من العادات الجميلة لدى أكثر عائلات وقبائل المملكة أن الزواج عملية مشتركة بين العائلتين.. يتقاسمان الفرح والبهجة.. يقوم الشاب بدفع المهر وتجهيز عش الزوجية ـ أو قل قفص الزوجية ـ ويقوم بتأثيثه، ويرتب حجوزاته الخاصة به.. بينما تقوم عائلة العروسة بتولي باقي المهمة.. بحيث تقوم بترتيبات مكان الزواج والعشاء والتجهيزات الأخرى كتوجيه الدعوات وغيرها!
ليس أروع من المشاركة في تحمل المسؤولية.. وكما أن الأهل يفرحون ويحتفلون بزواج ابنهم ينبغي أن يكون هذا هو الوضع أيضاً مع ابنتهم.. فالمسألة يفترض أن تكون بالنسبة لهم فرحا حقيقيا.. ما الذي أود الوصول إليه؟
المشكلة أن هناك بعض العائلات والقبائل ترى أنه من المعيب أن يتدخل أهل العروس في موضوع الزواج، أو تحمل أدنى جزء من تكاليفه.. بل وحتى وقت قريب لم يكن البعض يحضر زواج ابنته وينسب هذا الفعل القبيح إلى الرجولة ومكارم الأخلاق زوراً وبهتاناً!
مكارم الأخلاق أن تفرح لزواج ابنتك كما تفرح لزواج ابنك.. أن توجه الدعوات لزواج ابنتك كما توجه الدعوات لزواج ابنك.. أن تشارك في زواج ابنتك كما تشارك في زواج ابنك.. أن تشترط كتابة اسم ابنتك في بطاقات الدعوة للزواج كما تفعل مع ابنك.. هنا تحديداً يعلّق الجرس، تناقشنا وكتبنا دون جدوى.. إذ ليس من اللائق أن يكتب اسم العريس في بطاقات الدعوة بينما تتم تغطية اسم ابنتك بغطاء كريمة فلان وكأنها فضيحة.. كما يفتخر أهل العريس بابنهم بعض الأبناء لا يساوي نص ريال.
يجب أن تفتخر أنت بابنتك التي تعبت على تربيتها وتعليمها وجعلت منها إنسانة رائعة بكل المقاييس.. يجب أن تشترط كتابة اسمها بـالبنط العريض.. وإن كان عريس الغفلة يخجل من ذكر اسم ابنتك في رقاع الدعوة، فثق أنه لا يستحق الاقتران بها!