قبل أسبوع كتب الممثل السوري جمال سليمان مقالا ممطوطا حفل بثقل الدم والتحويلات اللفظية، حاول فيه عبر بضعة ركاكات متخاذلة أتت بعد 15 شهرا من عمر ثورة سورية خلق دغدغة نقدية لممارسات وسلوكيات النظام الذي دفع به إلى الشهرة وأغدق عليه العروض والأدوار رغم خداجة موهبته وضآلة قدرته, الأمر الذي جاهر به يوم استضافه زاهي في خليك بالبيت ذات فجاجة دعائية، مفاخرا ببعثيته وتاريخ عائلته الطويل في ذلك, لكن الممثل الذي استعرض في ذلك المقال منزوع الثورية جملة حوادث عادية، هدف للإيهام بأنه مطارد وملاحق أمنيا بسبب مواقفه الداعمة للثورة، وثمن ذلك كان اقتحام بيته, ساخرا في الوقت عينه من أن نظام بلاده يخاف من مجرد اجتماع أصدقاء في مطعم!
طيب يا سيادة المناضل التلفزيوني الكبير وسيمون بوليفار عربسات لماذا لا تتفضل وتتكرم على مشاهديك بالأمس وقراءك اليوم وتسمي الأشياء وتعلن عيانا بيانا موقفك مما حدث ويحدث ما دام النظام بهذه الكاريكاتيرية التي تصورها دون التفاف أورمي كلمات دخانية تجلب حكة الأنف ودعك العيون.. وحتى لا يظن أن الأمر مجرد عبرة من جنابك رقرقتها تفاصيل الموت المجاني الذي يبث للعالم حصريا من قرى ومدن بلادك بفعل النظام الكاريكارتوني الذي روجت له ممثلا فغزى بك الشاشات حتى غدوت مسننا في منظومته الأمنية وشبيحا بغيضا بربطة عنق يقطع الطرق ويقنص المارة في التلفزيون! لماذا الآن وليس في أي وقت آخر يأتي موقفك أدنى وأقل من مواقف آخرين من زملاء مهنتك تمايزوا منذ الأيام الأولى وقالوها صراحة وجهرا؛ أم إنها حساباتك المصلحية التي لا تقف عند مبدأ ولا تتأثر بحبيب أو قريب نظاما كان أو شعبا؟ عموما أهم ما في البيان الثوري اكتشاف قدرة سليمان على الكتابة، لأن ذلك يمكن أن يشكل له بديلا ماديا ومهنيا في حال توقف دعم النظام أو توقف النظام ذاته, وحينها ستفتح كل الملفات بما فيها ملف الدراما ومن ضمنها جمال سليمان الذي أظنه سيكون ضخما وحافلا بالتفاصيل.