الأحساء: عدنان الغزال

فيما أكدت هيئة الغذاء والدواء عدم وجود مخاوف مرتبطة باستهلاك مادة «الأسبارتام»، أبان متخصصون في سلامة الأغذية، أن تقارير علمية متخصصة بينت أن الأسبارتام لا يسبب السرطان أو يشكل خطرًا كبيرًا على صحة الإنسان عند استهلاكه ضمن مستويات المدخول اليومي المقبول، وتحديدها عند 40 ملليجرامًا لكل كيلوجرام من وزن الجسم، ويمكن أن يستهلك الإنسان هذه الكمية يوميًا طوال حياته دون أي آثار ضارة.

إعلان ثم تراجع

أعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبارتام مادة «مسرطنة»، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا حول العالم حيث انشغلت كثير من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بهذه القضية، ثم اجتمعت لجنة الخبراء المشتركة في المنظمة العالمية وتراجعت عن تصريحاتها السابقة، وخلصت إلى أن البيانات التي خضعت للتقييم لا تشير إلى وجود سبب كاف لتعديل مدخول الأسبارتام اليومي المقبول المحدد سابقًا والذي يتراوح من 0 إلى 40 مج لكل كج من وزن الجسم.

وبناءً على ذلك، أكدت اللجنة مجددًا أنه من المأمون للفرد أن يستهلك الأسبارتام ضمن هذه الحدود كل يوم.



وعلى سبيل المثال، كي يتجاوز الشخص البالغ الذي يزن 70 كج المدخول اليومي المقبول من الأسبارتام، يلزم عليه أن يستهلك أكثر من 9 إلى 14 علبة من مشروبات الحمية الغازية المحتوية على 200 أو 300 مج من الأسبارتام يوميًا، على افتراض أنه لا يوجد هناك مدخول آخر من مصادر غذائية أخرى.

الفينيل كيتون

بدوره، قال الدكتور صلاح الهاجري «المتخصص في فلسفة الأمراض والمناعة»: الأسبارتام، يتميز بصفتين، هما قلة السعرات (4 سعرات لكل جرام)، والصفة الثانية هي شدة حلاوته، فهو أحلى من السكر العادي بـ200 مرة، لذا يستعمل بكميات ضئيلة مقارنة مع السكر العادي، لذا هو جيد لتحلية الطعام دون الحصول على سعرات عالية كما هو في السكر، ولا يتحمل درجة الحرارة العالية، لذا هو غير مناسب لتحلية المخبوزات.



وبين أن الأسبارتام من المحليات الصناعية المصرح باستعمالها، وهو آمن إذا ما تم استعماله وفق ضوابطه، فلا ينبغي الإكثار منه أكثر من الحد المسموح به وهو 40 ملجم لكل كلجم من وزن الإنسان، ومن يعاني من مرض الفينايل كيتون يوريا (وهو مرض متعلق بالجهاز البولي) ينبغي أن لا يتناوله، والأسبارتام كما أي مادة غذائية يجب على الفرد أن يتركها إذا تحسس أو تضرر منها، وهذا أمر وارد في جميع المواد الغذائية.

منخفض السعرات

أبان متخصصون في سلامة الغذاء لـ«الوطن»، أن «الأسبارتام» هو مُحلي صناعي منخفض السعرات الحرارية، يستخدم بشكل شائع في المشروبات الغازية وغيرها من المنتجات الغذائية، كانت هناك مخاوف أثيرت بشأن سلامته وارتباطاته المحتملة بالسرطان، ومع ذلك، فقد وجدت هيئات البحث العلمي والتنظيمي كإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) أنه آمن للاستهلاك، وتم إجراء الدراسات لتقييم سلامته.

تحليل المخاطر

أوضح المتخصصون أنه لتقييم مخاطر الأسبارتام في المحليات الغازية وضمان سلامتها، يمكن استخدام عدد من طرق وبرامج تقييم المخاطر، بما في ذلك برنامج تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة (HACCP) والأنظمة التنظيمية الأخرى، ويتضمن تطبيق نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة الخطوات التالية: تحديد المخاطر المحتملة كالمخاطر الميكروبيولوجية أو الكيميائية أو الفيزيائية المرتبطة باستخدام الأسبارتام في المحليات الغازية، وتطبيق تدابير التحكم لمنع المخاطر أو تقليلها أو القضاء عليها، ووضع معايير محددة لضمان استخدام الأسبارتام ضمن حدود آمنة، وتنفيذ إجراءات للرصد والتحقق من الوفاء بالحدود الحرجة، وتحديد الإجراءات التي يتعين اتخاذها في حالة حدوث انحراف عن الحدود الحرجة، ومراجعة والتحقق بانتظام من فعالية نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة.

الاضطرابات العصبية

شدد المتخصصون على أن الامتثال للمعايير والإرشادات التنظيمية، أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة الأسبارتام في المحليات الغازية.

وخلصت عدد من الجهات التنظيمية المسؤولة عن سلامة الأغذية، إلى أنه لا يوجد دليل مقنع لتصنيف الأسبارتام على أنه مادة مسرطنة، وتؤكد عدد من الجهات العلمية، أن الأدلة الحالية لا تدعم العلاقة السببية بين استهلاك الأسبارتام وتطور السرطان، لافتين إلى أنه أجريت دراسات لتقييم آثاره المحتملة على صحة الإنسان، بما في ذلك ارتباطه بحالات مثل السرطان والاضطرابات العصبية.

الأسبارتام

مُحلي اصطناعي يستخدم على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينات القرن العشرين.

استخداماته

- مشروبات الحمية

- العلكة

- الجيلاتين

- المثلجات

- منتجات الألبان

- حبوب الإفطار

- معجون الأسنان

- الأدوية مثل قرص السعال والفيتامينات القابلة للمضغ