بعد وفاة جدتها مريم حافظت على ما تبقى من عبقها، وجسدت ذلك في لوحاتها لشخصيات نساء حقيقيات عايشنها (بناتها، وحفيداتها، وصديقاتها)، لتبرزهوية كل امرأة في بيت الجدة عبر الكاريزما الحادة لدى القليلات مرورا إلى حالات ضعف الشخصية والانقيادية عند أخريات، حيث مثلت المرأة في اهتمامها بلا فم أو عين أوبلا ملامح أحيانا الضعف وقلة الحيلة.
هكذا تعبرالفنانة التشكيلية زهرة المتروك عن منطوق لوحاتها ذات الألوان المتدفقة بسلاسة، والمتناغمة مع ضربات الفرشاة في جرأة لونية بارزة، مما يخلق بعدا في العمل الفني من خلال العلاقة بين اللون وبين المهارة في التعامل مع الكتلة والقيمة الفنية على سطح اللوحة، إضافة إلى التوزيع المعبر، إذ تقدم المساحة التجريدية والصورالتعبيرية لغة خاصة للتواصل مع الحياة.
وتوضح المتروك في حوار لـ الوطن معها أنها تميل في أعمالها الفنية إلى الألوان الترابية، مضيفة بعض اللمسات الجديدة، حيث تتجانس الألوان العصرية مع الألوان الشعبية كتجانس الأحفاد مع الأجداد.
وبينت أنها اتجهت إلى بعض الأعمال الفنية ذات الصلة كتصميم الأزياء وغيرها، لافتة إلى أنها تستوحي التصميم من خلال حديث وأفكار من يطلب التصميم؛ مما يجعلها تشرع في رسمه مستلهمة الحضارات المتنوعة.
يذكر أن الفنانة زهرة المتروك شاركت في العديد من المعارض الفنية الداخلية، وخارجيا في روسيا، وتركيا، والجزائر في الأيام الثقافية السعودية، إضافة إلى مشاركاتها في ورش فنية عديدة أمام الجمهور، وحصلت على جائزة معرض الشباب عن لوحتها شرقيات تشكيلية عام 2007، والمركز الأول في مسابقة الخط التشكيلي الثانية عام 2000، والمركز الأول في مسابقة هيئة الإغاثة الإسلامية التشكيلية 1997.