مرة أخرى تجدّد طيور الظلام هجومها الهزيل، وتسعى في محاولة يائسة للنيل من المكانة السامقة للمملكة العربية السعودية، وتستمر في المسلسل الهابط ذاته الذي لم يعد يجذب انتباه أحد، ولم يعد مبررا كافيا يستحق الرد عليه. حيث سعوا هذه المرة إلى ربط المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة بفعاليات النسخة الرابعة لموسم الرياض، وكأن الموسم هو الذي يطلق القذائف والصواريخ على المدنيين العزل.
بدءا تتوجب الإشارة بوضوح تام إلى أن السعودية هي أكثر دولة في العالم وقوفا مع الشعب الفلسطيني ونصرة لقضيته العادلة، وهذا الموقف النبيل الواضح الذي تنطلق منه بلادنا يستند على حقيقة أن المملكة هي أكبر الدول العربية والإسلامية، وتكتسب مكانة روحية سامية لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين والبقعة التي انطلق منها النور للدنيا بأسرها. هذه الحقيقة تدركها قيادتنا الرشيدة جيدا وتضعها نصب عينيها في كل قرراتها. لذلك دأبت بإصرار شديد على تقديم الدعم للفلسطينيين في كافة المحافل الدولية وفي مصانع القرار العالمي، ورفضت بكل قوة تقديم أي نوع من التنازلات التي تضيع الحقوق المسلوبة.
ليس هذا فحسب، بل إن القيادة السعودية تدخّلت مرات كثيرة عندما دبت الخلافات بين الفلسطينيين بما يشكّل تهديدا لقضيتهم، وعملت على توحيد صفوفهم، وحثتهم مرارا وتكرارا على التمسك بحقوقهم وعدم التفريط فيها وتأجيل خلافاتهم الثانوية والتسامي فوق تباين وجهات النظر، وما قمة مكة المكرمة ببعيدة عن الأذهان.
هذا الموقف الواضح ظل ثابتا منذ بدايات ظهور القضية الفلسطينية، وقد أرساه المغفور له - بإذن الله -الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ووضعه في مقدمة أولوياته، وجعله قضيته الأساسية، ومن بعده سار أبناؤه الملوك على النهج ذاته، وواصلوا تبنيهم قضية فلسطين، وقدموها على ما سواها، وتولوا التنسيق بشأنها مع إخوتهم من قادة الدول العربية والإسلامية. حتى في أصعب اللحظات السياسية وأكثرها دقة في تاريخ المملكة، لم تبخل القيادة السعودية على الفلسطينيين بكل نوع الدعم في المحافل الدولية، وظلت في مقدمة الدول الداعمة للشعب العربي الشقيق.
حتى خلال الحرب الحالية فإن الصوت السعودي كان ولا يزال أعلى الأصوات العربية والإسلامية؛ حيث جدّد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، بصورة قاطعة وواضحة موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة وقف التصعيد القائم، ورفض استهداف المدنيين بأي شكل أو تدمير البنى التحتية والمصالح الحيوية، مطالبا باحترام القانون الدولي والإنساني ورفع الحصار عن غزة. هذا الموقف لم يردّده الأمير محمد في وسائل الإعلام فقط، بل ذكره لقادة دول العالم المؤثرة، مؤكدا أن السعودية تبذل جهوداً متواصلة لتحقيق هذه الغايات.
كما يواصل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان مساعيه حول هذه القضية، وأجرى سلسلة اتصالات مع نظرائه في الدول الكبرى ودول المنطقة لتنسيق الجهود، مطالبا بعدم التصعيد، ومحذرا من التداعيات الكثيرة التي سوف تنجم عن ذلك في المستقبل. كما دشنت المملكة -كعادتها - حملة تبرعات لصالح المدنيين في غزة جمعت حتى كتابة هذا المقال قرابة 400 مليون ريال، فماذا قدم الآخرون سوى التصريحات الفارغة والمزايدات الرخيصة؟
كل هذا من البديهيات المعروفة التي لا تحتاج لأحد كي يؤكد عليها. لكن الأمر الغريب والمثير للتقزز هو ذلك الربط الغريب وغير المبرر بين التعاطف مع الفلسطينيين وتقديم الدعم لهم وبين موسم الرياض، فما هي العلاقة بين الأمرين؟ وهل إيقاف الموسم وإلغاء فعالياته سيوقف الحرب الهمجية التي تشنها قوات الاحتلال على غزة؟
وببساطة أقول إن حملة الكراهية البغيضة التي تشنها طيور الظلام على وسائل التواصل الاجتماعي تسعى لتحقيق هدف واحد فقط، هو إيقاف وإفشال موسم الرياض الذي استطاع في سنوات قلائل أن يعتلي مركز الصدارة متقدما على كافة الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية في المنطقة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عشرات السنوات، لكنها تحولت إلى نسخ مكررة مبتذلة لا تجذب انتباه أحد.
هذا الإبداع السعودي هو الذي يثير حسد الفاشلين ويدفعهم لمحاولة إجهاض الجهود السعودية الرامية لتحديث واقعها وتطوير مجتمعها واستنباط مصادر دخل جديدة تثري الاقتصاد الوطني وتحميه من مخاطر الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، لا سيما في ظل التقلبات العديدة التي تشهدها الأسواق العالمية.
وللتأكيد على هذه الحقيقة أشير إلى أن الهجوم على المملكة من بعض «الصغار» لم يبدأ مع ظهور موسم الرياض بل يعود إلى سنين طويلة، لذلك فإن الموسم ليس مستهدفا لذاته إنما يحاول المغرضون استخدامه كذريعة واهية لتبرير تفاهاتهم وأحقادهم.
ثم من الذي قال إن موسم الرياض مجرد فعاليات ترفيهية؟ فهو صناعة متكاملة ونشاط اقتصادي ضخم يستهدف هذا العام توفير 200 ألف فرصة وظيفية لشباب وشابات الوطن، واستلزمت انطلاقته العديد من الإنشاءات بتكلفة وصلت إلى مليارات الريالات، شاركت فيها عشرات الآلاف من الأيدي العاملة الوافدة من مختلف الدول العربية والإسلامية، أي أن فوائد الموسم دخلت بيوت هؤلاء جميعا.
الهجوم على المملكة - يا سادتي الكرام - دافعه معلوم ومفهوم، هو الحقد وسوء النية لا غير، فهؤلاء لا يعجبهم أن يروا بلادنا وهي تسير في طريق التنمية والازدهار وتقطع كل يوم خطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافها المرسومة. لا يريدون أن يروا اقتصادنا ينتعش ومجتمعنا يتطور ومكانتنا وسط العالم ترتقي وترتفع، لسبب بسيط هو أن نفوسهم السوداء ودواخلهم المريضة ترفض أن نكون في موقع الصدارة التي خلقنا لها والتي تليق بنا وبتاريخنا الناصع وأيادينا البيضاء.
بدءا تتوجب الإشارة بوضوح تام إلى أن السعودية هي أكثر دولة في العالم وقوفا مع الشعب الفلسطيني ونصرة لقضيته العادلة، وهذا الموقف النبيل الواضح الذي تنطلق منه بلادنا يستند على حقيقة أن المملكة هي أكبر الدول العربية والإسلامية، وتكتسب مكانة روحية سامية لدى المسلمين في كافة أنحاء العالم بوصفها حاضنة الحرمين الشريفين والبقعة التي انطلق منها النور للدنيا بأسرها. هذه الحقيقة تدركها قيادتنا الرشيدة جيدا وتضعها نصب عينيها في كل قرراتها. لذلك دأبت بإصرار شديد على تقديم الدعم للفلسطينيين في كافة المحافل الدولية وفي مصانع القرار العالمي، ورفضت بكل قوة تقديم أي نوع من التنازلات التي تضيع الحقوق المسلوبة.
ليس هذا فحسب، بل إن القيادة السعودية تدخّلت مرات كثيرة عندما دبت الخلافات بين الفلسطينيين بما يشكّل تهديدا لقضيتهم، وعملت على توحيد صفوفهم، وحثتهم مرارا وتكرارا على التمسك بحقوقهم وعدم التفريط فيها وتأجيل خلافاتهم الثانوية والتسامي فوق تباين وجهات النظر، وما قمة مكة المكرمة ببعيدة عن الأذهان.
هذا الموقف الواضح ظل ثابتا منذ بدايات ظهور القضية الفلسطينية، وقد أرساه المغفور له - بإذن الله -الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، ووضعه في مقدمة أولوياته، وجعله قضيته الأساسية، ومن بعده سار أبناؤه الملوك على النهج ذاته، وواصلوا تبنيهم قضية فلسطين، وقدموها على ما سواها، وتولوا التنسيق بشأنها مع إخوتهم من قادة الدول العربية والإسلامية. حتى في أصعب اللحظات السياسية وأكثرها دقة في تاريخ المملكة، لم تبخل القيادة السعودية على الفلسطينيين بكل نوع الدعم في المحافل الدولية، وظلت في مقدمة الدول الداعمة للشعب العربي الشقيق.
حتى خلال الحرب الحالية فإن الصوت السعودي كان ولا يزال أعلى الأصوات العربية والإسلامية؛ حيث جدّد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، بصورة قاطعة وواضحة موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة وقف التصعيد القائم، ورفض استهداف المدنيين بأي شكل أو تدمير البنى التحتية والمصالح الحيوية، مطالبا باحترام القانون الدولي والإنساني ورفع الحصار عن غزة. هذا الموقف لم يردّده الأمير محمد في وسائل الإعلام فقط، بل ذكره لقادة دول العالم المؤثرة، مؤكدا أن السعودية تبذل جهوداً متواصلة لتحقيق هذه الغايات.
كما يواصل وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان مساعيه حول هذه القضية، وأجرى سلسلة اتصالات مع نظرائه في الدول الكبرى ودول المنطقة لتنسيق الجهود، مطالبا بعدم التصعيد، ومحذرا من التداعيات الكثيرة التي سوف تنجم عن ذلك في المستقبل. كما دشنت المملكة -كعادتها - حملة تبرعات لصالح المدنيين في غزة جمعت حتى كتابة هذا المقال قرابة 400 مليون ريال، فماذا قدم الآخرون سوى التصريحات الفارغة والمزايدات الرخيصة؟
كل هذا من البديهيات المعروفة التي لا تحتاج لأحد كي يؤكد عليها. لكن الأمر الغريب والمثير للتقزز هو ذلك الربط الغريب وغير المبرر بين التعاطف مع الفلسطينيين وتقديم الدعم لهم وبين موسم الرياض، فما هي العلاقة بين الأمرين؟ وهل إيقاف الموسم وإلغاء فعالياته سيوقف الحرب الهمجية التي تشنها قوات الاحتلال على غزة؟
وببساطة أقول إن حملة الكراهية البغيضة التي تشنها طيور الظلام على وسائل التواصل الاجتماعي تسعى لتحقيق هدف واحد فقط، هو إيقاف وإفشال موسم الرياض الذي استطاع في سنوات قلائل أن يعتلي مركز الصدارة متقدما على كافة الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية في المنطقة، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عشرات السنوات، لكنها تحولت إلى نسخ مكررة مبتذلة لا تجذب انتباه أحد.
هذا الإبداع السعودي هو الذي يثير حسد الفاشلين ويدفعهم لمحاولة إجهاض الجهود السعودية الرامية لتحديث واقعها وتطوير مجتمعها واستنباط مصادر دخل جديدة تثري الاقتصاد الوطني وتحميه من مخاطر الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، لا سيما في ظل التقلبات العديدة التي تشهدها الأسواق العالمية.
وللتأكيد على هذه الحقيقة أشير إلى أن الهجوم على المملكة من بعض «الصغار» لم يبدأ مع ظهور موسم الرياض بل يعود إلى سنين طويلة، لذلك فإن الموسم ليس مستهدفا لذاته إنما يحاول المغرضون استخدامه كذريعة واهية لتبرير تفاهاتهم وأحقادهم.
ثم من الذي قال إن موسم الرياض مجرد فعاليات ترفيهية؟ فهو صناعة متكاملة ونشاط اقتصادي ضخم يستهدف هذا العام توفير 200 ألف فرصة وظيفية لشباب وشابات الوطن، واستلزمت انطلاقته العديد من الإنشاءات بتكلفة وصلت إلى مليارات الريالات، شاركت فيها عشرات الآلاف من الأيدي العاملة الوافدة من مختلف الدول العربية والإسلامية، أي أن فوائد الموسم دخلت بيوت هؤلاء جميعا.
الهجوم على المملكة - يا سادتي الكرام - دافعه معلوم ومفهوم، هو الحقد وسوء النية لا غير، فهؤلاء لا يعجبهم أن يروا بلادنا وهي تسير في طريق التنمية والازدهار وتقطع كل يوم خطوات ثابتة نحو تحقيق أهدافها المرسومة. لا يريدون أن يروا اقتصادنا ينتعش ومجتمعنا يتطور ومكانتنا وسط العالم ترتقي وترتفع، لسبب بسيط هو أن نفوسهم السوداء ودواخلهم المريضة ترفض أن نكون في موقع الصدارة التي خلقنا لها والتي تليق بنا وبتاريخنا الناصع وأيادينا البيضاء.