الوطن

تحت رعاية وحضور الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد للعلوم الطبية والتربوية، انطلقت اليوم الأربعاء فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من الملتقى الهندسي الخليجي، والمعرض المصاحب له، تحت شعار "هندسة ذكية لغد مستدام"، وبمشاركة ما يزيد عن 500 مشارك، لمناقشة العديد من المحاور المتعلقة بالاتجاهات المستقبلية في القطاع الهندسي، ودورها في تعزيز منظومة الاستدامة العالمية.

وتأتي استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات الملتقى لهذا العام بالتزامن مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2024 امتدادًا لعام الاستدامة، ما يعكس التزام دولة الإمارات بتبني الممارسات المستدامة والحلول المبتكرة للمساهمة في معالجة أبرز القضايا والتحديات في المجال الهندسي.



وشهد الحدث الذي تنظمه جمعية المهندسين في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع الاتحاد الهندسي الخليجي حتى ال 8 من فبراير الجاري، في يومه الأول حضوراً لافتاً مثله مسؤولين حكوميين وخبراء إقليميين ومحليين ونخبة من المتحدثين وصناع القرار وأبرز المهنيين وقادة الفكر في المجال الهندسي إدارة المشاريع من دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي كلمته الافتتاحية توجه المهندس عبد الله يوسف آل علي، رئيس جمعية المهندسين في دولة الإمارات العربية المتحدة، بجزيل الشكر والعرفان للشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم، الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية، على رعايته الكريمة ودعمه اللامحدود لتنظيم فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من الملتقى الهندسي الخليجي.

كما أكد رئيس جمعية المهندسين في الإمارات على أهمية القطاع الهندسي ومساهمته في تحسين جودة الحياة وحل المشكلات وتحويل التحديات إلى فرص، وأشار إلى دور المهندسين وضرورة تطوير مهاراتهم ومعارفهم وقدراتهم الإبداعية لمواكبة التغيرات والتطورات في العالم الهندسي، والاستفادة منها لخدمة مجتمعاتهم وبلادهم والعالم.

وقال آل علي: "إن الهندسة الذكية هي الهندسة التي تستخدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات والأنظمة الذاتية وغيرها من الوسائل الحديثة لتحقيق أهداف القطاع الهندسي بكفاءة وفعالية واقتصادية واستدامة، لذا ارتأينا من خلال فعاليات الملتقى الهندسي الخليجي لهذا العام، إلى توفير منصة للتواصل وتبادل الخبرات والتعاون بين المهندسين والخبراء والباحثين والأكاديميين والطلاب والمهتمين بالقطاع الهندسي في الخليج العربي، لمناقشة أحدث الموضوعات والاتجاهات والمستجدات في مجالات الهندسة المختلفة، وتسليط الضوء على الإنجازات والمشاريع والحلول الهندسية الذكية والمستدامة في المنطقة ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتطوير قدرات المهندسين."

وقال المهندس محمد بن علي الخزاعي، الأمين العام للاتحاد الهندسي الخليجي في كلمته: "نحرص في الاتحاد الهندسي الخليجي والأمانة العامة على حفظ المكانة المتميزة التي استطاع الملتقى الهندسي الخليجي ترسيخها على مدى الأعوام السابقة، انطلاقًا من التخطيط وإدارة الكوارث إلى هندسة البيئة والاستدامة وصولًا إلى ملتقانا الحالي والذي يحمل شعار "هندسة ذكية لغد مستدام".

وأضاف الخزاعي: "يعد الملتقى منصة حوار لتبادل الأفكار والخبرات، تسهم في تطوير الحلول الهندسية الذكية والمستدامة للتحديات التي نواجهها في عصر يتسم بالتغيرات المتسارعة، حيث يتيح الملتقى من خلال الجلسات الحوارية المتعددة فرصة اكتشاف كيفية توظيف الهندسة الذكية لتعزيز التنمية المستدامة في مجالات متعددة، مثل الطاقة والنقل المستدام والبنية التحتية والرعاية الصحية، كما يتم التركيز على الابتكارات التقنية والأفكار الجديدة التي من شانها المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مثل تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين كفاءة الاستخدام وتعزيز الاستدامة البيئية. "

وتجول الشيخ راشد بن حمدان بن راشد آل مكتوم يرافقه عدد من الحضور في أرجاء المعرض، واطلعوا على أجنحة عدد من الجهات العارضة، كما استمع إلى شرح من ممثليهم حول آخر التطورات والممارسات المستدامة في القطاع الهندسي.

وضمت أجندة الملتقى في يومه الأول باقة من الجلسات الحوارية والكلمات الرئيسية والعروض التقديمة وورش العمل قدمها قادة الصناعة ونخبة الباحثين والمختصين والأكاديميين، حول محوري البنية التحتية وأنظمة البناء، والهندسة الحيوية والتقنيات الطبية الحيوية. ومن أبرز المتحدثين المهندس مصطفى ب. شيهو، رئيس الاتحاد العالمي للمنظمات الهندسي، والدكتور محمد القاسم عميد أكاديمية دبي للمستقبل، عضو مجلس إدارة المدرسة الرقمية، والمهندس سينج تشوان تان، الرئيس المنتخب للاتحاد العالمي للمنظمات الهندسية، والدكتور محمد نصيف، مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.

وأكد المهندس مصطفى ب. شيهو من خلال عرضه التقديمي بعنوان "هندسة ذكية لغد مستدام"، على الحاجة الملحة لجهود هندسية لمواجهة التحديات في مجالات الطاقة والأمن الغذائي. وسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه أفريقيا في مواجهة هذه التحديات وشدد على أهمية الاستغلال الأمثل للموارد البشرية والطبيعية.

وألقى المهندس سينج تشوان تان، كلمة رئيسة بعنوان البنية التحتية المستدامة، حيث سلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يشكلها تغير المناخ على البنية التحتية العالمية. وناقش الطلب المتزايد على الاستثمار في البنية التحتية، لا سيما في قارة آسيا، كما شدد على الحاجة الملحة لإيجاد حلول مستدامة لمعالجة فجوة الانبعاثات المتوقعة.

وبحثت جلسة "الطباعة ثلاثية الأبعاد"، تعزيــز البنيــة التحتيــة واســتدامة البنــاء ومســتقبل الطباعــة ثلاثية الأبعاد، وتطبيقــات البنــاء والتشــييد المســتدامة للطباعــة ثلاثية الأبعاد لأجيال المستقبل، وتناولت الطباعــة الخرســانية ثلاثية الأبعاد فــي بلديــة دبــي من حيث الإنجازات والمســؤوليات والأجندة المســتقبلية. أدار الجلسة الدكتور راشد الشعالي، جمعية المهندسين الإماراتية، وشارك فيها كل من مروان الجناحي، بلدية دبي، باسـل خالـد محمـد، مجموعـة ثـري دي اكـس دبـي، الدكتـور عمـر محمـد أصغـر، جامعـة ولونجونـج في دبي، ومانفريـد ويتـزل، زوبلـن أسـتراباك، ألمانيا.

وناقشت جلسة "أنظمة البناء"، نمذجـة معلومـات البنـاء )مسـتقبل عالـم البناء)، وتقييــم مــا بعــد الإشغال كخيــار للاســتدامة فــي مشــاريع الإسكان، وتطرقت إلى مـواد وطـرق بناء جديدة تسـهم في تحقيق الاستدامة. أدار الجلسة الدكتور عبدالله إسماعيل الزرعوني، جامعة روتشستر للتكنولوجيا دبي، بمشاركة بنان سامي الجميعة، من أمانة المنطقة الشرقية - المملكة العربية السعودية، وعبد الرحمن حمدان الجهني، الجمعية السعودية لعلوم العمران، ومروة جودة بلدية دبي.

وفي عرضه التقديمي أكد المهندس بدر بورشيد، رئيس المنتدى العالمي لإدارة المشاريع، ورئيس معهد إدارة المشاريع فرع المملكة العربية السعودية، على الدور المحوري لمكاتب إدارة المشاريع وأبعادها الأربعة الحوكمة، والعمليات، والأفراد، والتكنولوجيا/البيانات. كما استعرض بعض التحديات في المجال وضرورة إجراء عمليات التقييم المستمر لممارسات إدارة المشروع واعتماد التقنيات المبتكرة لمعالجة تلك التحديات وضمان التميز في تنفيذ المشروع وتحسين التكاليف والجداول الزمنية والجودة.

وسلط المهندس يعقوب بن راشد الهنداسي من وزارة الداخلية - سلطنة عمان، الضوء على المدن الذكية باعتبارها محركات للتنمية المستدامة. حيث توفر التقنيات الرئيسية مثل إنترنت الأشياء والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي بيانات في الوقت الفعلي للإدارة الفعالة والتخطيط الاستراتيجي وحل المشكلات بشكل استباقي. كما استعرض تجارب متنوعة من سنغافورة وبرشلونة وأمستردام، مع التركيز على أولوياتها في مجال الرقمنة والابتكار.

كما تم على هامش اليوم الأول تكريم رواد العمل الهندسي الخليجي، ورؤسـاء الهيئات الهندسـية، والفائزيــن بجوائــز الملتقــى الهندســي الخليجــي الخامــس والعشــرين للمشاريع، إلى جانب الرعاة وأعضاء اللجنة العليا المنظمة واللجنة العلمية.

وضمت قائمة المكرمين، معالي الدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي – دولة الإمارات وتستلم الجائزة بالنيابة عنه المهندس طارق ديماس السويدي، الدكتور أسامة تقي محمد البحارنة – مملكة البحرين، المهندس حمد راشد المنصور – دولة الكويت، المهندس راشد عبدالله العتل – دولة الكويت، الدكتور المهندس طارق بن محمد الشواف – المملكة العربية السعودية، سعادة المهندس على بن محمد الخاطر- دولة قطر وتستلم الجائزة بالنيابة عنه إبراهيم بن عبدالله المالكي، المهندس عيسى بن عبدالله الكبيسي – دولة قطر، الدكتور عبد الله إسماعيل الزرعوني – دولة الإمارات، والمهندسة مريم جمعان – مملكة البحرين.

وفاز في المركز الأول بجوائــز الملتقــى للمشاريع، المدينة المستدامة في دبي والتي تتبنى مخططات هندسية صديقة للبيئة، وتعتمد على إنتاج الطاقة النظيفة وتوسيع نطاق المساحات الخضراء التي تنتج بدورها هواء نقيا وتجعل الأجواء في المناطق السكنية بالمدينة هادئة ومطمئنة وخالية من أي ثلوث، بينما حصلت منصة ترشيد الذكية لشحن المركبات الكهربائية، دولة قطر على المركز الثاني، وهي منصة لشحن المركبات الكهربائية التي تعمل على تقليل نسبة انبعاثات الكربون واستهلاك الوقود، نحو تبني أنماط حياة مستدامة، وتلعب دورًا محوريًا في تعزيز الشحن الذكي للمركبات الكهربائية، بما يتيح تطوير حل ذكي آمن ومنظم ومتوافق مع البنية التحتية السحابية وفق الأنظمة والمعايير الوطنية القطرية.

ضمت قائمة رعاة الحدث دائرة الإسكان في إمارة الشارقة الشريك الاستراتيجي، ودائرة الاقتصاد والسياحة في إمارة دبي شريك الوجهة، وشركة المقاولات الهندسية، وشركة بوخش للعقارات، وشركة تكسي دبي، وشركة داتافلو، وديوان العمارة مهندسون + استشاريون الرعاة الفضيين. بالإضافة إلى الشركاء الداعمين جمعية المهندسين البحرينية، والهيئة السعودية للمهندسين، وجمعية المهندسين العمانية، وجمعية المهندسين القطرية، وجمعية المهندسين الكويتية.