لم تكن مهمة إطلاق سراح الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس عند هجومها المفاجئ في 7 أكتوبر الماضي سلسة وسهلة، بل مرت عبر كثير من التفاصيل والمطبات، لكن الإصرار على إتمامها آتى ثماره في النهاية.
مرت المهمة بحساسية شديدة، وتطلبت اتصالات دولية هادئة، حيث تواصلت قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة كيفية تأمين إطلاق سراح أولئك الذين أسرتهم حماس؟.
وكانت السرية هي العنوان المهم، حيث أنشأت أمريكا خلية اتصال مباشر للوصول إلى حماس، وغلفت كل تلك التحركات بغطاء شديد من السرية، بحيث لم يكن يعلم بتلك المحادثات سوى قلة قليلة جدا من الأشخاص، حسب مسؤول كبير في البيت الأبيض.
وأمضى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أسابيع في التفاوض من أجل إطلاق المحتجزين، ورأى البيت الأبيض أن ذلك هو السبيل الواقعي الوحيد لوقف القتال الدموي الذي دمر المنطقة منذ أكثر من أسابيع.
تبادل اليوم الأول
في أول أيام وقف إطلاق النار، الذي أعلن أنه سيكون لأربعة أيام في غزة، نفذت حماس وإسرائيل أول عملية تبادل للرهائن والأسرى.
وفي الاتفاق، تعهدت حماس بإطلاق سراح 50 رهينة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا تعتقلهم إسرائيل. بينما مارست أمريكا ضغطا على حماس، وعملت قطر ومصر كوسيطين حاسمين.
وخلال سير المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين يؤكدون لعائلات الرهائن والأسرى لدى حماس أنهم يبذلون أقصى جهد لتأمين إطلاق سراحهم.
وحتى الأربعاء من الأسبوع الماضي، كان بايدن يواصل العمل على صفقة التبادل، وكانت هناك اتصالات دائمة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وغيره من زعماء العالم، حيث كان مهما جدا بالنسبة إليه الانتقال من الاتفاق إلى الإفراج الفعلي، ولكن عقبة أخيرة في الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان قادت لاستمرار المحادثات وتواصلها، ولم يتم إطلاق سراح أي رهائن قبل الجمعة الماضي.
خلية التواصل
أنشأ بايدن خلية التواصل مع حماس من بريت ماكجورك، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط، وجوشوا جيلتزر، المستشار القانوني لمجلس الأمن القومي.
وكان ماكجورك يتواصل كل صباح مع رئيس الوزراء القطري، وفي الوقت نفسه كان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، يتواصل مع نظرائه الإسرائيليين، مع إطلاع بايدن على الأمر طول الوقت. وفي ضفة ثالثة متصلة، كان مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، يتحدث مع ديفيد بارنيا، مدير الموساد (وكالة المخابرات الإسرائيلية).
مقترح أول
تم تقديم أحد المقترحات الأولى لصفقة التبادل في 12 أكتوبر، أي بعد 5 أيام من بدء الحرب التي أطلقها هجوم حماس الأول، ودعا إلى إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم حماس والمسلحون الفلسطينيون الآخرون في غزة مقابل إطلاق سراح جميع النساء الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، حسب مسؤولين مصريين.
وقال أحد المسؤولين المصريين إن الإسرائيليين رفضوا هذا الاقتراح، لكنه «فتح الباب لمزيد من المحادثات».
وفي محادثات متكررة في أواخر أكتوبر بين بايدن ونتانياهو، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي خطه الأحمر «لن تتوقف الهجمات على غزة إلا إذا تم إطلاق سراح الرهائن». وكان لبايدن مطلبه الخاص طول المحادثات «يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق».
وفي نهاية المطاف، تم إطلاق سراح أول رهينتين أمريكيتين كانت حماس تحتجزهما: ناتالي وجوديث رعنان. وبينما كان كبار مسؤولي الأمن القومي يتتبعون إطلاق سراحهما من غزة، اتصل بايدن شخصيًا بوالد ناتالي، لإبلاغه بالأخبار، وأصبح البيت الأبيض أكثر ثقة في أن الخلية السرية التي تم تشكيلها للتحدث مع حماس ستعمل، وكثف الجهود، لإنقاذ مزيد من المحتجزين.
ملامح اتفاق
بعد وقت قصير من إطلاق سراح الأخوين رعنان، وقبل الغزو البري الإسرائيلي الذي طال انتظاره على غزة، أُبلغت الولايات المتحدة بأن حماس وقعت على ملامح اتفاق من شأنه أن يوقف الهجوم مؤقتا بينما يتم إطلاق سراح النساء والأطفال.
لكن إسرائيل كانت تعاند، حيث كانت ترى أن حماس لم تقدم أي دليل على حياة أي من المحتجزين. كما أنها لم تذكر من الذي كان محتجزا على وجه التحديد حتى توقف القتال، وهذا لم يكن كافيا لإسرائيل لوقف الغزو البري، وحتى الولايات المتحدة أيضا كانت متشككة.
مقابل التعند الإسرائيلي والتشكك الأمريكي، كان قادة حماس السياسيون في بيروت والدوحة والقاهرة يتهمون إسرائيل بعرقلة المحادثات.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، للصحفيين في بيروت في 10 نوفمبر: «حماس مستعدة للإفراج عن الرهائن المدنيين إذا كانت هناك ضمانات بالتنقل الآمن، حتى نتمكن من جمع المعلومات والبيانات لتنفيذ هذه الخطوة». واشتكى من أن إسرائيل لم تستجب. مع ذلك، استمرت المفاوضات.
خطط الغزو
تمت مراجعة خطط الغزو البري الإسرائيلية بحيث يمكن وقف القتال مؤقتًا إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
انحرفت المحادثات - مع توجيه الرسائل عبر الدوحة أو القاهرة إلى غزة - إلى تفاصيل فنية للغاية، وتطايرت المقترحات ذهابًا وإيابًا. وضغطت أمريكا مرارا وتكرارا على حماس، مع الدوحة كوسيط، لتقديم معلومات تحدد هوية النساء والأطفال المحتجزين، بينما واصلت الجماعة المسلحة رفضها.
طالب بايدن وأصر على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحديد هويات واضحة للرهائن الـ50 الذين سيتم إطلاق سراحهم من أجل تنفيذ أي اتفاق مثل الأعمار والجنس ومن أين أتوا، وإلا فإن الصفقة لن تتم.
استجابت حماس أخيرا، وقدمت المعلومات التي طلبتها أمريكا، واتصل بايدن بنتانياهو في 14 نوفمبر، وحثه على قبول الصفقة. ووافق نتانياهو على المضي قدما.
وفي لقاءاته مع ماكجورك، حث نتانياهو الولايات المتحدة على الضغط، للتوصل إلى الشروط النهائية.
خلال هذا الوقت، كان الوسطاء يتبادلون مسودات أكثر قابلية للتنفيذ لاتفاق التبادل، وحددت إحدى النسخ وقف إطلاق النار 5 أيام، والإفراج عن ما بين 200 و300 امرأة وطفل فلسطيني. لكن أصرت إسرائيل على وقف إطلاق النار يومين، والإفراج عن نحو 100 فلسطيني من غير أعضاء حماس، وهو ما أغضب حماس التي توقفت عن التحدث مع القطريين والمصريين، وهددت بالانسحاب من المحادثات بعد أن دخلت قوات الدفاع الإسرائيلية مستشفى الشفاء، المركز الطبي الأكبر والأفضل تجهيزًا في غزة، الذي تصر إسرائيل على أن حماس تستخدمه لأغراض عسكرية.
وقال أحد المسؤولين المصريين: «كان كل شيء سينهار في هذه المرحلة. حماس كانت غاضبة، وكنا جميعا غاضبين».
ضغط جديد
على مدى 3 أيام، ضغطت مصر وقطر وأمريكا على الأطراف المتحاربة، للتوصل إلى حل وسط: وقف إطلاق النار 4 أيام، و3 أسرى فلسطينيين لكل رهينة.
كما أصرت مصر على تخفيف القيود الإسرائيلية على تدفق المساعدات الإنسانية، واستؤنفت المحادثات الجمعة قبل الماضي.
وحاول المسؤولون صياغة طريقة، لمحاولة إغراء حماس بإطلاق سراح عدد من الرهائن أكثر من الـ50 الذين تم الاتفاق عليهم بالفعل. واستمر عالم القضايا التي لم يتم حلها في التضييق حتى صباح الثلاثاء 21 نوفمبر، حين أعلنت حماس موافقتها، ثم وقعت حكومة الحرب الإسرائيلية الأربعاء على القرار.
وقال نتانياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء الحربي: «في الأيام الأخيرة، تحدثت مع صديقنا الرئيس الأمريكي جو بايدن، وطلبت تدخله من أجل تحسين الخطوط العريضة التي سيتم تقديمها لكم. في الواقع، تم التحسين ليشمل مزيدا من الرهائن وبتكلفة أقل، وكانت هذه المحادثات مثمرة. لقد انضم الرئيس بايدن إلى الجهود، وأشكره على ذلك».
تحركات مجدية
جنبا إلى جنب مع المحادثات السرية، وعمل خلية التواصل مع حماس، كان ثمة جهد دولي يبذل، حيث لعبت السعودية دورا دبلوماسيا على المستويين العربي والإسلامي، وحتى الدولي، شدد على ضرورة إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة المنكوبين، وتحرك أسطول المساعدات السعودي لمد يد العون.
وأثمرت تلك التحركات عن مواقف كثيرة ترفض التعنت الإسرائيلي، وتطالب بوضع حلول تمنع إزهاق مزيد من الأرواح، حتى وصل الأمر بالرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التأكيد للمسؤولين الإسرائيليين أن المزاج العام عالميا لم يعد في مصلحتهم، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات عملية توقف الحرب التي ضربت البنية التحتية، ونالت من كثير الأبرياء.
- مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل شهدت كثيرا من التعثرات
ـ الصفقة مرت بحساسية شديدة، وتطلبت اتصالات دولية عدة
ـ السرية كانت العنوان المهم والسلاح الأقوى لإتمام الصفقة
ـ أمريكا أنشات خلية اتصال مباشر للوصول إلى حماس
ـ عدة أسابيع من التباحث احتاجت إليها الصفقة، لتتم أخيرا
ـ الاتفاق شهد وقفا لإطلاق النار 4 أيام في غزة
ـ نفذت عملية التبادل في أول يوم من أيام اتفاق وقف إطلاق النار
ـ الاتفاق شهد تعهد حماس بإطلاق سراح 50 محتجزا مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا تعتقلهم إسرائيل
ـ بايدن أجرى اتصالات مع عدد من قادة العالم، لضمان مضي الاتفاق إلى نهايته
ـ في 12 أكتوبر، أي بعد 5 أيام من بدء الحرب، قُدم أول مقترح لصفقة التبادل
ـ المقترح الأول دعا إلى إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح جميع النساء الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية
ـ إسرائيل رفضت المقترح الأول، لكنه فتح الباب للتفاوض والمحادثات
ـ إطلاق سراح أول رهينتين أمريكيتين كانت حماس تحتجزهما أعطى إشارة أن الاتفاق سيمضي
ـ وضعت خطط الغزو البري الإسرائيلية، بحيث يمكن وقف القتال مؤقتا عند التوصل إلى اتفاق تبادل
ـ استجابت حماس للضغط الأمريكي، وحددت هويات الأشخاص الـ50 الذين ستطلقهم
ـ في 14 نوفمبر، حث بايدن رئيس الحكومة الإسرائيلية على قبول صفقة التبادل
ـ بعد هجوم إسرائيل على مستشفى الشفاء، غضبت حماس وأوقفت التحدث مع القطريين والمصريين الذين كانوا يقومون بدور الوسطاء
ـ بعد الهجوم على المستشفى، زادت الضغوط على الأطراف المتحاربة للتوصل إلى حل وسط
ـ الضغط كان يستهدف وقف إطلاق النار 4 أيام، و3 أسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة لدى حماس
ـ خففت القيود الإسرائيلية على تدفق المساعدات الإنسانية
ـ في 21 نوفمبر، أعلنت حماس موافقتها، ثم وقعت حكومة الحرب الإسرائيلية في اليوم التالي على القرار
ـ التحركات الدبلوماسية السعودية زادت الضغوط على الإسرائيليين
مرت المهمة بحساسية شديدة، وتطلبت اتصالات دولية هادئة، حيث تواصلت قطر مع الولايات المتحدة الأمريكية، لمناقشة كيفية تأمين إطلاق سراح أولئك الذين أسرتهم حماس؟.
وكانت السرية هي العنوان المهم، حيث أنشأت أمريكا خلية اتصال مباشر للوصول إلى حماس، وغلفت كل تلك التحركات بغطاء شديد من السرية، بحيث لم يكن يعلم بتلك المحادثات سوى قلة قليلة جدا من الأشخاص، حسب مسؤول كبير في البيت الأبيض.
وأمضى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أسابيع في التفاوض من أجل إطلاق المحتجزين، ورأى البيت الأبيض أن ذلك هو السبيل الواقعي الوحيد لوقف القتال الدموي الذي دمر المنطقة منذ أكثر من أسابيع.
تبادل اليوم الأول
في أول أيام وقف إطلاق النار، الذي أعلن أنه سيكون لأربعة أيام في غزة، نفذت حماس وإسرائيل أول عملية تبادل للرهائن والأسرى.
وفي الاتفاق، تعهدت حماس بإطلاق سراح 50 رهينة مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا تعتقلهم إسرائيل. بينما مارست أمريكا ضغطا على حماس، وعملت قطر ومصر كوسيطين حاسمين.
وخلال سير المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن وعدد من كبار المسؤولين الأمريكيين يؤكدون لعائلات الرهائن والأسرى لدى حماس أنهم يبذلون أقصى جهد لتأمين إطلاق سراحهم.
وحتى الأربعاء من الأسبوع الماضي، كان بايدن يواصل العمل على صفقة التبادل، وكانت هناك اتصالات دائمة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وغيره من زعماء العالم، حيث كان مهما جدا بالنسبة إليه الانتقال من الاتفاق إلى الإفراج الفعلي، ولكن عقبة أخيرة في الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان قادت لاستمرار المحادثات وتواصلها، ولم يتم إطلاق سراح أي رهائن قبل الجمعة الماضي.
خلية التواصل
أنشأ بايدن خلية التواصل مع حماس من بريت ماكجورك، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط، وجوشوا جيلتزر، المستشار القانوني لمجلس الأمن القومي.
وكان ماكجورك يتواصل كل صباح مع رئيس الوزراء القطري، وفي الوقت نفسه كان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، يتواصل مع نظرائه الإسرائيليين، مع إطلاع بايدن على الأمر طول الوقت. وفي ضفة ثالثة متصلة، كان مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، يتحدث مع ديفيد بارنيا، مدير الموساد (وكالة المخابرات الإسرائيلية).
مقترح أول
تم تقديم أحد المقترحات الأولى لصفقة التبادل في 12 أكتوبر، أي بعد 5 أيام من بدء الحرب التي أطلقها هجوم حماس الأول، ودعا إلى إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم حماس والمسلحون الفلسطينيون الآخرون في غزة مقابل إطلاق سراح جميع النساء الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية، حسب مسؤولين مصريين.
وقال أحد المسؤولين المصريين إن الإسرائيليين رفضوا هذا الاقتراح، لكنه «فتح الباب لمزيد من المحادثات».
وفي محادثات متكررة في أواخر أكتوبر بين بايدن ونتانياهو، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي خطه الأحمر «لن تتوقف الهجمات على غزة إلا إذا تم إطلاق سراح الرهائن». وكان لبايدن مطلبه الخاص طول المحادثات «يجب أن تصل المساعدات الإنسانية إلى غزة بغض النظر عن التوصل إلى اتفاق».
وفي نهاية المطاف، تم إطلاق سراح أول رهينتين أمريكيتين كانت حماس تحتجزهما: ناتالي وجوديث رعنان. وبينما كان كبار مسؤولي الأمن القومي يتتبعون إطلاق سراحهما من غزة، اتصل بايدن شخصيًا بوالد ناتالي، لإبلاغه بالأخبار، وأصبح البيت الأبيض أكثر ثقة في أن الخلية السرية التي تم تشكيلها للتحدث مع حماس ستعمل، وكثف الجهود، لإنقاذ مزيد من المحتجزين.
ملامح اتفاق
بعد وقت قصير من إطلاق سراح الأخوين رعنان، وقبل الغزو البري الإسرائيلي الذي طال انتظاره على غزة، أُبلغت الولايات المتحدة بأن حماس وقعت على ملامح اتفاق من شأنه أن يوقف الهجوم مؤقتا بينما يتم إطلاق سراح النساء والأطفال.
لكن إسرائيل كانت تعاند، حيث كانت ترى أن حماس لم تقدم أي دليل على حياة أي من المحتجزين. كما أنها لم تذكر من الذي كان محتجزا على وجه التحديد حتى توقف القتال، وهذا لم يكن كافيا لإسرائيل لوقف الغزو البري، وحتى الولايات المتحدة أيضا كانت متشككة.
مقابل التعند الإسرائيلي والتشكك الأمريكي، كان قادة حماس السياسيون في بيروت والدوحة والقاهرة يتهمون إسرائيل بعرقلة المحادثات.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، للصحفيين في بيروت في 10 نوفمبر: «حماس مستعدة للإفراج عن الرهائن المدنيين إذا كانت هناك ضمانات بالتنقل الآمن، حتى نتمكن من جمع المعلومات والبيانات لتنفيذ هذه الخطوة». واشتكى من أن إسرائيل لم تستجب. مع ذلك، استمرت المفاوضات.
خطط الغزو
تمت مراجعة خطط الغزو البري الإسرائيلية بحيث يمكن وقف القتال مؤقتًا إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن.
انحرفت المحادثات - مع توجيه الرسائل عبر الدوحة أو القاهرة إلى غزة - إلى تفاصيل فنية للغاية، وتطايرت المقترحات ذهابًا وإيابًا. وضغطت أمريكا مرارا وتكرارا على حماس، مع الدوحة كوسيط، لتقديم معلومات تحدد هوية النساء والأطفال المحتجزين، بينما واصلت الجماعة المسلحة رفضها.
طالب بايدن وأصر على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى تحديد هويات واضحة للرهائن الـ50 الذين سيتم إطلاق سراحهم من أجل تنفيذ أي اتفاق مثل الأعمار والجنس ومن أين أتوا، وإلا فإن الصفقة لن تتم.
استجابت حماس أخيرا، وقدمت المعلومات التي طلبتها أمريكا، واتصل بايدن بنتانياهو في 14 نوفمبر، وحثه على قبول الصفقة. ووافق نتانياهو على المضي قدما.
وفي لقاءاته مع ماكجورك، حث نتانياهو الولايات المتحدة على الضغط، للتوصل إلى الشروط النهائية.
خلال هذا الوقت، كان الوسطاء يتبادلون مسودات أكثر قابلية للتنفيذ لاتفاق التبادل، وحددت إحدى النسخ وقف إطلاق النار 5 أيام، والإفراج عن ما بين 200 و300 امرأة وطفل فلسطيني. لكن أصرت إسرائيل على وقف إطلاق النار يومين، والإفراج عن نحو 100 فلسطيني من غير أعضاء حماس، وهو ما أغضب حماس التي توقفت عن التحدث مع القطريين والمصريين، وهددت بالانسحاب من المحادثات بعد أن دخلت قوات الدفاع الإسرائيلية مستشفى الشفاء، المركز الطبي الأكبر والأفضل تجهيزًا في غزة، الذي تصر إسرائيل على أن حماس تستخدمه لأغراض عسكرية.
وقال أحد المسؤولين المصريين: «كان كل شيء سينهار في هذه المرحلة. حماس كانت غاضبة، وكنا جميعا غاضبين».
ضغط جديد
على مدى 3 أيام، ضغطت مصر وقطر وأمريكا على الأطراف المتحاربة، للتوصل إلى حل وسط: وقف إطلاق النار 4 أيام، و3 أسرى فلسطينيين لكل رهينة.
كما أصرت مصر على تخفيف القيود الإسرائيلية على تدفق المساعدات الإنسانية، واستؤنفت المحادثات الجمعة قبل الماضي.
وحاول المسؤولون صياغة طريقة، لمحاولة إغراء حماس بإطلاق سراح عدد من الرهائن أكثر من الـ50 الذين تم الاتفاق عليهم بالفعل. واستمر عالم القضايا التي لم يتم حلها في التضييق حتى صباح الثلاثاء 21 نوفمبر، حين أعلنت حماس موافقتها، ثم وقعت حكومة الحرب الإسرائيلية الأربعاء على القرار.
وقال نتانياهو خلال اجتماع مجلس الوزراء الحربي: «في الأيام الأخيرة، تحدثت مع صديقنا الرئيس الأمريكي جو بايدن، وطلبت تدخله من أجل تحسين الخطوط العريضة التي سيتم تقديمها لكم. في الواقع، تم التحسين ليشمل مزيدا من الرهائن وبتكلفة أقل، وكانت هذه المحادثات مثمرة. لقد انضم الرئيس بايدن إلى الجهود، وأشكره على ذلك».
تحركات مجدية
جنبا إلى جنب مع المحادثات السرية، وعمل خلية التواصل مع حماس، كان ثمة جهد دولي يبذل، حيث لعبت السعودية دورا دبلوماسيا على المستويين العربي والإسلامي، وحتى الدولي، شدد على ضرورة إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية إلى أهالي غزة المنكوبين، وتحرك أسطول المساعدات السعودي لمد يد العون.
وأثمرت تلك التحركات عن مواقف كثيرة ترفض التعنت الإسرائيلي، وتطالب بوضع حلول تمنع إزهاق مزيد من الأرواح، حتى وصل الأمر بالرئيس الأمريكي جو بايدن إلى التأكيد للمسؤولين الإسرائيليين أن المزاج العام عالميا لم يعد في مصلحتهم، وأنه لا بد من اتخاذ خطوات عملية توقف الحرب التي ضربت البنية التحتية، ونالت من كثير الأبرياء.
- مفاوضات صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين حماس وإسرائيل شهدت كثيرا من التعثرات
ـ الصفقة مرت بحساسية شديدة، وتطلبت اتصالات دولية عدة
ـ السرية كانت العنوان المهم والسلاح الأقوى لإتمام الصفقة
ـ أمريكا أنشات خلية اتصال مباشر للوصول إلى حماس
ـ عدة أسابيع من التباحث احتاجت إليها الصفقة، لتتم أخيرا
ـ الاتفاق شهد وقفا لإطلاق النار 4 أيام في غزة
ـ نفذت عملية التبادل في أول يوم من أيام اتفاق وقف إطلاق النار
ـ الاتفاق شهد تعهد حماس بإطلاق سراح 50 محتجزا مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينيا تعتقلهم إسرائيل
ـ بايدن أجرى اتصالات مع عدد من قادة العالم، لضمان مضي الاتفاق إلى نهايته
ـ في 12 أكتوبر، أي بعد 5 أيام من بدء الحرب، قُدم أول مقترح لصفقة التبادل
ـ المقترح الأول دعا إلى إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح جميع النساء الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية
ـ إسرائيل رفضت المقترح الأول، لكنه فتح الباب للتفاوض والمحادثات
ـ إطلاق سراح أول رهينتين أمريكيتين كانت حماس تحتجزهما أعطى إشارة أن الاتفاق سيمضي
ـ وضعت خطط الغزو البري الإسرائيلية، بحيث يمكن وقف القتال مؤقتا عند التوصل إلى اتفاق تبادل
ـ استجابت حماس للضغط الأمريكي، وحددت هويات الأشخاص الـ50 الذين ستطلقهم
ـ في 14 نوفمبر، حث بايدن رئيس الحكومة الإسرائيلية على قبول صفقة التبادل
ـ بعد هجوم إسرائيل على مستشفى الشفاء، غضبت حماس وأوقفت التحدث مع القطريين والمصريين الذين كانوا يقومون بدور الوسطاء
ـ بعد الهجوم على المستشفى، زادت الضغوط على الأطراف المتحاربة للتوصل إلى حل وسط
ـ الضغط كان يستهدف وقف إطلاق النار 4 أيام، و3 أسرى فلسطينيين مقابل كل رهينة لدى حماس
ـ خففت القيود الإسرائيلية على تدفق المساعدات الإنسانية
ـ في 21 نوفمبر، أعلنت حماس موافقتها، ثم وقعت حكومة الحرب الإسرائيلية في اليوم التالي على القرار
ـ التحركات الدبلوماسية السعودية زادت الضغوط على الإسرائيليين