نجحت منطقة جازان في التخلص على مدى الـ16 عامًا الماضية في التخلص من عدد من الأمراض الوبائية مثل الملاريا والمتصدع وجدري الماء، حتى وصل الأمر بمنظمة الصحة العالمية إلى اعتبار تجربة جازان الناجحة في القضاء على مرض الملاريا الوبائي أنموذجًا عالميًا لتطبيقه في الدول الموبوءة بالملاريا.
وتعد المملكة من الدول التي نجحت في تطبيق ممارسات الصحة العامة، والوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، وشهدت حالات الإصابة بالأمراض المعدية فيها انخفاضًا ملحوظًا خلال العقود الـ4 الماضية، إضافة إلى القضاء على بعض الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الوادي المتصدع في العقد الأول من القرن الحالي.
ورقة علمية
في هذا السياق، استعرض البروفيسور إبراهيم قصادي، أستاذ الوبائيات في كلية الطب بجامعة جازان في ورقة علمية تم اعتمادها أخيرا من المجلة الطبية السعودية مراجعة لأهم الأمراض المنقولة في منطقة جازان، وجهود الجهات الحكومية الناجحة في الوقاية والتحكم بالأمراض المعدية بالمنطقة.
الورقة العلمية هدفت إلى تقديم نظرة شاملة عن وبائيات الأمراض المعدية في جازان، وتقديم وصف تاريخي للأمراض المعدية في المنطقة والجهود التي بذلتها وزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى في الوقاية منها، والسيطرة على هذه الأمراض.
16 عامًا
أفاد البروفيسور قصادي أن الورقة اشتملت على تحليل للبيانات التي تم استخلاصها عن طريق مراجعة الكتب الإحصائية السنوية لوزارة الصحة التي نشرت على مدى 16 عامًا بين 2006 و2021، وكذلك استعراض الأبحاث الصحية التي درست الظروف الصحية في جازان وعلاقتها بالأمراض المعديةن خصوصًا أن جازان تعد من المناطق التي تأثرت بمختلف الأمراض المعدية خلال العقود الـ5 الماضية.
خصائص جغرافية
تعد جازان ثاني أصغر مناطق المملكة الـ13 من حيث المساحة (مساحتها 13.457 كلم مربع)، ويبلغ إجمالي عدد سكانها 1.365.110 نسمة.
وتتمتع جازان بخصائص جغرافية تميزها عن مناطق السعودية، حيث يبلغ طول ساحلها 330 كلم على البحر الأحمر غربًا، وتضم أكثر من 80 جزيرة من بينها جزر فرسان الشهيرة، وفي الأجزاء الجنوبية منها توجد جبال السروات، ومنها تنحدر عدة وديان كبيرة باتجاه الخط الساحلي للمنطقة.
وتتمتع جازان بطقس شبه استوائي وبأمطار موسمية، وجعلتها جغرافيتها وظروفها الجوية والطبيعة واحدة من المواقع الزراعية الرئيسة في المملكة. إضافة إلى مساهمة المنطقة في إنتاج الأسماك والثروة الحيوانية وعدد من المنتجات الزراعية.
وجعلت الخصائص الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والمناخية لمدينة جازان منها عرضة لعدد من الأمراض المعدية والمنقولة. وتشمل هذه الأمراض حمى الوادي المتصدع، والملاريا، وحمى الضنك، وداء الليشمانيات، والبلهارسيا، حيث إن هذه الأمراض مرتبطة بالأنشطة المتعلقة بالثروة الحيوانية والأنشطة الزراعية.
ملاريا وافدة
يشير تقييم حدوث الأمراض المبلغ عنها وطنياً في منطقة جازان بين 2006 و2021 إلى وجود عدد من الحالات المعدية التي يمكن وصفها بأنها مستوطنة في المنطقة.
يذكر أن الملاريا الوافدة والتهاب الكبد الوبائي (ب) وحمى الضنك وجدري الماء والسل الرئوي تمثل 84% من جميع الأمراض المعدية التي تم الابلاغ عنها في المنطقة بين عامي 2006 و2021، مع تباين في معدلات الإصابة بحسب السنوات.
غالبية حالات الملاريا التي تم تحديدها في جازان كانت لدى غير السعوديين، وسكان المناطق الريفية، ومن تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا. وبحلول عام 2021، لم تكن أي من حالات الملاريا التي تم تشخيصها بالمملكة مكتسبة محليًا، وكانت غالبيتها حالات من خارج المملكة، مما يشير إلى نجاح البرامج التطبيقية للوقاية من الملاريا ومكافحتها في المنطقة.
الأكثر تشخيصا
بالرغم من أن التهاب الكبد (ب) يمثل أحد الأمراض المعدية الأكثر تشخيصًا في جازان بحسب الكتاب الأحصائي السنوي لوزارة الصحة، فإن معدل الإصابة بالمرض شهد انخفاضًا ملحوظًا في المنطقة.
ويرتبط انخفاض معدل الإصابة بالتهاب الكبد (ب) في المنطقة بالانخفاض الإجمالي للحالات في المملكة، مما يشير إلى نجاح البرامج المختلفة المخصصة للوقاية من العدوى، مثل برامج التطعيم والفحص المبكر مثل برنامج الفحص ما قبل الزواج. إلا أن الزيادة الملحوظة خلال الخمس سنوات الأخيرة في حالات الالتهاب الكبدي (ب) تتطلب تنفيذ الدراسات المناسبة لمعرفة عوامل الخطورة بالإصابة بالحالات واسباب زيادتها.
شهدت حمى الضنك أعلى نسبة إصابة في جازان في 2020. بالرغم من أن المملكة كانت تصنف كدولة خالية من حمى الضنك قبل التسعينيات، فإن معدلات الإصابة الحالية تشير إلى توطن المرض في المنطقة. وتُعزى حالات العدوى به في المنطقة أساسًا إلى المحددات البيئية والمقاومة المحتملة لبعوضة الزاعجة المصرية للمبيدات الحشرية.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك، حيث تحدث ما بين 100 إلى 400 مليون إصابة سنويا. ويكون معدل الانتشار أعلى في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
مكة وجازان الأعلى
تعد جازان من المناطق الرئيسة المتضررة من مرض السل الرئوي حيث خلصت دراسة نفذها باحثون سعوديون لتقييم الوضع الوبائي لمرض السل في المملكة بين 1990 و2010 إلى أن مكة المكرمة وجازان شهدتا أعلى معدلات الإصابة بالسل مقارنة بالمناطق الأخرى.
جهود ناجحة
خلصت الورقة العلمية إلى نجاح جهود الوقاية والسيطرة في جازان في القضاء على حمى الوادي المتصدع والملاريا وجدري الماء المكتسبة محليًا. فيما أظهر التهاب الكبد (ب) وحمى الضنك والسل الرئوي زيادة في حالات الإصابة في السنوات الأخيرة، مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من التحقيقات الوبائية لتحديد عوامل الخطر وطرق انتقال العدوى في المنطقة ومواصلة تقييم الحاجة إلى تطبيق التدابير الوقائية ذات الصلة.
وتعد المملكة من الدول التي نجحت في تطبيق ممارسات الصحة العامة، والوقاية من الأمراض المعدية وغير المعدية، وشهدت حالات الإصابة بالأمراض المعدية فيها انخفاضًا ملحوظًا خلال العقود الـ4 الماضية، إضافة إلى القضاء على بعض الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الوادي المتصدع في العقد الأول من القرن الحالي.
ورقة علمية
في هذا السياق، استعرض البروفيسور إبراهيم قصادي، أستاذ الوبائيات في كلية الطب بجامعة جازان في ورقة علمية تم اعتمادها أخيرا من المجلة الطبية السعودية مراجعة لأهم الأمراض المنقولة في منطقة جازان، وجهود الجهات الحكومية الناجحة في الوقاية والتحكم بالأمراض المعدية بالمنطقة.
الورقة العلمية هدفت إلى تقديم نظرة شاملة عن وبائيات الأمراض المعدية في جازان، وتقديم وصف تاريخي للأمراض المعدية في المنطقة والجهود التي بذلتها وزارة الصحة والجهات الحكومية الأخرى في الوقاية منها، والسيطرة على هذه الأمراض.
16 عامًا
أفاد البروفيسور قصادي أن الورقة اشتملت على تحليل للبيانات التي تم استخلاصها عن طريق مراجعة الكتب الإحصائية السنوية لوزارة الصحة التي نشرت على مدى 16 عامًا بين 2006 و2021، وكذلك استعراض الأبحاث الصحية التي درست الظروف الصحية في جازان وعلاقتها بالأمراض المعديةن خصوصًا أن جازان تعد من المناطق التي تأثرت بمختلف الأمراض المعدية خلال العقود الـ5 الماضية.
خصائص جغرافية
تعد جازان ثاني أصغر مناطق المملكة الـ13 من حيث المساحة (مساحتها 13.457 كلم مربع)، ويبلغ إجمالي عدد سكانها 1.365.110 نسمة.
وتتمتع جازان بخصائص جغرافية تميزها عن مناطق السعودية، حيث يبلغ طول ساحلها 330 كلم على البحر الأحمر غربًا، وتضم أكثر من 80 جزيرة من بينها جزر فرسان الشهيرة، وفي الأجزاء الجنوبية منها توجد جبال السروات، ومنها تنحدر عدة وديان كبيرة باتجاه الخط الساحلي للمنطقة.
وتتمتع جازان بطقس شبه استوائي وبأمطار موسمية، وجعلتها جغرافيتها وظروفها الجوية والطبيعة واحدة من المواقع الزراعية الرئيسة في المملكة. إضافة إلى مساهمة المنطقة في إنتاج الأسماك والثروة الحيوانية وعدد من المنتجات الزراعية.
وجعلت الخصائص الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والمناخية لمدينة جازان منها عرضة لعدد من الأمراض المعدية والمنقولة. وتشمل هذه الأمراض حمى الوادي المتصدع، والملاريا، وحمى الضنك، وداء الليشمانيات، والبلهارسيا، حيث إن هذه الأمراض مرتبطة بالأنشطة المتعلقة بالثروة الحيوانية والأنشطة الزراعية.
ملاريا وافدة
يشير تقييم حدوث الأمراض المبلغ عنها وطنياً في منطقة جازان بين 2006 و2021 إلى وجود عدد من الحالات المعدية التي يمكن وصفها بأنها مستوطنة في المنطقة.
يذكر أن الملاريا الوافدة والتهاب الكبد الوبائي (ب) وحمى الضنك وجدري الماء والسل الرئوي تمثل 84% من جميع الأمراض المعدية التي تم الابلاغ عنها في المنطقة بين عامي 2006 و2021، مع تباين في معدلات الإصابة بحسب السنوات.
غالبية حالات الملاريا التي تم تحديدها في جازان كانت لدى غير السعوديين، وسكان المناطق الريفية، ومن تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا. وبحلول عام 2021، لم تكن أي من حالات الملاريا التي تم تشخيصها بالمملكة مكتسبة محليًا، وكانت غالبيتها حالات من خارج المملكة، مما يشير إلى نجاح البرامج التطبيقية للوقاية من الملاريا ومكافحتها في المنطقة.
الأكثر تشخيصا
بالرغم من أن التهاب الكبد (ب) يمثل أحد الأمراض المعدية الأكثر تشخيصًا في جازان بحسب الكتاب الأحصائي السنوي لوزارة الصحة، فإن معدل الإصابة بالمرض شهد انخفاضًا ملحوظًا في المنطقة.
ويرتبط انخفاض معدل الإصابة بالتهاب الكبد (ب) في المنطقة بالانخفاض الإجمالي للحالات في المملكة، مما يشير إلى نجاح البرامج المختلفة المخصصة للوقاية من العدوى، مثل برامج التطعيم والفحص المبكر مثل برنامج الفحص ما قبل الزواج. إلا أن الزيادة الملحوظة خلال الخمس سنوات الأخيرة في حالات الالتهاب الكبدي (ب) تتطلب تنفيذ الدراسات المناسبة لمعرفة عوامل الخطورة بالإصابة بالحالات واسباب زيادتها.
شهدت حمى الضنك أعلى نسبة إصابة في جازان في 2020. بالرغم من أن المملكة كانت تصنف كدولة خالية من حمى الضنك قبل التسعينيات، فإن معدلات الإصابة الحالية تشير إلى توطن المرض في المنطقة. وتُعزى حالات العدوى به في المنطقة أساسًا إلى المحددات البيئية والمقاومة المحتملة لبعوضة الزاعجة المصرية للمبيدات الحشرية.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من نصف سكان العالم معرضون لخطر الإصابة بحمى الضنك، حيث تحدث ما بين 100 إلى 400 مليون إصابة سنويا. ويكون معدل الانتشار أعلى في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
مكة وجازان الأعلى
تعد جازان من المناطق الرئيسة المتضررة من مرض السل الرئوي حيث خلصت دراسة نفذها باحثون سعوديون لتقييم الوضع الوبائي لمرض السل في المملكة بين 1990 و2010 إلى أن مكة المكرمة وجازان شهدتا أعلى معدلات الإصابة بالسل مقارنة بالمناطق الأخرى.
جهود ناجحة
خلصت الورقة العلمية إلى نجاح جهود الوقاية والسيطرة في جازان في القضاء على حمى الوادي المتصدع والملاريا وجدري الماء المكتسبة محليًا. فيما أظهر التهاب الكبد (ب) وحمى الضنك والسل الرئوي زيادة في حالات الإصابة في السنوات الأخيرة، مما يشير إلى الحاجة إلى مزيد من التحقيقات الوبائية لتحديد عوامل الخطر وطرق انتقال العدوى في المنطقة ومواصلة تقييم الحاجة إلى تطبيق التدابير الوقائية ذات الصلة.