خلال السنة الأولى من عمر مجلة ( اقرأ) قررنا - كأسرة تحرير - أن تجري المجلة لقاءات مع الزعماء العرب يقوم بها رئيس التحرير شخصيًا.. فبدأت بنجم الرئاسات اليمنية فى ذلك الوقت الرئيس إبراهيم الحمدي، ونجح اللقاء إلى أبعد الحدود.. كما نجح العدد لدرجة أن المجلة التي كان سعرها في ذلك الوقت ثلاثة ريالات بیعت في الأسواق بـ 10 ريالات. وقد سرني في ذلك الوقت أن أتلقى برقية من الصديق الحميم الشيخ حسن آل الشيخ وزير المعارف - الذي كان قد حـيا المجلة عند صدورها بمقال رائع من مقالاته القصيرة المركزة - يشيد فيها بالمجلة وتغطياتها وبحديث الرئيس الحمدي. فكانت لفتة مفاجئة وكريمة من رجل كريم كنت أعرف أنه ليس بعيدًا عن شؤون واهتمامات المجلة.. ولكنه لم يكن قريبًا إلى ذلك الحد الذي عبرت عنه برقيته.. التي لم أنسها.
الشخصية الثانية التي اخترت أن أجري معها حوارًا.. كان الملك حسين بن طلال، واتصلت بالديوان الملكي الهاشمي الأردني فرحبوا باللقاء وحددوا لي موعدًا مع الملك، وسافرت إلى عمان في أواخر فبراير 1975م وبقيت في فندق «انتركونتننتال» عمان خمسة أيام انتظر لقاء العاهل الأردني. وعندما لم يتم اللقاء.. أبلغت «الديوان» في اليوم السادس بأنني لن أبقى أكثر من ذلك وإنني حجزت لعودتي الساعة السابعة من مساء اليوم التالي، فاستغربوا وحاولوا إقناعي بالبقاء أكثر فأصريت، خاصة انني جئت على موعد مسبق.
ولكن قبل منتصف نفس الليلة اتصلوا بي وأبلغوني بأن الموعد قد تحدد في الساعة الثانية من ظهر اليوم التالي، وبالفعل ذهبت في اليوم التالي إلى قصر بسمان والتقيت بالملك الذي كان يتأخر في الوصول لمكتبه إلى الواحدة ظهرًا حتى ينتهي من قراءة الصحف البريطانية التي كانت تصله يوميًا بانتظام. لقد غمرني الملك ببساطته وأريحيته وكان حديثه فياضًا وصريحًا استمر حتى الساعة السادسة مساء، لأخرج من القصر الى المطار فورًا.. لألحق برحلتي إلى جدة بـ«الكاد»..!!
لكن الحديث الجميل لم يكن محظوظًا، فبعد أن أعددنا اللقاء للنشر بصوره الملونة على ثمان صفحات.. بل وأدخلنا الغلاف للمطبعة بـ «عناوينه» يوم الاثنين، فجعنا بخبر الاعتداء على الملك فيصل واستشهاده في يوم الثلاثاء.. فتحركنا بسرعة وسط الوجوم الذي اصاب الجميع واستطعنا رغم ضيق الوقت أن نغير الغلاف من غلاف بالألوان إلى غلاف حزين بالأبيض والأسود تملؤه صورة للجنازة وقد حملها أبناء الملك فيصل يتقدمهم أكبرهم الأمير عبدالله الفيصل.. كانت صورة مؤثرة ومعبرة، وفي الداخل تمكنا من تقديم تغطية كاملة عن الحدث الجلل وعن حياة الملك وإنجازاته محليًا وعربيًا ودوليًا وانتهينا بالكاد مع الساعات الأخيرة من موعد صدور الله المجلة.
2006*
* كاتب وصحافي سعودي «1940 - 2021»
الشخصية الثانية التي اخترت أن أجري معها حوارًا.. كان الملك حسين بن طلال، واتصلت بالديوان الملكي الهاشمي الأردني فرحبوا باللقاء وحددوا لي موعدًا مع الملك، وسافرت إلى عمان في أواخر فبراير 1975م وبقيت في فندق «انتركونتننتال» عمان خمسة أيام انتظر لقاء العاهل الأردني. وعندما لم يتم اللقاء.. أبلغت «الديوان» في اليوم السادس بأنني لن أبقى أكثر من ذلك وإنني حجزت لعودتي الساعة السابعة من مساء اليوم التالي، فاستغربوا وحاولوا إقناعي بالبقاء أكثر فأصريت، خاصة انني جئت على موعد مسبق.
ولكن قبل منتصف نفس الليلة اتصلوا بي وأبلغوني بأن الموعد قد تحدد في الساعة الثانية من ظهر اليوم التالي، وبالفعل ذهبت في اليوم التالي إلى قصر بسمان والتقيت بالملك الذي كان يتأخر في الوصول لمكتبه إلى الواحدة ظهرًا حتى ينتهي من قراءة الصحف البريطانية التي كانت تصله يوميًا بانتظام. لقد غمرني الملك ببساطته وأريحيته وكان حديثه فياضًا وصريحًا استمر حتى الساعة السادسة مساء، لأخرج من القصر الى المطار فورًا.. لألحق برحلتي إلى جدة بـ«الكاد»..!!
لكن الحديث الجميل لم يكن محظوظًا، فبعد أن أعددنا اللقاء للنشر بصوره الملونة على ثمان صفحات.. بل وأدخلنا الغلاف للمطبعة بـ «عناوينه» يوم الاثنين، فجعنا بخبر الاعتداء على الملك فيصل واستشهاده في يوم الثلاثاء.. فتحركنا بسرعة وسط الوجوم الذي اصاب الجميع واستطعنا رغم ضيق الوقت أن نغير الغلاف من غلاف بالألوان إلى غلاف حزين بالأبيض والأسود تملؤه صورة للجنازة وقد حملها أبناء الملك فيصل يتقدمهم أكبرهم الأمير عبدالله الفيصل.. كانت صورة مؤثرة ومعبرة، وفي الداخل تمكنا من تقديم تغطية كاملة عن الحدث الجلل وعن حياة الملك وإنجازاته محليًا وعربيًا ودوليًا وانتهينا بالكاد مع الساعات الأخيرة من موعد صدور الله المجلة.
2006*
* كاتب وصحافي سعودي «1940 - 2021»