رغم رحيله منذ سنوات وسيرة حياته الغامضة وموته المفاجئ وخفاياه إلا أنه ما زال يلهم الكثير .
حيث تشهد إحدى صالات كوبنهاجن منذ أمس عرض الفليم الوثائقي ثمن الملوك عن ياسر عرفات من إخراج البريطاني ريتشارد سيمونس عام 2011 باللغة الإنكليزية. والفيلم يسرد حياة قائد ورئيس لا يملك دولة معترف بها عالميا والذي قاد شعبه تحت منظمة فتح سنوات طوالا في كفاح مسلح أنهك فيه إسرائيل والغرب وكانت طريقته الوحيدة لانتزاع اعتراف دولي لمنظمته فتح التي تمثل الشعب الفلسطيني، ولم يكن شخصا عاديا ولا قائدا ينساه التاريخ ، مات يحلم بدولة مستقلة لشعبه بعد صراع طويل ضد إسرائيل لينتزع اعترافا دوليا بسلطة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطينيي في المحافل الدولية.
يتضمن الفيلم أهم حوارات ياسر عرفات منذ 1974 وكلمته الشهيرة أمام قادة العالم في الأمم المتحدة ، وصولا إلى محادثات أوسلو ومرضه المفاجئ وموته دون أن يرى حلم حياته على أرض الواقع دولة فلسطين المستقلة .
الصالة التي عرضت الفيلم غصت بالجمهور حيث نوقش الفيلم بعد عرضه وشارك في النقاش وزير خارجية الدنمارك الأسبق بيير موللرو صحفيون وكتّاب كانوا قد حاوروا الراحل ياسرعرفات في الماضي، وتركزالحوار في غالبيته حول النظر للنواحي الإيجابية في مسيرة ياسرعرفات الثورية واختياره المحادثات السلمية بديلا عن الثورة المسلحة بعد وعود أميركية وأوربية باءت جميعها بالفشل بعد رحيله .وانتقد الصحفيون السياسات الأوربية التي انتهجتها في عملية السلام حيث كانت تقف معظمها مع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتملص من وعود أوسلو وغيرها.