانت حاجاتنا تنحصر بين المأكل والمشرب والمسكن لدى فئة كبيرة منا. نعم ما زالت هناك فئة تكافح لمحاربة بهجة الحياة لقناعاتها الفكرية وربما المادية، الأهم من ذلك هو احتضار ثقافة (صناعة الموت) التي كانت تسود في فترة من الفترات، وإحلال ثقافة جديدة جرت كما تجري المياه في الأودية ومجاري السيول بعد جفاف أوشك أن ينهي وجودها. هي ثقافة (صناعة الحياة) التي يعمل عليها اليوم قطاع الترفيه وجودة الحياة.
عن (ماذا بعد حب الحياة) السؤال الذي ينادي به صناع الموت، يأتي عالم آخر لا يستوعبه العقل الذي يقف دائمًا وأبدًا عند التعجيل بطي صفحة النهاية للزمان، تأتي مرحلة جديدة من الحياة، تقدس الإبداع والابتكار والانطلاق وهي مرحلة (الازدهار) التي زرعتها جودة الحياة وألقت بذورها بداخل أرواحنا وعقولنا، لذلك أرى أن الوقوف على أطلال الحقبة السابقة يعلمنا قيمة اللحظة التي نعيشها اليوم وكيف سنستثمرها بالغد.