تدل كثير من المؤشرات المتعلقة بالنظم الحيوية على سطح الأرض أن الإنسان المعاصر قد يكون «الإنسان الأخير» على هذا الكوكب
وتتحول مقولة «نهاية التاريخ» التي أطلقت في مبحث فلسفي لـ»فرانسيس فوكوياما» شيئا فشيئا إلى واقع.
انقراضات جماعية
5 انقراضات جماعية عرفتها الأرض خلال الـ500 مليون سنة الماضية. منذ انطلاقة الثورة الصناعيّة، عمل الإنسانُ بحماسة على إخراج الأرض من الاستقرار الذي عرفه أجداده خلال الـ10 آلاف سنة الأخيرة.
تقديرات تؤكد أن جنسنا البشريّ سيصل في غضون 40 سنة مُقبلة إلى التأثير بشكل يغير وجه الكوكب كلّيّاً ويقضي تماما على المؤشّرات المعقولة لحياةٍ آمنة.
درجات الحرارة
على امتداد الـ100 ألف سنة الأخيرة، بقيت درجات الحرارة على امتداد 90 ألف سنة تتقافز ارتفاعاً وانخفاضاً بمعدّل 10 درجات كاملة بين العقد والآخر.
التفاوُت الكبير في درجات الحرارة خلال الـ100 ألف سنة الأخيرة أدى لعدم استقرار منسوب البحار وغياب الحدود الواضحة بين الماء واليابسة.
تخلت الأرض عن فوضويتها يوم استقرّ التفاوُت الحراريّ بين العقد والآخر في حدود درجة مئويّة واحدة وحَدَثَ ذلك قبل 10 آلاف سنة.
مع استقرار التفاوت الحراري حققت الأرضُ توازُناً ثميناً أعاد إنشاءها كما نعرفها اليوم وأتاح الإعمارَ وقيامَ الحضارات.
الطّاقة الشمسيّة والانبعاثات الغازيّة هُما مصدرا تدفئة الأرض طبيعيّاً. وخلال الـ10 آلاف سنة الأخيرة استقرت حرارة الأرض بسبب استقرار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ.
منذ 3 عقود تجاوَز العالم الخطوطَ الحمر للانبعاثات الكربونيّة، التي قدَّرها العُلماء بـ350 جزءاً في المليون من ثاني أكسيد الكربون لنبلغ حاليّاً العتبة الخطيرة لـ415 جزءاً من المليون.
تفاقُم الاحتباس الحراريّ وتدفئة الأرض بما يزيد على درجة حرارة واحدة، يُنذِر بإخراج الجنس البشريّ إخراجاً نهائيّاً.
استمرارنا في إطلاق 40 مليار طنٍّ سنويّاً من أكسيد الكربون سينفد رصيدُنا الحيويّ من الهواء في غضون 7 سنوات في أحسن تقدير.
فسحة خلال كورونا
خلال كورونا تصالح الإنسان والطبيعة فقللا من مؤشّرات الخطر على الكوكب، وذلك مع حظر التجوُّل وإيقاف النقل الجويّ أو تقليله وتعطل الإنتاج وتوقّفت الصناعات الملوّثة.
ارتفاع الحرارة سيحتم ارتفاع مستويات البحار إلى ما يزيد على 7 أمتار كاملة، بما سيلتهم المُدن الساحليّة التهاماً في غضونِ وقتٍ قصير.
وجودُ سطحٍ سائلٍ على الجليد سيغير لونه نحو البنّيّ الدّاكن، وتصبح الصفائح الجليديّة ممتصّة للأشعّة الشمسيّة بدلاً من أن تكون عاكسة لها، ما يَسخن الأرض أكثر بعدما كانت الصفائح الجليدية تبردها.
خلال كورونا تناقَصت الانبعاثاتُ الغازيّة المؤدّية إلى الاحتباس الحراريّ، وتحسَّنت جودة الهواء، وقلَّ تركيزُ ثاني أكسيد الكربون.
المشكلة أن الانفراج البيئيّ الذي وفَّره الوباء كان قصيرَ المدى؛ فسرعان ما عادت الأمور إلى نصابها الكريه مع عودة الحياة إلى نَسَقِها العاديّ.
لاحَظ العُلماء زيادةً في حموضة المُحيطات بحوالي %26 في العقود الأخيرة، وهي زيادة قد تفضي إلى انقراضٍ جماعيّ كارثيّ للكائنات البحريّة، وللغطاء المرجانيّ.
فوائض الأسمدة المستعملة والتي تنتهي عموما في البحار تفضي إلى موت مناطق كاملة في أعماق المحيط.
الصيد الجائر والهمجي يسهم بدوره في تجريف قيعان المُحيطات وتدميرِ الشُعَبِ المرجانيّة واستنفاد الكتلة الحيويّة للأرصدة السمكيّة وتهديد التوازن الهشّ للنظام البيئيّ البحريّ.
فواصل الحدود الكوكبية
رسم 26 باحثا مفهوماً جديداً هو «الحدود الكوكبيّة»، يعين الحدودَ الآمنة للنُظمِ البيئيّة التي يؤدّي احترامها إلى الحفاظ على استقرار الكوكب، ويحدِّد المؤشّرات التي يُفضي تجاوزها إلى نقاط اللّاعودة على مَسار التدمير الذّاتيّ.
منذ عام 2015 خرجت البشريّة من المساحة الآمنة المتّصلة بـ4 مؤشرات تتصل بـ: المناخ، والتنوّع الحيويّ، ودورة المغذّيات من النيتروجين والفوسفور، والتربة.
مناخيا، تجاوزت البشرية بحوالي 65 جزءاً من المليون التركيزَ المسموح به من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ، وهذا سيرفع متوسّط حرارة الأرض بـ1.5 درجة.
على مستوى التنوّع الحيويّ، %68 من تنوّع الكائنات قد أُزيل بالكليّة، علاوة على أنّ مليون نَوعٍ من النباتات والحيوانات من أصل 8 ملايين مهدَّدة اليوم بالانقراض.
انخفاض مُفزع في رصيد الطبيعة من الحشرات في عالَمٍ ترتكز فيه المحاصيل الزراعيّة بنسبة %70 على التلقيح الحشريّ.
*أكاديميّة وروائيّة تونسية
وتتحول مقولة «نهاية التاريخ» التي أطلقت في مبحث فلسفي لـ»فرانسيس فوكوياما» شيئا فشيئا إلى واقع.
انقراضات جماعية
5 انقراضات جماعية عرفتها الأرض خلال الـ500 مليون سنة الماضية. منذ انطلاقة الثورة الصناعيّة، عمل الإنسانُ بحماسة على إخراج الأرض من الاستقرار الذي عرفه أجداده خلال الـ10 آلاف سنة الأخيرة.
تقديرات تؤكد أن جنسنا البشريّ سيصل في غضون 40 سنة مُقبلة إلى التأثير بشكل يغير وجه الكوكب كلّيّاً ويقضي تماما على المؤشّرات المعقولة لحياةٍ آمنة.
درجات الحرارة
على امتداد الـ100 ألف سنة الأخيرة، بقيت درجات الحرارة على امتداد 90 ألف سنة تتقافز ارتفاعاً وانخفاضاً بمعدّل 10 درجات كاملة بين العقد والآخر.
التفاوُت الكبير في درجات الحرارة خلال الـ100 ألف سنة الأخيرة أدى لعدم استقرار منسوب البحار وغياب الحدود الواضحة بين الماء واليابسة.
تخلت الأرض عن فوضويتها يوم استقرّ التفاوُت الحراريّ بين العقد والآخر في حدود درجة مئويّة واحدة وحَدَثَ ذلك قبل 10 آلاف سنة.
مع استقرار التفاوت الحراري حققت الأرضُ توازُناً ثميناً أعاد إنشاءها كما نعرفها اليوم وأتاح الإعمارَ وقيامَ الحضارات.
الطّاقة الشمسيّة والانبعاثات الغازيّة هُما مصدرا تدفئة الأرض طبيعيّاً. وخلال الـ10 آلاف سنة الأخيرة استقرت حرارة الأرض بسبب استقرار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ.
منذ 3 عقود تجاوَز العالم الخطوطَ الحمر للانبعاثات الكربونيّة، التي قدَّرها العُلماء بـ350 جزءاً في المليون من ثاني أكسيد الكربون لنبلغ حاليّاً العتبة الخطيرة لـ415 جزءاً من المليون.
تفاقُم الاحتباس الحراريّ وتدفئة الأرض بما يزيد على درجة حرارة واحدة، يُنذِر بإخراج الجنس البشريّ إخراجاً نهائيّاً.
استمرارنا في إطلاق 40 مليار طنٍّ سنويّاً من أكسيد الكربون سينفد رصيدُنا الحيويّ من الهواء في غضون 7 سنوات في أحسن تقدير.
فسحة خلال كورونا
خلال كورونا تصالح الإنسان والطبيعة فقللا من مؤشّرات الخطر على الكوكب، وذلك مع حظر التجوُّل وإيقاف النقل الجويّ أو تقليله وتعطل الإنتاج وتوقّفت الصناعات الملوّثة.
ارتفاع الحرارة سيحتم ارتفاع مستويات البحار إلى ما يزيد على 7 أمتار كاملة، بما سيلتهم المُدن الساحليّة التهاماً في غضونِ وقتٍ قصير.
وجودُ سطحٍ سائلٍ على الجليد سيغير لونه نحو البنّيّ الدّاكن، وتصبح الصفائح الجليديّة ممتصّة للأشعّة الشمسيّة بدلاً من أن تكون عاكسة لها، ما يَسخن الأرض أكثر بعدما كانت الصفائح الجليدية تبردها.
خلال كورونا تناقَصت الانبعاثاتُ الغازيّة المؤدّية إلى الاحتباس الحراريّ، وتحسَّنت جودة الهواء، وقلَّ تركيزُ ثاني أكسيد الكربون.
المشكلة أن الانفراج البيئيّ الذي وفَّره الوباء كان قصيرَ المدى؛ فسرعان ما عادت الأمور إلى نصابها الكريه مع عودة الحياة إلى نَسَقِها العاديّ.
لاحَظ العُلماء زيادةً في حموضة المُحيطات بحوالي %26 في العقود الأخيرة، وهي زيادة قد تفضي إلى انقراضٍ جماعيّ كارثيّ للكائنات البحريّة، وللغطاء المرجانيّ.
فوائض الأسمدة المستعملة والتي تنتهي عموما في البحار تفضي إلى موت مناطق كاملة في أعماق المحيط.
الصيد الجائر والهمجي يسهم بدوره في تجريف قيعان المُحيطات وتدميرِ الشُعَبِ المرجانيّة واستنفاد الكتلة الحيويّة للأرصدة السمكيّة وتهديد التوازن الهشّ للنظام البيئيّ البحريّ.
فواصل الحدود الكوكبية
رسم 26 باحثا مفهوماً جديداً هو «الحدود الكوكبيّة»، يعين الحدودَ الآمنة للنُظمِ البيئيّة التي يؤدّي احترامها إلى الحفاظ على استقرار الكوكب، ويحدِّد المؤشّرات التي يُفضي تجاوزها إلى نقاط اللّاعودة على مَسار التدمير الذّاتيّ.
منذ عام 2015 خرجت البشريّة من المساحة الآمنة المتّصلة بـ4 مؤشرات تتصل بـ: المناخ، والتنوّع الحيويّ، ودورة المغذّيات من النيتروجين والفوسفور، والتربة.
مناخيا، تجاوزت البشرية بحوالي 65 جزءاً من المليون التركيزَ المسموح به من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجويّ، وهذا سيرفع متوسّط حرارة الأرض بـ1.5 درجة.
على مستوى التنوّع الحيويّ، %68 من تنوّع الكائنات قد أُزيل بالكليّة، علاوة على أنّ مليون نَوعٍ من النباتات والحيوانات من أصل 8 ملايين مهدَّدة اليوم بالانقراض.
انخفاض مُفزع في رصيد الطبيعة من الحشرات في عالَمٍ ترتكز فيه المحاصيل الزراعيّة بنسبة %70 على التلقيح الحشريّ.
*أكاديميّة وروائيّة تونسية