تكملة لما كتبت قبل هذا في صحيفة الوطن بتاريخ يوم الأحد 13 أغسطس 2023، وكانت المقالة عن حرب الغرب مع روسيا، وبعد أحداث فلسطين وتصوراتي لما حدث، كتبت الجزء الثاني.
بدأت حرب روسيا ضد أوكرانيا، والتي ستدخل سنتها الثانية في 24 فبراير، حيث بدأت في التاريخ نفسه من سنة 2022.
أنفقت أمريكا في تلك الحرب حتى يناير 2023، مساعدة لأوكرانيا 46،6 بليون دولار، كذلك أنفقت أوربا على هذه الحرب أكثر من 15 مليار يورو حتى منتصف 2023.
وما زالت الحرب مستمرة حتى كتابة هذه الأحداث، تغيرت الوجوه لتقدم سنها، كذلك كان هناك استقالات حدثت مع 11رجلاً وتم إستبدالهم بآخرين.
اجتمع الأربعة رجال، وقد ظهر على وجوههم الهرم لكبر سنهم، وكان ذلك في صباح يوم الأربعاء 17 مايو عام 2023، وقرروا الآتي؛ أولاً: تقليل عدد المخططين من 11 رجلاً إلى 8 رجال، وذلك لأسباب أمنية أهمها تسرب المعلومات للغير، ثانياً: زيادة تكلفة حرب روسيا وأكرانيا، وبدأ الكونجرس يبحث في هذا الأمر، ثالثاً: تضرر أوروبا من هذه الحرب في صرفها عليها.
قرر الأربعة رجال الاجتماع بالثمانية بعد تبليغ تقليص العدد من 11 إلى 8رجال، وإلغاء مندوب المثليين وممثل الغذاء والدواء وأحد مسؤولي الإعلام والبقاء على الآخر، وليبدأ الاجتماع بعد ذلك بأسبوع في صباح يوم الأربعاء 24 مايو 2023.
عُقد الاجتماع في ذلك اليوم، وقال كبير الأربعة " نجتمع اليوم لأهمية الموضوع، وكلكم تعرفون ما سبق، والسبب الرئيسي في تقليل أعدادكم لأمر مهم يمس أمن الدولة، ولا نريد أن يعرف عن موضوعنا إلا أنتم، حتى الذين سيساعدونكم يجب ألا أن يعرفوا سبب مساعدتهم لكم، لنبدأ بالمهم، تعرفون جميعاً أن حرب الروس ضد أوكرانيا كلفت أمريكا وحلفاءنا على الأخص الأوروبيين الكثير من المال والعتاد، وأصبح الكونجرس الأمريكي يتدخل في ذلك، وسبب اجتماعنا اليوم هو وقف تلك الحرب، وإن لم نستطع ذلك، يجب أن نغير أو إذا صح التعبير توجه أنظار العالم لغير ذلك، هذا ما أردت أن أخبركم به، فلتعلموا حسب توجيهي لكم، وليكن لقاؤنا التاسعة صباحاً يوم الأربعاء 31 مايو"
انتهى الاجتماع بساعة واحدة من 9 صباحاً من ذلك اليوم إلى 10 صباحاً.
ذهب الثمانية رجال بعضهم بمفردهم والبعض مترافقون، يتدارسون كيف سينهون الحرب؟ قال وزير الخارجية لمن رافقه " لا أعتقد أننا قادرون على أن ننهي الحرب بين روسيا وأكرانيا! هناك طرف لا نملك عليه ضغوطات وهي روسيا بعد أن استخدمنا جميع ما نقدر عليه من السياسة والاقتصاد والقوة العسكرية! ولو أعطيناهم ما يريدون وإبقاء ما أخذوا من أراضي أوكرانية لهم، فهناك من سيعارضنا من الجهة الأكرانية خاصةً شعبها، أما رئيسها فإزالته ممكنة، لذا يجب أن نفكر في كيفية صرف أنظار العالم من أوكرانيا لوقف مساعداتنا عنها، إلى جهة أهم للعالم منها"
أخذوا في المباحثات يومين، واجتمع الثمانية رجال بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 26 مايو 2023، في ذلك الاجتماع قال وزير الدفاع "في نظري ليس هناك منطقة تهم العالم خاصة الشرق الأوسط مثل إسرائيل، لكن كيف سنلفت نظر العالم لها؟ رد عليه مستشار الأمن القومي وبموافقة وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات المركزية بقوله "لقد تباحثت مع رئيس وزراء إسرائيل في كيفية صرف أنظار الإسرائيليين عن ما يريد فعله في القضاء الإسرائيلي، وقلت له، منذ أن تربعت على كرسي رئيس وزراء إسرائيل في 29 ديسمبر 2022 وأنت في اضطرابات دائمة بسبب القضاء، وألفت حكومة يمنية متطرفة بسبب عدم قبول الآخرين بك، لكنني سأجعل رئيس الاستخبارات المركزية يخبرك بما لديه، ولم أبيّن له مقصدنا في ذلك، وكذلك بحثت معه في من سيؤيده في جعل القضاء مرتبطاً به، وتباحثنا في أمور غيرها، وكان رئيس الاستخبارات المركزية حاضراً في تلك المكالمة، والتي هدءت من غضب رئيس وزراء إسرائيل..." قاطعه في كلامه رئيس الاستخبارات المركزية بقوله "نعم هذا صحيح، وقد اقترحت على رئيس وزراء إسرائيل الآتي؛ يجب أن تختار حكومتك ممن يمسهم القضاء إذا أصبح القضاء مستقلاً، وسأجمع النقاط لا جتماعنا بلأربعة كبار" وافق الجميع على ذلك.
في التاسعة صباح يوم الأربعاء 31 مايو اجتمع الثمانية مع الأربعة، فقال كبير الأربعة "أخبروني ما فعلتوا؟ قام وزير الخارجية، ووضع الملف الذي يحمل ما تم في محادثة مستشار الأمن القومي مع رئيس وزراء إسرائيل، وبعد شرح عدم قدرة أمريكا والغرب من وقف حرب الروس مع الأوكرانيين، وبعد تفحص الأربعة رجال لهذا الملف ومضي أكثر من ساعتين في ذلك، طلب كبير الأربعة أخذ راحة لمدة نصف ساعة، خرج الثمانية رجال، وخرج الأربعة إلى غرفة اجتماعاتهم.
طلب الأربعة رجال الثمانية بعد مضي أكثر من الساعة، وعودتهم من غرفة اجتماعهم، وقد أصبحت الساعة تشير إلى بعد الثانية عشرة ظهراً، قال كبير الأربعة "تأخرنا عليكم بسبب محادثاتنا على ما يوجد داخل الملف الذي أعطانا وزير الخارجية، لدينا بعض الأسئلة التي سنطرحها، والإجابة مفتوحة للجميع، كيف سينفعنا ضم القضاء الإسرائيلي لموضوعنا؟ وكيف ستنفعنا عنصرية، وكره الحكومة إسرائيل للفلسطينيين؟ الآن نسمع الإجابة"
قام رئيس الاستخبارات المركزية، وقال "لقد تلقينا منكم أوامر عدم إفصاح أمر هذا التوجه، سأقول لكم كيفية تخطيطنا لذلك، أما اقتراحنا على رئيس الوزراء الإسرائيلي في ضم القضاء الإسرائيلي له، لتطمينه في نوايانا أن نساعده، أما في عنصرية وكراهية حكومته للفلسطينيين فهي ما قدر على أن يجمعه، وبسبب جعل حكومته خائفة من أن يلحقها القضاء إذا ما فعلوا كل ما يستطيعون لضمه تحت حكومتهم لعدم المساس بهم، وحكومة إسرائيل المنتخبة في 2022 هي مربط الفرس لتوجهاتنا للفت أنظار العالم من حرب أوكرانيا"
نهض مستشار الأمن القومي، وقال "كما تعلمون يا سادتي أنني الذي أجريت اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي، وكانت أفكاري منصبة على لفت نظر العالم عن حرب أوكرانيا، وكنت أرى أن أعرض عليكم جهة مهمة لإنجاح هذا التحول..." قاطعه أحد الكبار من الأربعة بقوله "تقصد إيران، أليس كذلك؟" هز رأسه مستشار الأمن القومي، وقال "نعم إيران مفتاح هذا التحول، وبما أنكم الكبار في هذا البلد ولديكم اتصال دائم بإيران أرى أن يتم الاتصال بهم في أسرع وقت، ولإعطائهم الوقت الكافي للتخطيط" قال المسؤول من وزارة الإعلام "إذا أمكن يا سادتي أن تفصحوا لي، ما علاقة إيران في ذلك؟"
أشار كبير الأربعة لرئيس الاستخبارات المركزية، وقال "بصفتك لديك الوسائل التي ستنجح هذا التخطيط، أريدك أن تشرح للمسؤول الإعلامي ذلك".
قام رئيس الاستخبارات المركزية، وقال "إيران لها اتصال مباشر مع حماس وحزب الله والحوثي، وهي التي تحرك هؤلا، لذا يجب أن يكون اتصالنا بهم يرتكز على الآتي؛ أن يجهزوا حماس لعمل عمل غير عادي لإسرائيل، وليبلغوا حزب الله في التظاهر بأنه يساند حماس، ويأمروا على الحوثي بالاستعداد لأي أمر يطلب منهم، هذه الأمور التي يجب التركيز عليها" قال المسؤول الإعلامي " ما زلت غير متفهم لما تقصده...."
قاطعه أحد الأربعة الكبار بقوله "أنا أفهمك، نحن سنقول ذلك لإيران، ونعرف أن أول طلب منهم هو المال، أقصد فك المزيد من الأموال التي أوقفناها لهم، فالمال هو غاية إيران، لا تأبه بحماس ولا الحوثي ما داموا يتبعون أوامرها، أما حزب الله، فهو تابع لإيران في الحلوة وفي المرة، وإيران كل شيء بالنسبة له، لذا سنتصل بإيران، ونقول لها أن تستعد لمطالبنا، ونستعد لمطالبها إلى حين يخطط من قبلكم لذلك، لكنني أحذركم جميعاً أن لا يخرج من أفواهكم ولا من أفعالكم شيء مما قلناه، والآن أريدكم جميعاً أن تذهبوا وتخططوا لذلك"
أصبحت الساعة تقارب الخامسة مساءً من نفس يوم الأربعاء، وقبل أن يذهب الجميع اتفق الثمانية رجال أن يجتمعوا صباح الغد الخميس ١ جون ٢٠٢٣، قبل الذهاب لبيوتهم وعوائلهم.
أشرقت شمس يوم الخميس ١ جون، أخذ الثمانية يتجهزون لاجتماعهم المطول والعاجل، دخل المعنيون الثمانية صالة الاجتماعات القديمة التي التقى أسلافهم عام ١٩٤٣، توافدوا على تلك الصالة الساعة ٨:٣٠، وقد لاحظوا أن تلك الصالة ما زالت مجهزة بالتقنية الحديثة المستخدمة لهذا الغرض، الكل أخذ مقعده وبدأوا بالتناقش، فقال وزير الخارجية "لا بد لنا أن ننهي هذا العمل بالنقاط التي حددها الأربعة كبار اليوم، ونعرضها عليهم غداً" وافق الجميع على ذلك وبدأوا، بدأت الساعة تشير إلى السادسة مساءً، ولم ينتهوا بعد، استمر النقاش حتى أكملوا ما يريدون في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من يوم الجمعة ٢ جون ٢٠٢٣.
اتصل رئيس موظفي البيت الأبيض بأحد الأربعة الكبار صباح يوم الجمعة ليأخذ موعداً منهم، رد عليه أحدهم، وأعطاه الساعة ٥ بعد الظهر من نفس يوم الجمعة، ذهبوا جميعاً للموعد، وانتظروا الأربعة في صالة اجتماعاتهم التي اجتمعوا بها من يوم أمس.
دخل الأربعة، وفي وجوههم تبدوا السعادة، جلسوا ونظروا للجميع، فقال كبيرهم "كما توقعنا رأس إيران سيعمل كل ما نطلبه منه مقابل ٣ بلايين من الدولارات يتم إرسالها لهم هذه الأيام، وافقنا على ذلك، ها نحن أنجزنا ما وعدناكم به، أخبرونا بما فعلتم؟"
قام وزير الخارجية، وقال "لقد توصلنا للأمور الهامة في توصلنا للآتي؛ أولا: نتصل بإسرائيل ونجعلها تقلل من مراقبة حماس في غزة، حتى وإن صاحب ذلك بعض الإنذارات فيجب تجاهلها، وتستمر الأمور كما هي من حفلات وغيرها للإسرائليين، وعدم ردع حماس من أي عمل، حتى يبدأوا هم في ذلك، قبل ذلك تستكمل إيران التجهيز لحماس وعدم البدء في أي تصرف، حتى نقول لهم ما يفعلون، ومن ثم الاتصال بحماس لأبلغهم ذلك، وفي الوقت نفسه تبلغ إيران حزب الله أن حماس ستعمل شيئاً وأن حزب الله سيتظاهر بالمساندة بأعمال لا تضر الأفراد الإسرائليين، فقط للتظاهر، بعد ذلك وبعد تنفيذ حماس لما نقوله، سنفك يد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بالهجوم على غزة وقتل حماس، وهنا نظهر بأن إسرائيل لديها القوة لفعل ذلك، ونعزز من نفوذ حكومة إسرائيل ووقف المظاهرات الإسرائيلية التي دائرة الآن بسبب القضاء الإسرائيلي، في جميع الأحوال الحكومة الإسرائيلية مستفيدة بقتل حماس ووقف المظاهرات وتعزيز نفوذها، كما أن إيران وحلفاءها مستفيدون مالياً في ذلك"
قال كبير الأربعة " هل هناك اعتراض أو إضافة" قال مستشار الأمن القومي "نعم هناك إضافة مهمة، وهي تحويل نظر العالم لإسرائيل بدل أوكرانيا"
هز الأربعة كبار رؤوسهم، ثم قال كبيرهم "سأخبركم بموعد بدأ الخطة، وأوصيكم بعدم ذكر شيء من هذا" قام الجميع وانفض الاجتماع.
في الساعة الواحدة ظهراً – تقريباً ـ من يوم الخميس 10 أغسطس عام 2023، اتصل رئيس موظفي البيت الأبيض بمستشار الأمن القومي، وقال له " الأربعة رجال يريدون الاجتماع مع الثمانية رجال في التاسعة من صباح يوم الاثنين 14 أغسطس " رد عليه المستشار بقوله "سأخبرهم بذلك، ونراك هناك"
في صباح يوم الاثنين 14 أغسطس اجتمع الثمانية مع الأربعة في المكان نفسه، فقال كبير الأربعة "شيء جميل أن نراكم متحمسين لهذا الاجتماع، أردنا أن نراكم لنتحدث قليلاً عن خطتنا، ونخبركم متى نريدها أن تبدأ، الآن نريد كيف نضلل العالم أن إيران وحلفاءها ليسوا على اتصال بنا، كذلك ولعلمنا بالإسرائليين أن لديهم تسربات في الخطط التي لم يصيغوها بأنفسهم وذلك ليحموا بعضهم، لا نريد أن نخبرهم بالوقت المحدد، ولكن بوقت مفتوح، لذا أريدكم أن تنهوا ذلك في غرفة الاجتماعات هذه، ونحن سوف نذهب لغرفتنا" انفض الاجتماع وبدأوا في التخطيط لما سمعوه.
بدأوا الثمانية رجال بالتشاور والتخطيط من الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم إلا الخامسة بعد الظهر، ولم ينتهوا من مخططهم، أتاهم رجل مرسول من الأربعة كبار يقول لهم "أن الأربعة رجال غادروا البناية، ويقولون لكم استمروا في تخطيطكم حتى الساعة التاسعة من صباح يوم الاثنين 21 أغسطس" اتفق الجميع أن يجتمعوا يومياً حتى ذلك الموعد.
في صباح يوم الاثنين 21 أغسطس الساعة الحادية عشر دخّل الأربعة رجال على الثمانية المجتمعين في غرفة اجتماعهم وجلسوا معهم، نظر أحد الأربعة للثمانية رجال، وقال "أعطونا ما توصلتم له في مباحثاتكم" قام رئيس موظفي البيت الأبيض، وقدم أربع نسخ من ملف عملوه للأربعة رجال، بدأ الأربعة في تصفح الملف، وأخذهم ذلك قرابة الساعتين، قبل ذلك طلبوا من الثمانية أخذ قسط من الراحة، وسيخبرونهم حال نهايتهم من استيعاب ما خططوا له.
ذهبت الأيام وإذ بالهاتف الخاص يرن في مكتب رئيس الاستخبارات المركزية، وكان ذلك في صباح يوم الجمعة 1سبتمبر، قال المتحدث لرئيس الاستخبارات الأميركية "أنا من طرف الأربعة، يريدون الاجتماع بكم جميعا صباح يوم الاثنين 4 سبتمبر الساعة العاشرة" ثم أقفل السماعة! اتصل رئيس الاستخبارات المركزية، ببقية الثمانية وأخبرهم بذلك.
ذهب الثمانية للموعد الذي أعطي لرئيس الاستخبارات المركزية، ووجدوا الأربعة في انتظارهم، قال كبير الأربعة "ها نحن قد استوعبنا ما في ملفكم الذي تركتموه لنا، ونؤيد ما جاء فيه، وبسبب حساسية الموضوع، أريد من وزير الخارجية عمل إيجاز الآن لموضوعنا لنكون جميعاً على علم به، علماً أن هذه الخطة نريدها أن تبدأ في 3 أكتوبر، وذلك لتحفيز حماس بهذا اليوم الذي دخل فيه فيصل ابن الحسين الهاشمي دمشق في سنة 1918ليعلن قيام الدولة العربية في سوريا الكبرى".
قام وزير الخارجية، وقال "اختيار موفق لهذا اليوم، وليس لدينا وقت لنضيعه، لذا لا بد من قيامكم أيها السادة الأربعة الكبار بالاتصال بإيران والاتفاق معهم ببداية الخطة، وإخبارهم بأن يبلغوا حماس بالقيام بالغزو المسلح على إسرائيل وعدم تبليغهم بأن حزب الله سيتظاهر بإسنادهم، بل إخبار حماس أن حزب الله على أهبة الاستعداد للدخول من شمال فلسطين، وفي الوقت نفسه إعطاء إسرائيل مدة عشرة أيام من 1 أكتوبر إلى 10 أكتوبر لغض الطرف عن تحركات حماس، وإن حماس ستقوم بعملية محدودة ضدهم، وفي الوقت نفسه تجتاح إسرائيل غزة لقتل حماس ووقف المظاهرات بداخلها، بسبب إجراءات وهجوم حماس عليها، ولا تكون هي التي تبدأ الحرب، ومن اليوم يأمر وزير الدفاع حاملة الطائرات (جيرالد فورد) بالتوجه إلى شواطئ إسرائيل، وتطمين إسرائيل بذلك وإن البحرية الأمريكية ستضرب حزب الله إذا قام بأي عمل ضد إسرائيل، مع الحرص بأن نخبر إيران بتحرك حاملة الطائرات ليطمأنو وليخبروا حزب الله بالتظاهر بالتدخل كما أسلفنا من قبل..." قاطع وزير الدفاع وزير الخارجية بقوله " لقد أفادني البنتاغون بأن حاملة الطائرات لن تكون هناك قبل 14 أكتوبر! لذا يجب تغيير تاريخ بدأ الخطة، مع العلم أن هناك قطعاً بحرية في البحر الأحمر مثل المدمرة (كارني)... قاطعه كبير الأربعة بقوله "خذوا 30 دقيقة راحة لنتشاور أنا وزملائي الثلاثة بالموعد الجديد"
بعد مرور 30 دقيقة اجتمعوا، وقال كبير الأربعة "لقد تشاورنا بالأمر مع اتصالاتنا بحلفائنا، وتفقنا بأن يكون تاريخ ذلك 7 أكتوبر، أي قبل وصول حاملة الطائرات بأسبوع، كذلك اتفقنا أن نبقي جميع القطع البحرية في أماكنها بالبحر الأحمر تحسباً لأي طاريء"
وقف وزير الخارجية، وقال " إسمحوا لنا بالذهاب للإعداد لذلك" وافق الجميع.
في يوم 7أكتوبر بدأت العملية، وتم اجتياح إسرائيل من قبل حماس، وأخذت حماس بعض الأسرى والرجوع إلى مواقعهم في أنفاق غزة مع رهائنهم، تم ذلك بعد إبلاغ الرئيس، وتفعيل غرفة الحرب بالدوار السفلي للبيت الأبيض.
اجتمع الرئيس بمندوب الأربعة، وجلسوا مع جميع الحكومة الأمريكية بغرفة الحرب في مساء يوم 6 أكتوبر 2023 بتوقيت أمريكا، كان الخط الساخن بين مندوب الأربعة وإيران مفتوح والرئيس ورئيس وزراء إسرائيل مفتوح أيضا.
بعد مرور ساعات على العملية وقيام إسرائيل بالهجوم الجوي على غزة، دار بين مندوب الأربعة والمسؤول الإيراني، بقول المندوب "ماذا فعلتوا؟ لم نتفق على أخذ رهائن واستخدام حماس للطائرات الشراعية وقتل أعداد من الإسرائليين!" رد المسؤول الإيراني "لم نكن نعلم بذلك! ولم نطلب من حماس عمل ما ذكرتموه! أنتظر مكالمتي لك لأتأكد من ذلك" قفل مندوب الأربعة واتصل بكبيرهم وأخبره بذلك، أخبر الكبير أن جميع الأربعة سيأتون لغرفة الحرب الآن، بدور المندوب أخبر الرئيس أن الأربعة سيشاركون معه في غرفة الحرب.
دخل الأربعة غرفة الحرب، وكان الرئيس يتكلم مع رئيس وزراء إسرائيل، عندما رأى الرئيس كبير الأربعة طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يخاطب الكبير، أخذ الكبير السماعة من الرئيس، وقال "أعرف أنك متفاجئ مثلنا، لكن دعني أسألك هل المظاهرات أصبحت أقل من الأول؟..." قاطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوله "المظاهرات لا أعلم بها الآن! لكن أين العمليات المحدودة التي وعدتني بها؟" رد عليه كبيرهم "أنا متفاجئ مثلك، ونحن على اتصال بإيران لنرى، ماذا يحدث؟ انتظر مكالمتي" رفع كبير الأربعة الخط الساخن مع إيران، وقال "ماذا هناك؟ خبر حماس أن تطلق الرهائن الآن، وكذلك أكد على حزب الله أن يتظاهر فقط" رد عليه المسؤول "إنقطع الاتصال بيننا وحماس، وأكدت لحزب الله ما طلبت قبل اتصالك، كيف سنحل الأمر؟ وماذا عن 3 بلايين دولار التي وعدتنا بها؟" قال له الكبير "قم بما اتفقنا عليه أولاً، قبل أن تسألني عن هذا المبلغ" بدأت المشاحنات تظهر بين إيران وأمريكا، أبلغ الكبير الرئيس بأن يرسل بليون فقط ويبقى بليونين، وافق الرئيس على ذلك.
رن الخط الساخن بين أمريكا وإسرائيل، وأخذ الهاتف الرئيس، وكان رئيس الوزراء يقول "ماذا تريدنا أن نفعل الآن؟" فقال الرئيس وبجواره الأربعة " إجعلوا الإعلام لديكم يلوم حماس وبشدة، واستخدموا الطائرات بجميع أنواعها تهاجم غزة، وإنتظروا إدخال الجيش إلى غزة " فرد رئيس الوزراء "سنعمل ما قلت إلا في استخدام الجيش، سنجعله يتدخل لكشف مخابئ حماس" قفل الخط، فقام الرئيس ووجه المسؤول الإعلامي، بأن يحرص في نشر هجوم حماس على إسرائيل في جميع وسائل الإعلام الأمريكية والصديقة.
طلب الأربعة الثمانية ليجتمعوا في صالة الإجتماعات المجاورة لغرفة الحرب، وفعلوا ذلك.
قال كبير الأربعة للمجتمعين "لم تتم 24 ساعة على العملية، وها نحن نرى الأحداث التي لم تكن في الحسبان، الآن يجب أن نعلن للعالم وجود حاملة الطائرات للاشتباك مع حزب الله في حالة هجومه على الشمال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه نبلغ إسرائيل بأن حزب الله سيضرب مواقع إسرائيلية عديمة الأثر، فلا يكترثون من ذلك، وذلك بعد إبلاغ إيران بتوجيه حزب الله للعمل على ما قلناه" وافق الجميع وكلاً عمل ما يتوجب عمله من الأربعة والثمانية.
في صباح يوم الأحد 15أكتوبر 2023، عقد كبير الأربعة اجتماع مع الرئيس، وقال له "يجب أن تقنع الإسرائليين بأن يوقفوا قتل الفلسطينين من شيوخ وشباب وأطفال غزة، وأن يركزوا في ضرباتهم الجوية على حماس، قد يفسدون الإسرائليين الخطة بقتلهم هذا، نحن نعلم أن إبادة الفلسطينيين مطلب إستراتيجي لنا ولإسرائيل، ولكن ليس الآن" هز الرئيس رأسه، وتحدث لرأس إسرائيل، بعد ذلك التفت الرئيس لكبير الأربعة، وقال "هذا الأخرق رئيس وزراء إسرائيل، لا يتقبل منا عدم إبادة الفلسطينيين المدنيين وبسبب عيون العالم علينا، لكن علينا مساندة إسرائيل فيما تفعله" تقبل الجميع ذلك.
في يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023، قام الأربعة باجتماع مع الرئيس والثمانية رجال، وقال كبير الأربعة "لقد خسرنا كثيراً من قتل الإسرائيليين المدنيين الفلسطينيين، والأسوأ من ذلك ضرب إسرائيل للمواقع الصحية في قطاع غزة، يجب وقف ذلك، لقد أثر ذلك في سمعة الإسرائليين في أمريكا والعالم كله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مصر لتهجير الفلسطينيين لمصر عبر سيناء، ممكن أن يكون ذلك فيما بعد، لكن حماس لم تتضرر كثيراً والمتضرر المدنيون الذي بدأوا في تغيير الناس للدين الإسلامي، وهذا خط أحمر لنا جميعاً " قام وزير الخارجية، ولتفت على رئيس الاستخبارات المركزية، وقال "ها نحن لم نصل لمبتغانا، وقد عملنا لأجل إسرائيل كل ما نفكر به، لكن الأمور زادت سوءاً بالنسبة لاعتناق الإسلام وضرب سمعة إسرائيل! ما هو العمل في رأيك؟" قال رأس الاستخبارات "نعم كل ما قلته صحيح، يجب أن نبلغ إيران بأن ينسحب حزب الله من الحدود الإسرائيلية 3 كيلومترات، وأن يعلنوا أن لا علم لديهم بقيام حماس بالهجوم، وأنه عمل داخلي، وإيران وحزب الله لن يفعل شيئ، وأن تبلغ إيران حليفها الحوثي بالتجهيز لضرب إسرائيل، علماً أنها لن تؤثر ضرباتها إلا على مصر ربما" قال كبير الأربعة فهمت ما يقصد رأس الاستخبارات. قال الرئيس سمعت ما دار، وأعطيكم الصلاحية الكاملة لعمل الأزم.
اجتمع الأربعة مع الثمانية في صباح يوم الأربعاء 18 أكتوبر، وقال كبيرهم "يجب تبليغ المدمرة (كارني) باحتمال أن الحوثي يضرب صواريخ على إسرائيل، لذا يجب إسقاطهم بعكس الصواريخ التي يتبين من خط سيرها أنها ذاهبة لمصر وسيناء بالتحديد، وقد رفضت إيران بانسحاب حزب الله، حتى هددتهم أن البليون سنوقفه إذا ما تم ذلك، لكنهم قالوا سيتباحثون في الأمر، أما استمرار إسرائيل في قتل الفلسطينيين، فيجب أن نستغل ذلك لوقف حملة الإساءة لإسرائيل ولوقف توسع الدين الإسلامي، لكن لم نعرف كيف؟ على كلٍ يجب أن توقع صواريخ الحوثيين، وسبب إدخال الحوثيين في هذا الصراع لتجنب معرفة تورط إيران وحزب الله والتنسيق مع حماس لقيام هذه المناوشات" هب الجميع لغرفة الحرب.
وفي يوم الخميس 19 أكتوبر تم إطلاق صواريخ الحوثي وأسقطت المدمرة (كارني) الصواريخ المتجهة لإسرائيل، وتركت الصواريخ المتجهة للأراضي المصرية، وتم قصف مدينة طابا.
بعد ذلك قال كبير الأربعة "يجب استغلال الحوثي أكثر من ذلك، وسأتصل بإيران لعمل هذا، سنجعل الحوثي يغلق باب المندب على السفن المتجهة لإسرائيل، بعد ذلك سيغلق باب المندب على كثير من السفن خاصة التي ستمر عبر قناة السويس، هنا يأتي تأثيرنا على مصر في إضعاف مداخل قناة السويس الاقتصادية، وستقترح على مصر أن تسمح بدخول الفلسطينيين لسيناء لإنقاذهم من الإبادة، وسندفع لمصر مبالغ كبيرة في ذلك، لسد نقص مداخل قناة السويس" أُعجب الرئيس بذلك، ووافق على الاقتراح.
ضرب الهاتف الخط الساخن مع إيران، وقال المسؤول الإيراني "لقد أمرنا حزب الله في التراجع 3 كيلو متر من الحدود الإسرائيلية، وقلنا لهم أن يقولوا إن تراجعهم تكتيكي بسبب خسائرهم من إسرائيل في إعلامهم..." قاطعه كبيرهم، وقال "هذا جيد، وسيحول البليون لكم، لكنني أريدك أن تأمر الحوثيين بما سأقوله لك اليوم" اتصل الكبير بالمسؤول الإيراني، وشرح له خطة إقفال باب المندب.
استخدمت كبرى شركات الشحن مع قفل باب المندب باستخدام رأس الرجاء الصالح، وقد كلفهم ذلك كثيراً، أمريكا لم تفكر بصادراتها الآسيوية خاصةً بعد توقف قناة بنما الشبه كامل، واضطرت شركات شرق أمريكا بدفع مبالغ إضافية، لعدم مقدرتها باستخدام قناة السويس، وقامت بالاحتجاج لدى الحكومة الأمريكية.
شن الحوثيين هجمات تعدت 25 هجمة عند باب المندب منذ نوفمبر 2023، من ما جعل الممر المائي الهام شبه مقفل، وتضررت قناة السويس بذلك إلى حد توقف أكثر من 80٪ من السفن بالمرور بها.
في يوم بارد في واشنطن العاصمة، دقت الساعة الثامنة صباحاً من يوم الاثنين1 يناير 2024 على مسؤول غرفة الحرب، وأخبِر أن الرئيس والأربعة رجال متجهين للغرفة التي مازال بها الثمانية والآخرون من الحكومة الأمريكية، دخلوا جميعاً عندها قال الرئيس لكبير الأربعة "لقد أعياني رئيس وزراء إسرائيل، لم يجمد الضربات الجوية، بل هو مستمر بالتدخل الأرضي للجيش، مع أن حماس والأسرى لم يمسهم ضرر كبير، ولكن الذي له تأثير عكسي على سمعتنا وسمعة الإسرائليين هو الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين الذي مستمر فيها!" رد كبير الأربعة "رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه خطة في نزوح الفلسطينيين لسيناء، ونحن معه في هذا، لكن تعنته في الاستمرار بإدخال الجيش، وتكبد خسائر إسرائيلية يجب أن يتوقف، وأقترح عليك وعلى وزير الدفاع بإبلاغه بأنك ستأمر حاملات الطائرات (جيرالد فورد) بأن تعود إلى مرساها في فرجينيا بسبب تعنته لعدم الاستجابة لمقترحات أمريكا، عندها ممكن أن يحسب حساباً لهذا" وافق الرئيس، وتصل على رئيس الوزراء الإسرائيلي وأخبره.
بعد مرور عدة ساعات في هذا الاجتماع قام وزير الدفاع، وقال "أقترح أن نبقي على حاملة الطائرات والقطع التي معها في البحر الأبيض المتوسط، ممكن أننا نحتاجها لعمل آخر" وفق الجميع على ذلك وبدون إخبار إسرائيل.
في يوم 5يناير 2024، اجتمع الجميع في غرفة الحرب، وقال كبير الأربعة "ما رأيكم أن أتصل بإيران لأخبرها بأن أمريكا وحلفاءها خاصة بريطانيا ستضرب الحوثي، وذلك لإعطاء مصداقية أن الحوثي يعمل في صالح فلسطين، وعلى أن يمدونا بمواقع الهجوم التي لن تضر الحوثي وممكن أن يستفيد منها" قال مستشار الأمن القومي "كيف لنا أن نضربهم بدون وضعهم في لائحة الإرهاب التي أخرجناهم منها؟" قال كبيرهم "لا يمكن أن نتوافق مع مطالب السعودية بذلك، لكننا سنكتفي بمجلس الأمن في إبطال ما يقوم به الحوثي، ولو كان صورياً، لكنه مقنع للمشككين بأن الضربة القادمة على الحوثي صحيحة"
بعد أن أرسلت إيران قائمة أهداف الحوثي، وبعد طلوع قرار مجلس الأمن، يوم الأربعاء 10 يناير 2024 رقم 2722، بتأييد 11 عضواً وامتناع 4 من التصويت، قامت أمريكا وبريطانيا بضرب الحوثي بناءً على قائمة إيران المرسلة لأمريكا، وذلك للرجوع عن إغلاق باب المندب، بسبب ارتفاع الأسعار للشحن للشرق الأقصى، وجفظ ماء الوجه لإيران والحوثيين، وإثبات أن أمريكا مع إسرائيل، بقي لنا أن ننتظر ماذا سيحل بالفلسطينيين ومن خانهم.
ملاحظة: في هذه المقالة توجد معلومات وكثير من نسج الخيال.
بدأت حرب روسيا ضد أوكرانيا، والتي ستدخل سنتها الثانية في 24 فبراير، حيث بدأت في التاريخ نفسه من سنة 2022.
أنفقت أمريكا في تلك الحرب حتى يناير 2023، مساعدة لأوكرانيا 46،6 بليون دولار، كذلك أنفقت أوربا على هذه الحرب أكثر من 15 مليار يورو حتى منتصف 2023.
وما زالت الحرب مستمرة حتى كتابة هذه الأحداث، تغيرت الوجوه لتقدم سنها، كذلك كان هناك استقالات حدثت مع 11رجلاً وتم إستبدالهم بآخرين.
اجتمع الأربعة رجال، وقد ظهر على وجوههم الهرم لكبر سنهم، وكان ذلك في صباح يوم الأربعاء 17 مايو عام 2023، وقرروا الآتي؛ أولاً: تقليل عدد المخططين من 11 رجلاً إلى 8 رجال، وذلك لأسباب أمنية أهمها تسرب المعلومات للغير، ثانياً: زيادة تكلفة حرب روسيا وأكرانيا، وبدأ الكونجرس يبحث في هذا الأمر، ثالثاً: تضرر أوروبا من هذه الحرب في صرفها عليها.
قرر الأربعة رجال الاجتماع بالثمانية بعد تبليغ تقليص العدد من 11 إلى 8رجال، وإلغاء مندوب المثليين وممثل الغذاء والدواء وأحد مسؤولي الإعلام والبقاء على الآخر، وليبدأ الاجتماع بعد ذلك بأسبوع في صباح يوم الأربعاء 24 مايو 2023.
عُقد الاجتماع في ذلك اليوم، وقال كبير الأربعة " نجتمع اليوم لأهمية الموضوع، وكلكم تعرفون ما سبق، والسبب الرئيسي في تقليل أعدادكم لأمر مهم يمس أمن الدولة، ولا نريد أن يعرف عن موضوعنا إلا أنتم، حتى الذين سيساعدونكم يجب ألا أن يعرفوا سبب مساعدتهم لكم، لنبدأ بالمهم، تعرفون جميعاً أن حرب الروس ضد أوكرانيا كلفت أمريكا وحلفاءنا على الأخص الأوروبيين الكثير من المال والعتاد، وأصبح الكونجرس الأمريكي يتدخل في ذلك، وسبب اجتماعنا اليوم هو وقف تلك الحرب، وإن لم نستطع ذلك، يجب أن نغير أو إذا صح التعبير توجه أنظار العالم لغير ذلك، هذا ما أردت أن أخبركم به، فلتعلموا حسب توجيهي لكم، وليكن لقاؤنا التاسعة صباحاً يوم الأربعاء 31 مايو"
انتهى الاجتماع بساعة واحدة من 9 صباحاً من ذلك اليوم إلى 10 صباحاً.
ذهب الثمانية رجال بعضهم بمفردهم والبعض مترافقون، يتدارسون كيف سينهون الحرب؟ قال وزير الخارجية لمن رافقه " لا أعتقد أننا قادرون على أن ننهي الحرب بين روسيا وأكرانيا! هناك طرف لا نملك عليه ضغوطات وهي روسيا بعد أن استخدمنا جميع ما نقدر عليه من السياسة والاقتصاد والقوة العسكرية! ولو أعطيناهم ما يريدون وإبقاء ما أخذوا من أراضي أوكرانية لهم، فهناك من سيعارضنا من الجهة الأكرانية خاصةً شعبها، أما رئيسها فإزالته ممكنة، لذا يجب أن نفكر في كيفية صرف أنظار العالم من أوكرانيا لوقف مساعداتنا عنها، إلى جهة أهم للعالم منها"
أخذوا في المباحثات يومين، واجتمع الثمانية رجال بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 26 مايو 2023، في ذلك الاجتماع قال وزير الدفاع "في نظري ليس هناك منطقة تهم العالم خاصة الشرق الأوسط مثل إسرائيل، لكن كيف سنلفت نظر العالم لها؟ رد عليه مستشار الأمن القومي وبموافقة وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات المركزية بقوله "لقد تباحثت مع رئيس وزراء إسرائيل في كيفية صرف أنظار الإسرائيليين عن ما يريد فعله في القضاء الإسرائيلي، وقلت له، منذ أن تربعت على كرسي رئيس وزراء إسرائيل في 29 ديسمبر 2022 وأنت في اضطرابات دائمة بسبب القضاء، وألفت حكومة يمنية متطرفة بسبب عدم قبول الآخرين بك، لكنني سأجعل رئيس الاستخبارات المركزية يخبرك بما لديه، ولم أبيّن له مقصدنا في ذلك، وكذلك بحثت معه في من سيؤيده في جعل القضاء مرتبطاً به، وتباحثنا في أمور غيرها، وكان رئيس الاستخبارات المركزية حاضراً في تلك المكالمة، والتي هدءت من غضب رئيس وزراء إسرائيل..." قاطعه في كلامه رئيس الاستخبارات المركزية بقوله "نعم هذا صحيح، وقد اقترحت على رئيس وزراء إسرائيل الآتي؛ يجب أن تختار حكومتك ممن يمسهم القضاء إذا أصبح القضاء مستقلاً، وسأجمع النقاط لا جتماعنا بلأربعة كبار" وافق الجميع على ذلك.
في التاسعة صباح يوم الأربعاء 31 مايو اجتمع الثمانية مع الأربعة، فقال كبير الأربعة "أخبروني ما فعلتوا؟ قام وزير الخارجية، ووضع الملف الذي يحمل ما تم في محادثة مستشار الأمن القومي مع رئيس وزراء إسرائيل، وبعد شرح عدم قدرة أمريكا والغرب من وقف حرب الروس مع الأوكرانيين، وبعد تفحص الأربعة رجال لهذا الملف ومضي أكثر من ساعتين في ذلك، طلب كبير الأربعة أخذ راحة لمدة نصف ساعة، خرج الثمانية رجال، وخرج الأربعة إلى غرفة اجتماعاتهم.
طلب الأربعة رجال الثمانية بعد مضي أكثر من الساعة، وعودتهم من غرفة اجتماعهم، وقد أصبحت الساعة تشير إلى بعد الثانية عشرة ظهراً، قال كبير الأربعة "تأخرنا عليكم بسبب محادثاتنا على ما يوجد داخل الملف الذي أعطانا وزير الخارجية، لدينا بعض الأسئلة التي سنطرحها، والإجابة مفتوحة للجميع، كيف سينفعنا ضم القضاء الإسرائيلي لموضوعنا؟ وكيف ستنفعنا عنصرية، وكره الحكومة إسرائيل للفلسطينيين؟ الآن نسمع الإجابة"
قام رئيس الاستخبارات المركزية، وقال "لقد تلقينا منكم أوامر عدم إفصاح أمر هذا التوجه، سأقول لكم كيفية تخطيطنا لذلك، أما اقتراحنا على رئيس الوزراء الإسرائيلي في ضم القضاء الإسرائيلي له، لتطمينه في نوايانا أن نساعده، أما في عنصرية وكراهية حكومته للفلسطينيين فهي ما قدر على أن يجمعه، وبسبب جعل حكومته خائفة من أن يلحقها القضاء إذا ما فعلوا كل ما يستطيعون لضمه تحت حكومتهم لعدم المساس بهم، وحكومة إسرائيل المنتخبة في 2022 هي مربط الفرس لتوجهاتنا للفت أنظار العالم من حرب أوكرانيا"
نهض مستشار الأمن القومي، وقال "كما تعلمون يا سادتي أنني الذي أجريت اتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي، وكانت أفكاري منصبة على لفت نظر العالم عن حرب أوكرانيا، وكنت أرى أن أعرض عليكم جهة مهمة لإنجاح هذا التحول..." قاطعه أحد الكبار من الأربعة بقوله "تقصد إيران، أليس كذلك؟" هز رأسه مستشار الأمن القومي، وقال "نعم إيران مفتاح هذا التحول، وبما أنكم الكبار في هذا البلد ولديكم اتصال دائم بإيران أرى أن يتم الاتصال بهم في أسرع وقت، ولإعطائهم الوقت الكافي للتخطيط" قال المسؤول من وزارة الإعلام "إذا أمكن يا سادتي أن تفصحوا لي، ما علاقة إيران في ذلك؟"
أشار كبير الأربعة لرئيس الاستخبارات المركزية، وقال "بصفتك لديك الوسائل التي ستنجح هذا التخطيط، أريدك أن تشرح للمسؤول الإعلامي ذلك".
قام رئيس الاستخبارات المركزية، وقال "إيران لها اتصال مباشر مع حماس وحزب الله والحوثي، وهي التي تحرك هؤلا، لذا يجب أن يكون اتصالنا بهم يرتكز على الآتي؛ أن يجهزوا حماس لعمل عمل غير عادي لإسرائيل، وليبلغوا حزب الله في التظاهر بأنه يساند حماس، ويأمروا على الحوثي بالاستعداد لأي أمر يطلب منهم، هذه الأمور التي يجب التركيز عليها" قال المسؤول الإعلامي " ما زلت غير متفهم لما تقصده...."
قاطعه أحد الأربعة الكبار بقوله "أنا أفهمك، نحن سنقول ذلك لإيران، ونعرف أن أول طلب منهم هو المال، أقصد فك المزيد من الأموال التي أوقفناها لهم، فالمال هو غاية إيران، لا تأبه بحماس ولا الحوثي ما داموا يتبعون أوامرها، أما حزب الله، فهو تابع لإيران في الحلوة وفي المرة، وإيران كل شيء بالنسبة له، لذا سنتصل بإيران، ونقول لها أن تستعد لمطالبنا، ونستعد لمطالبها إلى حين يخطط من قبلكم لذلك، لكنني أحذركم جميعاً أن لا يخرج من أفواهكم ولا من أفعالكم شيء مما قلناه، والآن أريدكم جميعاً أن تذهبوا وتخططوا لذلك"
أصبحت الساعة تقارب الخامسة مساءً من نفس يوم الأربعاء، وقبل أن يذهب الجميع اتفق الثمانية رجال أن يجتمعوا صباح الغد الخميس ١ جون ٢٠٢٣، قبل الذهاب لبيوتهم وعوائلهم.
أشرقت شمس يوم الخميس ١ جون، أخذ الثمانية يتجهزون لاجتماعهم المطول والعاجل، دخل المعنيون الثمانية صالة الاجتماعات القديمة التي التقى أسلافهم عام ١٩٤٣، توافدوا على تلك الصالة الساعة ٨:٣٠، وقد لاحظوا أن تلك الصالة ما زالت مجهزة بالتقنية الحديثة المستخدمة لهذا الغرض، الكل أخذ مقعده وبدأوا بالتناقش، فقال وزير الخارجية "لا بد لنا أن ننهي هذا العمل بالنقاط التي حددها الأربعة كبار اليوم، ونعرضها عليهم غداً" وافق الجميع على ذلك وبدأوا، بدأت الساعة تشير إلى السادسة مساءً، ولم ينتهوا بعد، استمر النقاش حتى أكملوا ما يريدون في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من يوم الجمعة ٢ جون ٢٠٢٣.
اتصل رئيس موظفي البيت الأبيض بأحد الأربعة الكبار صباح يوم الجمعة ليأخذ موعداً منهم، رد عليه أحدهم، وأعطاه الساعة ٥ بعد الظهر من نفس يوم الجمعة، ذهبوا جميعاً للموعد، وانتظروا الأربعة في صالة اجتماعاتهم التي اجتمعوا بها من يوم أمس.
دخل الأربعة، وفي وجوههم تبدوا السعادة، جلسوا ونظروا للجميع، فقال كبيرهم "كما توقعنا رأس إيران سيعمل كل ما نطلبه منه مقابل ٣ بلايين من الدولارات يتم إرسالها لهم هذه الأيام، وافقنا على ذلك، ها نحن أنجزنا ما وعدناكم به، أخبرونا بما فعلتم؟"
قام وزير الخارجية، وقال "لقد توصلنا للأمور الهامة في توصلنا للآتي؛ أولا: نتصل بإسرائيل ونجعلها تقلل من مراقبة حماس في غزة، حتى وإن صاحب ذلك بعض الإنذارات فيجب تجاهلها، وتستمر الأمور كما هي من حفلات وغيرها للإسرائليين، وعدم ردع حماس من أي عمل، حتى يبدأوا هم في ذلك، قبل ذلك تستكمل إيران التجهيز لحماس وعدم البدء في أي تصرف، حتى نقول لهم ما يفعلون، ومن ثم الاتصال بحماس لأبلغهم ذلك، وفي الوقت نفسه تبلغ إيران حزب الله أن حماس ستعمل شيئاً وأن حزب الله سيتظاهر بالمساندة بأعمال لا تضر الأفراد الإسرائليين، فقط للتظاهر، بعد ذلك وبعد تنفيذ حماس لما نقوله، سنفك يد الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بالهجوم على غزة وقتل حماس، وهنا نظهر بأن إسرائيل لديها القوة لفعل ذلك، ونعزز من نفوذ حكومة إسرائيل ووقف المظاهرات الإسرائيلية التي دائرة الآن بسبب القضاء الإسرائيلي، في جميع الأحوال الحكومة الإسرائيلية مستفيدة بقتل حماس ووقف المظاهرات وتعزيز نفوذها، كما أن إيران وحلفاءها مستفيدون مالياً في ذلك"
قال كبير الأربعة " هل هناك اعتراض أو إضافة" قال مستشار الأمن القومي "نعم هناك إضافة مهمة، وهي تحويل نظر العالم لإسرائيل بدل أوكرانيا"
هز الأربعة كبار رؤوسهم، ثم قال كبيرهم "سأخبركم بموعد بدأ الخطة، وأوصيكم بعدم ذكر شيء من هذا" قام الجميع وانفض الاجتماع.
في الساعة الواحدة ظهراً – تقريباً ـ من يوم الخميس 10 أغسطس عام 2023، اتصل رئيس موظفي البيت الأبيض بمستشار الأمن القومي، وقال له " الأربعة رجال يريدون الاجتماع مع الثمانية رجال في التاسعة من صباح يوم الاثنين 14 أغسطس " رد عليه المستشار بقوله "سأخبرهم بذلك، ونراك هناك"
في صباح يوم الاثنين 14 أغسطس اجتمع الثمانية مع الأربعة في المكان نفسه، فقال كبير الأربعة "شيء جميل أن نراكم متحمسين لهذا الاجتماع، أردنا أن نراكم لنتحدث قليلاً عن خطتنا، ونخبركم متى نريدها أن تبدأ، الآن نريد كيف نضلل العالم أن إيران وحلفاءها ليسوا على اتصال بنا، كذلك ولعلمنا بالإسرائليين أن لديهم تسربات في الخطط التي لم يصيغوها بأنفسهم وذلك ليحموا بعضهم، لا نريد أن نخبرهم بالوقت المحدد، ولكن بوقت مفتوح، لذا أريدكم أن تنهوا ذلك في غرفة الاجتماعات هذه، ونحن سوف نذهب لغرفتنا" انفض الاجتماع وبدأوا في التخطيط لما سمعوه.
بدأوا الثمانية رجال بالتشاور والتخطيط من الساعة العاشرة من صباح نفس اليوم إلا الخامسة بعد الظهر، ولم ينتهوا من مخططهم، أتاهم رجل مرسول من الأربعة كبار يقول لهم "أن الأربعة رجال غادروا البناية، ويقولون لكم استمروا في تخطيطكم حتى الساعة التاسعة من صباح يوم الاثنين 21 أغسطس" اتفق الجميع أن يجتمعوا يومياً حتى ذلك الموعد.
في صباح يوم الاثنين 21 أغسطس الساعة الحادية عشر دخّل الأربعة رجال على الثمانية المجتمعين في غرفة اجتماعهم وجلسوا معهم، نظر أحد الأربعة للثمانية رجال، وقال "أعطونا ما توصلتم له في مباحثاتكم" قام رئيس موظفي البيت الأبيض، وقدم أربع نسخ من ملف عملوه للأربعة رجال، بدأ الأربعة في تصفح الملف، وأخذهم ذلك قرابة الساعتين، قبل ذلك طلبوا من الثمانية أخذ قسط من الراحة، وسيخبرونهم حال نهايتهم من استيعاب ما خططوا له.
ذهبت الأيام وإذ بالهاتف الخاص يرن في مكتب رئيس الاستخبارات المركزية، وكان ذلك في صباح يوم الجمعة 1سبتمبر، قال المتحدث لرئيس الاستخبارات الأميركية "أنا من طرف الأربعة، يريدون الاجتماع بكم جميعا صباح يوم الاثنين 4 سبتمبر الساعة العاشرة" ثم أقفل السماعة! اتصل رئيس الاستخبارات المركزية، ببقية الثمانية وأخبرهم بذلك.
ذهب الثمانية للموعد الذي أعطي لرئيس الاستخبارات المركزية، ووجدوا الأربعة في انتظارهم، قال كبير الأربعة "ها نحن قد استوعبنا ما في ملفكم الذي تركتموه لنا، ونؤيد ما جاء فيه، وبسبب حساسية الموضوع، أريد من وزير الخارجية عمل إيجاز الآن لموضوعنا لنكون جميعاً على علم به، علماً أن هذه الخطة نريدها أن تبدأ في 3 أكتوبر، وذلك لتحفيز حماس بهذا اليوم الذي دخل فيه فيصل ابن الحسين الهاشمي دمشق في سنة 1918ليعلن قيام الدولة العربية في سوريا الكبرى".
قام وزير الخارجية، وقال "اختيار موفق لهذا اليوم، وليس لدينا وقت لنضيعه، لذا لا بد من قيامكم أيها السادة الأربعة الكبار بالاتصال بإيران والاتفاق معهم ببداية الخطة، وإخبارهم بأن يبلغوا حماس بالقيام بالغزو المسلح على إسرائيل وعدم تبليغهم بأن حزب الله سيتظاهر بإسنادهم، بل إخبار حماس أن حزب الله على أهبة الاستعداد للدخول من شمال فلسطين، وفي الوقت نفسه إعطاء إسرائيل مدة عشرة أيام من 1 أكتوبر إلى 10 أكتوبر لغض الطرف عن تحركات حماس، وإن حماس ستقوم بعملية محدودة ضدهم، وفي الوقت نفسه تجتاح إسرائيل غزة لقتل حماس ووقف المظاهرات بداخلها، بسبب إجراءات وهجوم حماس عليها، ولا تكون هي التي تبدأ الحرب، ومن اليوم يأمر وزير الدفاع حاملة الطائرات (جيرالد فورد) بالتوجه إلى شواطئ إسرائيل، وتطمين إسرائيل بذلك وإن البحرية الأمريكية ستضرب حزب الله إذا قام بأي عمل ضد إسرائيل، مع الحرص بأن نخبر إيران بتحرك حاملة الطائرات ليطمأنو وليخبروا حزب الله بالتظاهر بالتدخل كما أسلفنا من قبل..." قاطع وزير الدفاع وزير الخارجية بقوله " لقد أفادني البنتاغون بأن حاملة الطائرات لن تكون هناك قبل 14 أكتوبر! لذا يجب تغيير تاريخ بدأ الخطة، مع العلم أن هناك قطعاً بحرية في البحر الأحمر مثل المدمرة (كارني)... قاطعه كبير الأربعة بقوله "خذوا 30 دقيقة راحة لنتشاور أنا وزملائي الثلاثة بالموعد الجديد"
بعد مرور 30 دقيقة اجتمعوا، وقال كبير الأربعة "لقد تشاورنا بالأمر مع اتصالاتنا بحلفائنا، وتفقنا بأن يكون تاريخ ذلك 7 أكتوبر، أي قبل وصول حاملة الطائرات بأسبوع، كذلك اتفقنا أن نبقي جميع القطع البحرية في أماكنها بالبحر الأحمر تحسباً لأي طاريء"
وقف وزير الخارجية، وقال " إسمحوا لنا بالذهاب للإعداد لذلك" وافق الجميع.
في يوم 7أكتوبر بدأت العملية، وتم اجتياح إسرائيل من قبل حماس، وأخذت حماس بعض الأسرى والرجوع إلى مواقعهم في أنفاق غزة مع رهائنهم، تم ذلك بعد إبلاغ الرئيس، وتفعيل غرفة الحرب بالدوار السفلي للبيت الأبيض.
اجتمع الرئيس بمندوب الأربعة، وجلسوا مع جميع الحكومة الأمريكية بغرفة الحرب في مساء يوم 6 أكتوبر 2023 بتوقيت أمريكا، كان الخط الساخن بين مندوب الأربعة وإيران مفتوح والرئيس ورئيس وزراء إسرائيل مفتوح أيضا.
بعد مرور ساعات على العملية وقيام إسرائيل بالهجوم الجوي على غزة، دار بين مندوب الأربعة والمسؤول الإيراني، بقول المندوب "ماذا فعلتوا؟ لم نتفق على أخذ رهائن واستخدام حماس للطائرات الشراعية وقتل أعداد من الإسرائليين!" رد المسؤول الإيراني "لم نكن نعلم بذلك! ولم نطلب من حماس عمل ما ذكرتموه! أنتظر مكالمتي لك لأتأكد من ذلك" قفل مندوب الأربعة واتصل بكبيرهم وأخبره بذلك، أخبر الكبير أن جميع الأربعة سيأتون لغرفة الحرب الآن، بدور المندوب أخبر الرئيس أن الأربعة سيشاركون معه في غرفة الحرب.
دخل الأربعة غرفة الحرب، وكان الرئيس يتكلم مع رئيس وزراء إسرائيل، عندما رأى الرئيس كبير الأربعة طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يخاطب الكبير، أخذ الكبير السماعة من الرئيس، وقال "أعرف أنك متفاجئ مثلنا، لكن دعني أسألك هل المظاهرات أصبحت أقل من الأول؟..." قاطعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بقوله "المظاهرات لا أعلم بها الآن! لكن أين العمليات المحدودة التي وعدتني بها؟" رد عليه كبيرهم "أنا متفاجئ مثلك، ونحن على اتصال بإيران لنرى، ماذا يحدث؟ انتظر مكالمتي" رفع كبير الأربعة الخط الساخن مع إيران، وقال "ماذا هناك؟ خبر حماس أن تطلق الرهائن الآن، وكذلك أكد على حزب الله أن يتظاهر فقط" رد عليه المسؤول "إنقطع الاتصال بيننا وحماس، وأكدت لحزب الله ما طلبت قبل اتصالك، كيف سنحل الأمر؟ وماذا عن 3 بلايين دولار التي وعدتنا بها؟" قال له الكبير "قم بما اتفقنا عليه أولاً، قبل أن تسألني عن هذا المبلغ" بدأت المشاحنات تظهر بين إيران وأمريكا، أبلغ الكبير الرئيس بأن يرسل بليون فقط ويبقى بليونين، وافق الرئيس على ذلك.
رن الخط الساخن بين أمريكا وإسرائيل، وأخذ الهاتف الرئيس، وكان رئيس الوزراء يقول "ماذا تريدنا أن نفعل الآن؟" فقال الرئيس وبجواره الأربعة " إجعلوا الإعلام لديكم يلوم حماس وبشدة، واستخدموا الطائرات بجميع أنواعها تهاجم غزة، وإنتظروا إدخال الجيش إلى غزة " فرد رئيس الوزراء "سنعمل ما قلت إلا في استخدام الجيش، سنجعله يتدخل لكشف مخابئ حماس" قفل الخط، فقام الرئيس ووجه المسؤول الإعلامي، بأن يحرص في نشر هجوم حماس على إسرائيل في جميع وسائل الإعلام الأمريكية والصديقة.
طلب الأربعة الثمانية ليجتمعوا في صالة الإجتماعات المجاورة لغرفة الحرب، وفعلوا ذلك.
قال كبير الأربعة للمجتمعين "لم تتم 24 ساعة على العملية، وها نحن نرى الأحداث التي لم تكن في الحسبان، الآن يجب أن نعلن للعالم وجود حاملة الطائرات للاشتباك مع حزب الله في حالة هجومه على الشمال الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه نبلغ إسرائيل بأن حزب الله سيضرب مواقع إسرائيلية عديمة الأثر، فلا يكترثون من ذلك، وذلك بعد إبلاغ إيران بتوجيه حزب الله للعمل على ما قلناه" وافق الجميع وكلاً عمل ما يتوجب عمله من الأربعة والثمانية.
في صباح يوم الأحد 15أكتوبر 2023، عقد كبير الأربعة اجتماع مع الرئيس، وقال له "يجب أن تقنع الإسرائليين بأن يوقفوا قتل الفلسطينين من شيوخ وشباب وأطفال غزة، وأن يركزوا في ضرباتهم الجوية على حماس، قد يفسدون الإسرائليين الخطة بقتلهم هذا، نحن نعلم أن إبادة الفلسطينيين مطلب إستراتيجي لنا ولإسرائيل، ولكن ليس الآن" هز الرئيس رأسه، وتحدث لرأس إسرائيل، بعد ذلك التفت الرئيس لكبير الأربعة، وقال "هذا الأخرق رئيس وزراء إسرائيل، لا يتقبل منا عدم إبادة الفلسطينيين المدنيين وبسبب عيون العالم علينا، لكن علينا مساندة إسرائيل فيما تفعله" تقبل الجميع ذلك.
في يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023، قام الأربعة باجتماع مع الرئيس والثمانية رجال، وقال كبير الأربعة "لقد خسرنا كثيراً من قتل الإسرائيليين المدنيين الفلسطينيين، والأسوأ من ذلك ضرب إسرائيل للمواقع الصحية في قطاع غزة، يجب وقف ذلك، لقد أثر ذلك في سمعة الإسرائليين في أمريكا والعالم كله، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مصر لتهجير الفلسطينيين لمصر عبر سيناء، ممكن أن يكون ذلك فيما بعد، لكن حماس لم تتضرر كثيراً والمتضرر المدنيون الذي بدأوا في تغيير الناس للدين الإسلامي، وهذا خط أحمر لنا جميعاً " قام وزير الخارجية، ولتفت على رئيس الاستخبارات المركزية، وقال "ها نحن لم نصل لمبتغانا، وقد عملنا لأجل إسرائيل كل ما نفكر به، لكن الأمور زادت سوءاً بالنسبة لاعتناق الإسلام وضرب سمعة إسرائيل! ما هو العمل في رأيك؟" قال رأس الاستخبارات "نعم كل ما قلته صحيح، يجب أن نبلغ إيران بأن ينسحب حزب الله من الحدود الإسرائيلية 3 كيلومترات، وأن يعلنوا أن لا علم لديهم بقيام حماس بالهجوم، وأنه عمل داخلي، وإيران وحزب الله لن يفعل شيئ، وأن تبلغ إيران حليفها الحوثي بالتجهيز لضرب إسرائيل، علماً أنها لن تؤثر ضرباتها إلا على مصر ربما" قال كبير الأربعة فهمت ما يقصد رأس الاستخبارات. قال الرئيس سمعت ما دار، وأعطيكم الصلاحية الكاملة لعمل الأزم.
اجتمع الأربعة مع الثمانية في صباح يوم الأربعاء 18 أكتوبر، وقال كبيرهم "يجب تبليغ المدمرة (كارني) باحتمال أن الحوثي يضرب صواريخ على إسرائيل، لذا يجب إسقاطهم بعكس الصواريخ التي يتبين من خط سيرها أنها ذاهبة لمصر وسيناء بالتحديد، وقد رفضت إيران بانسحاب حزب الله، حتى هددتهم أن البليون سنوقفه إذا ما تم ذلك، لكنهم قالوا سيتباحثون في الأمر، أما استمرار إسرائيل في قتل الفلسطينيين، فيجب أن نستغل ذلك لوقف حملة الإساءة لإسرائيل ولوقف توسع الدين الإسلامي، لكن لم نعرف كيف؟ على كلٍ يجب أن توقع صواريخ الحوثيين، وسبب إدخال الحوثيين في هذا الصراع لتجنب معرفة تورط إيران وحزب الله والتنسيق مع حماس لقيام هذه المناوشات" هب الجميع لغرفة الحرب.
وفي يوم الخميس 19 أكتوبر تم إطلاق صواريخ الحوثي وأسقطت المدمرة (كارني) الصواريخ المتجهة لإسرائيل، وتركت الصواريخ المتجهة للأراضي المصرية، وتم قصف مدينة طابا.
بعد ذلك قال كبير الأربعة "يجب استغلال الحوثي أكثر من ذلك، وسأتصل بإيران لعمل هذا، سنجعل الحوثي يغلق باب المندب على السفن المتجهة لإسرائيل، بعد ذلك سيغلق باب المندب على كثير من السفن خاصة التي ستمر عبر قناة السويس، هنا يأتي تأثيرنا على مصر في إضعاف مداخل قناة السويس الاقتصادية، وستقترح على مصر أن تسمح بدخول الفلسطينيين لسيناء لإنقاذهم من الإبادة، وسندفع لمصر مبالغ كبيرة في ذلك، لسد نقص مداخل قناة السويس" أُعجب الرئيس بذلك، ووافق على الاقتراح.
ضرب الهاتف الخط الساخن مع إيران، وقال المسؤول الإيراني "لقد أمرنا حزب الله في التراجع 3 كيلو متر من الحدود الإسرائيلية، وقلنا لهم أن يقولوا إن تراجعهم تكتيكي بسبب خسائرهم من إسرائيل في إعلامهم..." قاطعه كبيرهم، وقال "هذا جيد، وسيحول البليون لكم، لكنني أريدك أن تأمر الحوثيين بما سأقوله لك اليوم" اتصل الكبير بالمسؤول الإيراني، وشرح له خطة إقفال باب المندب.
استخدمت كبرى شركات الشحن مع قفل باب المندب باستخدام رأس الرجاء الصالح، وقد كلفهم ذلك كثيراً، أمريكا لم تفكر بصادراتها الآسيوية خاصةً بعد توقف قناة بنما الشبه كامل، واضطرت شركات شرق أمريكا بدفع مبالغ إضافية، لعدم مقدرتها باستخدام قناة السويس، وقامت بالاحتجاج لدى الحكومة الأمريكية.
شن الحوثيين هجمات تعدت 25 هجمة عند باب المندب منذ نوفمبر 2023، من ما جعل الممر المائي الهام شبه مقفل، وتضررت قناة السويس بذلك إلى حد توقف أكثر من 80٪ من السفن بالمرور بها.
في يوم بارد في واشنطن العاصمة، دقت الساعة الثامنة صباحاً من يوم الاثنين1 يناير 2024 على مسؤول غرفة الحرب، وأخبِر أن الرئيس والأربعة رجال متجهين للغرفة التي مازال بها الثمانية والآخرون من الحكومة الأمريكية، دخلوا جميعاً عندها قال الرئيس لكبير الأربعة "لقد أعياني رئيس وزراء إسرائيل، لم يجمد الضربات الجوية، بل هو مستمر بالتدخل الأرضي للجيش، مع أن حماس والأسرى لم يمسهم ضرر كبير، ولكن الذي له تأثير عكسي على سمعتنا وسمعة الإسرائليين هو الإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين الذي مستمر فيها!" رد كبير الأربعة "رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه خطة في نزوح الفلسطينيين لسيناء، ونحن معه في هذا، لكن تعنته في الاستمرار بإدخال الجيش، وتكبد خسائر إسرائيلية يجب أن يتوقف، وأقترح عليك وعلى وزير الدفاع بإبلاغه بأنك ستأمر حاملات الطائرات (جيرالد فورد) بأن تعود إلى مرساها في فرجينيا بسبب تعنته لعدم الاستجابة لمقترحات أمريكا، عندها ممكن أن يحسب حساباً لهذا" وافق الرئيس، وتصل على رئيس الوزراء الإسرائيلي وأخبره.
بعد مرور عدة ساعات في هذا الاجتماع قام وزير الدفاع، وقال "أقترح أن نبقي على حاملة الطائرات والقطع التي معها في البحر الأبيض المتوسط، ممكن أننا نحتاجها لعمل آخر" وفق الجميع على ذلك وبدون إخبار إسرائيل.
في يوم 5يناير 2024، اجتمع الجميع في غرفة الحرب، وقال كبير الأربعة "ما رأيكم أن أتصل بإيران لأخبرها بأن أمريكا وحلفاءها خاصة بريطانيا ستضرب الحوثي، وذلك لإعطاء مصداقية أن الحوثي يعمل في صالح فلسطين، وعلى أن يمدونا بمواقع الهجوم التي لن تضر الحوثي وممكن أن يستفيد منها" قال مستشار الأمن القومي "كيف لنا أن نضربهم بدون وضعهم في لائحة الإرهاب التي أخرجناهم منها؟" قال كبيرهم "لا يمكن أن نتوافق مع مطالب السعودية بذلك، لكننا سنكتفي بمجلس الأمن في إبطال ما يقوم به الحوثي، ولو كان صورياً، لكنه مقنع للمشككين بأن الضربة القادمة على الحوثي صحيحة"
بعد أن أرسلت إيران قائمة أهداف الحوثي، وبعد طلوع قرار مجلس الأمن، يوم الأربعاء 10 يناير 2024 رقم 2722، بتأييد 11 عضواً وامتناع 4 من التصويت، قامت أمريكا وبريطانيا بضرب الحوثي بناءً على قائمة إيران المرسلة لأمريكا، وذلك للرجوع عن إغلاق باب المندب، بسبب ارتفاع الأسعار للشحن للشرق الأقصى، وجفظ ماء الوجه لإيران والحوثيين، وإثبات أن أمريكا مع إسرائيل، بقي لنا أن ننتظر ماذا سيحل بالفلسطينيين ومن خانهم.
ملاحظة: في هذه المقالة توجد معلومات وكثير من نسج الخيال.