نجران: قاسم الكستبان

بينما يفضل كثيرون مشاركة تجارب السفر والسياحة على شكل جماعات إما مع العائلة أو الأصدقاء والزملاء، يميل آخرون إلى تجربة السفر الانفرادي، ويرون أنه الأكثر متعة وفائدة، وأنه يحقق متعة استكشاف الجديد، والاعتماد على النفس، ويوفر فرصا سخية لإبرام صداقات وبناء علاقات جديدة، ويعلم صاحبه القيام بمفرده بأشياء جديدة. كما يوسع مداركه ويغذي فضوله.

في المقابل، ينتقد آخرون السفر الانفرادي، ويجدون أنه يُشعر صاحبه بالوحدة، وكثيرا ما يصاحبه الملل والضيق.

التجربة المحررة

يرى المحامي أحمد البنداري أن السفر الانفرادي يمنح صاحبه مزيدا من الحرية التي تشعره بأن العالم بين يديه، وأنه يمكنه اختيار الذهاب إلى حيث يريد في الوقت والكيفية التي يريد. ويقول: «إذا أخبر أحد ما مثلا عن شلال في مكان ما في الليلة الماضية، فبالتأكيد يمكنك أن تذهب وتبحث عنه. أنت حر في فعل الكثير أو القليل كما يحلو لك، وبالسرعة التي تناسبك تماما».

رفقة النفس

يقول معتصم شديد، وهو مسؤول سياحي: «عندما تتاح لي الفرصة للبعد عن مجال عملي أحب قضاء الوقت بمفردي، حيث يمكنني القراءة والكتابة، والاستماع إلى ما يحلو لي».

ويضيف: «غالبا ما تكون محاطًا بالآخرين، وقد يكون من الصعب عليك الاسترخاء بالقدر الذي تريد، والسفر يساعدك في معرفة الكثير عن نفسك. فإذا كنت تقدر رفقة نفسك، وكنت مرتاحًا لتناول الطعام بمفردك في بعض الليالي، فمن المحتمل أن يكون السفر الفردي هو الطريق المناسب لك».

وحول حاجة المسافر إلى مشاركة الآخرين، يوضح: «يمكن حتى كمسافر منفرد أن تقابل الآخرين، وحجز مثلا الغرف المشتركة، وستجد عددًا كبيرًا من الأشخاص مثلك تمامًا. اسأل من حولك وشاهد ما إذا كان لدى أي شخص أي توصيات أو نصائح حول الأنشطة المحلية، وستحصل على أفضل صديق جديد في السفر بأي وقت من الأوقات».

تنوع الرغبات

يجزم أحمد محمد آل داشل أنه من عشاق وهواة السفر إلى الخارج، حيث يقول: «جميع رحلاتي السياحية كانت بمفردي، وهذا النوع من السفر يمنحني الحرية المطلقة، ولا يقيدني بمزاجيات الآخرين ورغباتهم المختلفة والمتنوعة. ففي سفر المجموعات، هناك من هو من عشاق السهر ولا يميل إلى التجول نهارا، ولا يعبأ باستكشاف المعالم والمرافق السياحية والأثرية، وهناك آخرون لا يعنيهم هذا، بل يركزون على التسوق، وكونك مرافقا وملتزما بالمجموعة يصعب عليك فرض مزاجك أو التخلي عن الآخرين، وإجبارهم على ترك رغباتهم وميولهم. لذا لا أفضل أبدا الارتباط بأحد خلال السفر».

رفع القيود

يوضح فهد آل عباس أنه خاض تجارب السفر بكل حالاتها، مضيفا: «لا شك أنها كانت تجارب ممتعة، سواء مع العائلة أو الأصدقاء أو حتى بمفردي، لكن تجربة السفر المنفرد كانت الأفضل، حيث تحررت من بعض القيود، وعشت ببساطة أكثر وتكاليف أقل، وعرفت الناس عن قرب».

وتابع: «أحيانا يكون رفيق السفر عبئا، وعليكما أن تبذلا الجهد لإسعاد بعضكما، وهذا قد يفرض بعض المجاملات، ويؤثر على متعة الرحلة».

تجنب المخاطر

لا ترجح بيان محمد كفة السفر المنفرد على السفر مع مجموعة (عائلة أو أصدقاء). وترى أن لكل منهما مزاياه، حيث تقول: «برأيي الشخصي ليست هناك طرق صحيحة أو خاطئة للسفر يمكن الجزم بها، وبرأيي لن يمنعك السفر الفردي أو الجماعي من اختبار تجربة فريدة من نوعها إذا عقدت العزم، وحاليا باتت طرق السفر متنوعة، وتتناسب مع احتياجاتنا المختلفة».

وتضيف: «في الجولة والرحلة الجماعية ستضمن التقاء الأصدقاء، والاستراحة، واكتشاف أماكن جديدة طول مدة رحلتك، وهذه نقطة يجب أخذها في الاعتبار. في المقابل، فإن سفرك بمفردك يمنحك تجربة خاصة تكسر فيها الحواجز على الفور، وهذا يتعلق حتى بأشد المسافرين خجلا، وغالبًا ما يولد هذا السفر صداقات طويلة الأمد».

لكن «بيان» تستدرك: «أحيانا ينطوي السفر المنفرد، خصوصا إلى بلد أجنبي، على بعض المخاوف بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث يكون قلقا حين يسافر منفردا على سلامته الجسدية من أذى الآخرين، وقد يتجاوز الأمر تلك السلامة إلى الحماية من متاعب الإصابة بمرض أو حالة صحية ما».

الحالة الحاكمة

بدورها، ترى ريم الشعيبي أن طبيعة السفر ومدته وتوقيته وسببه ربما تفرض نوعه، سواء كان سفرا منفردا أو جماعيا. وتقول: «إذا كان السفر لعمل يتطلب مني تفرغا تاما وتركيزا كبيراً، فأنا أفضله بمفردي، وإذا كان سفرا للسياحة، فأفضله مع صديقة، لنتبادل التقاط الصور والتسلية وصنع ذكريات جميلة، فالصداقة الحقيقية لا يتم اكتشافها إلا بالسفر».

وتؤكد الشعيبي أنها تخصص في كل صيف سفرة أو رحلة مع العائلة كفرصة للاجتماع معا في نشاط ترفيهي، بعد عام كامل من الانشغالات والعمل.

تقوية العلاقة

خلاف الآراء السابقة، يعتقد فهد آل عباس، وهو موظف حكومي، أن السفر مع مرافقين، خصوصا لو كانوا من أفراد العائلة، يعد الأفضل، فمشاركة التفاصيل مع الآخرين مسألة مهمة. كما أن هذه «المشاركة تصنع ذكريات عائلية جميلة، وتقوي الروابط الأسرية، وتزيد المحبة والتآلف الأسري».

مشاركة الذكريات

يفضل مسفر سلطان، مدير إداري بجامعة نجران، السفر مع مرافقين وقريبين. ويقول: «ثمة نهي عن السفر لوحدك. كما أن السفر مع مجموعة يحميك من الطارئ المزعج الذي قد يعكر صفر متعة السفر. كما أنه يمكن مع المجموعة تقسيم المهام والمسؤوليات وتقليل التكلفة، ويوفر السفر مع مجموعة فرصة التعرف على الأصحاب والأصدقاء، ويقرب بينهم، ويكشف الصحبة الحقة، ويخلق الذكريات المشتركة».