منصور الضبعان

(1)

يستلم الطالب وثيقة التخرج وهو يعاني من الأعراض الأولية للرعاش، والتبول اللاإرادي، والرهاب لهول ما رآه من «الدكتور» وتجربته العلمية الرائدة في طلب العلم، من «اعتبر نفسك راسب» وحتى «لا أحد يدخل بعدي»!، مرورًا بـ«مين انت حتى تناقشني»!.

(2)

«البياض» الأعظم من أعضاء السلك الأكاديمي «المبجّل» يتعاملون بـ«أبوية» ومهنية، بأسلوب تربوي رفيع، إلى حد أن «المجتمع» يقدرهم قدرهم إلى حد عدم أخذ شكاوى الطلبة على محمل الجد.

(3)

بيد أن ثمة «نقطا» سوداء في هذا البياض تعاني من «الميغالومانيا»، لم تصل إلى درجة العلم التي تجعل صاحبها متواضعًا، فالجميع يأمل أن لا تنعكس ضغوط العمل، والمنزل، والحياة عمومًا، التي يتعرض لها الأستاذ الجامعي -كإنسان طبيعي- سلبًا على أبنائه وبناته الطلبة، فرحلة العلم التي قطعها كافية لمنحه آفاقًا أوسع للتعامل مع تلك الضغوط بـ«إيجابية».

(4)

الظلم ظلمات، والاعتدال بين «التدليع» و«الصرامة» مطلوب ويجيده الأستاذ الجامعي، سيما أن الطالب بلغ هذه المرحلة في رحلة طلب العلم بعد 12 عامًا من الجهاد في التعليم العام.

(5)

الشدة في فرض مزيد من «البحوث»، والمراجع، والواجبات؛ أمر مندوب، في ظل علاقة متينة بين «المعلّم» و«المتعلم»، علاقة هي أقرب للزمالة.

(6)

المرحلة الجامعية مكانة رفيعة، وقد وصل الطالب إلى مرحلة جعلت «الأمة» تتجهز لاستقبال عنصر على مستوى عال من الأهمية؛ لذا فمن الواجب احتضانه وتأهيله معنويًا ومعرفيًا، ومن غير المقبول عدم الإنصات لكفاءة يقترب من الخروج مع الباب الكبير ليكون «قيمة» رفيعة في المجتمع، ومشعل نور ومعرفة ونفع.

(7)

الرفق ما كان في شيء إلا زانه.