أبها: الوطن

قدم موقع studyfinds من خلال دراسة، منشورة في يوليو الماضي، ​دليلا على أن رواد الأعمال الأكبر سنا لديهم الكثير ليقدمونه، حيث أظهرت النتائج التي توصل إليها أن أولئك الذين يبدأون أعمالهم في وقت لاحق من حياتهم (50 عاما وما فوق) هم أكثر عرضة لجلب ابتكارات جذرية إلى السوق من أصحاب الأعمال الشباب، وأن هذه المنتجات والخدمات الجديدة التي يقدمونها ذات فائدة كبيرة للاقتصاد، وهذا يعني أن مهارات وخبرات رواد الأعمال الأكبر سنا ذات قيمة عالية.

كانت جولي وينرايت - التي عملت رئيسة تنفيذية لما يقرب من عقدين - في منتصف الخمسينيات من عمرها عندما أنشأت منصة RealReal للرفاهية المستعملة، وكان هارلاند ساندرز يبلغ من العمر 62 عاما عندما بدأ سلسلة مطاعم «كنتاكي فرايد تشيكن»، وكان بيرني ماركوس يبلغ من العمر 50 عاما عند افتتاح أول متجر لتحسين المنزل في هوم ديبوت. ولكن ما مدى شيوع إمكانات الابتكار هذه لدى رواد الأعمال الأكبر سنا؟

ابتكار أكبر بيع أكثر

استنادًا إلى بيانات 2900 من مؤسسي المشاريع الجديدة في ألمانيا في الفترة 2008 - 2017، وجد أنه مقابل كل 10 سنوات أخرى يزيد احتمال إدخال المؤسس حداثة في السوق بنسبة تصل إلى %30. وبالتالي، فإن رواد الأعمال الذين بلغوا مرحلة متأخرة من حياتهم المهنية والذين يتمتعون بتوجه عالٍ نحو الابتكار وذوي الخبرة الإدارية هم أكثر عرضة بـ3 مرات لتقديم مستجدات للسوق أكثر من متوسط ​​العينة.

وفيما يتعلق بالمبيعات، تعني 10 سنوات إضافية من العمر نحو 35000 يورو زيادة في المبيعات من الابتكارات سنويًا، وهو ما يزيد بنحو %26 على متوسط ​​العينة.

في حين يستمر التأثير الإيجابي لسن المؤسس على المنتجات أو الخدمات الجديدة حتى تقاعدهم.

المؤسسون الشباب

في المقابل، يقدم المؤسسون الشباب عددًا أكبر من الابتكارات بشكل عام، ولكن هذه الابتكارات أكثر شيوعًا في الأعمال التجارية، وتركز على تحسين العمليات، وتقديم المنتجات لشركة معينة، وقد تتضمن إنشاء برنامج جديد لخفض التكاليف، أو استخدام تقنية جديدة في تقليل وقت الإنتاج، أو إدخال ميزات جديدة لجعل المنتج / الخدمة أكثر سهولة في الاستخدام.

المبررات

الأسباب الرئيسة لهذه النتائج هي أن المؤسسين الأكبر سنًا يميلون إلى الاستفادة من الخبرة الإدارية والثروة الشخصية عند بدء شركاتهم الخاصة، والأفراد الذين ينتقلون من العمل مدفوع الأجر إلى ريادة الأعمال في وقت لاحق من حياتهم هم أيضًا أكثر عرضة لتوظيف موظفين أكثر تعليما، ومزيج من كل هذه العوامل يغير دوافع رواد الأعمال، وقدرتهم على خلق الابتكارات، ويجعل المؤسسين الأكبر سنا ناجحين في تطوير منتجات أو تقديم خدمات جديدة تعطل الأسواق.

كسر الأسطورة

تتحدى النتائج التي تم التوصل إليها الصورة النمطية السائدة بأن المؤسسين الأكبر سنا ليسوا مبتكرين للغاية، وتُظهر أنه من المهم التمييز بين تلك الابتكارات التي هي ببساطة جديدة لشركة معينة وتلك الابتكارات الجديدة في السوق.

ولكي تستفيد الدول من قدرة رواد الأعمال الأكبر سنا على تطوير ابتكارات جديدة حقًا، فإن ذلك يتطلب كسر الأسطورة القائلة إن «ريادة الأعمال مخصصة للشباب فقط».

من الناحية العملية، يتطلب هذا أنظمة معاشات تقاعدية تشجع على العمل لفترة أطول كرجل أعمال، ويجب علينا أيضًا تشجيع التنقل الوظيفي، حتى يتمكن الأفراد من الانتقال إلى ريادة الأعمال في وقت لاحق في الحياة.

تغيير جذري

بالنسبة لإدارة الشركات القائمة، تشير النتائج التي تم التوصل إليها إلى أن العمال الأكبر سنًا لديهم الكثير من إمكانات الابتكار. وحاليًا، قد يترك هؤلاء العمال وظائفهم، ويصبحون رواد أعمال، لمتابعة أفكار جديدة وناجحة تجاريًا. لذلك يجب أن تتحدى الإدارة الصور النمطية عن العمال الأكبر سنًا، وأن تخلق بيئات عمل، حيث يمكن للعمال الأكبر سنًا الذين يتمتعون بأفكار مبتكرة ومهارات واسعة دفع الابتكار إلى الأمام.

- رواد الأعمال الذين تخطوا الـ50 أكثر ابتكارا

- %30 تفوق الكبار على الشباب في ريادة الأعمال

- الشباب يركزون على التجديد في الشركات والكبار يقدمون منتجات جديدة للسوق