تعددت الانتقادات من القارئين حول بعض كتب تطوير الذات، وأنَّ ليس لها تأثير بالتغيير الملحوظ على القارئ، فهناك كتب تنظيرية تنص على قواعد وأدوات تحصينيه؛ وذلك للحث على العيش تحت سقفِ المثالية العالية من غير معطيات واقعية، وبلا شك أنها كتب تحفيزية؛ إذا كانت تحمل رسائل عن إدارة الوقت والتخطيط والتوازن والذكاء العاطفي، ففي داخل بعض هذه الكتب قد نجد نوعًا من الإيجابية، والبعض الآخر منها يبالغ في التعليمات الإرشادية والسرد التنظيري، وهذا ما يؤكد بأن هذه الكتب تجلب الشعور بتأنيب الضمير المستمر لدى القارئ، وتشعره بأنه إنسان عاجز أو ليس بالقوة المطلوبة بالمراحل الانتقالية في حياته، وتكون بعض رسائل كتب تطوير الذات نابعة من ثقافات وأفكار أخرى لا تتناسب مع ثقافتنا العربية والإسلامية، وقد يشعر القارئ معها بالإحباط والتأنيب وجلد الذات، حيث إنَّ الرسائل بداخلها واحدة، وتُعامل الآخرين بأنهم سواسية أمامها في التطلعات والميول والظروف والاتجاهات النفسية والاجتماعية، وهذا ما يسمى بالتعميم في إصدار الأحكام.
ولكل إنسان حياة مختلفة بمعطياتها وظروف تفاصيلها، وقيم وأولويات يسعى بقدراته إلى تحقيقها، لذا تختلف طرق الحياة وتجاربها ومبادئها وثقافاتها التي ترسبت مع مرور الزمن لدى الأشخاص؛ فالبيئة لها دور كبير في التأثير النفسي والنشأة الاجتماعية والفكرية، فالإنسان حين يتمسك بالقيم الأخلاقية والمنطق الذي يفرض حقه في حياتنا الاجتماعية والتراجع عن أخطاء الماضي وتصحيح الرؤية بمتغيرات الحياة الغير ثابتة، وهذا ما يؤكد لنا أهمية المعرفة و«التمكن العلمي»؛ فهي التي توصلنا إلى الثراء الذاتي المبني على أسس علمية، وبالتالي يتشكل لدى الفرد مع مرور الوقت توازن معرفي يمثل ثمرة التجارب الشخصية والذاتية التي تعكس جوهرية الداخل من إنتاجٍ قيم وعقلٍ مفكر وقلبٍ سليم وقدرةِ اللسان على البيان. وعليه فالإنسان مُطالب بالقول الحسن والتحلي بمكارم الأخلاق الفضيلة، لذا فلا قليلٌ من المجاملة ولا كثيرًا من الصدام، فالأهم ألا يظلم الإنسان نفسه باختيارات لا تُناسب قدراته ولا تمثل شخصيته ولا تعكس روحه وواقعه.
لا يمكن لأي نظرية أو فلسفة ما، أن تحقق الثراء الذاتي من دونِ رغبةٍ ملحةٍ من الشخص نفسه ومعطيات أيدولوجية وعلمية تساعده في الوصول إلى هذا الثراء والنزاهة؛ و أن يكون شخصًا مؤثرًا على الآخرين ومحفزًا لإبداعاتهم وطاقاتهم؛ وذلك لأن تحقيق الذات يحتاج إلى فضول معرفي وإصرار وتقبل الحقائق، لذلك فترويض النفس أن تعرف ما تريد أكثر مما لا تريد، وأن القيمة الذاتية يجب ألا تكون أعلى من التقدير الذاتي والنمو المعرفي، وهناك نظرية تثبت أن الأشخاص المتميزين بشخصياتهم الثرية وبحضورهم اللافت ينظرون للأمور المزعجة من زوايا جديدة؛ فغالبًا لا وجود للصح والخطأ في اختياراتهم؛ أي أنَّ كل الاحتمالات مُمكنة، وهناك تنوع وتجدد في أعمالهم وتجاربهم وأصدقائهم واهتماماتهم؛ إذ لا يمكن أن تسيطر عواطفهم في إنتاجهم أو إبداعهم و أفكارهم عليهم مهما كانت موضوعية، فتجدهم يتمتعون باستقلال فكري وشخصيات متفردة وغير مُستنسخة أو مكررة من غيرهم، وهذا جانب من جوانب الثراء المعرفي، ونتيجةً منطقيةً لتحقيقه.
ليس من الضروري أن تبقى على تواصل مع أي شخص ليس له تأثير جيد في حياتك، ولا تعتقد بأنك اكتفيت من العلم مهما وصل مستواك وتقدمك المعرفي والمهني، حيث إنَّ قيمة الانتقال من الموضع الملائم لك الذي يحدد القيمة الداخلية وليس الخارجية هو الأهم، وفي الوقت نفسه أن يكون الشخص ملهمًا ومحفزًا ودافعًا للتغيير والانتقال حتى لو كانت الخطوات بطيئة أو بشكل غير مباشر، فهو في نهاية الأمر نجاح وثراء وتأثير، لذلك فمن المهم ألا نجعل آراء الآخرين حكمًا ومقياسًا علينا، مما يؤثر سلبًا على البعض، فضلاً عن إصدار أحكام بناءً على تعميمٍ في الاختيار والقراءة والتحليل، فهناك مقولة شهيرة تقول إن: «معرفة الآخرين ذكاء ومعرفة النفس حكمة».
وتكمن براعة ذوي العوالم الداخلية الثرية في عدم الابتذال، وأنهم بارعون باتصالهم بالعالم الخارجي، حين تنطق أفكارهم سلوكًا ومعرفةً وعلمًا وانتقاءً لمفرداتهم بفصاحةٍ ودقةٍ في الاختيار وإصابةٍ في المعنى ومرونةٍ في الأفكار، ويستشعرون الواقع مع ذواتهم، إذ بلا شك لا يمكن أن تخرج من حوارٍ معه كما كنت قبل حواره، بل نراه أوجد لنفسه وللآخر المتلقي رؤيةً مختلفةً تتضمن الكثير من الأفكار والمذاهب والفلسفات والنظريات؛ وذلك من خلال باطن الشخصية الثرية المتجسدة في ثوابته وحواراته وتعاملاته، لذا نحن أمام نهضة علمية ثقافية في تفكيره وإنتاجه ونظرته الشمولية في إدراك العالم؛ نظير حكمته واتصاله الفعّال، وهذا ما يؤكد أهمية الحوارات والنقاشات التي يتخللها احترام الطرف الآخر، ويسودها المنطق والحجة والتمكن العلمي، فهي التي تحقق نتائج إيجابية مُثمرة كفيلة ببناء الفكر وزيادة الوعي والنمو العلمي، يقول الفيلسوف ديفيد بوم إن «الغاية من الحوار ليس أن تفكك المفاهيم أو كسب النقاش ولو علق كل شخص منا رأيه، فسننظر لكل شيء معًا على قدم المساواة دون إسقاط آرائنا المسبقة وانحيازانا على الأشياء».
إنَّ البعض قد يتلبس باسم الأخلاق المؤقتة؛ فنجد بعضهم بمجردِ حصوله على مراتب دراسية متقدمة أو مكانة عملية أو اجتماعية عليا، فإنه يشعر أنه قد وصل القمة بالنزاهة والثراء، وهذا وصول مختلف؛ لأن العائد من المصلحة قد يكون ماديًا، فحصول البعض على مكانة اجتماعية قد يشكل هوية مختلفة وغير حقيقية، والجمع بينهم صعب في الحصول على قوة علمية واجتماعية، لكن الذي يشكل أهمية أكبر في وقتنا الراهن لدى بعض الأشخاص أن المال أهم من التدريب النفسي، ويدور في نفس من حصل على شهادة علمية بأنه مستحوذ على سلطة أو بأنه يملك المعرفة المطلقة بكل جوانب الحياة، ما لم يحصل على تجارب وخبرات كافية، فنجد من الناس المكابر والمغرور والحاسد، ونجد المحطم داخليًا، ومع هذا يتكلم بما لا يعنيه، وفي بعض المسائل يطلق الأحكام ويسرد التجارب بزعمهِ ملك الغابة.
إنَّ الوصول للقمة صعب جدًا، ويتطلب الكثير من الجهد والتواضع والوضوح والصدق وبناء الذات، وبعد جمعِ حصيلةٍ من المعلومات والقراءات الشخصية والبحث والاطلاع، تتكون لدينا هوية مليئة بالحكمة والمعرفة والصبر والاتزان والإقناع العلمي والسلوكي، لذلك فقد تعددت أوجه الفكر الإنساني في مراحل مختلفة، فالتفكير المستنير هو الفكر المؤدي إلى النهضة الحقيقية، ودرجاته أعلى من التفكير المنطقي والعميق، وهو ما يشكل الثراء والنزاهة الذاتية.
R_nughmshi@
ولكل إنسان حياة مختلفة بمعطياتها وظروف تفاصيلها، وقيم وأولويات يسعى بقدراته إلى تحقيقها، لذا تختلف طرق الحياة وتجاربها ومبادئها وثقافاتها التي ترسبت مع مرور الزمن لدى الأشخاص؛ فالبيئة لها دور كبير في التأثير النفسي والنشأة الاجتماعية والفكرية، فالإنسان حين يتمسك بالقيم الأخلاقية والمنطق الذي يفرض حقه في حياتنا الاجتماعية والتراجع عن أخطاء الماضي وتصحيح الرؤية بمتغيرات الحياة الغير ثابتة، وهذا ما يؤكد لنا أهمية المعرفة و«التمكن العلمي»؛ فهي التي توصلنا إلى الثراء الذاتي المبني على أسس علمية، وبالتالي يتشكل لدى الفرد مع مرور الوقت توازن معرفي يمثل ثمرة التجارب الشخصية والذاتية التي تعكس جوهرية الداخل من إنتاجٍ قيم وعقلٍ مفكر وقلبٍ سليم وقدرةِ اللسان على البيان. وعليه فالإنسان مُطالب بالقول الحسن والتحلي بمكارم الأخلاق الفضيلة، لذا فلا قليلٌ من المجاملة ولا كثيرًا من الصدام، فالأهم ألا يظلم الإنسان نفسه باختيارات لا تُناسب قدراته ولا تمثل شخصيته ولا تعكس روحه وواقعه.
لا يمكن لأي نظرية أو فلسفة ما، أن تحقق الثراء الذاتي من دونِ رغبةٍ ملحةٍ من الشخص نفسه ومعطيات أيدولوجية وعلمية تساعده في الوصول إلى هذا الثراء والنزاهة؛ و أن يكون شخصًا مؤثرًا على الآخرين ومحفزًا لإبداعاتهم وطاقاتهم؛ وذلك لأن تحقيق الذات يحتاج إلى فضول معرفي وإصرار وتقبل الحقائق، لذلك فترويض النفس أن تعرف ما تريد أكثر مما لا تريد، وأن القيمة الذاتية يجب ألا تكون أعلى من التقدير الذاتي والنمو المعرفي، وهناك نظرية تثبت أن الأشخاص المتميزين بشخصياتهم الثرية وبحضورهم اللافت ينظرون للأمور المزعجة من زوايا جديدة؛ فغالبًا لا وجود للصح والخطأ في اختياراتهم؛ أي أنَّ كل الاحتمالات مُمكنة، وهناك تنوع وتجدد في أعمالهم وتجاربهم وأصدقائهم واهتماماتهم؛ إذ لا يمكن أن تسيطر عواطفهم في إنتاجهم أو إبداعهم و أفكارهم عليهم مهما كانت موضوعية، فتجدهم يتمتعون باستقلال فكري وشخصيات متفردة وغير مُستنسخة أو مكررة من غيرهم، وهذا جانب من جوانب الثراء المعرفي، ونتيجةً منطقيةً لتحقيقه.
ليس من الضروري أن تبقى على تواصل مع أي شخص ليس له تأثير جيد في حياتك، ولا تعتقد بأنك اكتفيت من العلم مهما وصل مستواك وتقدمك المعرفي والمهني، حيث إنَّ قيمة الانتقال من الموضع الملائم لك الذي يحدد القيمة الداخلية وليس الخارجية هو الأهم، وفي الوقت نفسه أن يكون الشخص ملهمًا ومحفزًا ودافعًا للتغيير والانتقال حتى لو كانت الخطوات بطيئة أو بشكل غير مباشر، فهو في نهاية الأمر نجاح وثراء وتأثير، لذلك فمن المهم ألا نجعل آراء الآخرين حكمًا ومقياسًا علينا، مما يؤثر سلبًا على البعض، فضلاً عن إصدار أحكام بناءً على تعميمٍ في الاختيار والقراءة والتحليل، فهناك مقولة شهيرة تقول إن: «معرفة الآخرين ذكاء ومعرفة النفس حكمة».
وتكمن براعة ذوي العوالم الداخلية الثرية في عدم الابتذال، وأنهم بارعون باتصالهم بالعالم الخارجي، حين تنطق أفكارهم سلوكًا ومعرفةً وعلمًا وانتقاءً لمفرداتهم بفصاحةٍ ودقةٍ في الاختيار وإصابةٍ في المعنى ومرونةٍ في الأفكار، ويستشعرون الواقع مع ذواتهم، إذ بلا شك لا يمكن أن تخرج من حوارٍ معه كما كنت قبل حواره، بل نراه أوجد لنفسه وللآخر المتلقي رؤيةً مختلفةً تتضمن الكثير من الأفكار والمذاهب والفلسفات والنظريات؛ وذلك من خلال باطن الشخصية الثرية المتجسدة في ثوابته وحواراته وتعاملاته، لذا نحن أمام نهضة علمية ثقافية في تفكيره وإنتاجه ونظرته الشمولية في إدراك العالم؛ نظير حكمته واتصاله الفعّال، وهذا ما يؤكد أهمية الحوارات والنقاشات التي يتخللها احترام الطرف الآخر، ويسودها المنطق والحجة والتمكن العلمي، فهي التي تحقق نتائج إيجابية مُثمرة كفيلة ببناء الفكر وزيادة الوعي والنمو العلمي، يقول الفيلسوف ديفيد بوم إن «الغاية من الحوار ليس أن تفكك المفاهيم أو كسب النقاش ولو علق كل شخص منا رأيه، فسننظر لكل شيء معًا على قدم المساواة دون إسقاط آرائنا المسبقة وانحيازانا على الأشياء».
إنَّ البعض قد يتلبس باسم الأخلاق المؤقتة؛ فنجد بعضهم بمجردِ حصوله على مراتب دراسية متقدمة أو مكانة عملية أو اجتماعية عليا، فإنه يشعر أنه قد وصل القمة بالنزاهة والثراء، وهذا وصول مختلف؛ لأن العائد من المصلحة قد يكون ماديًا، فحصول البعض على مكانة اجتماعية قد يشكل هوية مختلفة وغير حقيقية، والجمع بينهم صعب في الحصول على قوة علمية واجتماعية، لكن الذي يشكل أهمية أكبر في وقتنا الراهن لدى بعض الأشخاص أن المال أهم من التدريب النفسي، ويدور في نفس من حصل على شهادة علمية بأنه مستحوذ على سلطة أو بأنه يملك المعرفة المطلقة بكل جوانب الحياة، ما لم يحصل على تجارب وخبرات كافية، فنجد من الناس المكابر والمغرور والحاسد، ونجد المحطم داخليًا، ومع هذا يتكلم بما لا يعنيه، وفي بعض المسائل يطلق الأحكام ويسرد التجارب بزعمهِ ملك الغابة.
إنَّ الوصول للقمة صعب جدًا، ويتطلب الكثير من الجهد والتواضع والوضوح والصدق وبناء الذات، وبعد جمعِ حصيلةٍ من المعلومات والقراءات الشخصية والبحث والاطلاع، تتكون لدينا هوية مليئة بالحكمة والمعرفة والصبر والاتزان والإقناع العلمي والسلوكي، لذلك فقد تعددت أوجه الفكر الإنساني في مراحل مختلفة، فالتفكير المستنير هو الفكر المؤدي إلى النهضة الحقيقية، ودرجاته أعلى من التفكير المنطقي والعميق، وهو ما يشكل الثراء والنزاهة الذاتية.
R_nughmshi@