الأكثر قراءة أو الأكثر تداولاً ما بين الجماهير، يبدو لك العنوان محفزًا لطرقه أو الدخول إليه، كذلك يبدو لك مدعاة لإثارة فضولك عما يدور في عقلية الجماهير، فما هي المواضيع الأكثر تداولاً أو أكثر قراءة ولفت الانتباه للجماهير؟ وهل هذه المواضيع هي أولويات الجماهير واهتمامهم، أم هي تلك الخيارات الموجودة والتي سمحت وسائل الإعلام ووسائل التواصل بترتيب أولويات الجماهير من خلال وضع الخيارات المحدودة، فأصبح التفاعل معها بشكل كبير؟
قديمًا كانت وسائل الإعلام الرسمية أو حتى تلك الخاصة هي التي تحرك وتعيد وتهندس أولويات واهتمام الجماهير، وهي التي تثير القضايا وتسلط الضوء على ما هو مهم وغير مهم، وكانت وسائل الإعلام هي عين الجمهور وعدسته التي يرى فيها، وبالتالي يصدر أحكامه وآراءه بناء على ما يشاهده من خلال العدسة، أما حاليا فقد اختلف الوضع واختلفت صناعة المشاهدات، وأصبحت المجتمعات هي من تحدد اهتماماتها بعيدا عن نظريات صناعة الأولويات التي كانت تتحكم فيها وسائل الإعلام، عن طريق بناء وعي واهتمام جماهيري من القضايا البارزة عبر وسائل الإعلام، ولكن تلك النظرية في حقيقتها لا تعكس الواقع، بل تصفيها وتشكلها. ويكون تركيز الإعلام على عدد قليل من القضايا والموضوعات العامة والتي تؤدي بالجمهور إلى اعتبار تلك القضايا على أنها أكثر أهمية من قضايا أخرى.
صناعة المحتوى الإعلامي وتداوله وانتشاره وتأثيره يحتاج إلى دراسة وفهم عقلية المجتمعات عبر محركات التغيير في وقتنا الحاضر، فأحياناً نجد حركات صامتة تنتشر كانتشار النار في الهشيم، ويتم تداولها على نطاق واسع بين المجتمعات، ويكون لها قبول وتقليد يدعو إلى الغرابة، ولا أدل من ذلك على الإيطالي من أصول سنغالية، والبالغ من العمر 22 عاماً، الذي أصبح من ضمن الشخصيات المشهورة في عالم الإنترنت، فسؤال يأتي هنا ما السبب في انتشار مثل هذه المقاطع وتصدرها بشكل عالمي؟
هل هي الفكرة أم البساطة في الطرح أم القدرة على تمثيل الجماهير في ردة الفعل؟ أم غير ذلك هذا الأمر يحتم وضع تساؤلات كثيرة لجعل الفكرة على طريق مسار الانتشار أو قطار العقول والمشاهدات، والتي تجعل المحتوى من أكثر المشاهدات أن الجماهير عادة ما تتبع العقل الجمعي وليس العقل الشخصي الذي عادة ما يكون أكثر حكمة وتعقلا في اتباع كل فكرة، فالجمهور هو أدنى مرتبة من الإنسان المُفْرَد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية. هذا الأمر يجعلنا نفكر في السؤال التالي: لماذا يتم تداول بعض الأفكار والموضوعات أكثر من غيرها؟
وللإجابة عن هذا السؤال في اعتقادي يكون الأمر باتجاهين الاتجاه الأول هو عقلية الجماهير، حيث لا يمكن تحريكها والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف والشعارات القوية التي تدعو للتحدي وإثبات المكانة، كذلك عن طريق الموضوعات التي تدعو للخوف أو الأمن وتكرار ذلك دون إثبات أي شيء، فالعقلية الجمعية تحب كثرة الحديث عن الشيء الذي ليس له إجابة في كثير من الأحيان، وبالتالي يكثر تداوله للبحث عن هذه الإجابات. أما الاتجاه الثاني هو في اختيار الوسائل التي يتنشر فيها عامة الجماهير، فقد قدَّم ماكلوهان نظرية «الوسيلة هي الرسالة» في كتابه «فهم وسائل الإعلام»، معتقدًا أن الوسيلة التي يتِم من خلالها نقل الرسالة، وليس الرسالة نفسها، تلعب الدور الرئيس في عَالَم الإعلام «إنها تُشكِّل وتتحكَّم في حجم التصوُّر الجمعيّ والترابط الإنسانيّ»، إن الوسيلة في حد ذاتها تحاكي عقلية الجماهير في فهمه لها واستخدامه لها وإشباع رغباتها وتفاعلها مع ما يطرح من موضوعات وأفكار بأن هذه الاتجاهات تعتبر أحد أهم الاتجاهات في فهم ميول الجماهير في تتناوله وتداوله للموضوعات الأكثر قراءة.
قديمًا كانت وسائل الإعلام الرسمية أو حتى تلك الخاصة هي التي تحرك وتعيد وتهندس أولويات واهتمام الجماهير، وهي التي تثير القضايا وتسلط الضوء على ما هو مهم وغير مهم، وكانت وسائل الإعلام هي عين الجمهور وعدسته التي يرى فيها، وبالتالي يصدر أحكامه وآراءه بناء على ما يشاهده من خلال العدسة، أما حاليا فقد اختلف الوضع واختلفت صناعة المشاهدات، وأصبحت المجتمعات هي من تحدد اهتماماتها بعيدا عن نظريات صناعة الأولويات التي كانت تتحكم فيها وسائل الإعلام، عن طريق بناء وعي واهتمام جماهيري من القضايا البارزة عبر وسائل الإعلام، ولكن تلك النظرية في حقيقتها لا تعكس الواقع، بل تصفيها وتشكلها. ويكون تركيز الإعلام على عدد قليل من القضايا والموضوعات العامة والتي تؤدي بالجمهور إلى اعتبار تلك القضايا على أنها أكثر أهمية من قضايا أخرى.
صناعة المحتوى الإعلامي وتداوله وانتشاره وتأثيره يحتاج إلى دراسة وفهم عقلية المجتمعات عبر محركات التغيير في وقتنا الحاضر، فأحياناً نجد حركات صامتة تنتشر كانتشار النار في الهشيم، ويتم تداولها على نطاق واسع بين المجتمعات، ويكون لها قبول وتقليد يدعو إلى الغرابة، ولا أدل من ذلك على الإيطالي من أصول سنغالية، والبالغ من العمر 22 عاماً، الذي أصبح من ضمن الشخصيات المشهورة في عالم الإنترنت، فسؤال يأتي هنا ما السبب في انتشار مثل هذه المقاطع وتصدرها بشكل عالمي؟
هل هي الفكرة أم البساطة في الطرح أم القدرة على تمثيل الجماهير في ردة الفعل؟ أم غير ذلك هذا الأمر يحتم وضع تساؤلات كثيرة لجعل الفكرة على طريق مسار الانتشار أو قطار العقول والمشاهدات، والتي تجعل المحتوى من أكثر المشاهدات أن الجماهير عادة ما تتبع العقل الجمعي وليس العقل الشخصي الذي عادة ما يكون أكثر حكمة وتعقلا في اتباع كل فكرة، فالجمهور هو أدنى مرتبة من الإنسان المُفْرَد فيما يخص الناحية العقلية والفكرية. هذا الأمر يجعلنا نفكر في السؤال التالي: لماذا يتم تداول بعض الأفكار والموضوعات أكثر من غيرها؟
وللإجابة عن هذا السؤال في اعتقادي يكون الأمر باتجاهين الاتجاه الأول هو عقلية الجماهير، حيث لا يمكن تحريكها والتأثير عليها إلا بواسطة العواطف والشعارات القوية التي تدعو للتحدي وإثبات المكانة، كذلك عن طريق الموضوعات التي تدعو للخوف أو الأمن وتكرار ذلك دون إثبات أي شيء، فالعقلية الجمعية تحب كثرة الحديث عن الشيء الذي ليس له إجابة في كثير من الأحيان، وبالتالي يكثر تداوله للبحث عن هذه الإجابات. أما الاتجاه الثاني هو في اختيار الوسائل التي يتنشر فيها عامة الجماهير، فقد قدَّم ماكلوهان نظرية «الوسيلة هي الرسالة» في كتابه «فهم وسائل الإعلام»، معتقدًا أن الوسيلة التي يتِم من خلالها نقل الرسالة، وليس الرسالة نفسها، تلعب الدور الرئيس في عَالَم الإعلام «إنها تُشكِّل وتتحكَّم في حجم التصوُّر الجمعيّ والترابط الإنسانيّ»، إن الوسيلة في حد ذاتها تحاكي عقلية الجماهير في فهمه لها واستخدامه لها وإشباع رغباتها وتفاعلها مع ما يطرح من موضوعات وأفكار بأن هذه الاتجاهات تعتبر أحد أهم الاتجاهات في فهم ميول الجماهير في تتناوله وتداوله للموضوعات الأكثر قراءة.