يختلف عن خبز الفرن العادي لأنه يبقى لفترة تحت الجمر
نصف ساعة هو الوقت المستغرق لتجهيز خبز الجمر والرماد، أو خبز الحصى الذي يسمى أحيانا خبز السليخة، وهي الحصى النحيفة والعريضة ناعمة الملمس. وهو نوعان: الأول خبز الجمر ويعد بدفنه تحت الجمر بعد انخفاض حرارته, والثاني خبز الحصى ويعد بوضعه فوق الجمر حتى يصبح جاهزا، وكلا النوعين يؤكل مع السمن والعسل، وهما مفضلان، بخاصة في رحلات البر، وداخل وجار بيوت الشعر.
يقول المواطن تركي العلياني (أحد سكان حي الفيصلية في مدينة الدمام) إن خبز الجمر يتميز بطعم يختلف تماما عن خبز الفرن العادي، إذ يبقى لفترة ليست طويلة تحت الجمر، ما يجعله ينضج بطريقة هادئة، ويكتسب طعما متميزا خاصة السطح الخارجي الذي يتعرض للحرق، أو لما يسمى التقمير الزايد، مشيرا إلى أن كثيرا من الشباب يفضلون تجهيز خبز الجمر عن شرائه من السوق.
ويرى المواطن فهد السالم (أحد سكان حي النزهة في الدمام ) أن وجود بيت الشعر في المنزل يساعدنا ويحمسنا كثيرا لتجهيز خبز الجمر، وممارسة شي اللحم، موضحا أن الفرق بين خبز الجمر والحصى، أن الأول يكون مدفونا داخل الجمر والرماد، أما خبز الحصى فيكون فوق الجمر ولا يحتاج للدفن، مؤكدا أن هذين النوعين من الخبز كان يجهزهما الآباء والأجداد لعدم وجود الأدوات والأفران الحديثة في الماضي.
ويقول عبدالرحمن العميري (75عاما) لـالوطن كنا قديما نستمتع بتجهيز هذا النوع من الخبز عند تجمع الأقارب والعائلة بشكل يومي لعدم وجود الأدوات الحديثة التي يحظى بها زمننا الحاضر. ونلاحظ في أيامنا الحاضرة أن الكثير من الأبناء وشباب اليوم لا يعرف هذه الطريقة القديمة والبسيطة لتجهيز الخبز، حيث يعتمدون اعتمادا كاملا على خبز السوق أو خبز الفرن الذي تجهزه ربة البيت في بعض الأحيان.
وأشار إلى أن تجهيز هذا الخبز يستغرق 30 دقيقة على الأقل، ويخبز بوضع العجينة تحت الجمر والرماد الذي خفت حرارته، ولا يمكن وضعها في نار عالية، لأن كثرة النار تحرقها، مؤكدا على ضرورة تنظيف الخبز جيدا من الجمر والرماد الذي قد يلتصق به بعد أن يصبح جاهزا، مضيفا أن أحد أبنائه أصيب بحروق داخل فمه بعد أكله جزءا من الخبز لم يتأكد من تنظيفه جيدا، مؤكدا عدم وجود خطورة من الجمر أو الرماد الذي يعتري سطح الخبز إذا نظف جيداً.