على الرغم من أن عددا منها تبدو آيلة إلى السقوط، وانهيار أسقف بعض الغرف، وأجزاء من جوانب بعضها الآخر، فإن قصور قرية المشكاة الطينية الـ12 في نجران ما زالت شامخة، وتحظى بزيارة كثير من السواح الأجانب والعرب، بالإضافة لأهالي المنطقة وضيوفهم الذي يشهدون فيها حكاية 300 عام من الزمن، هو عمر الـ12 قصرا طينيا التي شكلت قرية صغيرة تتوسطها بئر مائية واسعة وعميقة، رصفت جوانبها من الأسفل إلى الأعلى بالحجارة والطين، وهي تعد من أقدم الآبار المائية في المنطقة، حيث يصل عمقها إلى 50 مترا، وعرضها 7 أمتار، وكان أهل القرية يعتمدون عليها للشرب وري المزارع بجلب الماء إما عن طريق السواني أو الحبال التي تعلق فيها القرب.
واللافت أن المفتاح الحديدي الخالص والخاص ببوابة أحد القصور الطينية الـ12 لا يزال يتم تناقله حتى اللحظة، حيث يحتفظ به أحد أحفاد مالك ذلك القصر الطيني التاريخي، وقد تسلمه من والدته التي تسلمته بدورها من أبويها قبل وفاتهما، وقد فضل الحفيد تعليقه في المكان المخصص له على أحد جنبات الباب الخشبي.
300 مبنى أثري
أكد مسؤول الحماية في فرع هيئة الآثار والسياحة بمنطقة نجران، علي سعيد آل مريح، أن نجران من أكثر المناطق محافظة على المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمباني التراثية.
وأشار إلى أن عددا كبيرا من المواطنين رمموا منازلهم ومبانيهم الطينية على نفقتهم الخاصة بإشراف ومتابعة هيئة التراث.
وأوضح أن دور هيئة التراث يتمثل في القيام بجولات رقابية على جميع المواقع الأثرية والتراثية بالمحافظة، ورصد أي عبث أو هدم فيها، وحصرها وإحصائها، وهناك لجنة خاصة بذلك، وهي لجنة المباني الآيلة للسقوط التي تتبع إمارة المنطقة، ونعمل معها كمندوبين لفرع الهيئة. وقد حصرنا نحو 300 مبنى أثري تحمل طابع التراث العمراني بالمنطقة، وتم ترميم عدد منها.
وفيما يخص قرية المشكاة، قال علي: «تعد ممتلكات شخصية، ولا تتبع للهيئة، وإن تم ترميمها فسيكون على حساب مالكيها الخاص، وإن كنا قد لمسنا من أهاليها اهتمامهم بالأمر، وستكون هناك أعمال تشجيعية وجهود من الهيئة، لترميمها من جديد».
12 قصرا تاريخيا
عن المشكاة وقصورها الطينية، يقول «الوالد» علي سعيد آل مريح (91 عاما)، وهو أحد أهالي وساكني القرية، وآخر الأحياء الذين سكنوها وعاشوا في مبانيها الطينية: «تعد القصور الطينية الـ12 في قرية المشكاة من أقدم القصور الطينية التاريخية بالمنطقة، لكنها ليست الوحيدة، حيث عرفت نجران ومحافظاتها وقراها مئات القصور الطينية التاريخية ذات الطابع الأثري الكبير، التي يصل عدد أدوار معظمها إلى 9 أدوار، وصممت وبنيت من مئات السنين بمنتهى الاحترافية في ذلك الوقت، فظلت صامدة قوية حتى يومنا هذا. وقد رمم عدد منها، وما زال عدد آخر ينتظر الترميم».
وأضاف: «لا تتبع قصور قرية المشكاة الهيئة، وتعد أملاكا خاصة، وتحظى باهتمام مالكيها، ونسعى جميعا، والبركة في شبابها، للاهتمام بها وترميمها، لتكون بالمظهر اللائق بها وبمكانتها».
5 مسميات وبئر تاريخية
أوضح «الوالد» آل مريح: «تشهد القرية إقبالا كبيرا من الضيوف القادمين للمنطقة والسائحين والزوار الذين يبدون اندهاشهم وإعجابهم بها، ويلتقطون لها الصور، ويبحثون عن أدق المعلومات عنها، وعن البئر المائية التي تتوسطها، وتعد من أقدم الآبار التاريخية، حيث حفرت منذ نحو 350 عاما تقريبا، وكانت المصدر الأساسي لأهالي القرية وما جاورها من القرى للتزود بمياه الشرب، وكانت تزود المنازل بالمياه للغسل والاستحمام، بالإضافة لكونها مصدرا رئيسا لري وسقاية المزارع عبر السواني التي ترفع المياه من عمق البئر، وتضخها عبر الساقية التي تتفرع لكل مزرعة من مزارع الأهالي، وكان الجميع ملتزما بجدول يعلم كل صاحب مزرعة موعده فيه باليوم والوقت المحدد له».
وأكمل: «تقع القرية في الضفة الشمالية لوادي نجران، وقد صنفت مبانيها الأثرية بـ5 أنواع، وهي: المشولق والمربع والدرب والمقدم والقصيب».
وعن مسمى المشكاة، بيّن: «يعني المشكاة التي تضيء، نظرا لأنها كانت قرية خير ومليئة بالسكان، كبارا وصغارا، وكان لهم حضور وتألق، ووجوههم مضيئة بحب الناس ومساعدتهم واستقبال من يفد إليهم وقت ثمار النخيل والقمح والذرة».
إرث تاريخي
يجزم محمد صالح آل مريح من أهالي القرية بأن «القرية بقصورها الطينية وبئرها التاريخية تعد إرثا امتد إلى مئات السنين، حيث شيدت منذ 300 - 350 عاما، وسبقت البئر القصور، حيث حفرت بعمق وعرض واسعين، وتم رص جوانبها بالحجارة بحرفية عالية ودقيقة تذهل كل من يشاهدها من الزوار والسياح والضيوف».
وتابع: «أما فيما يخص القصور الطينية فهناك منها ما زال قويا وشامخا، وهناك ما قد هدم وسقطت جوانبه، ومنها ما سقطت أسقف غرفها، ولكنها ما زالت جميعها تحتفظ بهيئاتها وشكلها».
وتمنى من هيئة السياحة والآثار أن تمد يدها لمالكي تلك القصور، وأن تتعاون معهم، وتقدم لهم المشورة، لإعادة بنائها وترميمها من جديد، وترشيح من يقوم بهذه المهمة من المقاولين المختصين في هذا المجال، خصوصا أن أهلها لا يفكرون مطلقا في التفريط فيها أو هدمها، لافتا إلى أنها تحظى بإقبال شديد من الزوار الذين يتجولون فيها باستمتاع.
واللافت أن المفتاح الحديدي الخالص والخاص ببوابة أحد القصور الطينية الـ12 لا يزال يتم تناقله حتى اللحظة، حيث يحتفظ به أحد أحفاد مالك ذلك القصر الطيني التاريخي، وقد تسلمه من والدته التي تسلمته بدورها من أبويها قبل وفاتهما، وقد فضل الحفيد تعليقه في المكان المخصص له على أحد جنبات الباب الخشبي.
300 مبنى أثري
أكد مسؤول الحماية في فرع هيئة الآثار والسياحة بمنطقة نجران، علي سعيد آل مريح، أن نجران من أكثر المناطق محافظة على المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمباني التراثية.
وأشار إلى أن عددا كبيرا من المواطنين رمموا منازلهم ومبانيهم الطينية على نفقتهم الخاصة بإشراف ومتابعة هيئة التراث.
وأوضح أن دور هيئة التراث يتمثل في القيام بجولات رقابية على جميع المواقع الأثرية والتراثية بالمحافظة، ورصد أي عبث أو هدم فيها، وحصرها وإحصائها، وهناك لجنة خاصة بذلك، وهي لجنة المباني الآيلة للسقوط التي تتبع إمارة المنطقة، ونعمل معها كمندوبين لفرع الهيئة. وقد حصرنا نحو 300 مبنى أثري تحمل طابع التراث العمراني بالمنطقة، وتم ترميم عدد منها.
وفيما يخص قرية المشكاة، قال علي: «تعد ممتلكات شخصية، ولا تتبع للهيئة، وإن تم ترميمها فسيكون على حساب مالكيها الخاص، وإن كنا قد لمسنا من أهاليها اهتمامهم بالأمر، وستكون هناك أعمال تشجيعية وجهود من الهيئة، لترميمها من جديد».
12 قصرا تاريخيا
عن المشكاة وقصورها الطينية، يقول «الوالد» علي سعيد آل مريح (91 عاما)، وهو أحد أهالي وساكني القرية، وآخر الأحياء الذين سكنوها وعاشوا في مبانيها الطينية: «تعد القصور الطينية الـ12 في قرية المشكاة من أقدم القصور الطينية التاريخية بالمنطقة، لكنها ليست الوحيدة، حيث عرفت نجران ومحافظاتها وقراها مئات القصور الطينية التاريخية ذات الطابع الأثري الكبير، التي يصل عدد أدوار معظمها إلى 9 أدوار، وصممت وبنيت من مئات السنين بمنتهى الاحترافية في ذلك الوقت، فظلت صامدة قوية حتى يومنا هذا. وقد رمم عدد منها، وما زال عدد آخر ينتظر الترميم».
وأضاف: «لا تتبع قصور قرية المشكاة الهيئة، وتعد أملاكا خاصة، وتحظى باهتمام مالكيها، ونسعى جميعا، والبركة في شبابها، للاهتمام بها وترميمها، لتكون بالمظهر اللائق بها وبمكانتها».
5 مسميات وبئر تاريخية
أوضح «الوالد» آل مريح: «تشهد القرية إقبالا كبيرا من الضيوف القادمين للمنطقة والسائحين والزوار الذين يبدون اندهاشهم وإعجابهم بها، ويلتقطون لها الصور، ويبحثون عن أدق المعلومات عنها، وعن البئر المائية التي تتوسطها، وتعد من أقدم الآبار التاريخية، حيث حفرت منذ نحو 350 عاما تقريبا، وكانت المصدر الأساسي لأهالي القرية وما جاورها من القرى للتزود بمياه الشرب، وكانت تزود المنازل بالمياه للغسل والاستحمام، بالإضافة لكونها مصدرا رئيسا لري وسقاية المزارع عبر السواني التي ترفع المياه من عمق البئر، وتضخها عبر الساقية التي تتفرع لكل مزرعة من مزارع الأهالي، وكان الجميع ملتزما بجدول يعلم كل صاحب مزرعة موعده فيه باليوم والوقت المحدد له».
وأكمل: «تقع القرية في الضفة الشمالية لوادي نجران، وقد صنفت مبانيها الأثرية بـ5 أنواع، وهي: المشولق والمربع والدرب والمقدم والقصيب».
وعن مسمى المشكاة، بيّن: «يعني المشكاة التي تضيء، نظرا لأنها كانت قرية خير ومليئة بالسكان، كبارا وصغارا، وكان لهم حضور وتألق، ووجوههم مضيئة بحب الناس ومساعدتهم واستقبال من يفد إليهم وقت ثمار النخيل والقمح والذرة».
إرث تاريخي
يجزم محمد صالح آل مريح من أهالي القرية بأن «القرية بقصورها الطينية وبئرها التاريخية تعد إرثا امتد إلى مئات السنين، حيث شيدت منذ 300 - 350 عاما، وسبقت البئر القصور، حيث حفرت بعمق وعرض واسعين، وتم رص جوانبها بالحجارة بحرفية عالية ودقيقة تذهل كل من يشاهدها من الزوار والسياح والضيوف».
وتابع: «أما فيما يخص القصور الطينية فهناك منها ما زال قويا وشامخا، وهناك ما قد هدم وسقطت جوانبه، ومنها ما سقطت أسقف غرفها، ولكنها ما زالت جميعها تحتفظ بهيئاتها وشكلها».
وتمنى من هيئة السياحة والآثار أن تمد يدها لمالكي تلك القصور، وأن تتعاون معهم، وتقدم لهم المشورة، لإعادة بنائها وترميمها من جديد، وترشيح من يقوم بهذه المهمة من المقاولين المختصين في هذا المجال، خصوصا أن أهلها لا يفكرون مطلقا في التفريط فيها أو هدمها، لافتا إلى أنها تحظى بإقبال شديد من الزوار الذين يتجولون فيها باستمتاع.