جدة: الوطن

نجحت الدبلوماسية السعودية في إعادة ترتيب البيت العربي من خلال قمة جدة، التي عقدت الجمعة، حيث أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، مضي الدول العربية للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبها، ويصون حقوق أمتها، مشددا على عدم السماح بأن تتحوّل منطقتنا إلى ميادين للصراعات.

وخلال ترؤسه أعمال القمة العربية الـ32، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، رحب ولي العهد بالقادة والزعماء وضيف القمة، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وقال: «نأمل أن تتكلل جهودنا بالتوفيق والنجاح»، مثمنا جهود الرئيس الجزائري المبذولة خلال ترؤس بلاده الدورة السابقة، وما يقدمه الأمين العام لجامعة الدول العربية، وجميع العاملين فيها، لخدمة العمل العربي المشترك.

وأضاف ولي العهد السعودي: «نؤكد لدول الجوار، وللأصدقاء في الغرب والشرق، أننا ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأننا لن نسمح بأن تتحوّل منطقتنا إلى ميادين للصراعات، ويكفينا مع طي صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانتها شعوبها، وتعثرت بسببها مسيرة التنمية».

الترحيب بالأسد وزيارة زيلينسكي

وصفت وكالة «أسوشيتد برس» الترحيب بعودة الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى الجامعة العربية، بعد تعليق دام 12 عاما، وزيارة الرئيس الأوكراني المفاجئة، بنجاح دبلوماسي سعودي يؤكد الطموحات الكبيرة للمملكة في مد جسور السلام بين الدول المتنازعة في المنطقة وخارجها.

وقالت الوكالة إن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، يسعى إلى التقارب الإقليمي بالنشاط نفسه الذي جلبه سابقا إلى المواجهة بين المملكة وإيران.

وفي الأشهر الأخيرة، أعادت المملكة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وقادت الضغط من أجل عودة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية، البالغ عددها 22 دولة.



ورحب ولي العهد بكل من الأسد وزيلينسكي في مدينة جدة، معربا عن دعمه «كل ما يساعد في الحد من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا». وأضاف أن المملكة التي توسطت في تبادل الأسرى العام الماضي «مستعدة لبذل جهود الوساطة».

وقد قدمت المملكة 400 مليون دولار مساعدات لأوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، وصوتت لمصلحة قرارات الأمم المتحدة التي تطالب روسيا بإنهاء غزوها، ومعارضة ضم الأراضي الأوكرانية إليها.

ختام القمة بإعلان جدة

اختتمت القمة العربية الـ32 الجمعة، واعتمد مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة «إعلان جدة»، بحسب ما أعلن ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بصفته رئيس القمة.

وأعلن ولي العهد السعودي اعتماد القرارات الصادرة عن القمة، ومشروع جدول الأعمال و«إعلان جدة».

وقد بدأت أعمال القمة بكلمة لرئيس الوزراء الجزائري، أيمن بن عبدالرحمن، شدد فيها على الحرص على توحيد الصف العربي، مرحبا بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، ومثمنا جهود السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسة الاستيطان الإسرائيلي. كما دعا الأشقاء في السودان إلى تغليب مصلحة الوطن، والاحتكام للحوار، وتجنب الانزلاق إلى دوامة العنف.

فرصة حل الأزمة السورية

من جهته، ثمن الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، عدم تفويت فرص حل الأزمة السورية سياسيا. ورحب بالرئيس الأسد في القمة، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، معتبرا أن «ثمة فرصة لا يجب تفويتها لمعالجة الأزمة سياسيا».

ورحّب أبو الغيط أيضا بـ«الاتفاق بين السعودية وإيران»، معتبرا أن «المشهد الدولي يمر بأشد الفترات خطورة في العالم المعاصر، ولا بد من التمسك بالمصالح العربية، لمواجهة ضغوط الاستقطاب الدولي». وأشار إلى أن «الممارسات الإسرائيلية الرعناء أدت لتصاعد كبير للعنف في الأراضي المحتلة»، مؤكدا «ضرورة مواجهة تصرفات حكومة الاحتلال الممعنة في التطرف والكراهية».

الصين: السعودية قوة مهمة

قال الرئيس الصيني، شي جين بينج، في رسالة تهنئة بعث بها إلى قمة جامعة الدول العربية، إن الصين سعيدة، لرؤية الدول العربية تتخذ خطوات جديدة على طريق الوحدة والتنمية الذاتية، مع تحقيق إنجازات جديدة.

وأضاف «شي» أن جامعة الدول العربية ملتزمة منذ فترة طويلة بتقوية العالم العربي من خلال الوحدة، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، ويسعده أن يرى الدول العربية قد اتخذت خطوات جديدة، وحققت إنجازات جديدة على طريق الوحدة، وتحسين الذات.

كما عبر «شي» عن تقديره السعودية، قائلا إنها كقوة مهمة في عالم متعدد الأقطاب، قدمت إسهامات إيجابية في تعزيز التضامن والتنسيق بين الدول العربية، والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

من جهته، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستعداد للمشاركة في حل أزمات المنطقة. وقال الرئيس بوتين: «سنواصل تقديم كل مساعدة ممكنة، لتسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي».

وأضاف: «نعتزم توسيع التعاون المتعدد الأوجه مع الدول العربية»، مشددا على حرص بلاده على دعم جهود حل الأزمات في السودان وليبيا واليمن. أبرز ما جاء في المؤتمر الصحفي للقمة: «إعلان قمة جدة» أكد تعزيز العمل العربي المشترك. مركزية القضية الفلسطينية. جهود سعودية - أمريكية، للوصول لهدنة إنسانية في السودان. لا حل للأزمة الأوكرانية الروسية إلا بالحوار. الوضع القائم في سوريا غير قابل للاستدامة، والحوار كان ضروريا مع سوريا. ستتحاور المملكة مع شركائها الغربيين بشأن العلاقات مع سوريا. قمة جدة حققت الهدف المطلوب منها. تم رصد تهدئة ملحوظة من دول الجوار. قمة جدة اهتمت بالملفات الاقتصادية، واتخذت قرارات لدعم التنمية.