حددوها في الخطاب والمضامين واضطراب لغة الجسد
قال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا الدكتور شكيب مخلوف إن السعي لإنجاح جهود التعريف بالإسلام يتطلب إدراك الصعوبات التي تعترض التواصل الدعوي؛ كأن ينشأ خلل في انطباعات الجمهور المُخاطَب عن القائمين على الدعوة والتعريف بالإسلام أو عن المسلمين عامة.
ولمعالجة هذا الخلل رأى مخلوف الذي كان يتحدث أمس بمؤتمر مكة المكرمة الثاني عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي أنه يمكن اتخاذ جملة من التدابير بما يتجاوز الحواجز المعنوية ويعمق المصداقية والثقة ويعين على التفهم والقبول. وتزداد احتمالات ورود هذا الخلل عندما يَصدر الجهد التواصلي الدعوي من المنتسبين إلى أقلية ويتوجه للمنتسبين إلى أغلبية وقد ينشأ خلل في فهم الجمهور للرسالة الدعوية ويقتضي هذا من القائمين على الدعوة الإسلامية العناية بمضامين خطابهم والحذر من التعبيرات التي يمكن أن تُحال إلى تفسيرات سلبية تخالف المقصود أو تلك التي تستثير حساسية ثقافية ودينية.
كما ذهب مخلوف إلى أن الخلل قد يكون في سياقات التواصل كظرف زمني تتخلله أزمات تعصف بالمجتمع أو بفئات الجمهور المُخاطَب، أو يأتي الخلل في التفاعل والاستجابة، وهناك خلل قد يتأتى عبر لغة الخطاب الدعوي، وخلل في كيفية الأداء وملابساته، فقد يعتريها اضطراب فلا تكون هيئةُ القائمِ بالتواصل الدعوي في حركاته وسكناته - أي ما يُصطَلَح عليها بـلغة الجسد - موافقةً لمضمون خطابه وتُراعَى في هذا أيضاً نبرةُ الصوت وعُلوه أو انخفاضه بما يقتضيه الموقف، ثم قد يطرأ خلل في مستوى الخطاب؛ فقد يأتي الداعيةُ بخطاب معقد في موضع التبسيط أو بخطاب مبسط في موضع الإسهاب والتفصيل، وقد يأتي الحديثُ مسترسِلاً في مقام الإيجاز وتدخل في ذلك أيضاً مراعاة طبيعة التواصل من وسط إلى آخر ومن وسيلة إعلامية إلى أخرى.
إلى ذلك، واصل المشاركون في المؤتمر جلساته بمقر الرابطة بمكة المكرمة لمناقشة موضوع المؤتمر (الدعوة الإسلامية.. الحاضر والمستقبل)، وبين عدد منهم خلال الجلسة الثالثة احتياج الدعوة إلى المزيد من التأصيل؛ بحيث يشمل ذلك البناء الإسلامي (بناء الفرد وبناء الأسرة وبناء المجتمع) إلى جانب تهيئة الدعاة وتأهيلهم وإتقان فقه الدعوة وما يلزمه من ضوابط، والسير على نهج الأنبياء وخاتمهم محمد صلوات الله وسلامه عليه في وعظ الناس ودعوتهم؛ وذلك وفق نهج الحسنى الذي أمر الله سبحانه وتعالى به في كتابه. كما ناقش الباحثون قضايا الاختلاف في المناهج والرؤى ودعوا إلى التنسيق بين العلماء ومراكز الدعوة ومؤسساتها، معربين عن تقديرهم لرابطة العالم الإسلامي لإنشائها الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين وهيئة التنسيق العليا بين المنظمات الإسلامية، وحثوا الدعاة على التواصل مع الرابطة ومؤسساتها وهيئاتها للتنسيق في مجال العمل الدعوي وبرامجه التي ترتكز على تأصيل يتناسب وظروف الدعوة في مجتمعات المسلمين وغيرهم.
وأكدوا على أن شريعة الإسلام تشمل مبادئ إصلاح المجتمعات التي ترتكز على بناء الشخصية الإسلامية على أكمل الصفات وأعلاها، وأن شريعة الإسلام اهتمت بربط أفراد المجتمع بأحسن الروابط من أجل الوصول إلى أكمل درجات التعاون بواسطة تشريع العديد من الأحكام والأخلاق والقيم.