عبدالله مفرح عسيري

ظاهرة حب الشهرة غالبًا ما تنتشر بين فئة الشباب ذكورًا وإناثًا، ومصطلح الشهرة أكثر ما ظهر في هذا العصر من خلال ما يسمى ببرامج التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في انتشار المحتوى الإعلامي الذي يقدمه الشخص لينتشر في الفضاء الإلكتروني على مدار الساعة.

لقد وجد الشباب ضالتهم في هذه الوسائل المغرية من خلال ظهورهم إعلاميًا وتواصلهم السريع مع الآخرين، لقد جذبت وسائل التواصل الاجتماعي الشباب وحفزتهم للاشتراك بها، خاصة أن معظم هذه الوسائل أصبحت تمنح الشخص في بعض الأحيان، ومن خلال شروط معينة، مبالغ مالية مغرية.

هذه المزايا المادية وغيرها دفعت معظم الشباب بالاندفاع نحو الاشتراك بوعي أو بغير وعي في هذه البرامج، سواء في صنع محتوى إعلامي كالمقاطع أو بالبثوث المباشرة، والتي قد تكون مشاركات مفيدة وقد تكون عكس ذلك، وهنا تظهر خطورة هذه المشاركات لأنها كما ذكرت تنتشر في الفضاء الإلكتروني لتصل للملايين من المتابعين وفي ثوان معدودة فقط، ومن الطبيعي أن تتخطى هذه المشاركات الحدود الجغرافية للوطن، فقد تجد أن إحدى هذه المشاركات ترصد من بعض الأجهزة الإعلامية الخارجية وتعلق عليها إما من باب التندر أو الإعجاب أو النقد أو لبث سموم إعلامية معادية.

شبابنا هم مستقبل الوطن، ومن الضرورة الاهتمام والمحافظة على أمنهم الفكري وتوعيتهم وتحذيرهم من خطورة الوقوع في أخطاء أو مخالفات أو محاذير أمنية أو أخلاقية أو شرعية، لذا أقترح على وزارة الإعلام وبالتعاون مع وزارة التعليم وغيرها من الجهات المعنية القيام بدور رئيسي توعوي في نشر رسائل التوعية والتثقيف المستمر في جميع وسائل الإعلام، لجميع المشاركين، ومنهم المشاهير الذين يحظون بمتابعة الآلاف من المتابعين، والعمل على تقديم دورات توعوية مجانية من خلال منصة إلكترونية مخصصة لهذا الغرض تسهم في تأهيلهم إعلاميًا، وتحصينهم فكريًا وثقافيًا، وتدريبهم في فن صياغة المحتوى الإعلامي، في إطار المسموح به وفقًا للأنظمة والتعليمات، وتنبيههم إلى ضرورة الإلمام التام بالخطوط الحمراء الثلاثة التي أعلنها سمو ولي العهد -يحفظه الله- ولا يمكن تجاوزها، أولها ديننا الإسلامي الحنيف، وثانيها الابتعاد عن شخصنة الأمور، وثالثها الأمن الوطني، لكي ينطلقوا من أسس واضحة تكسبهم المعرفة والثقة، وتساعدهم في ضبط رسائلهم الإعلامية الهادفة، لكي ينقلوا صورة رائعة عن مثالية شباب الوطن، ويصبحوا منابر إعلامية وطنية ناجحة، وقدوات حسنة لهم رسالة هادفة في معالجة الكثير من المشاكل والقضايا التي تهم الوطن والمجتمع والشباب، كالمشاركات في الموضوعات الوطنية والعلمية والطبية والرياضية والثقافية الهامة وغيرها.

شبابنا ثروة لا تقدر بثمن، وهم قادة مستقبل الوطن، لنسهم جميعًا في كل ما يسهم في سلامة صحتهم ورقي تربيتهم، وجودة دراستهم، وروعة أفكارهم وتميز إبداعاتهم، وجمال عطائهم وحسن سلوكياتهم، وتنمية مواهبهم ودعم قدراتهم.

*وقفة*

شباب وشابات الوطن -بعد الله- أنتم أمل وطموح الوطن.. أنتم مستقبل مسيرة العطاء والتنمية لهذا الوطن الغالي.. أنتم رسل السلام والإنسانية.. أنتم أصحاب المبادرات الإيجابية العظيمة.. أنتم ركيزة من ركائز أمن الوطن.. بكم يزداد الوطن قوة ومنعة ضد كل الأعادي والخصوم.