هذه لحظة موتي، سأبدأ الآن في التحول إلى تراب وهواء، لقد أدركتني الرصاصة هذه المرة، وروحي تخوض صراعها الأخير، أما دمي الذي كان مطلوبا منذ ميلادي فإنه يفور الآن فورته الأخيرة. ستغادرني معاركي ونوازعي وقناعاتي. سيموت عالمي بكل ما فيه، سيموت معي حتى أعدائي. كل ما أحتاجه الآن صلاة وتراتيل وداع.. ولكن مهلا.. ما زال علي أن أتموضع أمام عدسة هذا المصور أو ذاك.. فيما يبدو.. سيعملون على توظيفي بعد موتي!
ألا يخجلون؟
أولئك الذين يتاجرون بصور الجثث ونشر حالة الرعب والموت على الكوكب، غير عابئين بما ستخلفه هذه الصور من ألم لذوي الضحايا أو صدمات للأبرياء!
إن نشر صور الأجساد الممزقة والإشلاء المتناثرة، فعل يفتقر للنزاهة الإخلاقية بانتهاكه لكرامة الموتى، كما أنه يفتقر للذكاء الإعلامي بنشره لروح اليأس والانهزام.
نعلم أن نقل الحقيقة وتغطية الأحداث هو دور الإعلام لتشكيل رأي عام ومساندة الجهود السياسية، لكننا بحاجة لإعلام محترف وملتزم بحقوق الإنسان، قادر على إظهار التفاصيل وتغطية الأحداث دون مساس بكرامة البشر.
من ناحية مهنية علينا أن نتساءل: ما الهدف من نشر هذه الصور. ولماذا لا نرى سوى صور الفلسطينيين؟ من المستهدف وما هي الرسالة؟
العقل الغربي بشكل عام لا يحبذ التفاعل مع صور كهذه، ولذلك لا نرى صور القتلى أو الجرحى في إسرائيل! فالرسالة الدموية إذا موجهة للشارع العربي بهدف إعادة إحياء الشعارات التي خفتت، وإنعاش حالة الاحتقان الشعبي تجاه الأنظمة السياسية التي هي في الواقع تسعى بكل جهدها لنزع فتيل الأزمة.
من جهة أخرى فإن لهذه الصور انعكاسا صادما على المجتمعات العربية البعيدة عن منطقة الصراع وبخاصة على صغار السن، إذ إن التعود على مشاهد التوحش يعد من أقوى مسببات الخلل النفسي، كما يعد دافعا لاتخاذ قرارات خاطئة والانخراط في تجارب سياسية دون وعي أو فهم لحقائق الأمور.
إنني أدعو بشدة لوضع تشريعات جادة وقوانين ملزمة لوسائل الإعلامية العربية كافة، بالتعامل مع مثل هذه الصور من منطلق السرية وعدم تداولها إلا في إطار قانوني وضمن ضوابط محددة، مع وضع آليات للمحاسبة والرقابة، واعتبار هذه التشريعات جزء لا يتجزأ من حماية المدنيين وحفظ السلم الأهلي والسكينة المجتمعية والرعاية الواجبة لحقوق الإنسان العربي في كل مكان.
كما أدعو المثقفين والمؤثرين لعدم تكرار نشر الصور أو التفاعل معها، وأن يكون التعاطف برسائل إنسانية تعزز قيم السلام والحياة والوحدة الإنسانية.
ختاما.. لا تكون الحرب إلا موتا.. هذه مسلمة منطقية تجعل من نشر صور الموتى أسلوبا متأخرا يكشف عن وجود إعلام بسيط عاجز عن فهم مسؤولياته تجاه المجتمع، وغير مواكب للتحولات الكبرى في الوعي السياسي العربي.
ألا يخجلون؟
أولئك الذين يتاجرون بصور الجثث ونشر حالة الرعب والموت على الكوكب، غير عابئين بما ستخلفه هذه الصور من ألم لذوي الضحايا أو صدمات للأبرياء!
إن نشر صور الأجساد الممزقة والإشلاء المتناثرة، فعل يفتقر للنزاهة الإخلاقية بانتهاكه لكرامة الموتى، كما أنه يفتقر للذكاء الإعلامي بنشره لروح اليأس والانهزام.
نعلم أن نقل الحقيقة وتغطية الأحداث هو دور الإعلام لتشكيل رأي عام ومساندة الجهود السياسية، لكننا بحاجة لإعلام محترف وملتزم بحقوق الإنسان، قادر على إظهار التفاصيل وتغطية الأحداث دون مساس بكرامة البشر.
من ناحية مهنية علينا أن نتساءل: ما الهدف من نشر هذه الصور. ولماذا لا نرى سوى صور الفلسطينيين؟ من المستهدف وما هي الرسالة؟
العقل الغربي بشكل عام لا يحبذ التفاعل مع صور كهذه، ولذلك لا نرى صور القتلى أو الجرحى في إسرائيل! فالرسالة الدموية إذا موجهة للشارع العربي بهدف إعادة إحياء الشعارات التي خفتت، وإنعاش حالة الاحتقان الشعبي تجاه الأنظمة السياسية التي هي في الواقع تسعى بكل جهدها لنزع فتيل الأزمة.
من جهة أخرى فإن لهذه الصور انعكاسا صادما على المجتمعات العربية البعيدة عن منطقة الصراع وبخاصة على صغار السن، إذ إن التعود على مشاهد التوحش يعد من أقوى مسببات الخلل النفسي، كما يعد دافعا لاتخاذ قرارات خاطئة والانخراط في تجارب سياسية دون وعي أو فهم لحقائق الأمور.
إنني أدعو بشدة لوضع تشريعات جادة وقوانين ملزمة لوسائل الإعلامية العربية كافة، بالتعامل مع مثل هذه الصور من منطلق السرية وعدم تداولها إلا في إطار قانوني وضمن ضوابط محددة، مع وضع آليات للمحاسبة والرقابة، واعتبار هذه التشريعات جزء لا يتجزأ من حماية المدنيين وحفظ السلم الأهلي والسكينة المجتمعية والرعاية الواجبة لحقوق الإنسان العربي في كل مكان.
كما أدعو المثقفين والمؤثرين لعدم تكرار نشر الصور أو التفاعل معها، وأن يكون التعاطف برسائل إنسانية تعزز قيم السلام والحياة والوحدة الإنسانية.
ختاما.. لا تكون الحرب إلا موتا.. هذه مسلمة منطقية تجعل من نشر صور الموتى أسلوبا متأخرا يكشف عن وجود إعلام بسيط عاجز عن فهم مسؤولياته تجاه المجتمع، وغير مواكب للتحولات الكبرى في الوعي السياسي العربي.