الدمام: شذى مدن

من حلب السورية إلى القطيف السعودية، سلكت مربى فاكهة الأترج طريقها، لتحتل مكانها بين أنواع المربى الفاخرة في المحافظة الشرقية، وتنتقل إلى موائد الأسر فيها.

وفيما اشتهرت صناعة مربى الأترج في حلب الشام، شهدت أسواق القطيف رواجها بشكل كبير في فصل الشتاء، حيث بات يصنّع محليًا وبأيدي ربّات البيوت وسيدات الأسر المنتجة باعتباره فاكهة موسمية، يمكن الاستفادة من لبه في صورة مربى، أو الاستفادة من قشره وبذوره والثمرة نفسها باستخدامها أدوية تقليدية، تعالج عددًا من الأمراض.

أقوال في الأصول

تندرج الأترج، أو كما يسميها البعض بـ«الترنج» وآخرون بـ«الكباد» ضمن مجموعة الحمضيات.

وحسب عدد من المصادر كان الأترج في السابق فاكهة رئيسة على موائد الملوك والأمراء، وثمة جدل كبير حول أصوله بشكل عام، حيث يقول البعض إن موطنه الأصلي يعود إلى جنوب شرقي آسيا، وقد انتقل من هناك إلى منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التي أصبحت موطنه الثاني.

في المقابل، يرى آخرون أن موطن الأترج هو الهند، وبالتحديد على حدودها مع بورما في وديان جبال الهملايا.

وذهب رأي ثالث إلى القول إن الأترج كان متوفرًا في الخليج العربي أيام خليفة أرسطو طاليس.

في المقابل هناك أقوال أخرى تقول إنه كان متوفرًا في الخليج العربي أيام مصنف النباتات الأول ثاوفرسطوس (القرن الرابع قبل الميلاد)، كما تقول أخرى إن جيوش الإسكندر المقدوني نقلته من باكستان نحو الغرب، كما تتحدث أقوال عن أنه عرف لدى الفراعنة، وأن رسومه ما زالت على حوائط حدائق معبد الكرنك.

فاتح شهية

حسب اختصاصيين، فإن فاكهة «الأترج» من الحمضيات المفيدة لفتح الشهية، وتساعد على الهضم وطرد الفيروسات، كما أن بذورها تستخدم لعلاج السموم، وتنبعث من أوراقها رائحة عطرة.

مربى الأترج

تحتل مربى الأترج مكانة جيدة بين أنواع المربى الأخرى، باعتبارها وجبة فاخرة وغنية بالفيتامينات، عرفتها سيدات بلدة القلعة في محافظة القطيف من زمن بعيد، ورغم ندرة صناعتها في وقت سابق في المحافظة، إلا أنها عادت لتنشط من جديد في أسواق القطيف والأحساء، ويتم عرضها وبيعها بين مجموعة عبوات «برطمانات» المربى بصناعة محلية خالصة.

ولم تجد سميرة مهدي أفضل من الأترج، ليكون أحد الأطباق التي شاركت بها من أجل توثيق الأكلات الشعبية القطيفية، ضمن برنامج الطهي الذي أطلقته وزارة الثقافة أخيرًا.

تقول مهدي «في القطيف، يحتل الأترج مكانه في منصات العرض داخل مهرجانات الأسر المنتجة، بالخصوص المهرجانات الخاصة بفواكه الشتاء والحمضيات، كما تم استخدامه نوعًا من الرفاهية في الضيافة، ويُوزع كهدايا على الضيوف، في صورة عبوات صغيرة مزينة بشرائط ملونة».

رواج وطلب

تؤكد مهدي أن مربى الأترج تجد رواجًا كبيرًا، ويطلبها كثيرون، وتقول «يكون الأترج ذو طعم مر فيما لو كان دون أي إضافات، ولهذا تتم إضافة السكر أو العسل مع الزعفران إليه، ويفضل البعض مربى الأترج بالقطع، فيما يفضلها آخرون مربى ناعمة، وتباع في فصل الشتاء بكميات كبيرة، كونها مصنوعة من فاكهة موسمية».

وعن أسعار الأترج، قالت «يختلف السعر حسب حجم العلبة، فالكبيرة منها تصل إلى 15 ريالًا، والصغيرة تباع بـ7 ريالات فقط».

زراعة خاصة

من جانبه، يرى المزارع حسن الجمعان، أن الأترج يحتاج إلى عناية خاصة، وقال «تحتاج زراعة الأترج إلى عناية دائمة من المزارع، سواء في مرحلة التقليم، أو من خلال الاهتمام بالأسمدة، إضافةً إلى التنبه المستمر لمعالجة النبتة من أي آفات زراعية».

وأيد الجمعان ما قالته مهدي بشأن شهرة فاكهة الأترج في القطيف، وأضاف «له شعبية كبيرة بين أوساط الأسر في القطيف، حيث اعتادت تخزينه بطريقة مشابهة لطريقة تخزين الليمون القطيفي، حيث يتم عصر كميات منه ثم تخزينها».

زهر في الشتاء

أشار الجمعان إلى أن «ثمرة الأترج تزهر في ديسمبر ويناير (من أشهر الشتاء) من كل عام».

وقال «الليمون لديه عدة مواسم، الأول يكون الليمون القطيفي، ثم الترنج الكبير»، لافتا إلى أن «تهجين الليمون اللبناني مع الترنج تنتج عنه حبة أكبر وثمر أكثر».

وأوضح «يستعمل الأترج في المربى، ويختلف عن الليمون العادي، لأنه أقل حموضة، حيث يتم استخلاص اللب الموجود داخل الترنج فقط في صناعة المربى».

وختم «المبيعات للأترج بشكل عام متداولة في الأسواق المفتوحة، وبأسعار جيدة، وهناك شركات تصدّره إلى البحرين والكويت وبقية دول الخليج».

الأترج

ـ فاكهة شتوية تشبه الليمون

ـ تندرج ضمن مجموعة الحمضيات

ـ يقال إنها كانت فاكهة رئيسة على موائد الملوك

ـ يستفاد من لبها في صنع المربى

ـ يستفاد من قشرها وبذورها وثمرتها كأدوية تقليدية

ـ تلقى رواجا كبيرا في أسواق القطيف

ـ تفتح الشهية وتساعد على الهضم وطرد الفيروسات