سيشهد العقلاء والمنصفون أن هذه الدولة ـ بكافة مكوناتها ـ واحدة من دول قلائل وقفت مع الشعب السوري في أزمته الطاحنة، بما تستطيع.
آخر المواقف هو ما تم تسجيله صباح أمس في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض حينما ألغت الغرفة لقاء وفد رجال الأعمال الروسي مع رجال الأعمال السعوديين تعاطفا مع الشعب السوري.
حملة المقاطعة والنداءات انطلقت من موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) حتى تفاعل معها الأكثرية، وأصبحت تُشكل رأياً عاما ضاغطاً.
أجمل ما في المقاطعة ـ في العالم اليوم ـ أنها شأن شعبي لا علاقة للحكومات به.. بل وفي مواقف معينة تُخرج الحكومات من الحرج السياسي.. تقوم الشعوب بالتفاعل مع الدعوات وتقاطع منتجات دولة ما، أو شركة معينة.. المقاطعة سلاح شعبي فتّاك.. وسيلة ضغط اقتصادي، تُرغم الخصم على تبديل موقفه تجاه قضية ما، وفي حالات نادرة تصبح بمثابة الثأر والانتقام، تماما كما حدث في الحالة الدنماركية قبل سنوات.
ـ اللبس الحاصل في شأن المقاطعة هو ما يردده بعض المستلبين ثقافياً، أو لنقل أصحاب الأهواء الشخصية، حينما يرفضون مقاطعة البضائع الروسية، ويسخرون من عدم مقدرة الناس من مقاطعة البضائع والمنتجات الأميركية أو الصينية أو حتى بعض الأدوية الدنماركية.. وفي هذا خلط كبير يتناقض مع التوجيه الرباني: فاتقوا الله ما استطعتم.. أنت تقاطع وفق قدرتك ـ ما لا يدرك كله لا يترك جله ـ ما يتجاوز قدرتك لست ملزماً بمقاطعته.. غير أن هؤلاء لا يريدون المقاطعة، ولا يريدون لغيرهم أن يقاطع ـ كما يقال شعبياً: يكسّرون المجاديفـ لا قالوا خيرا، ولا سكتوا!
شكرا جزيلا للغرفة التجارية الصناعية بالرياض على استجابتها للمطالب الشعبية.. شكرا لها مرة أخرى لتسجيل موقف يُضاف لسلسلة المواقف المشرفة لهذه البلاد وأهلها.