المعروف أن كل مساحة جغرافية تحوي تجمعا بشريًا تنشأ عن ذلك التجمع ثقافة نابعة من طبيعة الأرض ومن النشاط العملي لسكانها، ومن إرثها لحضاراتها السابقة، ما ينتج عن ذلك سمات تميزها عن غيرها من باقي الثقافات، وقد تنصهر أكثر من ثقافة فيما بينها لترسم لنا لوحة ممتزجة الألوان، مقدمة واقعا أجمل وأثرى ثقافيا.
وأرض الوطن بتنوعها الجغرافي والمناطقي بما يعد المغذي الرئيس لثقافاتها المتعددة وطبيعة سكانها باختلاف مناطقهم، ساحليا أو صحراويا أو زراعيًا أو جبليًا. هذا التنوع الذي ينطق جماله بلغة الترابط والتكامل هو المعادلة الموزونة لقياس الروح الوطنية الصامدة في مواقفها وانتمائها، والبعيدة عن الانزلاق نحو مغذيات تسعى للشتات والفرقة بنزعاتها العنصرية والعصبية سواء القبلية أو المناطقية.
بعض (العقول) كما أنها لا تستوعب الآخر، تبدو كذلك - أيضا - في استيعابها للتنوع البيئي والثقافي للوطن.
وينشط ازدراؤها لحد الحقد ولمرحلة أخطر عندما يتوافق مع المناسبات والمواسم والإنجازات الوطنية، بإثارة البلبلة والفرقة، وفي بعض الأحيان المتقدمة من عصبيتها، يتحول حقدها إلى نشر الإشاعات والتضليل بين البسطاء والساذجين، ليكون محتواها صيدا سهلا للمتربصين من أعداء الوطن، ومادة تثير الجدل بلا مصداقية أو مصدر، والمؤسف أكثر أنها تبقى مادة جدلية بلا نفي أو إثبات!.
بعد أن تتجاهل تراثها وتتجنى عليه من باب العنصرية المناطقية، أو محاولة التشكيك فيه ونسف بعضه أو كله، بالتحقير والتصغير والاستهانة فيه. واللوم هنا في المقام الأول للمناهج الدراسية التي في فترة من الفترات مجدت وصنعت لعشاق بعض الأعلام هوية مزيفة بصمتها عن تاريخ الجزيرة العربية، وإرثنا الوطني العظيم منذ قيام الدولة السعودية الأولى حتى الآن. واللوم أيضا على المحتوى الفني في الدراما التلفزيونية والسينمائية الذي لا زال يكرر أمام جمهور (حريم السلطان)، بتناسي ملاحم وقصص بطولية لا زالت سجينة الكتب في زمن لا يعترف إلا باللقطة المصورة (المشهد البصري).
البعض قد لا يستوعب مسؤولية هذا الإرث التاريخي، ويود لو أن يمحوه لأجل نزعة عصبية، يكابر أمامها على الاعتراف بالتنوع الثقافي لوطنه ولغير منطقته، وبالاعتراف أن الوطن هو لوحة الفسيفساء الأصيلة بتعدد ألوانها العميقة .
في أحد الاحاديث العابرة، سردت لي إحدى الزميلات تاريخ تركيا بأكمله وتاريخ جيشه حفظًا عن ظهر قلب ،وحينما وصل الحديث عن الوطن كان فقر المعلومات والمغالطات (الفظة) طاغٍ على كلامها بحجم الفظاظة والتجني الذي ما أن يغسل ما شابه من تلوث، إلا ويبدأ يدور كدورة غسل الملابس في الغسالة، ثم يعود عكسًا على أدراجه حتى يجف ويبهت ويتلوث من جديد.
برأيي أننا يمكن أن نضع حلا جذريا ودائما ينهي هذا الجدل، ألا وهو ( الوعي) ،خاصة إذا تغلغل في محتوى صحيح يوضح التراث المناطقي والإرث التاريخي، وقبل كل ذلك إيجاد محتوى يفقه الناس بأهمية الاعتدال المناطقي الذي بدأ يتجه نحو التطرف والعصبيه لدى البعض، فلا يكفي إقرار قانون يقضي على إثارة النعرات وتأجيج العصبيات فقط، بل يجب أن يكون هناك ما يمنع نشوءها من الأصل (بجلب محتوى تاريخي وفني لأرثنا العظيم).
وأرض الوطن بتنوعها الجغرافي والمناطقي بما يعد المغذي الرئيس لثقافاتها المتعددة وطبيعة سكانها باختلاف مناطقهم، ساحليا أو صحراويا أو زراعيًا أو جبليًا. هذا التنوع الذي ينطق جماله بلغة الترابط والتكامل هو المعادلة الموزونة لقياس الروح الوطنية الصامدة في مواقفها وانتمائها، والبعيدة عن الانزلاق نحو مغذيات تسعى للشتات والفرقة بنزعاتها العنصرية والعصبية سواء القبلية أو المناطقية.
بعض (العقول) كما أنها لا تستوعب الآخر، تبدو كذلك - أيضا - في استيعابها للتنوع البيئي والثقافي للوطن.
وينشط ازدراؤها لحد الحقد ولمرحلة أخطر عندما يتوافق مع المناسبات والمواسم والإنجازات الوطنية، بإثارة البلبلة والفرقة، وفي بعض الأحيان المتقدمة من عصبيتها، يتحول حقدها إلى نشر الإشاعات والتضليل بين البسطاء والساذجين، ليكون محتواها صيدا سهلا للمتربصين من أعداء الوطن، ومادة تثير الجدل بلا مصداقية أو مصدر، والمؤسف أكثر أنها تبقى مادة جدلية بلا نفي أو إثبات!.
بعد أن تتجاهل تراثها وتتجنى عليه من باب العنصرية المناطقية، أو محاولة التشكيك فيه ونسف بعضه أو كله، بالتحقير والتصغير والاستهانة فيه. واللوم هنا في المقام الأول للمناهج الدراسية التي في فترة من الفترات مجدت وصنعت لعشاق بعض الأعلام هوية مزيفة بصمتها عن تاريخ الجزيرة العربية، وإرثنا الوطني العظيم منذ قيام الدولة السعودية الأولى حتى الآن. واللوم أيضا على المحتوى الفني في الدراما التلفزيونية والسينمائية الذي لا زال يكرر أمام جمهور (حريم السلطان)، بتناسي ملاحم وقصص بطولية لا زالت سجينة الكتب في زمن لا يعترف إلا باللقطة المصورة (المشهد البصري).
البعض قد لا يستوعب مسؤولية هذا الإرث التاريخي، ويود لو أن يمحوه لأجل نزعة عصبية، يكابر أمامها على الاعتراف بالتنوع الثقافي لوطنه ولغير منطقته، وبالاعتراف أن الوطن هو لوحة الفسيفساء الأصيلة بتعدد ألوانها العميقة .
في أحد الاحاديث العابرة، سردت لي إحدى الزميلات تاريخ تركيا بأكمله وتاريخ جيشه حفظًا عن ظهر قلب ،وحينما وصل الحديث عن الوطن كان فقر المعلومات والمغالطات (الفظة) طاغٍ على كلامها بحجم الفظاظة والتجني الذي ما أن يغسل ما شابه من تلوث، إلا ويبدأ يدور كدورة غسل الملابس في الغسالة، ثم يعود عكسًا على أدراجه حتى يجف ويبهت ويتلوث من جديد.
برأيي أننا يمكن أن نضع حلا جذريا ودائما ينهي هذا الجدل، ألا وهو ( الوعي) ،خاصة إذا تغلغل في محتوى صحيح يوضح التراث المناطقي والإرث التاريخي، وقبل كل ذلك إيجاد محتوى يفقه الناس بأهمية الاعتدال المناطقي الذي بدأ يتجه نحو التطرف والعصبيه لدى البعض، فلا يكفي إقرار قانون يقضي على إثارة النعرات وتأجيج العصبيات فقط، بل يجب أن يكون هناك ما يمنع نشوءها من الأصل (بجلب محتوى تاريخي وفني لأرثنا العظيم).