لم يكن من المتخيل ما أحدثته رؤية 2030 من نتائج أدت إلى إزاحة الفكر الظلامي المغرر به من قبل الصحويين، من الظلمات إلى النور، حتى سمعت إحدى المعلمات معلقة على إيقاعات أغنية أعدها الإرشاد الصحي بمناسبة اليوم العالمي للسكر، إذ كان تعليقها حول تحسين الإيقاعات الموسيقية المستخدمة في الأغنية. أثار التعليق نقاشًا فنيًا وتبادل أفكار لتجويد موسيقى برامج الإذاعة المدرسية، ثم استدركت المعلمة موقفها لتتذكر وتذكر زميلاتها بمرحلة بائسة كان يفرض فيها نزع الموسيقى من أي نشيد أو أغنية تقدم بالنشاطات والإذاعة المدرسية.
نعم ما نمر به من انفتاح مجتمعي وتحولات فكرية تنويرية لا نشعر بسرعتها وتفاعل المجتمع معها، لأننا بداخلها وفي قلبها، رغم أن التحول بدأ من فترة قريبة كان أشد المتفائلين يردد بأن فترة تصحيحها لن تقل عن 40 عامًا ـ فما بالكم بالمتشائمين الفاقدين الأمل من الأساس بالمجتمع وتأثير الرؤية فيه، حقيقة لم أدرك أن المجتمع فيه فئة كبيرة من الناس لم تكن الصحوة خيارها، لأنها رأت فيها الدين الحقيقي وسارت على منهجها، وهي تعتقد أن مسايرة تناقضه وتشدده هو جهاد واجب احتماله والصبر عليه، فهم حسب ما لقنوا صدقوا بأنهم الفئة القابضة على دينها في آخر الزمان، ولم يدركوا أبدًا بأن عقولهم كانت مختطفة ومحتلة لأكثر من أربعين سنة، وبعد أعوام قليلة من سحق رواد الصحوة وتدميرهم بدأوا بالعودة إلى فطرتهم الحقيقية النقية من سموم الصحوة، صحيح أن تلك المرحلة المتطرفة ما زالت تحتجز رهائن حتى الآن، أو بالمعنى الأصح ما زال هناك من يحتجز نفسه في تلك المرحلة ويعيش تناقضاتها يوميًا كلما اصطدم بالواقع المعتدل.
برأيي أن هذا الموقف الإيجابي الذي حدث من المعلمة في (البيئة التعليمية) وهي التي عرف عنها أنها ذراع مهم وقوي في بناء الأيديولوجية الصحوية في الفترة السابقة، يعتبر مؤشرًا ممتازًا ومهما وأحد نواتج التغذية الراجعة لخطة الرؤية، ليس لأنه اختصر زمن التصحيح للخراب الذي أحدثته تلك المرحلة فقط، بل مهم أيضًا لمرحلة التخطيط للقادم وتقبل المجتمع له بعدم الممانعة والترحيب بكل ما هو جديد بكل رحابة صدر، ومهم جدًا أيضًا لانطلاق العقل المبدع الذي تحرر من سطوة تلك المرحلة التي عانى فيها الأمرين ما بين تكفير وتخوين لفترة لم تكن تتقبل سوى أفكارها ولا تسمع سوى صوتها وتحارب كل من يخالفها، وهو أيضًا مؤشر ممتاز للتخطيط لمرحلة ما بعد 2030 ومسابقة العالم في تطوراته المتسارعة لبناء وازدهار الوطن، ومهم لنشر هويتنا الحقيقية للعالم الذي كان ينظر لنا بنظرة دونية.
الصحوة بمترادفاتها المنتشرة كانت وصمة عار أساءت للعرب وللإسلام وبزوالها السريع بدأ العالم يرانا بشكلنا النقي والحقيقي.
نعم ما نمر به من انفتاح مجتمعي وتحولات فكرية تنويرية لا نشعر بسرعتها وتفاعل المجتمع معها، لأننا بداخلها وفي قلبها، رغم أن التحول بدأ من فترة قريبة كان أشد المتفائلين يردد بأن فترة تصحيحها لن تقل عن 40 عامًا ـ فما بالكم بالمتشائمين الفاقدين الأمل من الأساس بالمجتمع وتأثير الرؤية فيه، حقيقة لم أدرك أن المجتمع فيه فئة كبيرة من الناس لم تكن الصحوة خيارها، لأنها رأت فيها الدين الحقيقي وسارت على منهجها، وهي تعتقد أن مسايرة تناقضه وتشدده هو جهاد واجب احتماله والصبر عليه، فهم حسب ما لقنوا صدقوا بأنهم الفئة القابضة على دينها في آخر الزمان، ولم يدركوا أبدًا بأن عقولهم كانت مختطفة ومحتلة لأكثر من أربعين سنة، وبعد أعوام قليلة من سحق رواد الصحوة وتدميرهم بدأوا بالعودة إلى فطرتهم الحقيقية النقية من سموم الصحوة، صحيح أن تلك المرحلة المتطرفة ما زالت تحتجز رهائن حتى الآن، أو بالمعنى الأصح ما زال هناك من يحتجز نفسه في تلك المرحلة ويعيش تناقضاتها يوميًا كلما اصطدم بالواقع المعتدل.
برأيي أن هذا الموقف الإيجابي الذي حدث من المعلمة في (البيئة التعليمية) وهي التي عرف عنها أنها ذراع مهم وقوي في بناء الأيديولوجية الصحوية في الفترة السابقة، يعتبر مؤشرًا ممتازًا ومهما وأحد نواتج التغذية الراجعة لخطة الرؤية، ليس لأنه اختصر زمن التصحيح للخراب الذي أحدثته تلك المرحلة فقط، بل مهم أيضًا لمرحلة التخطيط للقادم وتقبل المجتمع له بعدم الممانعة والترحيب بكل ما هو جديد بكل رحابة صدر، ومهم جدًا أيضًا لانطلاق العقل المبدع الذي تحرر من سطوة تلك المرحلة التي عانى فيها الأمرين ما بين تكفير وتخوين لفترة لم تكن تتقبل سوى أفكارها ولا تسمع سوى صوتها وتحارب كل من يخالفها، وهو أيضًا مؤشر ممتاز للتخطيط لمرحلة ما بعد 2030 ومسابقة العالم في تطوراته المتسارعة لبناء وازدهار الوطن، ومهم لنشر هويتنا الحقيقية للعالم الذي كان ينظر لنا بنظرة دونية.
الصحوة بمترادفاتها المنتشرة كانت وصمة عار أساءت للعرب وللإسلام وبزوالها السريع بدأ العالم يرانا بشكلنا النقي والحقيقي.