أزاح تكفل الدولة بنفقات الرعاية الصحية الباهظة التي يحتاجها الخديج (المولود مبكرًا) كثيرًا من المخاوف التي كان يمكن أن تضاف إلى المخاوف الشديدة على المستوى النفسي التي تعانيها أمهات يواجهن احتمالية فقدان أطفالهن المولودين مبكرًا خاصةً مع ما يواجهه الخديج من خطر المضاعفات الصحية الناجمة عن خلل الوظائف الحيوية في جسده الصغير إثر المخاض والولادة المبكرة.
ويتطلب الخديج النقل الفوري عقب الولادة إلى القسم المخصص للمواليد والمجهز بالمحاضن الدافئة، مع إلزامية أن تكون الأجهزة الطبية المساندة والداعمة لتحفيز وظائفه جاهزة، وكذا الأدوية واللوازم الطبية التي تفرض مبالغ مكلفة تتجاوز ما تغطيه شركات التأمين.
دعم رسمي
أشارت استشارية النساء والولادة والأطفال الخدج في مستشفى القطيف المركزي، الدكتورة مي الحسن إلى أنه «يولد في المملكة أكثر من 60 ألف خديج في العام الواحد، وتتكفل الدولة بعلاج الطفل الواحد بما تصل قيمته إلى نحو 100 ألف ريال سنويًا».
وتتحمل الدولة كافة نفقات الخدج السعوديين من إقامة في الحاضنة، إلى تكلفة الأجهزة المستخدمة للتنفس والمغذيات وغيرها، وإلى الأدوية العلاجية، ويشمل تحملها كل مواطن سعودي - موظفًا كان أم غير موظف - ممن لا يملكون وثائق تأمين.
وتشمل أعباء الرعاية الصحية للخديج والتي تصل إلى ملايين الريالات سنويًا مصاريف التنويم، والأدوية والعلاجات غالية الثمن، وتتضاعف هذه التكلفة في المستشفيات الخاصة حيث لا تغطي شركات التأمين كامل تلك المصاريف.
من جانبه، كان مجلس الضمان الصحي، قد أكد أن تكلفة ولادة الأطفال «الخدج» غير مكتملي النمو مشمولة بوثيقة التأمين بحد أقصى 500 ألف ريال، مضيفًا عبر حسابه الرسمي على موقع «X» للتدوينات القصيرة، أن الأطفال الخدج يحتاجون للإقامة في العناية المركزة ليكونوا في رعاية تامة، مواصلًا أن تكاليف ولادة الخدج مشمولة بالحد الأقصى لوثيقة التأمين 500 ألف ريال لتكون على وثيقة الأم لمدة 30 يومًا كحد أقصى من تاريخ الولادة.
بدوره، يفصّل اختصاصي الصيدلة الدكتور عبدالله الطفيف تكاليف رعاية الخدج، ويقول «تكلفة التنويم تصل بالنسبة إلى قيمة السرير العادي إلى نحو 600 ريال يوميًا، بينما يكلف سرير العناية المركزة أو الحاضنة للخدج 2500 ريال لليوم الواحد، أي ما يعادل 75 ألف ريال للشهر الواحد، بينما تتضاعف التكلفة للحاضنة في المستشفيات الخاصة لتصل إلى 5000 ريال يوميًا».
غلاء الأدوية
يواصل الطفيف «لا تتوقف تكاليف رعاية الخديج فقط عند التنويم، بل تمتد لتشمل التكاليف الدوائية حيث تتجاوز قيمة الدواء الـ10 آلاف ريال».
وأضاف «دواء «سيرفانتا» على سبيل المثال، وهو دواء يعالج متلازمة الضائقة التنفسية بالنسبة للخدج الذين يولدون قبل الموعد المحدد للولادة، ويساعد على قيام الرئتين بوظيفتهما بصورة طبيعية، تبلغ كلفة العلبة الواحدة منه 2400 ريال، ويحتاج الطفل الخديج حديث الولادة من هذا الدواء ما بين 3 إلى 4 علب أي ما يعادل 9600 ريال، أضف لذلك مجموعة أدوية أخرى كل دواء منها يحمل قيمة مقاربة إن لم يكن أغلى من ذلك بكثير».
وتابع «على نفس القياس هناك أيضًا دواء سترات الكافيين الذي يبلغ سعر عبوته نحو 490 ريالا، وهو دواء يستخدم لعلاج التنفس لدى الأطفال الخدج، ويعمل عن طريق تحفيز المراكز التنفسية في الدماغ، ويعادل 4 أكواب من الكافيين، ويسهم في تنشيط الطفل وتحفيز عملية التنفس لديه بعيدًا عن الخمول في جسده».
وأكمل «على وجه التحديد يعطى للأطفال الذين يولدون في أقل من 35 أسبوعًا أو بوزن أقل من كيلوجرامين، وهو موجود في قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الخدج، ويعد من الأدوية الأكثر فعالية وأمانًا المطلوبة في النظام الصحي، وتكلفته عالية جدًا».
تفاصيل رعاية
ويكشف مختصون في مسائل التأمين أن المواطن والمقيم اللذين يمتلك أي منهما تأمينًا تتكفل شركة التأمين بنفقات رعاية خديجهما العلاجية في المستشفيات بشكل عام، وبعدما يتم الربط بين الهوية الشخصية وقسم التأمين في المستشفى الحكومي فإنه لا يترتب على المواطن أي نسبة تحمل من تكاليف العلاج، فيما يكون عليه كما هو الحال بالنسبة للمقيم أن يتكفل بدفع نسبة تحمل في المستشفيات الخاصة، ونظرًا للتكاليف الباهظة لعلاج الخدج تكون نسبة التحمل عالية.
وبينوا أن كل المقيمين الموظفين العاملين في مجال حكومي يتم التعامل معهم كما هو حال المواطن من ناحية التكفل بالعلاج المجاني في المستشفيات الحكومية.
أزمة عالمية
تبدو مسألة الأطفال الخدج ذات بعد عالمي، حيث صنفتها منظمة الصحة العالمية كإحدى قضايا الصحة العامة المُلحة.
ويولد في كل عام، ما يقدر بنحو 15 مليون طفل قبل الأوان، أي ما يزيد على طفل واحد من كل 10 من الأطفال الذين يولدون في العالم.
ويزيد عدد الأطفال منخفضي الوزن عند الميلاد على ذلك، حيث يبلغون نحو 20 مليون طفل.
ويتزايد هذا العدد، ليصبح الإخداج الآن السبب الرئيس لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن إنقاذ معظم الأطفال الخدج بتنفيذ التدابير المجدية والفعّالة من حيث التكلفة.
وتشمل الرعاية الجيدة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، والوقاية من حالات العدوى الشائعة وتوفير تدبيرها العلاجي، وتقديم الرعاية اللازمة.
ويتطلب الخديج النقل الفوري عقب الولادة إلى القسم المخصص للمواليد والمجهز بالمحاضن الدافئة، مع إلزامية أن تكون الأجهزة الطبية المساندة والداعمة لتحفيز وظائفه جاهزة، وكذا الأدوية واللوازم الطبية التي تفرض مبالغ مكلفة تتجاوز ما تغطيه شركات التأمين.
دعم رسمي
أشارت استشارية النساء والولادة والأطفال الخدج في مستشفى القطيف المركزي، الدكتورة مي الحسن إلى أنه «يولد في المملكة أكثر من 60 ألف خديج في العام الواحد، وتتكفل الدولة بعلاج الطفل الواحد بما تصل قيمته إلى نحو 100 ألف ريال سنويًا».
وتتحمل الدولة كافة نفقات الخدج السعوديين من إقامة في الحاضنة، إلى تكلفة الأجهزة المستخدمة للتنفس والمغذيات وغيرها، وإلى الأدوية العلاجية، ويشمل تحملها كل مواطن سعودي - موظفًا كان أم غير موظف - ممن لا يملكون وثائق تأمين.
وتشمل أعباء الرعاية الصحية للخديج والتي تصل إلى ملايين الريالات سنويًا مصاريف التنويم، والأدوية والعلاجات غالية الثمن، وتتضاعف هذه التكلفة في المستشفيات الخاصة حيث لا تغطي شركات التأمين كامل تلك المصاريف.
من جانبه، كان مجلس الضمان الصحي، قد أكد أن تكلفة ولادة الأطفال «الخدج» غير مكتملي النمو مشمولة بوثيقة التأمين بحد أقصى 500 ألف ريال، مضيفًا عبر حسابه الرسمي على موقع «X» للتدوينات القصيرة، أن الأطفال الخدج يحتاجون للإقامة في العناية المركزة ليكونوا في رعاية تامة، مواصلًا أن تكاليف ولادة الخدج مشمولة بالحد الأقصى لوثيقة التأمين 500 ألف ريال لتكون على وثيقة الأم لمدة 30 يومًا كحد أقصى من تاريخ الولادة.
بدوره، يفصّل اختصاصي الصيدلة الدكتور عبدالله الطفيف تكاليف رعاية الخدج، ويقول «تكلفة التنويم تصل بالنسبة إلى قيمة السرير العادي إلى نحو 600 ريال يوميًا، بينما يكلف سرير العناية المركزة أو الحاضنة للخدج 2500 ريال لليوم الواحد، أي ما يعادل 75 ألف ريال للشهر الواحد، بينما تتضاعف التكلفة للحاضنة في المستشفيات الخاصة لتصل إلى 5000 ريال يوميًا».
غلاء الأدوية
يواصل الطفيف «لا تتوقف تكاليف رعاية الخديج فقط عند التنويم، بل تمتد لتشمل التكاليف الدوائية حيث تتجاوز قيمة الدواء الـ10 آلاف ريال».
وأضاف «دواء «سيرفانتا» على سبيل المثال، وهو دواء يعالج متلازمة الضائقة التنفسية بالنسبة للخدج الذين يولدون قبل الموعد المحدد للولادة، ويساعد على قيام الرئتين بوظيفتهما بصورة طبيعية، تبلغ كلفة العلبة الواحدة منه 2400 ريال، ويحتاج الطفل الخديج حديث الولادة من هذا الدواء ما بين 3 إلى 4 علب أي ما يعادل 9600 ريال، أضف لذلك مجموعة أدوية أخرى كل دواء منها يحمل قيمة مقاربة إن لم يكن أغلى من ذلك بكثير».
وتابع «على نفس القياس هناك أيضًا دواء سترات الكافيين الذي يبلغ سعر عبوته نحو 490 ريالا، وهو دواء يستخدم لعلاج التنفس لدى الأطفال الخدج، ويعمل عن طريق تحفيز المراكز التنفسية في الدماغ، ويعادل 4 أكواب من الكافيين، ويسهم في تنشيط الطفل وتحفيز عملية التنفس لديه بعيدًا عن الخمول في جسده».
وأكمل «على وجه التحديد يعطى للأطفال الذين يولدون في أقل من 35 أسبوعًا أو بوزن أقل من كيلوجرامين، وهو موجود في قائمة الأدوية الأساسية لعلاج الخدج، ويعد من الأدوية الأكثر فعالية وأمانًا المطلوبة في النظام الصحي، وتكلفته عالية جدًا».
تفاصيل رعاية
ويكشف مختصون في مسائل التأمين أن المواطن والمقيم اللذين يمتلك أي منهما تأمينًا تتكفل شركة التأمين بنفقات رعاية خديجهما العلاجية في المستشفيات بشكل عام، وبعدما يتم الربط بين الهوية الشخصية وقسم التأمين في المستشفى الحكومي فإنه لا يترتب على المواطن أي نسبة تحمل من تكاليف العلاج، فيما يكون عليه كما هو الحال بالنسبة للمقيم أن يتكفل بدفع نسبة تحمل في المستشفيات الخاصة، ونظرًا للتكاليف الباهظة لعلاج الخدج تكون نسبة التحمل عالية.
وبينوا أن كل المقيمين الموظفين العاملين في مجال حكومي يتم التعامل معهم كما هو حال المواطن من ناحية التكفل بالعلاج المجاني في المستشفيات الحكومية.
أزمة عالمية
تبدو مسألة الأطفال الخدج ذات بعد عالمي، حيث صنفتها منظمة الصحة العالمية كإحدى قضايا الصحة العامة المُلحة.
ويولد في كل عام، ما يقدر بنحو 15 مليون طفل قبل الأوان، أي ما يزيد على طفل واحد من كل 10 من الأطفال الذين يولدون في العالم.
ويزيد عدد الأطفال منخفضي الوزن عند الميلاد على ذلك، حيث يبلغون نحو 20 مليون طفل.
ويتزايد هذا العدد، ليصبح الإخداج الآن السبب الرئيس لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن إنقاذ معظم الأطفال الخدج بتنفيذ التدابير المجدية والفعّالة من حيث التكلفة.
وتشمل الرعاية الجيدة قبل الولادة وأثناءها وبعدها، والوقاية من حالات العدوى الشائعة وتوفير تدبيرها العلاجي، وتقديم الرعاية اللازمة.